اقتصادي يدق جرس انذار بعد ارتفاع الدين الداخلي
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
حذر الخبير الاقتصادي منار العبيدي من الارتفاع الكبير في الدين الداخلي للعراق خلال عام واحد، حيث زاد بمقدار 13 تريليون دينار عراقي، ما يمثل 4% من إجمالي الناتج المحلي.
وقال العبيدي، هذه الزيادة، التي سُجلت خلال سنة واحدة فقط، تفوق بكثير الزيادة التي حدثت خلال أربع سنوات كاملة من 2020 إلى 2023، والتي لم تتجاوز 6 تريليونات دينار، أي ما يعادل 2% من الناتج المحلي.
وأشار العبيدي إلى أن اللافت في هذه الزيادة أنها جاءت رغم ارتفاع أسعار النفط في عام 2024 مقارنة بالسنوات السابقة، وهو ما كان يُفترض أن يقلل الحاجة إلى الاقتراض الداخلي، ومع ذلك، فإن استمرار الاقتراض أدى إلى رفع نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى 25%، وهي نسبة لا تزال ضمن الحدود المقبولة اقتصاديًا، لكنها تنذر بمخاطر مستقبلية.
وحذر العبيدي من أن استمرار الدين بالنمو بنفس الوتيرة، إلى جانب احتمالية انخفاض أسعار النفط مستقبلاً، قد يدفع نسبة الدين إلى تجاوز 60% من الناتج المحلي، وهو مستوى خطر يمكن أن يؤدي إلى خفض التصنيف الائتماني للعراق ويؤثر سلبًا على قدرته على الاقتراض مستقبلاً.
وأكد العبيدي أن الخطورة الحقيقية لا تكمن فقط في حجم الدين، بل في كيفية توجيهه، حيث يتم إنفاق معظم هذه الأموال على النفقات التشغيلية بدلاً من المشاريع الاستثمارية الإنتاجية. وأوضح أن النفقات التشغيلية لا تخلق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني ولا تساهم في تحسين الناتج المحلي، مما يعقد عملية سداد الدين مستقبلاً ويزيد الأعباء المالية على الدولة.
وأضاف أن 13 تريليون دينار كزيادة سنوية في الدين الداخلي ليست مجرد رقم، بل جرس إنذار يستدعي إعادة النظر في استراتيجيات الإنفاق الحكومي، مشددًا على ضرورة توجيه الأموال نحو مشاريع استثمارية قادرة على تعزيز الاقتصاد الوطني وزيادة الناتج المحلي الإجمالي، بدلاً من الاستمرار في تمويل النفقات التشغيلية المتزايدة.
ورأى العبيدي أن المشكلة الأساسية تعود إلى ارتفاع النفقات العامة، ما يستدعي ترشيد الإنفاق وتوجيهه بالاتجاه الصحيح. وحذر من أنه إذا لم يتم اتخاذ خطوات فورية لضبط الإنفاق، فقد تواجه البلاد مستويات غير مسبوقة من الدين، مما قد يؤدي إلى أزمة اقتصادية يصعب تجاوزها.
وشدد على أن معالجة مشكلة الدين الداخلي تتطلب إرادة سياسية قوية وخططًا اقتصادية مستدامة، محذرًا من أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى أزمة مالية أعمق، سيكون من الصعب الخروج منها دون إصلاحات جذرية.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الدین الداخلی الناتج المحلی
إقرأ أيضاً:
مفكر اقتصادي: ارتفاع أسعار النفط والذهب عالميا مع بدء حرب إيران وإسرائيل
قال الدكتور زياد بهاء الدين، المفكر الاقتصادي والسياسي، نائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق، إن الهجوم الإسرائيلي الأول كان أكبر بكثير مما يتخيله البعض، وشكّل صدمة فعلية، مضيفًا أن الرد الإيراني جاء بدوره أقوى وأكثر عنفًا مما كان متوقعًا، خاصة وأن كثيرين كانوا يقيسون رد الفعل على مواقف سابقة كانت تُفسر بأنها مجرد محاولات من إيران لحفظ ماء الوجه، لكن هذه المرة جاء الرد الإيراني حقيقيًا ومؤثرًا.
وأوضح "بهاء الدين"، خلال حواره مع الإعلامية كريمة عوض، ببرنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، أن الأسواق العالمية تفاعلت بسرعة مع الحدث، حيث شهدنا ارتفاعًا في أسعار النفط والذهب، إلى جانب مخاوف متزايدة من الدخول في موجة ركود اقتصادي، كما تأثرت قطاعات حساسة مثل السياحة والطيران.
وأشار زياد بهاء الدين، إلى وجود ظواهر اقتصادية لافتة، حيث انخفضت بعض المؤشرات مؤقتًا ثم عادت للارتفاع، ما يعكس حالة من المرونة والاستعداد داخل الأسواق العالمية للتعامل مع مثل هذه الأزمات.
وأكد أن العالم بات اليوم أكثر تعايشًا مع الأزمات الكبرى، سواء كانت حروبًا أو كوارث أو أزمات سياسية، قائلًا: "نحن نعيش في واقع اقتصادي يمكن أن يتأثر بتصريح واحد من رئيس مثل ترامب، وهذا يعكس حجم التأثر الفوري للأحداث، لكن في الوقت نفسه بدأت الأسواق تكتسب مرونة أكبر وقدرة على الاستيعاب".
وأكد زياد بهاء الدين، أن التعامل مع الأزمات والحروب اختلف تمامًا عن الماضي، وهناك الآن استعدادا واضحا للتقبّل والتكيف مع الأحداث المتسارعة التي يشهدها العالم خلال السنوات الأخيرة.