رغم وجود شاذيْن بإدارته.. ترامب ينخرط في حرب عالمية على الجندرية والشذوذ
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
جاء في مقال بصحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإصداره أمرا تنفيذيا يحظر مشاركة المتحولين جنسيا في المسابقات الرياضية النسائية، يكون بذلك قد انخرط في "حرب عالمية" على أيديولوجية الجندر أو النوع الاجتماعي.
والجندرية -كما هو معلوم- أيديولوجيا تلغي أية فوارق وتمايزات بين الذكور والإناث في المجتمعات البشرية.
وكان الرئيس الأميركي قد أصدر -الأربعاء الماضي- أمرا تنفيذيا يحظر بموجبه مشاركة المتحولين جنسيا في المسابقات الرياضية النسائية، في أحدث قراراته منذ عودته إلى السلطة، معتبرا المتحولين جنسيا غير مؤهلين للانخراط في الخدمة العسكرية.
وتشير الكاتبة إليزابيث زيروفسكي، في مقالها بالصحيفة، إلى أن السجالات والمهاترات سواء بين الأفراد أو المؤسسات حول "أيديولوجيا الجندر" أضحت ظاهرة دولية، وسمة من سمات الأنظمة الحالية والسابقة المناهضة لليبرالية في جميع أنحاء العالم من موسكو إلى بودابست ومن وارسو إلى روما، والآن في العاصمة الأميركية واشنطن.
ووفق المقال، فإن تيار اليمين يستخدم هذا المصطلح وسيلة للتأكيد على وجود "فجوة" بين ما هي عليه الأمور في الواقع وتعريف الليبراليين و"المؤسسات التي استولوا عليها" للجنس والنوع الاجتماعي.
إعلانوتعتقد زيروفسكي أن حملة ترامب الانتخابية استغلت الشعور السائد بين بعض الأميركيين الذين يرون أن المجتمع قد تغيّر كثيرا وبوتيرة سريعة جدا.
وفي كل أنحاء العالم، ينظر العديد من المحافظين إلى ما تسميه الكاتبة "الزحف الليبرالي" -المتمثل في الحركات النسوية والشواذ جنسيا الذين يطالبون بمنحهم حقوقا- على أنه تهديد حضاري.
وطبقا للكاتبة فلربما يعد ترامب "الشخصية الرائدة" من بين القادة والأحزاب غير الليبرالية التي تزدهر في الديمقراطيات حول العالم، في بولندا وهولندا والهند وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والبرازيل والمجر وغيرها، وروسيا التي تصف رئيسها فلاديمير بوتين بأنه أكثرهم تطرفا.
إدارة ترامب الجديدة تضم اثنين من أرفع المسؤولين المجاهرين بشذوذهما الجنسي في تاريخ الولايات المتحدة، وهما وزير الخزانة سكوت بيسنت والمبعوث الرئاسي للمهام الخاصة ريتشارد غرينيل. ورغم ذلك، لم يسبب تعيينهما أية ضجة في عالم ترامب
وأشارت إلى أن إدارة ترامب الجديدة تضم اثنين من أرفع المسؤولين المجاهرين بشذوذهما الجنسي في تاريخ الولايات المتحدة؛ وهما وزير الخزانة سكوت بيسنت، والمبعوث الرئاسي للمهام الخاصة ريتشارد غرينيل. ورغم ذلك، لم يسبب تعيينهما أية ضجة في عالم ترامب.
وزعمت أن ترامب نفسه بالكاد يعد مثالا للقيم العائلية التقليدية، مشيرة إلى أن المسيحية -في هذا الإطار- هي مسألة هوية أكثر من كونها مسألة دين.
والشخصية الأخرى التي تصنفها زيروفسكي ضمن هذا الإطار هو بيت هيغسيث، الذي تم تأكيد تعيينه مؤخرا وزيرا للدفاع، وكادت مزاعم ارتكابه اعتداء جنسيا أن تعيق ترشيحه للمنصب.
وتقول الكاتبة إن تصريحات هيغسيث تجعله متوافقا مع أطروحة "الذكورية الجديدة"، والتي هي جزء من روح الإدارة الجديدة.
هيغسيث وغيره من المحافظين الموالين لترامب يرون أن الجيش الأميركي تم تأنيثه وإضعافه شأنه شأن كل المؤسسات الأميركية الأخرى
وتُعرَّف الذكورية الجديدة بأنها مبدأ يشير، في الدول الغربية، إلى الدفاع عن حقوق أو احتياجات الرجال والصبيان، والتقيد بالسمات النمطية التي تميزهم عن الإناث.
وعلى هذا الأساس، فإن المشكلة -في نظر هيغسيث- أن الرجال لم يُسمح لهم بأن يكونوا رجالا، ولم يتسن للجنود أن يكونوا جنودا، فالجيش، قبل كل شيء، من المفترض أنه المؤسسة الأميركية الوحيدة التي يكون فيها الرجل الشديد البأس هو القاعدة.
إعلانغير أن هيغسيث وغيره من المحافظين الموالين لترامب يرون أن الجيش الأميركي تم تأنيثه وإضعافه شأنه شأن كل المؤسسات الأميركية الأخرى.
ومن الواضح، كما يقول هيغسيث إن اضطلاع النساء بأدوار قتالية "يُضعف قواتنا المقاتلة، ولكن كبار الضباط يتغاضون عن ذلك، ويعتبرونه سياسة خاطئة".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إليكم 23 صورة من ملف إبستين وترامب وبيل كلينتون وبيل غيتس التي كُشف عنها الجمعة
(CNN)-- نشر الديمقراطيون في لجنة الرقابة بمجلس النواب الأمريكي، الجمعة، صورا من مقتنيات تركة جيفري إبستين، تُظهر عديدا من الشخصيات النافذة في دائرة تاجر الجنس، بمن فيهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الأسبق بيل كلينتون، وستيف بانون، وبيل غيتس، وريتشارد برانسون، وغيرهم.
والعديد من هؤلاء الرجال لهم صلات سابقة بإبستين، لكن الصور قد تلقي ضوءا جديدا على مدى عمق تلك العلاقات.
وبشكل إجمالي، فإن الصور الـ19 - التي قالت اللجنة إنها جاءت من تركة إبستين - تؤكد أنه كان مرتبطا في الماضي بمجموعة متنوعة من الأشخاص النافذين والبارزين الذين تخضع علاقاتهم به الآن لتدقيق واسع.
وتظهر إحدى الصور التي نُشرت، الجمعة، ما يبدو أنه "وعاء يحتوي على واقيات ذكرية مُبتكرة عليها رسم كاريكاتوري لوجه ترامب"؛ ويحمل الوعاء لافتة كُتب عليها "واقيات ترامب 4.50 دولار".
ويحمل كل واق ذكري صورة لوجه ترامب مع عبارة "أنا ضخم!". وأظهرت صورة أخرى ترامب مع 6 نساء يرتدين أكاليل الزهور، وقد حجبت اللجنة وجوههن. ونُشرت صور أخرى لستيف بانون وإبستين وهما يلتقطان صورة أمام المرآة؛ وصورة لبيل كلينتون مع إبستين وماكسويل وزوجين آخرين؛ وصورة لملياردير التكنولوجيا بيل غيتس مع الأمير السابق أندرو. كما ظهر رئيس جامعة هارفارد السابق لاري سامرز والمحامي آلان ديرشوفيتز في صور من مقتنيات تركة إبستين.
ولا تُظهر أي من الصور التي تم نشرها أي سلوك جنسي غير لائق، ولا يعتقد أنها تصور فتيات قاصرات. ولم يتضح على الفور متى أو أين تم التقاط هذه الصور، أو من التقطها.
وحصلت اللجنة التي يقودها الجمهوريون على هذه الصور من تركة إبستين كجزء من تحقيقها الجاري. وقد نشرت اللجنة حتى الآن عشرات الآلاف من الوثائق ورسائل البريد الإلكتروني والمراسلات التي تلقتها من تركة إبستين، والتي لا تزال تفتح آفاقا جديدة في التحقيقات.
ووجه محامو تركة جيفري إبستين رسالة إلى اللجنة، الخميس، أشاروا فيها إلى "إمكانية مراجعة مقاطع الفيديو والصور التي طلبتها، والتي تم التقاطها في أي عقار يملكه أو يستأجره أو يديره أو يستخدمه إبستين، وذلك خلال الفترة من 1 يناير 1990 حتى 10 أغسطس 2019".
وذكر المحامون في رسالتهم: "كما هو الحال بالنسبة لما تم الكشف عنه بالأمس، تتضمن هذه الوثائق أيضا موادا قد لا تكون ذات صلة بالموضوع، ولكن لم تتمكن إدارة التركة من تأكيد ما إذا كانت قد التُقطت في عقار يملكه أو يستأجره أو يديره أو يستخدمه إبستين. وقد أجرت التركة تعديلات طفيفة على هذه الصور، واقتصرت هذه التعديلات على صور العُري".
وقال النائب روبرت غارسيا، كبير الديمقراطيين في لجنة الرقابة بمجلس النواب، في بيان، إن آخر ما قدمته التركة من وثائق يحتوي على "أكثر من 95 ألف صورة، من بينها صور لرجال أثرياء ونافذون قضوا وقتا مع جيفري إبستين"، و"آلاف الصور لنساء ومقتنيات تابعة لإبستين".
وأضاف غارسيا في بيان: "حان الوقت لإنهاء هذا التستر من قبل البيت الأبيض، وتحقيق العدالة لضحايا جيفري إبستين وأصدقائه النافذين. هذه الصور المقلقة تثير المزيد من التساؤلات حول إبستين وعلاقاته ببعض أقوى الرجال في العالم. لن نهدأ حتى يعرف الشعب الأمريكي الحقيقة. يجب على وزارة العدل أن تفرج عن جميع الملفات، الآن".
ولم يتم اتهام بيل كلينتون مطلقا من قبل سلطات إنفاذ القانون بأي مخالفة تتعلق بإبستين، وقد أعلن متحدث باسمه مرارا أنه قطع علاقاته بإبستين قبل اعتقاله بتهم فيدرالية في عام 2019، وأنه لم يكن على علم بجرائمه.
ونفى متحدث باسم غيتس مرارا أن يكون إبستين قد عمل لديه. وكان غيتس قد أعرب من قبل عن ندمه على لقائه بإبستين، حيث قال لأندرسون كوبر من شبكة CNN عام 2021: "كان خطأً فادحا قضاء الوقت معه، ومنحه مصداقية التواجد هناك".
في حين أن علاقات ترامب بإبستين معروفة جيدا. فقد كانا ينتميان إلى نفس الأوساط الاجتماعية في مانهاتن وبالم بيتش. لكن لم يتم توجيه الاتهام لترامب بأي مخالفة جنائية، وقد وصف هو وفريقه سابقا إبستين بأنه شخص "بغيض" طرده ترامب من ناديه.
وفي مجموعة من الرسائل الإلكترونية التي نشرتها اللجنة مؤخرًا، ادعى إبستين أن ترامب "قضى ساعات" مع إحدى أبرز من اتهموا إبستين، الراحلة فيرجينيا جيوفري. كما كتب إبستين في رسالة بريد إلكترونية أن ترامب "كان على علم بالفتيات" - في إشارة واضحة إلى ادعاء ترامب أنه طرد إبستين من ناديه مار-أ-لاغو لقيامه باستدراج الشابات اللواتي يعملن هناك.
في أعقاب تلك الرسائل الإلكترونية، وصف ترامب والبيت الأبيض القضية بأنها "خدعة"، حيث قالت السكرتيرة الصحفية كارولين ليفيت إن الرسائل الإلكترونية "لا تثبت شيئا على الإطلاق، سوى حقيقة أن الرئيس ترامب لم يرتكب أي خطأ".
وكشفت مراجعة شبكة CNN لآلاف الصفحات من رسائل إبستين الإلكترونية أنه على مر السنين، استشهد إبستين مرارا وتكرارا بترامب، أحيانًا لتحليل سلوكه، وأحيانا أخرى لغرض النميمة، وأحيانا أخرى لمجرد تصوير نفسه كشخص لديه فهم نادر للرجل الذي أصبح رئيسًا.
وواجه آخرون ممن ارتبطوا بإبستين عواقب مهنية أو غيرها بسبب تلك العلاقة، على الرغم من أنهم لم يُتهموا أيضا بارتكاب أي مخالفات جنائية.
وأخذ سامرز إجازة من التدريس في جامعة هارفارد واستقال من منصبه في مجلس إدارة OpenAI، وقال إنه "يشعر بخجل شديد" من استمراره في التواصل مع إبستين، وإنه سيعمل، مع تنحيه عن أداء الأدوار العامة، على "إعادة بناء الثقة وإصلاح العلاقات مع الأشخاص الأكثر قربا منه". وتخلى أندرو ماونتباتن-ويندسور عن استخدام ألقابه الملكية، ونفى أي مزاعم بسوء السلوك.