العلاقات العربية الأميركية علــى مـفـترق طــرق
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
صعد لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع ملك الأردن عبد الله الثاني في البيت الأبيض قبل يومين التوتر بين الدول العربية والولايات المتحدة، عندما أشار ترامب خلال هذا اللقاء إلى ضرورة استقبال الأردن للغزيين. وقد بدأ ذلك التوتر نهاية الأسبوع الماضي، عندما التقى ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث دعا مصر والأردن لاستقبال أكثر من ٢ مليون فلسطيني، بعد خروجهم من وطنهم دون رجعة.
في ظل تصاعد تلك التوترات، أجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيارة مشابهة للولايات المتحدة. وقد أكدت مصر والأردن في وقت سابق موقفهما الثابت برفض دعوات ترامب الخاصة بتهجير السكان الغزيين، وعدم وجود أي فرصة لاستقبالهم في البلدين. وأشار الملك عبد الله الثاني خلال لقائه سابق الذكر بترامب لوجود موقف عربي موحد سيتم الإعلان عنه خلال الأيام القادمة. وستعقد قمة عربية نهاية الشهر الجاري لتقدم رؤية عربية واضحة لترامب، حيث تتفق الدول العربية على رفضها مخطط التهجير لسكان غزة، وأي سيطرة خارجية على القطاع سواء من قبل الاحتلال أو الولايات المتحدة. كما بدأ الكشف عن ملامح لمبادرات عربية حول إعادة إعمار قطاع غزة بسواعد الغزيين وأموال العرب، بعيدا عن أي تدخلات أجنبية. ويبدو أن الأيام القادمة ستكون حبلى بتطورات ومواقف صعبة.
شهدت الأيام القليلة الماضية توتراً متصاعداً للأحداث المتعلقة بالحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة وسكانه. وعلى الرغم من الوصول لاتفاق وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى، دخل حيز التنفيذ قبل وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب لسدة الحكم، والذي بدا وكأنه جاء نتيجة لضغط الرئيس الجديد على رئيس الوزراء الإسرائيلي للانخراط فيه، في ظل مماطلته لأشهر عديدة لإعاقة إتمام تلك الصفقة، إلا أن الأيام الماضية أثبتت أن ترامب ونتنياهو روجا وانخرطا في الصفقة لتحقيق أهداف تتعلق بإطلاق سراح المحتجزين المدنيين بشكل أساس، وعدم وجود نية لإتمامها بوقف دائم لإطلاق النار.
وهناك العديد من الشواهد التي تشير إلى ذلك الاستنتاج. وقد تعد دعوات ترامب بترحيل سكان قطاع غزة، خلال المرحلة الأولى من صفقة التبادل، مؤشراً مهماً على تلك الخطة، ما جعل حركة حماس تشك في نوايا إسرائيل بإتمام الصفقة ووصولها لمرحلتها الثالثة. ويرتبط ذلك مباشرة بالتصعيد الذي تبناه ترامب خلال لقائه نتنياهو في البيت الأبيض بدعوته مصر والأردن لاستقبال الغزيين، بعد خروجهم دون رجعة إلى وطنهم، وفق توجهات ترامب. ويتعلق المؤشر الثاني بتطورات في الساحة الإسرائيلية الداخلية، والتي توعد فيها وزير المالية الإسرائيلي المتطرف سموتريتش بالانسحاب من الحكومة في حال تم الإعلان عن وقف إطلاق النار، ما يعني سقوط حكومة نتنياهو.
إن هذا يفسر التحليلات الإسرائيلية حول عدم نية نتنياهو الدخول في المرحلة الثانية من الصفقة، والتي من المفترض أن يتم فيها الإعلان عن وقف كامل لإطلاق النار، كما توقعت تحليلات إسرائيلية أخرى تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق. يصب كل ذلك في ذات الهدف وللسبب نفسه. ومن بين تلك المؤشرات أيضاً، تعمد حكومة الاحتلال عدم الالتزام باستحقاقات الصفقة في مرحلتها الأولى، خصوصا عدم إدخال الكرفانات والخيام المتفق عليها، وهو ما دفع حركة حماس للإعلان، يوم الاثنين الماضي، عن نيتها تأخير الدفعة السادسة من تسليم المحتجزين ضمن المرحلة الأولى، حتى تفي إسرائيل بالتزاماتها في الصفقة.
كما أن عدم رضا ترامب ونتنياهو المعلن ببقاء حركة حماس في السلطة ومحافظتها على شكل من أشكال القوة في غزة، والتي تعمدت الحركة إظهارها بعد إعلان الهدنة في إدارة شؤون القطاع، وخلال عمليات تسليم المحتجزين، يعد مؤشراً إضافياً مهماً على النوايا الإسرائيلية والأميركية المبيتة لعدم إتمام الصفقة. ولا يعد تهديد ترامب، يوم الاثنين الماضي، للحركة الإفراج عن جميع المحتجزين، وليس فقط المحددين ضمن الدفعة السادسة، منتصف يوم السبت القادم، رداً على دعوة حركة حماس تأجيل تسليم تلك الدفعة، وهو التهديد الذي تبنته إسرائيل بعد ذلك، إلا مقدمة لمحاولات لتعطيل الصفقة ستأتي تباعا، إذا تم تجاوز الأزمة الحالية.
يواجه العرب، اليوم، وضعاً معقداً، فقد اكتفت الدول العربية بالتنديد والشجب لحرب إبادة دموية شنتها إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة، الحليفة لمعظم تلك الدول العربية، عانى خلالها أكثر من مليوني فلسطيني معاناة لم يشهد التاريخ الحديث مثلها من قبل. لقد أدى الموقف العربي العاجز أمام كارثة غزة المتواصلة لمزيد من التمادي الإسرائيلي الأميركي، والذي وصل، اليوم، حد وضع إملاءات على بلدين عربيين تربطهما اتفاقيات سلام مع إسرائيل. إن الموقف العربي الرافض لمخططات ترامب ونتنياهو الذي تقوده كل من مصر والمملكة العربية السعودية والأردن هو الرد الأمثل للغطرسة الأميركية الإسرائيلية ويمكن أن يشكل مقدمة جادة لموقف عربي قوي وموحد، يضع حدا للعربدة الأميركية الإسرائيلية في المنطقة.
إن العرب يمتلكون العديد من أوراق القوة والتي يمكن استخدامها للحفاظ على حقوق ومصالح العرب والفلسطينيين. ومن أهم تلك الأوراق والتي يمكن أن تستخدم إعادة النظر في اتفاقيات السلام مع الاحتلال بكل تبعاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، وكذلك في أي علاقات مستقبلية لا تستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
الأيام الفلسطينية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب العربية مصر التهجير غزة الاحتلال مصر الاردن غزة العرب الاحتلال مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدول العربیة حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
ترامب يعلن اتفاقاً مع الإمارات بشأن أشباه الموصلات الأميركية المتقدمة
الاقتصاد نيوز - متابعة
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، عن اتفاق الإمارات والولايات المتحدة على فتح مسار يسمح للدولة الخليجية بشراء بعض أشباه الموصلات الأكثر تطوراً في مجال الذكاء الاصطناعي من الشركات الأميركية.
جاء ذلك خلال أعمال «حوار الأعمال الإماراتي الأميركي» صباح اليوم في قصر الوطن بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، بمشاركة ولي عهد أبوظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان.
يشكل الاتفاق، الذي تم وضع اللمسات النهائية عليه أمس، خلال زيارة ترامب إلى أبوظبي، فوزاً كبيراً للإمارات التي تحاول موازنة علاقاتها مع حليفتها الولايات المتحدة وشريكتها التجارية الأكبر الصين.
ويعكس أيضاً ثقة إدارة ترامب بإمكانية إدارة الرقائق على نحو آمن بوسائل منها إدارة الشركات الأمريكية لمراكز البيانات بموجب الاتفاق.
وقال ترامب خلال المحطة الأخيرة من جولته التي استمرت عدة أيام في منطقة الخليج وشملت أيضا السعودية وقطر: «نحقق تقدماً كبيراً فيما يتعلق بمبلغ 1.4 تريليون دولار الذي أعلنت الإمارات أنها تنوي إنفاقه في الولايات المتحدة».
وأضاف: «اتفق البلدان أمس أيضاً على إنشاء مسار لدولة الإمارات لشراء بعض أشباه الموصلات الأكثر تقدما في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم من الشركات الأمريكية، إنه عقد كبير جداً».
وتابع: «هذا من شأنه أن يدر المليارات والمليارات من الدولارات من الأعمال، وسيعمل على تسريع خطط الإمارات لتصبح لاعبا رئيسيا حقا في مجال الذكاء الاصطناعي».
التزمت الإمارات في مارس الماضي بإطار استثماري مدته عشر سنوات بقيمة 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة في قطاعات تشمل الطاقة والذكاء الاصطناعي والتصنيع.
أكبر مجمع للذكاء الاصطناعي خارج أميركا
كان البيت الأبيض، أعلن مساء أمس، أن الإمارات والولايات المتحدة وقعتا اتفاقاً في مجال الذكاء الاصطناعي يتيح للدولة الخليجية بناء أكبر مجمع للذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة، بعد أن واجهت قيودا في السابق بسبب مخاوف واشنطن من احتمال تمكن الصين من الوصول إلى هذه التكنولوجيا.
ولم يذكر الجانبان أي تفاصيل بشأن شرائح الذكاء الاصطناعي، من إنفيديا أو غيرها من الشركات، التي يمكن أن تتضمنها مراكز البيانات الإماراتية، لكن رويترز نقلت عن مصادر أن الاتفاق سيتيح للبلاد وصولا أوسع إلى شرائح ذكاء اصطناعي متقدمة.
وشوهد الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا» جنسن هوانغ في لقطات تلفزيونية وهو يتحدث مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في قصر الوطن أمس.
وقال البيت الأبيض إن الاتفاق بمجال الذكاء الاصطناعي يتضمن التزام الإمارات بالاستثمار في مراكز بيانات أميركية أو بنائها أو تمويلها بحيث لا تقل في حجمها وقوتها عن تلك الموجودة في الإمارات.
واتبعت الولايات المتحدة سياسات للحماية لسنوات للحد من وصول الصين إلى أشباه الموصلات المتقدمة تضمنت التأكد من عدم وصول الرقائق إلى بكين عبر أطراف ثالثة.
ويبدو أن القواعد المنظمة تشهد تخفيفا في عهد ترامب الذي عين ديفيد ساكس قيصرا للذكاء الاصطناعي. وقال ساكس في الرياض يوم الثلاثاء إن ضوابط التصدير التي فرضتها إدارة بايدن "لم تهدف قط إلى (فرض) قيود على الأصدقاء والحلفاء والشركاء الاستراتيجيين"، وفقا لما ذكره تقرير سابق لوكالة رويترز.
وسيمثل منح الإمارات قدرة أكبر على الحصول على الرقائق الأكثر تقدما التي تصنعها شركات مثل «إنفيديا» تحولاً كبيراً في ظل مساعيها لتصبح لاعباً عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي.
440 مليار دولار
قال وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات، الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، سلطان الجابر، إن الإمارات والولايات المتحدة تعتزمان استثمار 440 مليار دولار في قطاع الطاقة حتى عام 2035.
كما أشار متحدثون في «حوار الأعمال الإماراتي الأميركي» إلى 60 مليار دولار استثمارات متوقعة من واشنطن في مشاريع طاقة إماراتية.
اتفاقات بـ200 مليار دولار
قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن أمس، عن اتفاقات تزيد قيمتها الإجمالية على 200 مليار دولار بين الولايات المتحدة والإمارات، منها التزام حجمه 14.5 مليار دولار بين بوينغ وجنرال إلكتريك للطيران والاتحاد للطيران.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، في لقاء مع ترامب، أمس في قصر الوطن بأبوظبي، إن هناك شراكة قوية تجمع دولة الإمارات والولايات المتحدة، مضيفاً أن العلاقة بين البلدين أخذت دفعة نوعية وغير مسبوقة منذ تولي ترامب منصبه، لا سيما في مجالات الاقتصاد الجديد والطاقة والتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والصناعة.
وأضاف أن الإمارات، التي تعهدت في مارس باستثمار 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة على مدى عشر سنوات، حريصة على توسيع نطاق الصداقة لما فيه مصلحة البلدين.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام