وكالة الصحافة المستقلة:
2025-12-11@05:47:05 GMT

الفساد والقصاص ألمزيف

تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT

فبراير 8, 2025آخر تحديث: فبراير 8, 2025

سلام محمد العبودي

[email protected]

 

يعد الفساد المالي المنتشر في العراق، من أبرز المشكلات، التي تواجهها الحكومات المتتالية، سواء في الوقت الراهن السابق أو مستقبلاً؛ وهو يمثل تهديداً خطيراً لاستقرار الاقتصاد، الوطني والتنمية المستدامة، ما يعيق تقدم البلد ورفاهية المواطنين، وآثاره السلبية في المجتمع.

لقد تم الكشف عن الفساد المالي، منذ الدورة الأولى للبرلمان العراقي، إلا أن الآليات لكبح جماح، لم تكن مكتملة الجوانب، تلك الآفة التي يصعب القضاء عليها، قبل أن تستشري وتغلغل، في كل مفاصل الدولة، ولكن الظروف التي مر بيها العراق، من أمن غير مستقر، جعل بعض الساسة يغضوا النظر، عن تلك الإشكالية.

بالنظر للعملية السياسية المعقدة، وتلكؤ البرلمان في إقرار القوانين، جعل المؤسسات الرقابية ضعيفة، بحيث تغلغل الفاسدون أن يندسوا، في الأجهزة ضعف الأجهزة الرقابية، وقد كان لهم الدور الكبير، كأحد الأسباب الرئيسية لتفشي الفساد، على الرغم من وجود، العديد من الهيئات الرقابية، مثل ديوان الرقابة المالية ومفوضية النزاهة، إلا أنها غالبًا ما تكون غير قادرة، على أداء دورها بشكل فعال، بسبب الضغوط السياسية والموارد المحدودة.

كان الشعب يأمل من البرلمان، أن يكون أكثر اهتماماً ورصانة في عمله؛ من أجل تغيير سياسته، في اتخاذ السبل الدستورية، ونبذ سياسة المحاصصة والانتقائية، في اختيار القوانين التي تخص المواطن، واتخاذ صيغة الأغلبية البرلمانية، والتصويت كل قانون على حدة، كي لا تصبح القوانين للمقايضة والابتزاز السياسي؛ ولعدم الانصياع للتدخلات الخارجية، كي يفتح المجال، للممارسات الفاسدة وتضارب المصالح، في بعض الأحيان لا تلتزم بعض الشركات؛ والجهات الخارجية بالقوانين المحلية، ما يسهم في تفشي الفساد.

اتخاذ الإجراءات غير المعقدة، ونبذ البيروقراطية المفرطة في العراق، التي تحد التلاعب بالأموال العامة، من بعض الموظفين، في بعض المؤسسات الحكومية، الذين قد يستغلون هذه البيروقراطية، لتحقيق مكاسب شخصية، من خلال تعقيد الإجراءات وفرض رشوات، مما يؤدي للفساد المالي، وهدر الأموال العامة، وتوجيهها نحو المشاريع غير الضرورية، أو غير الفعالة، كما يعطل الاستثمارات الأجنبية والمحلية الفعالة، بسبب غياب الثقة في النظام الاقتصادي، ويزيد من البطالة والفقر.

العمل على تعزيز الشفافية، وجعلها من الأولويات في الأولويات، بإدارة الأموال العامة، من خلال نشر التقارير المالية بانتظام، ووضع آليات رقابية فعالة، كما ينبغي تشديد المساءلة على المسؤولين، عن أي اختلاسات أو فساد، وإصلاح النظام القضائي، كون القضاء يلعب دورًا أساسيًا، في محاربة الفساد، لذا يجب جعله أكثر استقلالية، بحيث يكون قادرًا على، محاكمة الفاسدين دون تأثيرات خارجية أو سياسية.

يجب فسح المجال للإعلام، الذي له دور مهم، في كشف الفساد ودعم منظمات، المجتمع المدني غير الحكومية، وأن يكون جزءاً من عملية، الرقابة والمطالبة بالعدالة، وإصلاح النظام الانتخابي وضمان، عدم احتكار بعض الأحزاب السياسية للسلطة، يمكن أن يساهم في تقليل المحاصصة، ويعزز من توجيه الأموال، والمشاريع لصالح المصلحة العامة.

بالرغم من أن الفساد المالي، قضية معقدة في العراق، يَمَسُ جوانب عدة في الحياة الاقتصادية والسياسية؛ إلا أن اتخاذ إجراءات حازمة، قادرة للحد منه بل قد تكون، قادة من القضاء عليه بصورة كاملة، وبالمقابل فإن أي تهاون فيه، فإن العراق سيتشغل، بمواجهة التحديات مما يوقف، عملية التنمية والبقاء في حالة، عدم الاستقرار.

فهل سيكون العراق قادراً على الفساد، والقانون العراقي يضمن الكفالة للفاسدين، مهما كانت الجريمة ليسافر خارج العراق، بعد أن يحول المبالغ، وإن كانت تبلغ مليارات الدولارات، أملاً في إصدار عفوٍ يشمله، ليعود مُعَّزَزاً مُكَرَماً ليحتفل بالعفو عنه، ويعوض ما خره في عقود جيده.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

62 تريليون دولار أصول المؤسسات المشاركة في أسبوع أبوظبي المالي

حسام عبدالنبي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة اختتام مسابقة مهرجان الشيخ زايد التراثي للصقور متحف زايد الوطني يستضيف ندوة «اكتشاف التاريخ وصون التراث»

أكد رؤساء شركات مشاركون في «أسبوع أبوظبي المالي 2025»، أن أبوظبي أصبحت من أهم مراكز جذب الشركات العالمية وتمكينها من الانطلاق إقليمياً وعالمياً، وهو ما تترجمه استضافتها لمجموعة استثنائية من القادة والرؤساء التنفيذيين ورؤساء مجالس الإدارة ورؤساء ومؤسسي شركات يديرون أصولاً، تتجاوز قيمتها 62 تريليون دولار حول العالم، أي ما يعادل أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وقال هؤلاء في تصريحات لـ«الاتحاد»، إن أبوظبي انتقلت من موقع المصدّر لرأس المال إلى فاعل رئيسي في صياغة هيكل الاستثمار العالمي، حيث يتركّز الاهتمام حالياً على تعميق أسواق رأس المال، واستقطاب مديري الاستثمار الدوليين، وبناء بيئة تتيح للمستثمرين الوصول المباشر والموثوق إلى المنتجات المتقدمة، مشيرين إلى أن أسبوع أبوظبي المالي، الذي يعد تجمعا لصنّاع السياسات والمؤسسات والمبتكرين في حوار موحّد، يمثل منصة للشركات العاملة بالدولة لعرض حلولها المبتكرة في القطاع المالي وقطاع إدارة الثروات ومختلف القطاع، وتالياً تعزيز مكانة أبوظبي واحدة من أبرز مراكز الثروة على مستوى العالم.

أصول الائتمان الرقمية
وأكد دانوش أرجون، الرئيس التنفيذي لـ«زيلو»، منصة الائتمان الخاص المبتكرة في دولة الإمارات والتابعة للشركة العالمية القابضة، أن «زيلو» تقدم حلول التمويل للموردين والشركات الصغيرة والمتوسطة للدفعات المستحقة للجهات الحكومية والشركات الكبرى والمؤسسات الإقليمية الرائدة، وحصلت مؤخراً على تمويل بقيمة 715 مليون دولار من الشركة العالمية القابضة، بهدف توسيع قدراتها في تمويل سلاسل الإمداد بمنطقة الشرق الأوسط. 
وقال: تشهد دول مجلس التعاون الخليجي طلباً متزايداً على حلول الائتمان الخاص القائم على المستحقات، وترتكز استراتيجيتنا على تكرار نموذج دولة الإمارات في أسواق خليجية ذات أولوية تتميز بسلاسل توريد واسعة وجهات دائنة قوية، موضحاً أن تنفيذ التوسع سيتم وفق نهج منضبط يركّز على مواءمة الأطر التنظيمية، وجاهزية المنظومات المحلية، وتوفير قنوات نشأة مستدامة.
وأشار أرجون، إلى أن الإمارات تتجه إلى تطبيق الفوترة الإلكترونية الإلزامية بحلول عام 2026، وسيسهم تطبيق الفوترة الإلكترونية في رقمنة الفواتير على مستوى الدولة، وتوفير بيانات موثوقة وفورية تعزز جودة التقييم الائتماني وتسرّع قرارات التمويل. وذكر أن نموذج «زيلو» المدمج من الفاتورة إلى التحصيل يتماشى مع هذا التحول، حيث يتيح للموردين الوصول إلى رأس المال بمجرد إنشاء الفاتورة أو اعتمادها، مما يعزّز السيولة عبر سلاسل الإمداد، ويدعم طموحات دولة الإمارات في أن تصبح مركزاً إقليمياً لأصول الائتمان الخاص الرقمية.
ولفت أرجون، إلى أن التمويل الجديد الذي حصلت عليه المنصة من «العالمية القابضة» سيسمح بتسريع وتيرة النمو وتوسيع نطاق عملياتها بشكل كبير، وتهدف خريطة الطريق إلى تحقيق حجم تمويل إجمالي يتجاوز مليار دولار خلال عام 2026، إلى جانب زيادة ملموسة في حجم الأصول المدارة سنوياً، متوقعاً أن تستفيد آلاف الشركات الصغيرة والمتوسطة والموردون ضمن شريحة السوق المتوسطة في القطاعات ذات الأولوية، مع توسع برامج تمويل الموردين المدمجة وتعميق الشراكات مع كبار المشترين.
وبيّن أرجون، أن المنطقة تشهد وجود مشترين من الجهات الحكومية والشركات الكبرى، ممن يتمتعون بسجلات سداد منتظمة وموثوقة، وبمجرد اعتماد الفاتورة من قبل هذه الجهات، تُصبح بنداً مستحقاً عالي الجودة، وهنا تقوم «زيلو» بتمويل هذه المستحقات بسرعة وتحويلها إلى تعرضات ائتمانية قصيرة الأجل قابلة للسداد الذاتي ضمن فئة الائتمان الخاص، مختتماً بالتأكيد على أن هذا النموذج يسهم في توفير السيولة الفورية التي يحتاج إليها الموردون، ويؤسّس في الوقت ذاته لتدفق منتظم من أصول الائتمان الخاص المرتبطة بالاقتصاد الحقيقي، وهي فئة من الأصول التي لم تكن متاحة تقليدياً للمستثمرين العالميين. 

فاعل رئيسي
من جهته، قال روجر روحانا، الرئيس التنفيذي لشركة ألفيا، المنصة التكنولوجية المتخصّصة في إدارة الثروات ومقرها أبوظبي: إن أبوظبي تنتقل من موقع المصدّر لرأس المال إلى فاعل رئيسي في صياغة هيكل الاستثمار العالمي، حيث يتركز الاهتمام حالياً على تعميق أسواق رأس المال، واستقطاب مديري الاستثمار الدوليين، وبناء بيئة تتيح للمستثمرين الوصول المباشر والموثوق إلى المنتجات المتقدمة. وأكد أن أبوظبي تتمتع بقدرة واضحة على إعادة تشكيل النموذج الأساسي لقطاع إدارة الثروات، وبفضل المنصات المعيارية الحديثة القائمة على الذكاء الاصطناعي واسع النطاق، بات من الممكن خدمة قاعدة أكبر من العملاء من دون الإخلال بالجودة، وتقديم إرشادات أكثر عمقاً ووعياً بالسياق، وبتكاليف أقل بكثير من الأنظمة التقليدية، منوهاً بأن ذلك الأمر يسمح للمصارف ومديري الأصول بتوسيع نطاق خدماتهم، وتعزيز مستوى الشفافية، وتوجيه المزيد من الثروات الإقليمية نحو قنوات رسمية تُدار بمهنيّة عالية. وأوضح روحانا، أن القيمة الجوهرية تكمن في تعزيز تنافسية قطاع إدارة الثروات، وهو هدف يتحقق من خلال تطوير البنية الأساسية لأساليب تقديم الاستشارات، فمن خلال تحسين هذه المنظومة، تستطيع أبوظبي تمكين مؤسساتها المالية من ترسيخ علاقاتها مع العملاء، والاحتفاظ بحصة أكبر من الأصول محلياً، والعمل وفق معطيات اقتصادية أكثر وضوحاً، لافتاً إلى أن هذه العملية تتيح فرصة مهمة لبناء سوق يدعم النمو طويل الأمد، ويعزز مكانة أبوظبي واحدة من أبرز مراكز الثروة على مستوى العالم.
ويرى روحانا، أن أسبوع أبوظبي المالي يجسّد هذا التوجه بوضوح، حيث تركّز نقاشات هذا العام على القضايا العملية التي تهم المستثمرين، وتشمل هذه القضايا آليات تحسين مرونة المحافظ الاستثمارية، وتطوير منهجيات أكثر دقة لتقييم المخاطر الإقليمية والعالمية، وكذلك دور التكنولوجيا -بما في ذلك الذكاء الاصطناعي- في دعم عمليات بحث واستشارات أكثر فعالية، مختتماً بالإشارة إلى أن أسبوع أبوظبي المالي يشمل منصة تجمع صنّاع السياسات والمؤسسات والمبتكرين في حوار موحّد، الأمر الذي رسّخ مكانته كإحدى المنصات المؤثرة على الصعيد الإقليمي.

تعزيز الحضور بالأسواق العالمية 
وأفاد خافيير رودريغيز سولير، الرئيس العالمي للاستدامة والخدمات المصرفية للشركات والاستثمار لدى بنك بي بي في إيه (BBVA)، بأن منطقة الشرق الأوسط تمثل فرصة كبيرة للبنك لتنويع حضوره العالمي وتعزيز قاعدة عملائه حيث تسعى الاقتصادات المحلية إلى تنفيذ خطط طموحة للتنويع ولتعزيز حضورها في الأسواق العالمية. 
وقال: لهذا الغرض حصل البنك على الموافقة المبدئية من سلطة تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي العالمي (ADGM) للحصول على ترخيص يسمح له بتوسيع نطاق أنشطته في مجال الخدمات المصرفية للشركات والاستثمار وتعزيز مكانته كشريك استراتيجي للعملاء من الشركات والمؤسسات في المنطقة، مؤكداً أن هذه البيئة توفّر إمكانات كبيرة للبنك لتوطيد العلاقات مع صناديق الثروات السيادية والمستثمرين المؤسساتيين والشركات الكبرى، وجميعها جهات فاعلة رئيسية في عملية التحول العالمي في مجال الطاقة وتطوير البنية التحتية.

مقالات مشابهة

  • 62 تريليون دولار أصول المؤسسات المشاركة في أسبوع أبوظبي المالي
  • تكثيف الحملات الرقابية لضبط المخالفات وإزالة الإشغالات بعدد من أحياء العبور
  • تعرف على الصيام المتقطع وفوائده للقلب والصحة العامة
  • لجنة المال ناقشت اعتمادات الأجهزة الرقابية لتعزيز المحاسبة على الهدر المالي
  • بنك القاهرة يشارك في فعاليات الشمول المالي احتفالاً باليوم العالمي لذوي الهمم
  • بنك مسقط يعزّز المفاهيم الماليّة ويشجّع على ريادة الأعمال بشمال الباطنة
  • هيئة الاستثمار تطلق منصة إلكترونية لخدمات الفحص المالي
  • العراق يعلن استرداد أكثر من 17 مليون دولار من عائدات الفساد
  • العراق يسترد نحو 17 مليون دولار من عائدات الفساد
  • الهيئة العامة للاستثمار تعتمد الإطار الفني والتنظيمي المحدث للتقييم والفحص المالي وتطلق منصة رقمية جديدة ضمن جهود الدولة لتعزيز مناخ الاستثمار