مع اقتراب ليلة النصف من شعبان، يكثر الحديث عن فضلها وأهميتها في الإسلام، فهي ليلة يغفر الله فيها لعباده إلا لفئات معينة من الناس حُرموا من رحمته حتى يتوبوا. 

وكشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن هؤلاء المحرومين، مؤكدًا أن هذه الليلة تمثل فرصة عظيمة للتوبة والرجوع إلى الله.

وأوضح جمعة، من خلال منشور على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، أن رسول الله ﷺ قال: «إن الله يطلع على قلوب العباد ليلة النصف من شعبان، فيغفر للجميع إلا للمشاحن».

وتابع قائلًا إن هناك 6 فئات من الناس لا تشملهم المغفرة الإلهية في هذه الليلة المباركة، وهم:

1. المشاحن: وهو الشخص الذي يحمل في قلبه الضغينة والعداوة تجاه الآخرين دون السعي للمصالحة.


2. قاطع الرحم: من يقطع صلته بأقاربه ويهمل صلة الرحم التي أمر الله بها أن تُوصل.

ليلة النصف من شعبان.. الإفتاء: تبدأ من مغرب غدا فاغتنموا نفحاتهاأفضل الأدعية المستحبة في ليلة النصف من شعبان.. رددها لفجر الجمعةكيف كان يقيم النبي صلى الله عليه وسلم ليلة النصف من شعباندعاء ليلة النصف من شعبان.. ردّده من الآن ليوم الجمعة يغفر الله كل ذنوبك


3. العاق لوالديه: من يعامل والديه بجفاء أو عقوق، ويتجاهل برّهما والإحسان إليهما.


4. المخاصم لجاره: من يعادي جيرانه ويؤذيهم بدلًا من معاملتهم بالحسنى.


5. الظالم المغتصب لحقوق الناس: من يأخذ أموال الناس أو أراضيهم بغير حق، ويمارس الظلم في معاملاته.


6. المفسد في الأرض: من ينشر الفساد والخراب، سواء بالقول أو الفعل، ويتسبب في الأذى للناس والمجتمع.

وأضاف جمعة أن هناك رواية أخرى تشير إلى أن مدمن الخمر أيضًا من المحرومين من المغفرة في هذه الليلة، مما يعني أن من يتعاطى المسكرات عليه أن يتوب بصدق ليشمله عفو الله.

وأكد أن ليلة النصف من شعبان من الليالي العظيمة التي تتنزل فيها رحمة الله، حيث قال النبي ﷺ: «إن الله سبحانه وتعالى ينزل في هذه الليلة فيقول: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من مسترزق فأرزقه؟ هل من طالب فأعطيه؟».

وأشار إلى أن هذه الليلة شهدت حدثًا عظيمًا في التاريخ الإسلامي، حيث استجاب الله لمناجاة النبي ﷺ وغيّر قبلة المسلمين من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، مما جعلها ليلة فاصلة بين مرحلتين في حياة الأمة الإسلامية.

واختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالتأكيد على أن ليلة النصف من شعبان فرصة عظيمة للتوبة والرجوع إلى الله، داعيًا الجميع إلى اغتنامها بالإكثار من الدعاء والاستغفار وصلة الرحم، والتخلص من الضغائن والعداوات، حتى ينالوا مغفرة الله ورحمته.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدكتور علي جمعة رحمة الله ليلة النصف من شعبان فضل ليلة النصف من شعبان المزيد لیلة النصف من شعبان هذه اللیلة

إقرأ أيضاً:

مباهاة

كان أحد مساجد تريم قبل ثمانين أو تسعين سنة بحاجة إلى توسعة وترميم. فقيل للناظر: إن بعض الناس قد يتبرعون ولكن رياء. فقال ناظر المسجد: هات لي متبرعًا يتكفل بترميم وتوسعة المسجد، وأنا مستعد للصعود إلى أعلى منارة في تريم، وأعلن على الملأ أن فلانًا بن فلان قد تبرع لمسجدنا بكذا وكذا. وكأنه يقول خلّوا الوسوسة جانبًا؛ فكل إنسان يعلم ما بينه وبين الله. وحسب علمي؛ فإن المشروع قام على نفقة المحسنين سواء رياء أو مباهاة أو إخلاصًا لوجه الله.
وفي جدة، أنفق الشيخ صالح كامل رجل الأعمال المكي المعروف- رحمه الله- أربعين مليون ريال في سبيل الله. ولا أذكر كيفية التصرف به، لكنه كان في الخير. ولم يسلم من الزعم أن هذا المبلغ هو عبارة عن فوائد ربوية أراد أن يتخلص منها. ومن المعلوم أن صالح كان يكره الربا، ويحاول أن يجتنبه بكل سبيل؛ رغبة في طهارة ماله وأيضًا حسب ما قرأت أن أمه أو جدته نصحته أن يتجنب المال المشبوه. وبعد أن كتبت أكثر من ثلث المقالة طالعت عشوائيًا في اليوتيوب؛ وإذا بصالح كامل- رحمه الله- يحكي الحكاية. قال: إن جدته كانت تحبه جدًا، وقال إنه كان يستمع هو وأخوه حسن إلى الحكايات التي تقصها عليهما. وقال مازحًا: ما كان عندنا تلفزيون، وكانت جدتي هي التلفزيون حقنا. ثم بعد وفاتها رأتها أمه في المنام. وقصت الرؤية لابنها صالح، وفيه أن ماسورة ماء كانت تصب في بركة، وقالت الجدة لابنتها: قولي لصالح إن الماسورة مخرومة، وإذا أراد أن تمتلئ البركة، فعليه أن يسد الخرم أولًا. قال وجاءنا الشيخ محمد متولي الشعراوي فاشتكت إليه والدته، فقال لصالح: أنا أدلك على طريقة تكسب بها مالًا حلالًا. ومن أراد تمام القصة فعليه بالتجول في اليوتيوب فقد ينفتح له ما انفتح لي.
ولم يذكر الصالح قصة الأربعين مليون ريال التي تبرع بها. لكني كنت أعمل قبل 45 سنة في إحدى شركاته- رحمه الله- وجاءني الخبر من زملائنا في العمل.
صحيح إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، لكن لا نوسوس إلا في مال جاء من حق أيتام أو من حق نساء ورثن تركة؛ فاستولى عليها الذكور وحرموهن من حقهن. أو من مال أخذته بالباطل. أما الامتناع عن التبرع خوفًا من الرياء فهو من قلة التوفيق. قال الفضيل بن عياض: ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما.
ومن قال لك: إن تبرعك مباهاة؛ فقل له إن المباهاة الحقيقية يوم أتسلم كتابي يوم الدين باليمين.

مقالات مشابهة

  • ماذا نفعل عندما نشعر بثقل في أداء العبادات؟.. على جمعة يجيب
  • مباهاة
  • علي جمعة يرد على الخلط بين التصوف وتصرفات أتباعه
  • هل غسل المال الحرام يحوله إلى حلال؟ .. على جمعة يجيب
  • علي جمعة: التصوف في عصرنا الحاضر تاه بين الأعداء والأدعياء
  • حالات يجوز فيها الغيبة بدون ذنب.. علي جمعة يوضحها
  • أمين الفتوى: الكلمة قد تكون كسب حلال أو حرام
  • علي جمعة: قصة البقرة تُرشد المسلم للامتثال لأوامر الله دون تشدد أو مغالاة
  • علي جمعة: الخواطر منها ما هو شيطاني ويجب ألا نستجيب له ونقول «اذهب يا لعين»
  • هل يجب أن تكون نتيجة الاستخارة رؤيا؟.. أمين الفتوى يجيب