عندما يتضرر صمام قلب الإنسان بسبب عيب خلقي أو نمط حياة أو الشيخوخة، يتعطل تدفق الدم، خاصة إذا تُرك دون علاج، وقد تحدث مضاعفات تودي بحياة الفرد. لهذا، ابتكر مجموعة من الباحثين صمام قلب قابل للتحلل البيولوجي مصنوعًا باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، فما هي آلية عمله وفقًا لـ«gatech»؟

آلية عمل صمامات القلب

يساعد الصمام على تعزيز تجديد الأنسجة، الأمر الذي قد يلغي الحاجة إلى إجراء جراحات متكررة لمرضى القلب البالغين والأطفال، فاستبدال الصمامات وإصلاحها هما الطريقتان الوحيدتان لإدارة أمراض القلب الصمامية الشديدة، لكن كلاهما يتطلب غالبًا جراحات متكررة باهظة الثمن ومزعجة وتهدد الحياة.

مما تصنع هذه الصمامات؟

يأتي هذا الاختراع من مختبرات أعضاء هيئة التدريس في قسم الهندسة الطبية الحيوية (BME) بمعهد جورجيا للتكنولوجيا. ويُعتقد أن هذه التكنولوجيا تمثل تحولًا جذريًا، إذ نبتعد عن استخدام أجهزة الأنسجة الحيوانية التي لا تدوم ولا يمكن استدامتها، وننتقل إلى عصر جديد يمكن فيه لصمام القلب أن يتجدد داخل المريض. وذلك لأن الصمام يتمتع بذاكرة شكلية، ويمكن طيه وتوصيله عبر قسطرة بدلاً من جراحة القلب المفتوح، وبمجرد زراعته ووصوله إلى درجة حرارة الجسم، يعود الجهاز إلى شكله الأصلي، ثم ترسل المادة إشارة إلى الجسم لصنع أنسجته الجديدة لتحل محل الجهاز، ومن ثم يتم امتصاص الجهاز الأصلي بالكامل في غضون بضعة أشهر.

ونجح باحثو معهد جورجيا للتكنولوجيا في إنشاء صمام قلب مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد مصنوع من مواد قابلة للتحلل البيولوجي، وقد تم تصميمه ليناسب التشريح الفريد لكل مريض، وبمجرد زراعته، يمتص الجسم الصمامات ويستبدلها بأنسجة جديدة تؤدي الوظيفة التي كان الجهاز يؤديها في السابق.

ما سر اختلاف هذا النوع من الصمامات عن غيرها؟

على الرغم من وجود صمامات قلب مطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد حاليًا واستخدام مواد قابلة للتحلل البيولوجي في عمليات الزرع من قبل، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الجمع بين التقنيتين لإنشاء جهاز واحد يحتوي على مادة قابلة للتحلل وتتمتع بالذاكرة الشكلية في آن واحد، هاتان هما التقنيتان المستخدمتان لأول مرة معًا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: صمامات القلب مرضى القلب ثلاثیة الأبعاد

إقرأ أيضاً:

موجات متصاعدة من التهجير.. هكذا تتحول الضفة إلى بيئة قابلة للضم

تشهد الضفة الغربية المحتلة موجات متصاعدة من التهجير للعام الثاني تواليا بفعل هجمات المستوطنين، وسياسات الهدم، والعمليات العسكرية المتناغمة مع سياسات التوسع الاستيطاني التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية.

ووفق هذا الواقع الذي تعمّق بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تبدو المنطقة أكثر قابلية لخطط التوسع الاستيطاني، في سياق يراه متخصصون جزءا من مشروع سياسي وأمني إسرائيلي ممنهج.

وتعكس شهادات فلسطينيين من مناطق مختلفة اشتداد الاعتداءات منذ بداية الحرب، إذ تقول إحدى السيدات للجزيرة، إن منزل عائلتها "موجود من السبعينات وبترخيص قانوني"، قبل أن يبدأ المستوطنون تدريجيا بالتمدد حتى اقتلاع أشجار الزيتون وإلقاء الأتربة فوق المنزل.

ويؤكد مواطن آخر أن مستوطنين مسلحين هاجموه واستولوا على مفاتيح سيارته وأمواله وهواتفه، في حين أشار مواطن ثالث إلى حصار يومي ومرور مستوطنين مسلحين قرب منزله، يصاحبه اعتداء عند كل "حدث" في المنطقة.

وتروي عائلة أخرى اضطرارها لمغادرة منزلها الجديد بعد تكرار الاعتداءات وتكسير البيت وضرب الأطفال ومنعهم من الوصول إليه.

وهذه الشهادات ليست إلا جزءا من صورة أوسع، إذ تسبب عنف المستوطنين بين يناير/كانون الثاني 2024 وسبتمبر/أيلول 2025 في نزوح 1897 فلسطينيا، معظمهم من مناطق طوباس ورام الله والخليل.

أما سياسة الهدم العقابي فدفعت نحو 1000 فلسطيني للنزوح منذ العام الماضي بعد تدمير 214 مبنى، 40% منها بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

كما نزح أكثر من 1000 فلسطيني من التجمعات البدوية في المنطقة "ج"، إضافة إلى نحو 500 في القدس الشرقية. وكذلك تكشف خريطة العمليات العسكرية عن تضرر 1460 مبنى في جنين وطولكرم، أدت لنزوح 32 ألفا، ثلثهم من مخيم جنين.

وتندرج هذه الوقائع في سياق استيطاني أشمل، إذ تعد الضفة -وفق الرؤية الإسرائيلية- أرضا تتقاطع فيها اعتبارات دينية وأمنية واقتصادية، وتُستخدم فيها آليات متعددة للتوسع.

منظومة متعددة المستويات

ووفق تقرير بثته الجزيرة للصحفي صهيب العصا، فإن هناك منظومة استيطانية متعددة المستويات، تبدأ من القرارات الحكومية المباشرة ولا تنتهي عند الأذرع غير الرسمية.

إعلان

فعلى المستوى الرسمي، تواصل الحكومة إعلان آلاف الدونمات كـ"أراضي دولة"، والمصادقة على مخططات بناء جديدة، وشرعنة عشرات البؤر العشوائية وتحويلها إلى مستوطنات كاملة ببنيتها التحتية وطرقها الالتفافية.

ويبرز في السياق الدور المتصاعد للأطراف غير الرسمية التي تعمل كذراع تنفيذية للضم على الأرض، مثل مجموعات "فتيان التلال" التي تفرض الوقائع بالعنف وتدفع الفلسطينيين إلى النزوح القسري بحماية الجيش.

وكذلك، تبرز منظمات استيطانية مثل "ريغافيم" و"إلعاد" التي تتحرك في المحاكم والبلديات لتجفيف الوجود الفلسطيني بالدعاوى والملفات القانونية.

ويخلق هذا التشابك بين القانون والعنف -وفق التقرير- بيئة استيطانية مكتملة، تُحكم الخناق على الجغرافيا وتسهّل توسيع السيطرة على الضفة الغربية، في إطار مشروع أوسع يهدف إلى تقويض إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقبلية.

من جهته، يوضح المدير العام للتوثيق والنشر بهيئة مقاومة الجدار والاستيطان أمير داود، أن إسرائيل تسعى إلى "إعدام إمكانية قيام دولة فلسطينية" وتفتيت الأرض وتغيير تركيبتها الديمغرافية بثلاث أدوات.

ووفق حديث داود للجزيرة، فإن هذه الأدوات تتمثل في مصادرة أكبر مساحة ممكنة من الأرض، واستخدام العنف الاستيطاني لفرض الوقائع، وتطويق ذلك ببيئة تشريعية تجعل أي حل سياسي مستقبلي شبه مستحيل.

لكنه يشدد على أن الفلسطينيين "لا يسلمون بهذه الإجراءات" ويواصلون مراكمة أدوات المقاومة والنضال.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع قياسي لمرضى الإنفلونزا في المستشفيات البريطانية
  • موجات متصاعدة من التهجير.. هكذا تتحول الضفة إلى بيئة قابلة للضم
  • لغز في السماء.. جسم غامض يومض بنمط يشبه دقات القلب
  • صدمة صحية.. “الكرش” أخطر على صحتك من وزنك الإجمالي!
  • ماذا يحدث عند تناول الكابوتشا؟
  • الأردن نموذج ريادي في طب الأسنان الرقمي
  • الجهاز الدوراني في الجسم.. ما هي وظائفه؟
  • ترامب يلغي قرارات العفو التي أصدرها بايدن بالتوقيع الآلي
  • روسيا.. ابتكار ثوري في مجال تصنيع البطاريات الكهربائية
  • ابتكار قطرات للأنف لعلاج سرطان المخ