داعش يعيد تجميع صفوفه في الصومال.. بطموحات عالمية
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
في أعالي جبال شمال الصومال، يُعيد تنظيم داعش الإرهابي بناء نفسه ليصبح مركزاً عملياتياً ومالياً رئيسياً، وفقاً لمسؤولين أمريكيين ومحليين تحدثوا لصحيفة "واشنطن بوست".
ويُعتقد أن لدى الجماعة حوالي 1000 مقاتل، ويدخل المزيد منهم إلى البلاد عبر طرق تهريب المهاجرين التي تعبر القرن الأفريقي، مما يجعلها تهديداً متزايداً للأهداف الغربية.تتحمل قوات بونتلاند، وهي منطقة شبه مستقلة في الصومال، العبء الأكبر في القتال ضد التنظيم، دون دعم يذكر من الحكومة الفيدرالية أو الدول الغربية. في أوائل عام 2023، شنت قوات بونتلاند هجوماً واسعاً، استولت خلاله على نحو 50 موقعاً للتنظيم، وقتلت أكثر من 150 مقاتلاً، معظمهم من الأجانب، وفقاً لمسؤولين أمنيين محليين تحدثوا للصحيفة.
رغم ذلك، يُظهر تنظيم داعش قدرة على التكيف والتطور. فبعد خسائره، أطلق التنظيم موجة من الهجمات الانتقامية، بما في ذلك هجوم انتحاري ليلة رأس السنة الجديدة في بلدة دهرجالي، والذي أسفر عن مقتل العشرات من قوات بونتلاند، ونفذه 12 انتحارياً جميعهم غير صوماليين. مركز تمويل عالمي منذ تأسيسه في عام 2015 بعد انشقاقه عن حركة الشباب الإرهابية، أصبح فرع تنظيم داعش في الصومال، المعروف باسم "الكرار"، مركزاً مالياً عالمياً للجماعة. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، جمع التنظيم ملايين الدولارات سنوياً عبر أنظمة الابتزاز التي فرضها على الشركات والسكان في بونتلاند.
كان بلال السوداني، أحد كبار مسؤولي تمويل التنظيم، الذي قُتل في غارة أمريكية في يناير (كانون الثاني) 2023، مسؤولاً عن تحويل الأموال إلى "ولاية خراسان" في أفغانستان، التي نفذت تفجير مطار كابول عام 2021. كما كان السوداني يدير شبكة مالية معقدة تمتد عبر عدة دول، مما عزز قدرة الجماعة على شن الهجمات.
Forces from Somalia's semi-autonomous Puntland region have captured swathes of territory from Islamic State during a weeks-long offensive they hope will draw increased international support https://t.co/45auwvvPtQ pic.twitter.com/lSagLR6qCL
— Reuters (@Reuters) February 7, 2025 عزز التنظيم من ترسانته باستخدام طائرات مسيّرة انتحارية، وقناصة بعيدة المدى، وعبوات ناسفة متطورة، وفقاً لمسؤولين أمنيين في بونتلاند، كما استغل خبرات المقاتلين الأجانب الذين قاتلوا سابقاً في سوريا والعراق لتدريب عناصره. وعود كاذبة ومصائر مجهولة تضم سجون بونتلاند عشرات المقاتلين الأجانب، من بينهم مغاربة، يمنيون، وأفارقة من دول مثل كينيا وتنزانيا. يدعي بعضهم أنهم لم يكونوا يعلمون أنهم سينضمون إلى تنظيم داعش، إذ قال أحد السجناء إنه تلقى وعداً بوظيفة في شركة صيد أسماك، ليجد نفسه في معسكر تدريب للتنظيم.منذ عام 2020، أعاد التنظيم تنظيم صفوفه في جبال شمال الصومال، حيث أنشأ ورشاً لتصنيع الأسلحة، وخنادق محصنة، ومسارات مخفية للمركبات، كما زاد من مستوى تعقيد عملياته، وبات يُرسل الأموال لدعم فروع التنظيم في موزمبيق وجمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث ارتكبت فظائع واسعة النطاق.
غياب الدعم الدولي رغم خوضها للمعركة ضد تنظيم داعش، لا تحصل بونتلاند على أي دعم يُذكر من الولايات المتحدة أو الحكومة الصومالية الفيدرالية. وقد أوقفت واشنطن تمويلها للمقاتلين الإقليميين في الصومال منذ عام 2020، مما أجبر قوات بونتلاند على خوض المعركة بإمكانيات محدودة.
يطالب المسؤولون في بونتلاند بالمساعدة الدولية، بما في ذلك توفير أجهزة تشويش الطائرات المسيّرة، وكاشفات المتفجرات، والأسلحة الحديثة. ولكن في ظل غياب هذا الدعم، تبقى المعركة ضد داعش الإرهابي قائمة، مع تساؤلات حول مدى قدرة بونتلاند على الصمود في وجه هذا التهديد المتزايد.
قال أحد الجنود: "بالأمس، واجهنا 10 عبوات ناسفة على طريقنا".
The U.S. military has conducted coordinated airstrikes against Islamic State operatives in Somalia, the first attacks in the African nation during Trump's second termhttps://t.co/FXNIZa5UWs
— TIME (@TIME) February 1, 2025 المواطنون يتبرعون بالطعام ويحملون السلاح، لكن المسؤولين يخشون أن يتغير الرأي العام إذا استمر عدد القتلى في الارتفاع. تمتلك بونتلاند مروحية واحدة فقط مخصصة للإخلاء الطبي، وتتسع لشخصين، وقد تم تمويلها ذاتياً. ومع تقدم القوات في وادٍ واسع يُعتقد أنه يضم أكثر مواقع تنظيم داعش تحصيناً، من المتوقع أن تصبح المعارك أكثر دموية.#Somalia's Interior Security Minister, @Senfartaag "ISIS militants defeated in #Iraq and #Syria, have entered #Puntland’s Calmiskaad mountains, one of the most strategic areas of our country.” pic.twitter.com/WWCqwfoJVA
— The Daily Somalia (@TheDailySomalia) February 8, 2025 في الأسبوع الماضي، تعرض الجنود لهجوم بقذائف الهاون وقذائف صاروخية وأسلحة رشاشة مثبتة على جانبي الوادي. وقال المسؤولون إن القتال أسفر عن مقتل نحو 60 من مسلحي التنظيم، إلى جانب سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات المحلية. وظلت المروحية الصغيرة تحلق طوال اليوم بينما كانت سيارات الإسعاف تتنقل بصعوبة فوق التضاريس الوعرة.المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية قوات بونتلاند تنظیم داعش فی الصومال
إقرأ أيضاً:
توقيف سوريَّين يتواصلان مع داعش: لسنا نادمَين!
كتبت لينا فخر الدين في" الاخبار": ألقت المديرية العامة للأمن العام القبض على شابَّين سوريَّين في صيدا، كانا على تواصل مع تنظيم «داعش»، لتنفيذ عمليات إرهابية ضدّ لبنانيين مسيحيين وشيعة.تتعامل الأجهزة الأمنية بجدّية مع احتمال اختراق لبنان بخلايا إرهابية. غير أنها ليست قلقة في ظلّ تأكّدها من عدم وجود مؤشرات على تحرّكات مشبوهة ومُنظّمة، يُمكنها تفجير الوضع الأمني الداخلي.
ومع ذلك، لا تخلو المناطق اللبنانية من بعض الخروقات، وهو ما كشفته العملية النوعية التي نفّذتها المديرية العامة للأمن العام قبل أيّام، وأدّت إلى توقيف شابَّين سوريَّين في مدينة صيدا كانا على علاقة بتنظيم «داعش» الإرهابي. وتشير معلومات «الأخبار» إلى أنّ الشابَّين كانا تحت المراقبة الأمنية الحثيثة بعد ورود معلومات عن دخولهما خلسة إلى لبنان، وتحرّكهما بشكل مشبوه. وهو ما سرّع عملية توقيفهما والتحقيق معهما بناءً على إشارة القضاء العسكري.
وما إن تمّ توقيفهما، حتى تبيّن أنهما يتواصلان مع أشخاص يُرجّح أنّهم موجودون خارج لبنان عبر تطبيق «Element» للمحادثات الآمنة، قبل أن يعترفا بتواصلهما مع أشخاص عبر صفحات تابعة لمجموعات إرهابية مثل تنظيم «داعش»، وتنقّلهما عبر روابط وصلتهما من هذه الصفحات، حتى تمكّنا من التواصل المباشر مع أحد الأشخاص، والذي أبديا له كرههما الشديد للمواطنين الشيعة والمسيحيين، واستعدادهما لتنفيذ عمليات بحقّهم باعتبارهم «من الكفار». وبعد مدّة من التواصل الدائم، أرسل لهما أحد الأشخاص مقاطع مصوّرة تشرح لهما بدقّة كيفية تصنيع المتفجّرات.
وقبل أن ينفّذ الشابان عمليتهما الأولى التي كانا يستعدّان لها، تمّ توقيفهما من قبل الأمن العام، والمفاجأة أنهما اعترفا بجرمهما.وأكثر من ذلك، أكّدا أنهما غير نادمَين، ولا يزالان متحمّسَين للتنفيذ، على اعتبار أنهما مقتنعان بذلك، وهما مَن سعيا للانضمام إلى «داعش» وليس العكس.وبحسب المعلومات، فإنّ الشابَّين السوريَّين لا يزالان قيد التحقيق، فيما تُبذل جهود تقنية للوصول إلى أماكن إقامة الأشخاص الذين كانا يتواصلان معهم.
ووفقاً للمعطيات، فإنّ الأمن العام لم يجد بحوزتهما مواد أولية لاستخدامها في تصنيع المتفجّرات.
من جهة أخرى، أكّدت مصادر أمنية لـ«الأخبار» أنّ الخلية التي تم توقيفها في برج البراجنة قبل أيام للاشتباه بارتباطها بـ«داعش» واستعدادها لتنفيذ عمليات إرهابية ضدّ مجالس عاشورائية، أثبتت التحقيقات أنها لم تكن على علاقة بـ«داعش».وكانت المجموعة قد أُوقفت بعدما دارت شُبهات حول سبعة أشخاص، بينهم أربعة تربطهم صلة قرابة، دخلوا خلسة إلى لبنان وسكنوا المنزل نفسه في الضاحية الجنوبية لبيروت، وبدت حركتهم مريبة. وهو ما أدّى إلى توقيفهم والتحقيق معهم، خصوصاً بعد ضبط محادثة لأحد الموقوفين مع شخص سوري مقيم في تركيا، تضمّنت عبارة: «هل أنت جاهز للجهاد؟».هذه العبارة دفعت الأمن العام إلى المزيد من التمحيص في خلفياتها، ليتبيّن لاحقاً أنّ الموقوف قالها لخاله بقصد المزاح، من دون إيجاد أي محادثة مريبة أخرى على الهاتف أو تواصل مع أشخاص مشبوهين. وهو ما أفضى إلى إنهاء التحقيقات مع الأشخاص السبعة، تمهيداً لعملية ترحيلهم، كونهم لا يملكون أوراقاً قانونية للإقامة في لبنان.
مواضيع ذات صلة آخر تطورات توقيف الخلية الإرهابية في الضاحية: ارتباط بـ"داعش" وتواصل مع "الموساد" Lebanon 24 آخر تطورات توقيف الخلية الإرهابية في الضاحية: ارتباط بـ"داعش" وتواصل مع "الموساد"