صحيفة الخليج:
2025-08-02@15:58:39 GMT

متحف المستقبل.. مهد استشراف الغد

تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT

دبي: محمد ياسين

في عالم يتسم بالتغيرات المتسارعة والتحديات المتلاحقة، تبرز القمة العالمية للحكومات كمحفل دولي يجمع قادة الفكر وصنّاع القرار لاستشراف مستقبل البشرية، وفي قلب دبي، حيث تعقد القمة، يقف متحف المستقبل كصرح معماري وتكنولوجي يعكس رؤية الإمارات الطموحة لصناعة الغد. فالمتحف والقمة ليسا منفصلين، بل يشعّان من مشكاة واحدة، تجسد التزام دولة الإمارات بقيادة مسيرة الابتكار وبناء مستقبل أكثر إشراقاً للإنسانية وهنا نستعرض أوجه الترابط بين القمة العالمية للحكومات ومتحف المستقبل، وكيف يعكسان معاً رؤية متكاملة لاستشراف المستقبل.


القمة العالمية للحكومات ليست مجرد مؤتمر سنوي، بل هي منصة عالمية تهدف إلى تحويل التحديات إلى فرص، ووضع الخطط الاستباقية لمواجهة التغيرات المستقبلية، وفي هذا السياق يبرز متحف المستقبل كرمز حيوي لهذه الرؤية، حيث يعرض أحدث الابتكارات التكنولوجية ويقدم تجارب تفاعلية تتيح للزوار استكشاف ما يمكن أن يبدو عليه العالم بعد عقود، المتحف ليس مجرد مبنى، بل هو تجسيد لفكرة أن المستقبل يصنع اليوم، وهو ما يتوافق تماماً مع أهداف القمة.
الابتكار والتكنولوجيا
أحد المحاور الرئيسية التي تربط بين القمة العالمية للحكومات ومتحف المستقبل هو التركيز على الابتكار والتكنولوجيا خلال جلسات القمة، حيث تتم مناقشة أحدث التطورات في الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والطاقة المتجددة، وهي الموضوعات ذاتها التي يعرضها المتحف بشكل تفاعلي، هذا الترابط يظهر كيف أن الإمارات لا تقتصر على الحديث عن المستقبل، بل تعمل على تجسيده عملياً من خلال مشاريع مثل المتحف الذي يعد مختبراً حياً للتجارب المستقبلية.
على سبيل المثال، في إحدى جلسات القمة الأخيرة، تم استعراض دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الخدمات الحكومية، وهو ما يتم تفعيله عملياً في متحف المستقبل من خلال عروض تفاعلية تشرح للزوار كيف يمكن للتكنولوجيا أن تغير حياتهم اليومية، هذا التوازن بين النظرية والتطبيق يعكس التزام الإمارات بتحقيق رؤيتها المستقبلية.
القمة والمتحف
تعتبر الاستدامة إحدى الركائز الأساسية التي تجمع بين القمة العالمية للحكومات ومتحف المستقبل، ففي القمة يتم استعراض أفضل الممارسات العالمية لتحقيق التنمية المستدامة، بينما يقدم المتحف حلولاً مبتكرة في مجالات مثل الطاقة النظيفة وإدارة الموارد، هذا التوازن بين النقاش العلمي والتطبيق العملي يعكس التزام الإمارات بتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ويؤكد دورها الريادي في قيادة الجهود العالمية نحو مستقبل أكثر استدامة.
في إحدى جلسات القمة السابقة، تم التركيز على أهمية التحول إلى الطاقة النظيفة، وهو ما يتم تجسيده في متحف المستقبل من خلال عرض نماذج لمشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح التي يمكن تطبيقها على نطاق واسع، هذا الترابط بين القمة والمتحف يظهر كيف أن الإمارات تعمل على تحويل الأفكار إلى واقع ملموس.
التعليم والتمكين
لا تقتصر جهود الإمارات على الحاضر، بل تمتد إلى تمكين الأجيال القادمة من خلال التعليم والتدريب، والقمة العالمية للحكومات تخصص جلسات لمناقشة مستقبل التعليم وكيفية إعداد الشباب لسوق العمل المستقبلي، بينما يقدم متحف المستقبل برامج تعليمية وتدريبية تهدف إلى إلهام الشباب وتزويدهم بالمهارات اللازمة لقيادة التغيير.
تحولات المستقبل
يعد الذكاء الاصطناعي إحدى أبرز الموضوعات التي يتم مناقشتها في القمة العالمية للحكومات، حيث يتم استعراض آثاره على مختلف القطاعات مثل الصحة والتعليم والنقل وغيرها وفي متحف المستقبل، يتم تقديم عروض تفاعلية تشرح للزوار كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يغير حياتهم اليومية، من خلال تطبيقات مثل السيارات ذاتية القيادة والروبوتات المساعدة.
في عالم يتسم بالتغيرات المتسارعة والتحديات المتلاحقة، تبرز القمة العالمية للحكومات كمحفل دولي يجمع قادة الفكر وصنّاع القرار لاستشراف مستقبل البشرية، وفي قلب دبي، حيث تعقد القمة، يقف متحف المستقبل كصرح معماري وتكنولوجي يعكس رؤية الإمارات الطموحة لصناعة الغد. فالمتحف والقمة ليسا منفصلين، بل يشعّان من مشكاة واحدة، تجسد التزام دولة الإمارات بقيادة مسيرة الابتكار وبناء مستقبل أكثر إشراقاً للإنسانية وهنا نستعرض أوجه الترابط بين القمة العالمية للحكومات ومتحف المستقبل، وكيف يعكسان معاً رؤية متكاملة لاستشراف المستقبل.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات القمة العالمية للحكومات متحف المستقبل من خلال

إقرأ أيضاً:

متحف آثار السلط.. توثيق الحياة اليومية والثقافة المعمارية والاجتماعية

عمّان "العُمانية": يعد "بيت طوقان" تحفة معمارية عثمانية في قلب مدينة السلط الواقعة شمال غرب العاصمة الأردنية عمّان، الذي شُيّد في أوائل القرن العشرين، ثم تحوّل في ثمانينيات القرن الفائت إلى "متحف آثار السلط"، مشكّلاً بذلك أول متحف مخصص لآثار المدينة العريقة ولشواهد من الحضارات القديمة التي مرت عليها عبر العصور.

يتربع المبنى على مساحة كبيرة، فقد كان في البداية مكوّناً من طابق واحد، ثم أضيف إليه طابق علوي استُخدم في تشييده مواد بناء مستوردة من أوروبا، مثل الرخام الإيطالي والزجاج البلجيكي؛ ما منح البناء قوةً وجعله أكثر صموداً في وجه التحديات المناخية والطبوغرافية التي تتميز بها مدينة السلط، بالإضافة إلى ذلك، تنتشر فيه القباب ذات الزخارف الجصّية لتعكس طرازاً معمارياً يجمع سمات البناء الغربي ونظيره الشرقي في آن واحد.

وتُعرَض في المتحف لقى ومقتنيات منذ العصر الحجري النحاسي حتى العصور الإسلامية مروراً بالعصور البرونزية والحديدية والهلنستية والرومانية والبيزنطية، ويزيد عددها على الألف قطعة، من الفخار والزجاج والصوان والمعادن والعظم والخزف والعملات المعدنية والجداريات الفسيفسائية من الكنائس البيزنطية، بالإضافة إلى القلائد والأساور الرومانية والأيوبية والمملوكية.

وفي عام 2006 أنشئ قسم خاص بالمتحف يحتوي على مواد تفاعلية مناسبة للأطفال، مثل الأقراص المدمجة والنشرات التعريفية الإلكترونية التي تسهم في التعريف بمقتنياته ومرافقه.

ويضم الطابق الأول من المتحف قاعات عرض دائمة تسرد تطور المدينة وعلاقاتها مع محيطها الجغرافي، وتستعرض مختلف الحضارات التي مرت بالسلط ومحيطها، بما يمثل جولة بصرية معرفية تضع الزائر في أجواء المعرض والمدينة الأثرية التي أُدرجت في عام 2021 على قائمة التراث العالمي في اليونسكو، لما تحققه من مثالٍ معماري شامل لـ "مدينة تاجر القمح" التقليدية، بمنازلها الحجرية والأزقة الضيقة وسياج التلال الثلاثة.

كما يضم المتحف معرضاً للحياة اليومية والثقافة المعمارية والاجتماعية في السلط، وتتزين الجدران في هذا المعرض بالصور التاريخية للبيوت على الجبال المهيبة للسلط، وتندمج مع الأسواق التي تكلّل منحدرات الجبال، وبذلك تبدو المدينة للزائر كما لو أنها جبال صخرية تنبض بالنور والحياة.

ويحتوي المتحف على أقسام تُعرض فيها القطع الأثرية على تنوعها، من الفخار البسيط الذي وُجد في منطقة تل الغسول ويعود للعصر الحجري النحاسي، وعدد من قطع الخزف التي ترجع للعصر البرونزي، ومن الفترتين البيزنطية والرومانية هناك قطع زجاجية وشمعدانات وقطع من السيراميك والزجاج الكنسي استُخرجت من منطقة جلعد ويعود معظمها للفترة البيزنطية، أما الفخار المعروض والقلائد البرونزية فتُنسَب للفترة الرومانية.

ويضم القسم الخاص بالمسكوكات والنقوش المعدنية أدوات كانت تُستخدم في الحياة اليومية لسكان المنطقة، ومجموعات خزفية من العصرين الأيوبي والمملوكي تُظهر تطور الحرف التقليدية وجماليات التصميم في تلك المرحلة.

وينظّم المتحف فعاليات وبرامج تعليمية تتنوع بين اللقاءات والندوات والدورات التدريبية وتدور في مجملها حول التوعية بأهمية الحفاظ على التراث الإنساني، كما يوفر المتحف مركزاً للبحوث والمعلومات يقوم بدراسة القطع الأثرية وتوثيق التراث الثقافي، بالإضافة إلى خدمات استضافة باحثين وزوار مهتمين بالتاريخ الحضاري في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • البنك الوطني العُماني يواصل تمكين الكفاءات عبر برنامج "قادة الغد"
  • محمد بن راشد: قطار الاتحاد شريان اقتصادي مهم وجسر حيوي يعزز مسيرة الإمارات نحو المستقبل
  • الإمارات تطلق حواراً دولياً لإعادة صياغة مستقبل الإعلام
  • متحف آثار السلط.. توثيق الحياة اليومية والثقافة المعمارية والاجتماعية
  • دراسة علمية: الإمارات تمثل انطلاقة لتحول جذري في مستقبل الزراعة
  • قمة سيلكون للتكنولوجيا والتحول الرقمي تُطلق شرارة المستقبل الرقمي في سوريا
  • فتح باب التسجيل للمشاركة في القمة العالمية للاقتصاد الأخضر
  • سلطان بن خليفة بن شخبوط يبحث ترتيبات استضافة «ألعاب المستقبل 2025»
  • اللوفر أبوظبي يسمي أعضاء تحكيم «فن الحين» وجائزة «ريتشارد ميل»
  • دعم راسخ