«مخاوف أمنية».. مفاوضات تشكيل الحكومة في النمسا على شفا الانهيار
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
قال خالد أبو بكر، مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» من فيينا، إنّ مفاوضات تشكيل الحكومة النمساوية وصلت إلى شفا الانهيار وذلك بعد 136 يوما من إجراء الانتخابات البرلمانية.
وأوضحت أن الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين استدعى مساء أمس زعيمي حزب الحرية اليميني المتطرف هربرت كيكل الحائز على المركز الأول في الانتخابات، وشريكه في المفاوضات حزب الشعب الذي حل ثانيا.
وأضاف «أبو بكر»، خلال رسالة على الهواء، أنّ المفاوضات تواجه عقبات كبيرة للغاية في ظل تشدد حزب الحرية في عدد من الملفات.
وأشار إلى أن «كيكل» يريد تجاوز القوانين المحلية والأوروبية التي تلزم النمسا في ملف اللجوء باعتبارها عضوا في الاتحاد الأوروبي، وذلك عبر مساعيه لعملية طرد كاسحة للاجئين الموجودين على الأراضي النمساوية، وهو التوجه الذي عارضه حزب الشعب بشدة، الذي له أيضا مواقف متشددة من اللاجئين لكنها تحت السقف الأوروبي.
وتابع: «تاريخ هربرت كيكل زعيم حزب الحرية في تولي وزارة الداخلية يثير كثيرا من المخاوف في بلد يصفه أصدقاؤه بأنه جنة للجواسيس، وبالتالي هناك مخاوف من أن وزارة داخلية بأجهزة أمنية تخضع تحت سيطرة حزب الحرية من أن يجري تعاونا ما بصورة أو أخرى مع الروس».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الانتخابات البرلمانية الحكومة النمساوية القاهرة الإخبارية المزيد حزب الحریة
إقرأ أيضاً:
84 عامًا من العناد النبيل.. تسنيم الغنوشي: أبي علّمني أن الحرية تُنتزع ولا تُهدى
وجهت الدكتورة تسنيم الغنوشي، ابنة رئيس حركة النهضة التونسية المعتقل الشيخ راشد الغنوشي، رسالة مفتوحة إلى والدها بمناسبة عيد ميلاده الرابع والثمانين، استحضرت فيها ملامح شخصيته، ومبادئه، ومحطات نضاله التي لم تنقطع رغم السجن والقمع، مؤكدة أن ما خلّد اسمه ليس سنوات العمر بل مواقفه التي "ما بدّل فيها تبديلا".
الرسالة، التي تزامنت مع مرور ثالث عيد ميلاد للشيخ راشد داخل سجنه، لم تكن مجرد تحية عائلية، بل شهادة تاريخية، وإنسانية، وسياسية، تسرد سيرة رجل ظل ثابتًا على مبادئه رغم المحن، وواصل دفع ثمن تمسكه بالحوار والديمقراطية والدولة المدنية، في زمن الانقلابات وتكميم الأفواه.
استهلت تسنيم رسالتها بلفتة وجدانية، مشيرة إلى أن والدها لم يكن يؤمن باحتفالات أعياد الميلاد، وكان يعتبر أن الإنسان يُقاس بما أنجز، لا بعدد السنوات التي مرت. لكنه، وكعادته في المزاح اللطيف، كان يرد على من يذكّره بعمره قائلاً إنه لن يعترف بالشيخوخة إلا حين يعجز عن صعود الدرج هرولة.
وتضيف ابنته: "أنت هكذا أبي، همة عالية تفوق همة الشباب، وروح متقدة يخجل منها الكسالى… كنت تتحدى سجانيك في السجن بأنك ستضاعف عدد تمارين الضغط التي يؤدونها…"
من السجن إلى القلوب.. الغنوشي الحاضر رغم الغياب
تقول تسنيم: "رغم أن أسوار السجن تبعدك عنا، فأنت حاضر بيننا… كما كنت دائمًا رغم انشغالك بالشأن العام."
وتعترف بصراحة جارحة بغيرة الطفولة من "حب والدها العميق لتونس"، الذي تنافس ـ كما كتبت ـ مع حبها له منذ ولادتها. لكنها سرعان ما تعترف بعظمة هذا الحب، الذي تجلى في تضحية دائمة ونكران للذات: "كنت أتساءل، منذ طفولتي، كيف لأحد أن يحب إلى هذا الحد ويعطي نفسه هكذا… ثم يلقى الصدّ والجحود، ويواصل دون تردد…"
وفي جزء حاسم من الرسالة، تستعرض تسنيم كيف واجه والدها حملات التشويه والأراجيف السياسية التي رافقت مسيرته، لا سيما في فترات السجن والاستهداف الإعلامي، دون أن يسقط في فخ رد الإساءة:
"رغم الشيطنة.. رفضت أن تسب المرجفين، ورفضت الرد على السيئة بمثلها.. تمسكت بأخلاق الأنبياء، تردد دائمًا: من قال هلك الناس فهو أهلكهم."
وتُشير إلى قناعته العميقة بأن الحريات لا تُقمع، بل تُرشّد، وأن السلطة لا يجب أن تتحول إلى سوط فوق رؤوس الناس.
وتصف تسنيم اللحظة التي وصفتها بالمحورية: وقوف والدها "أمام الدبابة" ليلة الانقلاب في تونس، معتبرة أن هذا الموقف وحده كافٍ لخلوده في تاريخ الحرية: "قلت كلمتك وكفى… لا يهم بعدها السجن… علمتنا أن الحرية لا توهب، بل تُنتزع، وأن الكرامة في الثبات على المبدأ مهما طال الزمن."
"كل عام وأنت بخير.. لأنك لم تخضع ولم تساوم"
في ختام رسالتها، تؤكد تسنيم أن احتفالهم بعيد ميلاده ليس مجرد مناسبة عائلية، بل وقفة للاعتزاز برجل "ما باع ضميره، وما خضع، وما بدل تبديلا". وتعده بالوفاء لما آمن به، والاستمرار في درب الحرية والعدالة الذي سلكه، قائلة: "يقيننا أن اسمك قد خلدته مواقفك في مسيرة الحرية… سردية الحرية هي الأقوى، بإذن الله."
يُذكر أن الشيخ راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية ورئيس البرلمان المنحل، يقبع في السجن منذ أبريل 2023، بعد حملة اعتقالات طالت معارضين سياسيين وإعلاميين، في ظل اتهامات واسعة للسلطات بتقويض الديمقراطية وقمع الأصوات الحرة منذ قرارات 25 يوليو 2021 التي أنهت المسار الانتقالي الديمقراطي في البلاد.