هل النظام الغذائي الغني بالبروتين يهدد صحة القلب؟ خبراء يوضحون
تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT
يتجه كثيرون نحو الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين بهدف فقدان الوزن أو بناء الكتلة العضلية، دون إدراك أن هذا التوجه قد يحمل في طياته تهديداً غير متوقع لصحة القلب. وفقاً لما يؤكده عدد من خبراء التغذية وأمراض القلب، فإن الإفراط في تناول البروتين، خصوصاً من المصادر الحيوانية، قد يساهم في زيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية وتصلب الشرايين.
ويحذّر الأطباء من الاعتقاد الخاطئ بأن الجسم الرياضي الممشوق دليل قاطع على صحة القلب، فالكتلة العضلية البارزة لا تحمي من التراكمات الصامتة للبلاك داخل الشرايين، والتي قد تؤدي إلى نوبات قلبية مفاجئة، ويرتبط ذلك ارتباطاً وثيقاً بارتفاع مستويات الكوليسترول الضار (LDL) الناتج عن الأنظمة الغنية بالدهون المشبعة المرافقة لبعض مصادر البروتين الحيواني.
وتكشف الأبحاث الحديثة عن دور محوري لحمض أميني يُعرف باسم “ليوسين”، والموجود بكميات كبيرة في العديد من مصادر البروتين، في تسريع تطور تصلب الشرايين. حيث تبين أن استهلاك أكثر من 25 غراماً من البروتين في الوجبة الواحدة، أو ما يتجاوز 22% من الاحتياج اليومي للطاقة، يؤدي إلى ارتفاع مستويات الليوسين في الجسم. هذه المستويات تنشط مسارات خلوية معينة في جهاز المناعة، ما يعزز من عملية التصلب داخل جدران الشرايين.
ورغم أن الأحماض الأمينية هي حجر الأساس لبناء البروتينات، إلا أن الليوسين تحديداً أظهر ارتباطاً سلبياً بأمراض القلب، في حين لا تظهر الأحماض الأخرى التأثير ذاته.
يشدد الخبراء على أهمية التوازن، إذ لا توجد كمية واحدة مثالية من البروتين تناسب الجميع. بل تختلف الاحتياجات بحسب العمر، والحالة الصحية، ونمط الحياة، ومعدل النشاط البدني. ومع ذلك، تشير التوصيات العامة إلى أن تناول ما بين 20 إلى 30 غراماً من البروتين في كل وجبة، مقسّمة على مدار اليوم، هو هدف صحي مناسب لمعظم البالغين، وتُحذر الأبحاث من أن الكميات الزائدة عن هذا المعدل لا تُستخدم لبناء العضلات بل تُخزَّن على شكل سعرات حرارية قد تُسهم في زيادة الوزن ورفع نسب الكوليسترول.
ينصح المختصون باختيار مصادر نباتية غنية بالبروتين، مثل البقوليات، والمكسرات، وبذور الشيا، والشوفان، والكينوا، والخضروات، كونها تحتوي إلى جانب البروتين على مركّبات مضادة للأكسدة وألياف غذائية تعزز من صحة الأوعية الدموية، ويؤكد الخبراء أن النظام الغذائي المتوازن، الذي يجمع بين البروتينات الصحية، والدهون غير المشبعة، والكربوهيدرات المعقدة، هو السبيل الأفضل نحو قلب سليم وجسم قوي في آنٍ واحد.
المصدر: timesnownews
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البروتين صحة القلب اضرار البروتين من البروتین صحة القلب
إقرأ أيضاً:
باحثون يوضحون العلاقة بين التعرض للضوء الاصطناعي ليلًا وإضطرابات النوم
كشفت أبحاث جديدة بأن تأثير الضوء الاصطناعي ليلا يتجاوز مجرد اضطراب النوم، إذ يمكنه إضعاف دفاعات المناعة، وتأجيج الالتهابات، وتغيير عملية الأيض، والتأثير سلبا على المزاج.
فالتوهج الصادر من الأجهزة الكترونية، كالحاسوب، والموبايل، ومصابيح الإنارة، وأضواء الشوارع، وغيرها من مصادر الإضاءة الليلية يربك إيقاعات الجسم الطبيعية، التي تطورت لتتزامن مع ضوء الشمس وظلامها.
وأوضحت صحيفة scitechdaily استنادا إلى أبحاث عالم الأعصاب الدكتور راندي جيه نيلسون، الذي كرس السنوات العشر الماضية لكشف المخاطر التي يشكلها التعرض للضوء الاصطناعي ليلا، أن الضوء الليلي لا يقتصرعلى تقليل جودة النوم فحسب؛ بل أن التعرض للضوء في أوقات غير مناسبة قد يؤدي إلى تثبيط الاستجابات المناعية الطبيعية، ويثير التهابات عصبية، ويؤثر على العمليات الأيضية، واضطراب الساعة البيولوجية والتمثيل الغذائي.
وبحسب الدكتور نيلسون، فإن تقليل وقت استخدام الشاشات مساء، واستخدام ألوان إضاءة دافئة بعد غروب الشمس، والحفاظ على مواعيد نوم منتظمة، يمكن أن تؤثر بشكل كبيرعلى صحة الناس.
وتبين أعماله بشكل عام إلى أن احترام تراثنا التطوري من خلال مواءمة الحياة العصرية بشكل أوثق مع أنماط الإضاءة الطبيعية يمكن أن يمنع العديد من الأمراض المزمنة.
ولعل الموضوع الأهم هو أن أبحاث الدكتور نيلسون، تظهر آثارا مباشرة لضوء الليل على استقرار الحالة المزاجية، مع ما يترتب على ذلك من آثار على فهم اضطرابات الاكتئاب والقلق.