منظمة الإسكوا: اليمن ما يزال يعاني من مستويات مرتفعة وخطيرة من الفقر متعدد الأبعاد
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
ذكر تقرير حديث صادر عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) أنه رغم مرور أكثر من عقد على بدء الصراع في اليمن، لا تزال البلاد تعاني من مستويات مرتفعة وخطيرة من الفقر متعدد الأبعاد، وسط تدهور اقتصادي وإنساني غير مسبوق.
وأظهر التقرير الذي حمل عنوان “الفقر متعدد الأبعاد: مهمة غير منجزة في العديد من البلدان العربية” أن معدل الفقر متعدد الأبعاد في اليمن يتراوح بين 37 و38% خلال الفترة من 2013 إلى 2023، دون أي تحسّن يُذكر.
وأرجع التقرير جمود الوضع إلى الحرب المستمرة منذ 2015، وما تسببت به من أزمة إنسانية مدمّرة شملت النزوح الواسع، وانهيار منظومة الغذاء، وتدمير البنى التحتية الأساسية، إلى جانب الانكماش الاقتصادي، والصدمات المناخية، وانخفاض فاعلية الاستجابة الإنسانية.
وبحسب خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة لعام 2025، فإن أكثر من 19.5 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بينهم 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، أي ما يعادل نصف سكان البلاد تقريبًا.
ويشير التقرير إلى أن سوء التغذية يمثل أحد أبرز أوجه الفقر في اليمن، وخاصة في المناطق الريفية، حيث يعاني أكثر من 51% من السكان من نقص التغذية الحاد. كما أن التعليم يمثل تحديًا كبيرًا، إذ يعاني كثير من الأطفال من الحرمان من الحضور المدرسي أو ضعف سنوات التعليم، ما يؤثر على فرصهم في الخروج من دائرة الفقر.
وفي حين سُجل تحسّن نسبي في مؤشرات مثل الصرف الصحي ومياه الشرب والكهرباء في بعض المناطق العربية، فإن الوضع في اليمن تدهور، خصوصًا في المناطق الريفية، حيث زادت نسب الحرمان في المياه والكهرباء، وتفاقمت أوجه الحرمان في الأصول المعيشية نتيجة تعمّق الأزمة الاقتصادية.
وأكدت الإسكوا في تقريرها أن التقدّم في اليمن مستحيل من دون دعم دولي حقيقي، خصوصًا في مجالات حل النزاع، وإعادة بناء المؤسسات، وتوسيع نطاق المساعدات التنموية، بما في ذلك ضمان الحد الأدنى من الوصول إلى مياه الشرب والصرف الصحي والطاقة، وتحسين منظومة التعليم والصحة والتغذية.
وخلص تقرير الإسكوا إلى أن القضاء على الفقر في اليمن لم يعد تحديًا اقتصاديًا فحسب، بل هو أيضًا تحدٍّ إنساني وأخلاقي يستدعي استجابة شاملة ومتكاملة من المجتمع الدولي.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الفقر متعدد الأبعاد فی الیمن
إقرأ أيضاً:
فيضان جامو وكشمير يحصد 33 روحًا ويترك أكثر من 200 مفقود في كارثة مروعة
لقي 33 شخصًا مصرعهم فيما لا يزال أكثر من 200 آخرين في عداد المفقودين، إثر فيضان مفاجئ اجتاح منطقة كشتوانر بولاية جامو وكشمير الهندية، وفق ما أفادت به صحيفة إنديا تايمز.
وتشير التقارير إلى أن الفيضانات ضربت قرية تشاسوتي النائية، وهي آخر نقطة يمكن الوصول إليها بالسيارة على طريق ضريح "مشايل ماتا"، ما دفع السلطات إلى تعليق الزيارة السنوية (ياترا) إلى الموقع الديني الشهير.
ترامب: واشنطن أخطر من دول العالم الثالث ومسؤوليها يزورون إحصاءات الجريمة
إعلام عبري: ترامب قد يزور إسرائيل الشهر المقبل
ونقلت صحيفة هندو عن مسؤولين محليين أن قوة الفيضان جرفت المنازل والبنى التحتية في غضون دقائق، تاركة خلفها مشاهد من الدمار والانهيارات الطينية، فيما هرعت فرق الإنقاذ والجيش وقوات الطوارئ الوطنية إلى المكان لشن عمليات إنقاذ واسعة النطاق في ظروف بالغة الصعوبة.
وأعرب الحاكم المناوب للولاية، مانوج سينها، عن بالغ حزنه إزاء الكارثة، مقدمًا التعازي لأسر الضحايا، ومؤكدًا أن جميع أجهزة الدولة، بما في ذلك الشرطة والجيش، تعمل على مدار الساعة لتقديم الدعم والمساعدة للمتضررين.
كما شدد الوزير الاتحادي جيتيندرا سينغ على خطورة الموقف، محذرًا من أن الحصيلة البشرية مرشحة للارتفاع مع استمرار عمليات البحث في المناطق المنكوبة.
أوضاع إنسانية حرجةبحسب شهود عيان، فإن السيول جرفت مساحات زراعية شاسعة، وتسببت في نفوق أعداد كبيرة من الماشية، فيما لجأ مئات السكان إلى المناطق المرتفعة هربًا من المياه العاتية.
وقد أقيمت مراكز إيواء مؤقتة لتوفير الغذاء والمأوى للمشردين، وسط مخاوف من انتشار الأمراض نتيجة تلوث مصادر المياه.
تحديات أمام فرق الإنقاذتواجه فرق الإنقاذ صعوبات بالغة بسبب انقطاع الطرق وانهيار الجسور، الأمر الذي يبطئ من وصول المساعدات إلى القرى الأكثر تضررًا.
وتعمل السلطات على استخدام المروحيات والقوارب للوصول إلى المحاصرين، بينما تواصل التقييم الميداني لحجم الخسائر المادية التي وصفتها الحكومة بأنها "كارثية بكل المقاييس".