رفض إقليمي ودولي واسع لمخطط ترامب بتهجير الفلسطينيين
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
يمانيون../
قوبلت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، بانتقادات واسعة وبرفض إقليمي ودولي، حيث أبدت معظم دول العالم موقفها الرافض لتلك التصريحات، واعتبرتها “أمر غير شرعي ولا قانوني”.
فصائل المقاومة الفلسطينية بمختلف انتماءاتها استهجنت تصريحات ترامب، وإلى جانبها حزب الله اللبناني، وبقية الفصائل العراقية.
داخلياً، كانت هناك بيانات متعددة رافضة لهذه التصريحات، منها بيان المكتب السياسي لأنصار الله، وبيان لحكومة التغيير والبناء التي رأت أن التفريطَ في الهُويةِ هو المستحيلُ بعينِه، لأنهم الفلسطينيين ليسوا مجرّدَ ضيوفٍ في وطنِهم، وليسوا أغناماً تُقادُ إلى مراعيَ أخرى، بل هم جذورٌ راسخةٌ في ترابِ أرضِ فلسطين.
وكان وزراء خارجية مصر والسعودية وقطر والإمارات والأردن قد أصدروا بياناً مشتركاً يوم السبت الماضي، أكدوا من خلاه رفضهم “المساس بحقوق الفلسطينيين من خلال الأنشطة الاستيطانية، أو الطرد وهدم المنازل، أو ضمّ الأرض”، أو من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم بأي صورة من الصور أو تحت أي ظروف ومبررات”.
كما أكد البيان ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من قطاع غزة، والرفض التام لأي محاولات لتقسيم القطاع. وأعلنت سلطنة عمان “الرفض القاطع لأي محاولات للتهجير من قطاع غزة والأراضي الفلسطينية”.
واللافت صدور بيانات من حلفاء وثيقين للكيان الصهيوني، من بريطانيا وألمانيا، حيث قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إن “قطاع غزة ملك للفلسطينيين، وطردهم منه أمر غير مقبول ويتعارض مع القانون الدولي”، مضيفة: “هذا سوف يؤدي إلى معاناة جديدة وكراهية جديدة.. لا ينبغي أن يكون هناك حل فوق رؤوس الفلسطينيين”.
ونقل المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف ليموان قوله: “إن فرنسا تجدد معارضتها لأي تهجير قسري للسكان الفلسطينيين في غزة، والذي من شأنه أن يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، واعتداء على التطلعات المشروعة للفلسطينيين، فضلاً عن أنه يشكل عقبة رئيسية أمام حل الدولتين وعامل زعزعة استقرار رئيسياً لشركائنا المقربين مصر والأردن وكذلك للمنطقة بأكملها”.
وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس قال هو الآخر: “أريد أن أكون واضحاً للغاية في هذا الشأن: غزة هي أرض الفلسطينيين في غزة، ويجب أن يبقوا في غزة، غزة جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية التي تدعمها إسبانيا”
وفي روسيا قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: “إن روسيا تعتقد أن التسوية في الشرق الأوسط لا يمكن أن تتم إلا على أساس حل الدولتين”، مضيفاً: “هذه هي الأطروحة التي تتقاسمها الأغلبية الساحقة من البلدان المعنية بهذه المشكلة، ونحن ننطلق منها ونؤيدها ونعتقد أن هذا هو الخيار الوحيد الممكن”.
أما مندوب الصين في مجلس الأمن، فقال إن بلاده “تعارض أي محاولة لتغيير التركيبة السكانية للأراضي الفلسطينية المحتلة”.
ويشير الرفض الواسع لمخطط ترامب التهجيري للشعب الفلسطيني على وجود شبه إجماع دولي على أحقية سكان غزة في البقاء على أرضهم، وهو اصطفاف يأتي لأول مرة بهذا الشكل الكبير مع مظلومية فلسطين، وهو نتيجة للإخفاق الكبير للعدو الإسرائيلي في معركة “طوفان الأقصى”.
وحتى اللحظة، ليس هناك رؤية أمريكية واضحة تجاه مخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني من قطاع غزة، وهل ترامب سيمضي قدماً في خطته المثيرة للجدل أم أنه يتبنى موقفاً متطرفاً كاستراتيجية للمساومة.
ولهذا، فإن إقدام الولايات المتحدة على ارتكاب حماقة وتنفيذ هذا المخطط الإجرامي لتهجير الشعب الفلسطيني، سيؤدي في نهاية المطاف إلى تجاهل الرغبة الدولية ورفضها لمثل هذه المخططات، وهو ما يثبت الحق المشروع للفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم بكل الوسائل المشروع، والتصدي لأي جرائم أو مخططات تحاك ضدهم.
عباس القاعدي المسيرة
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: من قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية يؤكد أهمية البدء بتشكيل لجنة التكنوقراط الفلسطينية لإدارة قطاع غزة
التقى د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج مع السيدة " كلير لوجندر" مستشارة الرئيس الفرنسي لشئون الشرق الأوسط، يوم السبت ١٣ ديسمبر، على هامش منتدى صير بنى ياس.
ثمن الوزير عبد العاطي العلاقات الاستراتيجية بين مصر وفرنسا، معربا عن التطلع لتعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى وزيادة الاستثمارات الفرنسية في مصر، فضلا عن تعزيز التعاون في مختلف المجالات وفى مقدمتها قطاعات الصناعة والنقل والسياحة والثقافة والتعليم. كما رحب بقرب انعقاد الجولة الأولى من الحوار الاستراتيجي بين وزارتي الخارجية المصرية والفرنسية.
وفيما يتعلق بتطورات القضية الفلسطينية، رحب وزير الخارجية بالموقف الفرنسي الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، مبرزا الجهود التي تقوم بها مصر لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأكد على ضرورة تضافر الجهود الدولية لضمان تنفيذ قرار مجلس الأمن ٢٨٠٣ وسرعة تشكيل قوة الاستقرار الدولية في غزة للاضطلاع بمسئوليتها ومهامها. ونوه بأهمية المضي في خطوات تشكيل لجنة التكنوقراط الفلسطينية لإدارة قطاع غزة.
كما أكد على أهمية ضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق إلى قطاع غزة في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية، مشددا على أهمية خلق الآفق السياسى للتوصل إلى تسوية عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية من خلال تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
كما تم التطرق خلال اللقاء إلى الأوضاع في السودان، حيث أطلع الوزير عبد العاطي المسئولة الفرنسية الجهود المصرية فى إطار الرباعية بهدف تحقيق وقف إطلاق النار بما يسمح بإطلاق عملية سياسية سودانية شاملة، مؤكداً على ثوابت الموقف المصري بشأن حماية سيادة السودان، ووحدة وسلامة أراضيه، ورفض التقسيم، ودعم مؤسسات الدولة. وشدد على ضرورة توحيد الجهود الإقليمية والدولية لدفع مسار التهدئة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار ونفاذ المساعدات الإنسانية.
كما حرص وزير الخارجية على إطلاع المسئولة الفرنسية على نتائج زيارته الأخيرة للبنان، مؤكدا على موقف مصر الثابت والرافض للمساس بسيادة لبنان ووحدة وسلامه أراضيه، فضلًا عن دعم المؤسسات الوطنية للاضطلاع الكامل بمسئولياتها في الحفاظ على أمن واستقرار لبنان، مشددًا على ضرورة منع التصعيد واحتواءه، ورفض أي انتهاك للسيادة اللبنانية.