جنوب أفريقيا: قرار ترامب بوقف المساعدات يهدد الشراكة الاستراتيجية مع واشنطن
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
صرّح كوسيني دلاميني، رئيس غرفة التجارة الأمريكية في جنوب أفريقيا، بأن التوتر الناجم عن الخلاف مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يعرّض للخطر العلاقات الثنائية ذات الأهمية الاستراتيجية، والتي تحقق فوائد متبادلة للبلدين، وذلك في أعقاب قرار ترامب بوقف المساعدات الأمريكية لجنوب أفريقيا، مبررًا ذلك بادعاءات تتعلق بانتهاكات حقوقية ناتجة عن تشريع جديد يتعلق بمصادرة الأراضي.
ونقلت شبكة "بلومبيرج" الأمريكية عن دلاميني دعوته إلى التعامل مع الموقف بحكمة وهدوء، مشددًا على أهمية أن تتصرف جنوب أفريقيا بطريقة مدروسة في هذا السياق.
وأوضح أن التداعيات المحتملة لهذا القرار تتجاوز مجرد وقف المساعدات، حيث أشار إلى أن جنوب أفريقيا تُعد الشريك التجاري الأكبر للولايات المتحدة في المنطقة، كما أنها تمثل نقطة دخول رئيسية لشركات أمريكية عديدة إلى الأسواق الأفريقية.
وأكد دلاميني، الذي يمثل 600 شركة أمريكية تنشط في جنوب أفريقيا وتوفر فرص عمل لأكثر من 200 ألف شخص، أن استمرار هذا التوتر قد يهدد مستقبل التعاون الاقتصادي بين البلدين، مشيرًا إلى ضرورة عدم السماح لهذا الخلاف بالتأثير سلبًا على تمديد قانون "النمو والفرص في أفريقيا" المعروف اختصارًا بـ "AGOA"، وهو الاتفاق الذي يمنح جنوب أفريقيا وأكثر من 20 دولة أفريقية أخرى امتيازات تجارية تفضيلية مع الولايات المتحدة، ومن المقرر أن تنتهي صلاحيته في سبتمبر المقبل.
وشدد على أهمية الحفاظ على علاقات بناءة وإيجابية بين البلدين لضمان استمرار الاستفادة من هذا الاتفاق.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن، يوم الجمعة الماضي، قراره بوقف المساعدات الأمريكية لجنوب أفريقيا، متذرعًا بمزاعم تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان على خلفية قانون مصادرة الأراضي الجديد، كما أشار إلى موقف جنوب أفريقيا الذي وجه اتهامًا لإسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" بسبب الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وفي المقابل، ردت حكومة جنوب أفريقيا بموقف متزن، مؤكدة أنها تظل ملتزمة بالبحث عن حلول دبلوماسية لأي خلافات أو سوء تفاهم قد ينشأ بين البلدين.
ومن المتوقع أن يكون للقرار الأمريكي تداعيات كبيرة، حيث سيؤثر بشكل خاص على تمويل بقيمة "7.5 مليار راند" مخصص لبرنامج جنوب أفريقيا لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز"، والذي أصبح مصيره غير واضح في ظل التطورات الأخيرة.
شدد كوسيني دلاميني على ضرورة الحفاظ على علاقات متينة وإيجابية بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا، مشيرًا إلى أهمية تجنب التصعيد الذي قد يضر بالمصالح المشتركة للبلدين.
وفي تطور لافت، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة الماضي، قرارًا يقضي بوقف تقديم المساعدات المالية لجنوب أفريقيا، مبررًا ذلك بادعاءات تتعلق بانتهاكات لحقوق الإنسان ناجمة عن تشريع جديد يخص مصادرة الأراضي. كما أشار إلى موقف جنوب أفريقيا في المحكمة الدولية، حيث وجهت اتهامًا لإسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" بسبب عملياتها العسكرية في قطاع غزة.
وجاء الرد الرسمي من جنوب أفريقيا متزنًا، إذ أكدت السلطات هناك التزامها بالسعي نحو حلول دبلوماسية لمعالجة أي خلافات أو سوء فهم قد ينشأ بين البلدين، مؤكدة أن العلاقات الاستراتيجية تظل أولوية رغم التوترات الأخيرة.
ويُتوقع أن يكون لهذا القرار الأمريكي انعكاسات كبيرة، خاصة على التمويل المخصص لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" في جنوب أفريقيا، والذي تبلغ قيمته "7.5 مليار راند".
ومع تعليق هذا الدعم، أصبح مستقبل هذا البرنامج في موضع شك، مما يثير مخاوف بشأن استمرارية الجهود الصحية في البلاد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ترامب جنوب أفريقيا الولايات المتحدة جنوب أفریقیا بین البلدین
إقرأ أيضاً:
عبد العاطي: الشراكة مع واشنطن ركيزة للاستقرار وموقف مصر ثابت من فلسطين والسودان وسوريا
خلال زيارته إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، التقى د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج مع هيئة تحرير صحيفة "واشنطن بوست".
ثمن الوزير عبد العاطي خصوصية الشراكة الاستراتيجية المصرية - الأمريكية، مؤكدا أنها تمثل أحد الأركان الرئيسية للاستقرار الإقليمى، مشددا على أهمية مواصلة تطوير الشراكة الثنائية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، بما يخدم المصالح المشتركة ويدعم جهود التنمية والاستقرار فى الشرق الاوسط.
واستعرض الوزير عبد العاطي العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية الواعدة بين البلدين، متناولا منتدى الأعمال المصري–الأمريكي الذي استضافته القاهرة في مايو الماضي.
136 لجنة انتخابية بالخارج تستعد لاستقبال المصريين في انتخابات الشيوخ 2025
وأوضح أن مصر تمضي قدمًا في تنفيذ إصلاحات اقتصادية وهيكلية تستهدف تحسين مناخ الاستثمار، والاعتماد على القطاع الخاص، مبرزا ما توفره مصر من مزايا تنافسية.كما استعرض وزير الخارجية جهود الدولة في الارتقاء بالحقوق السياسية والمدنية، والتطورات الهامة التي تشهدها مصر على صعيد التنمية الاجتماعية.
وانتقل الوزير عبد العاطي إلى الاوضاع فى قطاع غزة، موضحًا أن مصر تتحرك على مسارات متوازية تشمل تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية، والتنسيق مع الشركاء الدوليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وقطر، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل عدد من الأسرى والرهائن، تمهيدًا لإطلاق مسار إعادة الإعمار.
كما جدد التأكيد على موقف مصر الثابت الرافض لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين، مشددًا على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية شاملة تستند إلى حل الدولتين، تضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية.
وتناول وزير الخارجية تطورات الأوضاع في السودان، مؤكدًا دعم مصر الكامل لاستقرار السودان ووحدته وسلامة مؤسساته الوطنية، وضرورة التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار.
وفي الشأن السوري، أكد الوزير عبد العاطي على دعم مصر الكامل للشعب السوري، مشددًا على ضرورة احترام وحدة وسلامة الأراضي السورية، وأن تكون سوريا مصدر استقرار بالمنطقة.
وتناول اللقاء أيضًا تطورات الأوضاع في منطقة القرن الافريقى والساحل، والتحديات الأمنية المتصاعدة المرتبطة بانتشار التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة، حيث استعرض وزير الخارجية نتائج جولته لغرب أفريقيا الأخيرة، مبرزًا اهتمام مصر بإقليم الساحل باعتباره امتدادًا للجوار الاستراتيجي المصري.