شبكة اخبار العراق:
2025-07-30@22:57:16 GMT

مآساة التعليم في العراق بعد الاحتلال

تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT

مآساة التعليم في العراق بعد الاحتلال

آخر تحديث: 10 فبراير 2025 - 9:50 صبقلم:د. عبدالرزاق محمد الدليمي الجزء الاول بدايةً كاتب هذه السطور ابن التعليم العالي وتدرج في سلمه من مدرس مساعد الى استاذ وعمل رئيس فرع وتدريسي ورئيس قسم ثم عميد لحد التاسع من نيسان 2003 المشؤوم ..عبر نظام وتعليمات دقيقة وموضوعية حملت في طياتها كل ماتعنيه سمات البنية التعليمية التميزة حتى في ظروف الحصار المجرم على بلدنا …ما حدث بعدها كان كارثة إذا جاز التعبير، فأصبحت الجامعات (سيما الاهلية ) تقبل كل من هب ودب بغض النظر عن المستوى وفي أدق التخصصات.

وكان لا بد مع هذا العدد الهائل من المقبولين أن يكون ذلك على حساب مستوى مخرجات التعليم العالي، فانحدر المستوى العام بشكل كارثي وأصبح ظاهرة ملموسة ليس فقط في الكليات النظرية فقط بل في العلمية أيضاً، لدرجة أن البعض أصبح يطلق على بعض الجامعات تندراً أنها أصبحت مدارس ثانوية عالية!!. فقد تكدَّست الأعداد الهائلة من الطلبة في القاعات الدراسية، وتراكمت بنفس العدد في المختبرات والمعامل وتكوَّمت في المكتبات والمدرجات، لدرجة أن الطلبة أصبحوا في بعض الكليات يتصاعدون على أكتاف بعضهم البعض ليشاهدوا أستاذ المادة وهو يشرح… ولم يجد طلبة الطب مثلاً، بسبب العدد الكبير من المقبولين فرصة ليفحصوا مريضاً أو يُشرِّحوا جثة أو يخيطوا جرحاً وأصبح وللأسف تعلُّم الطب في بعض الكليات شفوياً، ولم يكن الأمر محصوراً على الكليات الطبية فقط بل امتد إلى الكليات العلمية الأخرى.. وبسببه يتخرَّج الألوفُ من هذه الكليات دون أن يفقهوا شيئاً في تخصصاتهم، وهبط المستوى العام لدرجة أن الخريج السعودي أصبح مرفوضاً وللأسف في سوق العمل. واللافت للنظر أن انحدار المستوى العام للغالبية الخريجين أصبح ظاهرة واضحة في كل الاختصاصات فتراجعت اللغة العربية الفصحى وشاعت الأمية اللغوية، وكان لابد مع هذا التكدُّس والكم الهائل من المقبولين أن يهبط النوع إلى مستوى غير مسبوق ليس فقط بالجامعات والكليات الاهلية التي اصبحت مثيرة للجدل بل كذلك كثير من الجامعات الحكومية التي كانت منارا متميزا في التعليم الكفئ. في الوقت الذي يعيش فيه العالم برؤية التحول الى الاقتصاد المعرفي نلاحظ تجاهل مؤسسات التعليم العالي عن وضع الخطط الإستراتيجية لتحقيق الرؤيةعلما ان المناهج الدخيلة ذات النكهة غير المرغوب بها علميا ومعرفيا التي يجب ان تشطب وتتغير العملية التعليمية من الأسلوب المتخلف المعتمد الى الأسلوب الحديث المبني على دعوة العقل إلى التفكير والإبداع لأننا نعيش عصر التقنية وثورة الاتصالات والمعلومات، فلابد من تغير أساليب التعليم تماماً، لابد أن تتحول الجامعات إلى جامعات ريادية. التحديات الكبيرة التي تعيق تطوير النظام التعليمي تواجه عملية النهوض بالتعليم في العراق بعد الاحتلال العديد من التحديات الكبيرة التي تعيق تطوير النظام التعليمي وتحقيق جودة تعليمية تلبي احتياجات المجتمع وتواكب التطورات العالمية. هذه التحديات هي نتيجة لعدة عوامل، سواء كانت تاريخية أو سياسية أو اقتصادية، وتشمل العديد من الجوانب. وفيما يلي أبرز التحديات التي يواجهها التعليم في العراق في واقعه الحالي: التدهور في البنية التحتية النظام التعليمي في العراق يعاني من نقص حاد في البنية التحتية. العديد من المدارس والجامعات بحاجة إلى صيانة وإعادة بناء، بسبب التدمير الذي تعرضت له خلال الحروب والصراعات المسلحة. في كثير من المناطق، ما زال الطلاب يدرسون في مبانٍ قديمة وغير مجهزة، مع نقص في المرافق الأساسية مثل المكتبات والمعامل. نقص الكوادر التعليمية المؤهلة تعاني المدارس والجامعات العراقية من نقص حاد في الكوادر التعليمية المؤهلة. المعلمون والأساتذة في العديد من المناطق يعانون من قلة التدريب المهني، كما أن الأعداد الكبيرة من المعلمين الذين هاجروا أو قتلوا بسبب العنف والمشاكل الأمنية تسببت في فقدان الكثير من الخبرات التعليمية. إضافة إلى ذلك، فإن الرواتب المتدنية والعوامل الاقتصادية تساهم في عزوف الشباب عن الانخراط في مهنة التعليم. التدخلات السياسية والمليشيات كما تم الإشارة سابقًا، يتعرض التعليم في العراق لتدخلات سياسية عميقة، سواء من قبل الجماعات المسلحة أو بعض القوى السياسية التي تسعى لاستخدام التعليم كأداة لترويج أفكارها. في بعض الحالات، يتم فرض مناهج تعليمية تخدم أجندات سياسية معينة، مما يعوق تطوير التعليم الأكاديمي الذي يركز على التفكير النقدي والإبداع. نقص التمويل والتخصيصات المالية على الرغم من أن العراق يمتلك موارد كبيرة، إلا أن تخصيص الميزانيات لقطاع التعليم غالبًا ما يكون غير كافٍ. هناك ضعف في توجيه الأموال اللازمة لتطوير المدارس، تحسين ظروف العمل للمعلمين، وتحسين جودة التعليم. في بعض الأحيان، تُخصص الأموال لقطاعات أخرى، مثل الأمن والجيش، مما يترك قطاع التعليم يعاني من ضعف في الموارد المالية. النزوح الداخلي والصراعات النزاعات الداخلية والتوترات الأمنية في بعض المناطق العراقية أسهمت في تدهور عملية التعليم. الكثير من الأسر اضطرت للنزوح بسبب العمليات العسكرية، مما أدى إلى انقطاع الأطفال عن التعليم لفترات طويلة. المدارس في بعض المناطق تضررت جراء العنف، وهناك تحديات كبيرة في توفير بيئة تعليمية آمنة للأطفال. ضعف جودة المناهج التعليمية تحتاج المناهج التعليمية في العراق إلى إصلاحات جذرية. المنهج الدراسي في العراق قديم ويعاني من قصور في توفير المهارات الضرورية للطلاب في عصر التكنولوجيا. هناك تركيز كبير على الحفظ والتلقين، دون تنمية مهارات التفكير النقدي والتحليل، مما يحد من قدرة الطلاب على التفاعل مع التحديات المعاصرة. الأمية والعوائق الاجتماعية الأمية ما زالت تشكل تحديًا كبيرًا في العراق، خاصة في المناطق الريفية والنائية. العوامل الثقافية والاجتماعية قد تؤثر على مشاركة الأطفال، خصوصًا الفتيات، في التعليم. في بعض الأحيان، تكون هناك مقاومة اجتماعية للتعليم بسبب العادات والتقاليد التي تحد من تعليم الفتيات أو تفضل تعليم الذكور. اللامركزية والفساد الإداري إدارة التعليم في العراق تعاني من اللامركزية، مما يؤدي إلى تضارب في السياسات التعليمية وتنفيذها. كما أن الفساد الإداري في المؤسسات الحكومية يعيق توزيع الموارد بشكل عادل ويؤثر على جودة التعليم في بعض المناطق. في بعض الأحيان، يُستغل منصب المسؤولين في التعليم لتحقيق مكاسب شخصية، مما يساهم في تدني مستوى الخدمات التعليمية. استخدام التكنولوجيا في التعليم رغم التطور السريع في مجال التكنولوجيا، فإن العراق ما زال يواجه تحديات في إدخال التكنولوجيا بشكل فعّال في العملية التعليمية. البنية التحتية الرقمية ضعيفة في العديد من المدارس، كما أن الطلاب لا يتاح لهم الوصول إلى الأدوات التكنولوجية الحديثة التي يمكن أن تعزز من مهاراتهم التعليمية. وهذا يضع العراق في موقف متأخر مقارنة بالدول الأخرى في هذا المجال. تأخر الإصلاحات التعليمية على الرغم من ضرورة الإصلاحات الجذرية، إلا أن عملية الإصلاح التعليمي في العراق تسير ببطء شديد. غالبًا ما تكون هناك مقاومة للتغيير من بعض الجهات الحكومية، كما أن عدم وجود خطة استراتيجية شاملة وقابلة للتنفيذ يعوق تطور النظام التعليمي. توجد حاجة ماسة لتنفيذ سياسات تعليمية واضحة ومستدامة تسهم في تطوير التعليم على المدى الطويل. تحديات النهوض بالتعليم في العراق معقدة وتحتاج إلى تكاتف الجهود من قبل الحكومة، المجتمع المدني، والمنظمات الدولية لتحقيق الإصلاحات الضرورية. على الرغم من التحديات الكبيرة، فإن تحسين الوضع التعليمي في العراق يعد أمرًا حيويًا لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: التعلیم فی العراق النظام التعلیمی فی التعلیم العدید من فی بعض کما أن

إقرأ أيضاً:

الحكومة: تطوير 94 منهجًا لجميع المراحل التعليمية و الاستعانة بكبار الأكاديميين لمراجعة المناهج

التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني لمُتابعة عدد من ملفات عمل الوزارة.

وخلال الاجتماع استعرض وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، جهود الوزارة في تطوير المناهج بإجمالي 94 منهجًا لجميع المراحل التعليمية (رياض أطفال، الابتدائية، الإعدادية، الثانوية)، مشيرًا إلى أن الوزارة استعانت بلجنة من كبار الأكاديميين وأساتذة الجامعات لمراجعة المناهج المُطورة؛ للاسترشاد برأيهم، والمراجعة العلمية الدقيقة للكتب الخاصة بجميع المراحل.

وأضاف: ركزت اللجنة على الموضوعات التي تنمي شعور الاعتزاز بالوطن وتعميق الهوية المصرية والاعتزاز باللغة العربية، بالإضافة الي تطوير مناهج الرياضيات بالتعاون مع الجانب الياباني باستخدام المنهجية اليابانية في تبسيط المادة العلمية.

و اطلع رئيس الوزراء على عددٍ من الكتب الدراسية الجديدة بعد طباعتها.

مدبولى يؤكد التزام الحكومة بدعم استثمارات شركة شل ودفع مستحقات الشركاء الأجانب بقطاع البترولمدبولي: لا ننكر مشكلات الطرق.. وسنعالجها بتحسين الصيانة وجودة التشغيل

ولفت محمد عبد اللطيف إلى برنامج تأهيل وتدريب المعلمين على المناهج المطورة موضحًا أن خطة التدريب تستهدف تغطية 100% من المعلمين بالتعاون مع منظمة "اليونيسف"، موضحًا أن آليات التدريب ستكون عبر تقنية الفيديو كونفرانس، أو من خلال التدريبات الشخصية عبر عقد ورش عمل مكثفة، وتدريبات على منصة المعلم والتي تغطي المنهج بأكمله وسيحصل عليها كل معلم على حدة باستخدام الحساب الخاص به وتسلمه شهادة إتمام الدورة التدريبية.

وخلال اللقاء، تطرق وزير التربية والتعليم إلى "البرنامج القومي لتنمية مهارات القراءة والكتابة لطلاب المرحلة الابتدائية" والذي يمثل نتاج شراكة استراتيجية بين الوزارة والمنظمات الدولية ويعكس الالتزام المشترك بتحسين جودة التعليم وتمكين الأجيال القادمة، موضحًا أن الهدف العام للبرنامج يتمثل في تنمية مهارات القراءة والكتابة للتلاميذ المتعثرين من خلال تنمية مهارات المعلمين لإكساب التلاميذ المهارات الأساسية في القراءة والكتابة، مشيرًا إلى أنه جار تنفيذ البرنامج في 10 محافظات بواقع 2000 مدرسة وبإجمالي مليون طالب وطالبة كمرحلة أولى.

كما استعرض الوزير مقترح إلحاق الأطفال في المرحلة الأولي لرياض الأطفال بالمساجد بالتعاون مع وزارة الأوقاف، على أن يكون ذلك في إطار تجريبي لمدة عام دراسي واحد، وفي محافظة واحدة حتى يتم تقييم التجربة، وذلك في إطار اهتمام الدولة المصرية ببناء الإنسان المصري، وتربية الأطفال التربية السليمة.

وتطرق  وزير التربية والتعليم  إلى الجهود التي تحققت فيما يخص التوسع في المدارس اليابانية، مُوضحاً أن عدد تلك المدارس سيصل إلى 70 مدرسة ببداية العام الأكاديمي 2025/2026، ومضيفاً أنه تم الاتفاق مع الجانب الياباني على إدخال مادة البرمجة لطلاب المدارس المصرية اليابانية في إطار خطة التوسع في مسارات تدريس البرمجة، لافتاً إلى أن المادة التعليمية المُقدمة من الجانب الياباني في هذا الإطار تتميز بالسير وفقاً لمنهج محدد وواضح، كما تنقسم إلى مستويات من مبتدئ ثم متوسط ومتقدم.

وعرض وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أبرز ما تم إنجازه خلال العام الدراسي السابق 2024/2025، مشيراً إلى أن الوزارة تمكنت من خفض الكثافات الطلابية إلى معدلات أقل من 50 طالباً في الصف الواحد، إلى جانب رفع نسبة حضور الطلاب لتتجاوز 89% بجميع مدارس مصر، بالإضافة إلى بذل خطوات تجاه سد العجز في أعداد المدرسين وتحسين ظروفهم، وكذا إعادة هيكلة التعليم الثانوي، وتطوير المناهج الدراسية وفق المعايير الدولية المختلفة، إلى جانب إعداد خطة لتحويل مدارس التعليم الفني إلى مدارس تكنولوجيا تطبيقية بالتعاون مع شركات محلية ودولية لتوفير فرص للتدريب والربط بمتطلبات سوق العمل.

طباعة شارك مدبولي صطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم

مقالات مشابهة

  • الوزراء: سنحل أزمة كثافات الفصول التعليمية خلال 3 سنوات في تلك الحالة
  • وزير العدل يلتقي برؤساء محاكم الاستئناف لبحث التحديات التي تواجه عملهم
  • حكومة غزة تكشف عدد شاحنات المساعدات التي دخلت غزة ومصيرها
  • محمد معيط: الحفاظ على معدلات نمو مرتفعة من أكبر التحديات التي تواجه الدولة
  • معيط: الحفاظ على معدلات نمو مرتفعة من أكبر التحديات التي تواجه الدولة المصرية
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • الحكومة: تطوير 94 منهجًا لجميع المراحل التعليمية و الاستعانة بكبار الأكاديميين لمراجعة المناهج
  • ما المساعدات التي دخلت قطاع غزة؟ ومن المستفيد منها؟
  • لأول مرة.. هولندا تدرج الاحتلال الاسرئيلي ضمن الدول التي تشكل تهديداً
  • نائب بالشيوخ : الحضانات التعليمية بالمساجد مشروع قومي يُعيد تشكيل وعي الأجيال