عربي21:
2025-07-06@05:38:17 GMT

العلاقات العربية الأميركية علــى مـفـترق طــرق

تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT

صعد لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع ملك الأردن عبد الله الثاني في البيت الأبيض قبل يومين التوتر بين الدول العربية والولايات المتحدة، عندما أشار ترامب خلال هذا اللقاء إلى ضرورة استقبال الأردن للغزيين. وقد بدأ ذلك التوتر نهاية الأسبوع الماضي، عندما التقى ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث دعا مصر والأردن لاستقبال أكثر من ٢ مليون فلسطيني، بعد خروجهم من وطنهم دون رجعة.



في ظل تصاعد تلك التوترات، أجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيارة مشابهة للولايات المتحدة. وقد أكدت مصر والأردن في وقت سابق موقفهما الثابت برفض دعوات ترامب الخاصة بتهجير السكان الغزيين، وعدم وجود أي فرصة لاستقبالهم في البلدين. وأشار الملك عبد الله الثاني خلال لقائه سابق الذكر بترامب لوجود موقف عربي موحد سيتم الإعلان عنه خلال الأيام القادمة. وستعقد قمة عربية نهاية الشهر الجاري لتقدم رؤية عربية واضحة لترامب، حيث تتفق الدول العربية على رفضها مخطط التهجير لسكان غزة، وأي سيطرة خارجية على القطاع سواء من قبل الاحتلال أو الولايات المتحدة. كما بدأ الكشف عن ملامح لمبادرات عربية حول إعادة إعمار قطاع غزة بسواعد الغزيين وأموال العرب، بعيدا عن أي تدخلات أجنبية. ويبدو أن الأيام القادمة ستكون حبلى بتطورات ومواقف صعبة.  

شهدت الأيام القليلة الماضية توتراً متصاعداً للأحداث المتعلقة بالحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة وسكانه. وعلى الرغم من الوصول لاتفاق وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى، دخل حيز التنفيذ قبل وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب لسدة الحكم، والذي بدا وكأنه جاء نتيجة لضغط الرئيس الجديد على رئيس الوزراء الإسرائيلي للانخراط فيه، في ظل مماطلته لأشهر عديدة لإعاقة إتمام تلك الصفقة، إلا أن الأيام الماضية أثبتت أن ترامب ونتنياهو روجا وانخرطا في الصفقة لتحقيق أهداف تتعلق بإطلاق سراح المحتجزين المدنيين بشكل أساس، وعدم وجود نية لإتمامها بوقف دائم لإطلاق النار.

وهناك العديد من الشواهد التي تشير إلى ذلك الاستنتاج. وقد تعد دعوات ترامب بترحيل سكان قطاع غزة، خلال المرحلة الأولى من صفقة التبادل، مؤشراً مهماً على تلك الخطة، ما جعل حركة حماس تشك في نوايا إسرائيل بإتمام الصفقة ووصولها لمرحلتها الثالثة. ويرتبط ذلك مباشرة بالتصعيد الذي تبناه ترامب خلال لقائه نتنياهو في البيت الأبيض بدعوته مصر والأردن لاستقبال الغزيين، بعد خروجهم دون رجعة إلى وطنهم، وفق توجهات ترامب. ويتعلق المؤشر الثاني بتطورات في الساحة الإسرائيلية الداخلية، والتي توعد فيها وزير المالية الإسرائيلي المتطرف سموتريتش بالانسحاب من الحكومة في حال تم الإعلان عن وقف إطلاق النار، ما يعني سقوط حكومة نتنياهو.

إن هذا يفسر التحليلات الإسرائيلية حول عدم نية نتنياهو الدخول في المرحلة الثانية من الصفقة، والتي من المفترض أن يتم فيها الإعلان عن وقف كامل لإطلاق النار، كما توقعت تحليلات إسرائيلية أخرى تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق. يصب كل ذلك في ذات الهدف وللسبب نفسه. ومن بين تلك المؤشرات أيضاً، تعمد حكومة الاحتلال عدم الالتزام باستحقاقات الصفقة في مرحلتها الأولى، خصوصا عدم إدخال الكرفانات والخيام المتفق عليها، وهو ما دفع حركة حماس للإعلان، يوم الاثنين الماضي، عن نيتها تأخير الدفعة السادسة من تسليم المحتجزين ضمن المرحلة الأولى، حتى تفي إسرائيل بالتزاماتها في الصفقة.

كما أن عدم رضا ترامب ونتنياهو المعلن ببقاء حركة حماس في السلطة ومحافظتها على شكل من أشكال القوة في غزة، والتي تعمدت الحركة إظهارها بعد إعلان الهدنة في إدارة شؤون القطاع، وخلال عمليات تسليم المحتجزين، يعد مؤشراً إضافياً مهماً على النوايا الإسرائيلية والأميركية المبيتة لعدم إتمام الصفقة. ولا يعد تهديد ترامب، يوم الاثنين الماضي، للحركة الإفراج عن جميع المحتجزين، وليس فقط المحددين ضمن الدفعة السادسة، منتصف يوم السبت القادم، رداً على دعوة حركة حماس تأجيل تسليم تلك الدفعة، وهو التهديد الذي تبنته إسرائيل بعد ذلك، إلا مقدمة لمحاولات لتعطيل الصفقة ستأتي تباعا، إذا تم تجاوز الأزمة الحالية.  

يواجه العرب، اليوم، وضعاً معقداً، فقد اكتفت الدول العربية بالتنديد والشجب لحرب إبادة دموية شنتها إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة، الحليفة لمعظم تلك الدول العربية، عانى خلالها أكثر من مليوني فلسطيني معاناة لم يشهد التاريخ الحديث مثلها من قبل. لقد أدى الموقف العربي العاجز أمام كارثة غزة المتواصلة لمزيد من التمادي الإسرائيلي الأميركي، والذي وصل، اليوم، حد وضع إملاءات على بلدين عربيين تربطهما اتفاقيات سلام مع إسرائيل. إن الموقف العربي الرافض لمخططات ترامب ونتنياهو الذي تقوده كل من مصر والمملكة العربية السعودية والأردن هو الرد الأمثل للغطرسة الأميركية الإسرائيلية ويمكن أن يشكل مقدمة جادة لموقف عربي قوي وموحد، يضع حدا للعربدة الأميركية الإسرائيلية في المنطقة.

إن العرب يمتلكون العديد من أوراق القوة والتي يمكن استخدامها للحفاظ على حقوق ومصالح العرب والفلسطينيين. ومن أهم تلك الأوراق والتي يمكن أن تستخدم إعادة النظر في اتفاقيات السلام مع الاحتلال بكل تبعاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، وكذلك في أي علاقات مستقبلية لا تستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

الأيام الفلسطينية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب العربية مصر التهجير غزة الاحتلال مصر الاردن غزة العرب الاحتلال مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدول العربیة حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

تحديات ضغوط الليكود لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية

القدس المحتلة- طالب أعضاء في الكنيست من حزب الليكود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة بالتصديق على قرار حكومي يقضي بضم الضفة الغربية المحتلة، وذلك قبل انتهاء الدورة الصيفية للكنيست خلال 3 أسابيع.

هذه الدعوة -التي جاءت في رسالة رسمية موقعة باسم جميع وزراء الليكود– تعد الأولى من نوعها بهذا الوضوح والصراحة من قبل الحزب الحاكم، ودعت إلى "فرض السيادة والقانون الإسرائيليين على يهودا والسامرة" (المصطلح التوراتي الذي يستخدمه الاحتلال للإشارة إلى الضفة).

وبررت العريضة هذا المطلب بالهجوم الذي نفذته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، معتبرة أن فكرة إقامة دولة فلسطينية تشكل "تهديدا وجوديا" لإسرائيل، ودعت إلى "استكمال المهمة" ومنع "تكرار المذابح" في قلب البلاد.

تحول سياسي

ويعكس هذا الطلب تحولا سياسيا نحو حسم مسألة الضفة الغربية، مستفيدا من الدعم التقليدي للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي لطالما شجع خطوات ضم جزئي أو اعترافا بالسيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة، ويثير التوقيت تساؤلات بشأن قدرة نتنياهو على تمرير مثل هذا القرار في ظل انقسام داخلي وصعوبات أمنية واقتصادية، فضلا عن الضغط الدولي.

ويرى بعض المحللين أن المطالبة قد تكون موجهة نحو ضم جزئي يركز على الكتل الاستيطانية الكبرى ومناطق (ج)، في محاولة لإيجاد حل وسط يحفظ الأغلبية اليهودية ويحافظ على السيطرة الأمنية.

في المقابل، يشكك آخرون في قدرة الحكومة على إقرار مثل هذه الخطوة في المدى القريب دون إثارة ردود فعل دولية حادة، خاصة في ظل جهود التطبيع مع دول عربية عبر توسيع اتفاقات أبراهام.

أما بشأن موقف ترامب فإن التقديرات الإسرائيلية منقسمة بين من يرى أنه قد يدعم خطوة الضم لتعزيز مكانته لدى القاعدة الإنجيلية واليمين الأميركي الداعم لإسرائيل، خاصة في موسم انتخابي، وبين من يحذر من أنه قد يفضل تجميد أو ترحيل هذا الملف مؤقتا خشية إرباك مسار التطبيع الذي يحاول دفعه مع الدول العربية.

هيئة البث الإسرائيلية تنقل عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله إنه سيعيد طرح فكرة فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية فور تسلم دونالد ترمب مهام منصبه pic.twitter.com/ByTvs98YOI

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) November 13, 2024

وفي كل الأحوال تعكس هذه الدعوة الرسمية محاولة لفرض جدول أعمال جديد يحول النقاش من وقف إطلاق النار في غزة أو التهدئة إلى مسألة حسم السيادة الإسرائيلية في الضفة، بما يضع تحديا إستراتيجيا أمام نتنياهو وشركائه في الائتلاف الحاكم.

إعلان

وتقول حركة "السلام الآن" الإسرائيلية "منذ سنوات، ظل الضم -سواء الكامل أو الجزئي- مطلبا مطروحا في اليمين، لكنه بقي موضع تجاذب بين أجنحة الليكود وتحالفات اليمين المختلفة، الجديد هنا هو مطالبة رسمية جماعية من وزراء الحزب نفسه، مما يعكس تزايد الضغوط من القاعدة اليمينية على نتنياهو".

وأوضحت الحركة في بيان لها أن الطلب يأتي في مرحلة حساسة من زوايا عدة، إذ يواجه نتنياهو تحديات ائتلافية وصراعات داخل الليكود، ويعتمد على الجناح الأكثر تطرفا في الحزب لضمان استقرار حكومته، مشيرة إلى أن الدفع بالضم قد يكون وسيلة لاحتواء التمردات الداخلية وإعادة توحيد صفوف اليمين حوله.

دعم أميركي

وبخصوص توقيت هذا الطلب قبل نهاية الدورة الصيفية للكنيست، ترى الحركة أن الهدف هو انتزاع التزام فوري لتفادي المماطلة أو تضييع الفرصة السياسية مع الإدارة الأميركية الحالية، وذلك إدراكا أن الموقف الأميركي هو مفتاح الشرعية الدولية لمثل هذه الخطوة، وأن إدارة ترامب بدت أكثر ميلا للتساهل مع خطوات إسرائيلية أحادية الجانب.

ورغم الطابع العلني للطلب فإن إيتمار آيخنر مراسل الشؤون السياسية في صحيفة يديعوت أحرونوت يعتقد أنه من المرجح أن المقصود العملي هو "ضم جزئي" بالحد الأدنى، خصوصا للكتل الاستيطانية الكبرى، ومناطق (ج) حسب اتفاق أوسلو التي تقع تحت السيطرة الأمنية والإدارية الإسرائيلية أصلا.

وأوضح آيخنر أن هذا السيناريو قُدّم سابقا ضمن خطة ترامب التي تُعرف بـ"صفقة القرن"، مما يجعل من السهل تبريره سياسيا أمام الإدارة الأميركية.

لكن، على الرغم من الحماسة التي يبديها وزراء الليكود فإن آيخنر يرى أن هذه الخطوة تواجه تحديات عدة قد تحول دون تطبيقها على أرض الواقع.

ولفت إلى إدارة ترامب كانت قد ألمحت إلى دعم الضم في إطار "صفقة القرن" لكن بشرط التنسيق الكامل، ومع توقع ضمانات لإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح لاحقا.

ويوضح آيخنر أن واشنطن كانت قلقة ولا زالت من أن الضم الفوري قد يعرقل جهودها لتوسيع اتفاقيات أبراهام وتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية جديدة.

وإجابة على سؤال عما إذا كانت هناك فرص لتنفيذ طلب وزراء الليكود؟ يقول آيخنر "عمليا، من الصعب رؤية حكومة إسرائيلية تمرر ضما كاملا للضفة خلال أسابيع قليلة في ظل الانقسامات الداخلية والضغوط الخارجية، ومع ذلك ضم جزئي -خصوصا للكتل الاستيطانية- قد يُطرح كحل وسط، خاصة إذا قُدّم باعتباره تنفيذا محدودا لا ينسف كليا فرص التفاوض".

خيار حاسم

من جهته، ربط أبراهام بلوخ مراسل الشؤون القانونية والحزبية في صحيفة معاريف بين مطالب وزراء الليكود وصفقة تبادل الأسرى التي تقترب، معتبرا أن ضم المنطقة (ج) في الضفة الغربية يُطرح كبديل إستراتيجي لوقف الحرب في غزة حتى دون تحقيق "هزيمة كاملة" لحماس.

وأوضح أن وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش -اللذين يملكان 13 مقعدا في الائتلاف الحاكم- يطالبان بنصر عسكري كامل، لكن في المقابل يُعرض عليهما خيار سياسي مغر هو فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة بدعم أميركي.

إعلان

وبرأيه، فإن إدارة ترامب قد تدعم مثل هذا الضم الجزئي، خاصة لمواجهة التحركات الفلسطينية في الأمم المتحدة والمحاكم الدولية، وأن بن غفير وسموتريتش قد يعتبران الضم إنجازا تاريخيا، خاصة إذا شمل مناطق رمزية مثل قبر يوسف والحرم الإبراهيمي.

لكن بلوخ حذر من أن ربط الضم بخطة لإقامة دولة فلسطينية سيثير رفضا واسعا داخل الحكومة، بما في ذلك في صفوف الليكود، وخلص إلى أن إسرائيل قد تواجه قريبا خيارا حاسما، وهو وقف الحرب مقابل ضم الضفة، أو استمرار القتال دون أفق سياسي واضح.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل اليوم: مواجهة غير مسبوقة بين لاعب سعودي وإسرائيلي في بطولة أوروبا للجودو
  • إسرائيل تقرر إرسال وفد التفاوض لقطر الأحد
  • ترامب: محادثات مع الصين لحسم صفقة تيك توك الأسبوع المقبل
  • ترامب ونتنياهو قد يعلنان عن الصفقة خلال لقائهما الإثنين
  • صحيفة عبرية: ترامب قد يعلن الصفقة مع حماس الاثنين المقبل
  • تحديات ضغوط الليكود لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية
  • وزير الخارجية يحذر من خطورة الأوضاع في الضفة الغربية بسبب استمرار الاقتحامات والاعتقالات وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية
  • مسؤولة أممية تدعو لقطع العلاقات التجارية مع إسرائيل بسبب غزة
  • ضابطا سي آي إيه سابقان: ترامب يدمر الاستخبارات الأميركية
  • لماذا تظهر الآن بوادر صفقة بين إسرائيل وحماس؟