وأوضح رئيس اللجنة الإشرافية الدكتور عبدالله الشامي أن المؤتمر الذي تنظمه في ثلاثة أيام الجامعات اليمنية، سيناقش من خلال محاور أبعاد ونتائج عملية "طوفان الأقصى" على واقع الأمة العربية والإسلامية وانعكاسات ذلك على العدو الاسرائيلي والتركيز على أهم العمليات العسكرية التي تعرضت لها الصهيونية العالمية.

وأشار إلى أن المؤتمر يهدف لتسليط الضوء على التداعيات التي أحدثتها عملية "طوفان الأقصى" بعد مرور عام على كافة المجالات، والتعرف على دوره في تشكيل الوعي الجهادي للأمة والتحولات على المستويين الإقليمي والعالمي، ودور البحث العلمي والإنتاج الأكاديمي في خدمة القضية الفلسطينية.

وأكد الدكتور الشامي أن المؤتمر سيناقش أكثر من 100 بحث وورقة علمية تتضمن الأبعاد والمجالات العلمية التي تغطي المحاور "القيادي، السياسي، التاريخي، الثقافي، الاجتماعي، الحقوقي والإنساني، الصحي، التعليمي، الاقتصادي، والمحور الإعلامي، والمحور العسكري" فضلاً عن تسليط الضوء على دور السيد القائد في معركة طوفان الأقصى وإبراز الدور اليمني في إسناد الشعب الفلسطيني.

بدوره اعتبر نائب رئيس اللجنة الإشرافية للمؤتمر الدكتور فؤاد حنش، المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية "طوفان الأقصى" جزءًا من الحراك العام في اليمن لتعزيز المواجهة مع العدو الصهيوني عبر الجبهة الأكاديمية.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

"طوفان الأقصى" أحدث جرحًا غائرًا والهواجس الأمنية لم تغادر الإسرائيليين

القدس المحتلة - صفا

بعد مرور عامين على هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أو ما تعرف إسرائيليًا بـ"السبت الأسود"، وفي فلسطين بمعركة "طوفان الأقصى"، ما زالت الصدمة حاضرة بقوة في الوعي الجمعي الإسرائيلي، خاصة في مستوطنات "غلاف غزة" وبلدات النقب الغربي، مثل "أوفاكيم" و"سديروت" و"عسقلان"، فالتحديات النفسية والاجتماعية توازي في ثقلها التداعيات العسكرية والسياسية.

وفي الوقت الذي تستمر فيه حرب الإبادة في قطاع غزة بلا أفق واضح، تتصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب حجم الكارثة الإنسانية، وفي الداخل الإسرائيلي، تتسع الهوة بين حكومة متخبطة ومجتمع يعاني أزمة ثقة عميقة، فالخوف من تكرار السيناريو نفسه لا يزال يطارد الإسرائيليين، في حين يزداد القلق من تداعيات طويلة الأمد على تماسك المجتمع واقتصاده.

وكأن فترة العامين الماضيين لم تكن كافية لطيّ الصفحة أو تجاوز الصدمة، ففي إسرائيل، لا تزال الأسئلة مفتوحة بشأن الأمن والهوية والثقة بالدولة، بينما يواصل الناجون صراعهم مع الذاكرة، إذ تبحث القيادة السياسية عن إستراتيجية تمنع تكرار "اليوم الأسود"، لكن الطريق مليء بالهواجس والتحديات التي تجعل المستقبل أكثر غموضا من أي وقت مضى.

وإستراتيجيا، مثَّل "طوفان الأقصى" نقطة تحوّل قاسية، إذ انهارت ثقة الجمهور بالمؤسسة العسكرية والأمنية، التي لطالما قدمت نفسها كخط الدفاع الأول، وفشل الردع، وتكشّف عجز استخباري غير مسبوق.

ومنذ ذلك اليوم، باتت القيادة الإسرائيلية أمام معضلة وجودية: كيف تحمي الجبهة الداخلية؟ وكيف تعيد ترميم ثقة مواطنيها بعد أن تزعزعت أسس العقد الاجتماعي القائم على "الأمن مقابل الولاء"؟

تقف "إسرائيل" أمام تحد مزدوج: معالجة ندوب مجتمعها داخليا، وصياغة عقيدة أمنية جديدة تستعيد الردع وتوازن بين القوة العسكرية ومتطلبات الشرعية الدولية.

ويعيش الناجون صدمة يومية، بين قلق وأرق وشعور بالذنب، في ظل غياب اعتذار رسمي أو دعم كاف من المؤسسة الإسرائيلية والفشل في تحقيق "النصر المطلق" الذي وعد به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- وعليه، فإن هناك أغلبية تمتنع عن العودة إلى مستوطنات غلاف غزة.

في "أوفاكيم"، لا يزال بيت راشيل إدري رمزا للحظات الرعب خلال الهجوم المفاجئ، في حين يعيش حاييم مويال في سديروت على وقع الكوابيس والأرق، بعد أن شهد هجوما مسلحا أمام متجره، حسب الانطباعات التي وثَّقتها صحيفة "هآرتس".

ووسط مدينة "سديروت"، وعلى بعد نحو نصف ساعة من "أوفاكيم"، تبدو الحياة وكأنها متوقفة في كثير من الأحيان، ففي ساعات ما بعد الظهر، تخلو الشوارع من المارة، قد يكون السبب ارتفاع الحرارة، أو ربما الصدمة التي لا تزال تسيطر على السكان منذ اليوم الذي تسلل فيه المقاتلون الفلسطينيون إلى المدينتين.

يقول حاييم مويال (67 عاما) إنه يشعر وكأن الهجوم وقع أمس، لا قبل عامين، فبالنسبة له، كانت نقطة التحول بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، حين تلقى مقطع فيديو في أثناء إجلائه إلى فندق على البحر الميت، فقد تعرف فورا على المكان المصور، أمام كشكه القديم في سديروت، ورأى مشهد الهجوم الذي لن ينساه أبدا، "مسلحون يقتحمون المكان" في اللحظة نفسها التي كان يفتح فيها متجره كل صباح.

ويضف حاييم أن المشاهد "انطبعت في ذهني كأسطوانة لا تتوقف"، ومنذ عودته إلى سديروت تغيّر كل شيء، ولم يعد يفتح متجره في الموعد نفسه، ويغلقه باكرا خشية أي طارئ.

روتينه اليومي -كما يصفه في شهادة لصحيفة هآرتس- بات خليطا من القلق الدائم، والأرق، والأدوية المهدئة، ويضيف "كنت إنسانا نشيطا، أخرج مع زوجتي، وألعب مع أحفادي، اليوم، حياتي صارت بين العمل والمنزل فقط".

وتعمل مراكز العلاج النفسي والاجتماعي بكامل طاقتها، لكنها -حسب الصحيفة- غير قادرة على استيعاب الكم الهائل من الصدمات التي خلَّفها ذلك اليوم، والأسوأ من ذلك، أن الناجين يشعرون بعبء ذنب ثقيل، وبغياب أي اعتذار رسمي من المؤسسة الإسرائيلية.

ورغم أعمال الترميم وعودة السكان إلى منازلهم، فإن القلق لا يزال يسيطر على الحياة اليومية في مدينتي أوفاكيم وسديروت، فبعد عامين على الهجوم المفاجئ، تقول مراسلة صحيفة هآرتس في الجنوب، عيدن سولومون، إن "الأهالي يعيشون ما بين زيارات متكررة لمراكز العلاج النفسي، ومراسم إحياء الذكرى التي تحوَّلت إلى جزء من روتينهم الجديد".

وعن النصب التذكارية التي أقيمت بمبادرات شخصية، تضيف سولومون إن "السكان يحاولون التأقلم مع واقع نفسي واجتماعي صعب، فالخوف لا يغادرهم والذاكرة لا تهدأ؛ كثيرون منهم لا يعرفون متى سيتوقف الخوف عن ملاحقتهم، أو متى سيتمكنون من النوم ليلة كاملة دون أن توقظهم أصوات الانفجارات في ذاكرتهم".

تقول المراسلة إن "سكان الجنوب يعيشون بين الماضي والحاضر في آن واحد، فالجدران التي أُعيد ترميمها تخفي وراءها جراحا لم تلتئم بعد، وذكريات ذلك اليوم لا تزال تسيطر على تفاصيل حياتهم".

وفي تقرير ميداني لصحيفة يديعوت أحرونوت من مستوطنات غلاف غزة، يرسم المراسل عوديد شالوم، مشهدا مكثفا للحياة التي لم تعد إلى طبيعتها بعد عامين على الحرب.

يقف شالوم عند محطة الوقود قرب مدخل كيبوتس "كفار غزة"، ويصف اللحظة التي يرفع فيها رأسه نحو الأفق قائلا: "ينجذب نظرك إلى هناك غريزيا، غزة هنا، وحتى لو دمرنا مبانيها، فستبقى هنا".

وهذا الحضور الدائم لغزة في الوعي والمشهد اليومي -كما يكتب- "يلخص مأزق سكان الكيبوتسات في منطقة غلاف غزة، الذين عاد بعضهم إلى منازلهم، بينما لا يزال آخرون يعيشون في منازل مستأجرة أو فنادق تمولها الدولة".

ورغم إعلان الحكومة أن العودة إلى الكيبوتسات آمنة، فإن جزءا من السكان تقدم بالتماس إلى المحكمة العليا مطالبين بتمديد تمويل إقامتهم خارجها، مؤكدين أن الحرب لم تنته بعد، وأن أصداءها لا تزال تسمع وتشعر كل يوم، لكن المحكمة رفضت التدخل، معتبرة أن القرار بيد الحكومة الإسرائيلية.

أما في ناحال عوز، أقرب الكيبوتسات إلى حدود غزة، التي لا تفصلها عنها سوى 750 مترا فقط، عاد أقل من نصف السكان هناك، ويصف المراسل شالوم: "يبدو الواقع هشا ومليئا بالتوتر، والهجوم المتواصل على مدينة غزة -الذي تسمع انفجاراته حتى وسط البلاد- يجعل الأرض والبيوت تهتز باستمرار".

"وفي سديروت والمستوطنات الأخرى المحيطة، ما زال دوي القصف وارتجاج النوافذ يذكر السكان في كل لحظة بما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول"، يقول شالوم.

ويضيف "لكن في ناحال عوز تحديدا، يصعب وصف الشعور بالكلمات، عليك أن تكون هناك فعليا لتفهم، لتشعر كيف يسكن الخوف الجسد، وتستعاد الهواجس في الذاكرة كما لو أننا في اليوم الأول للطوفان".

المصدر: الجزيرة

مقالات مشابهة

  • أبرز محطات عامين من انطلاق طوفان الأقصى (إنفوغراف)
  • انطلاق المؤتمر الدولي الأول للعمل المناخي والاستدامة بجامعة الإمارات
  • بعد عامين على طوفان الأقصى…غزة التي غيرت العالم
  • وقفة نسائية في تعز بالذكرى الثانية لطوفان الأقصى
  • اجتماع يناقش ترتيبات انعقاد المؤتمر العلمي الأول للشباب بالحديدة
  • وقفات نسائية في الحديدة بالذكرى الثانية لطوفان الأقصى
  • انطلاق أعمال المؤتمر العلمي السادس في جامعة البيضاء
  • "سرايا القدس":طوفان الأقصى محطة مفصلية والمقاومة مستمرة
  • "طوفان الأقصى" أحدث جرحًا غائرًا والهواجس الأمنية لم تغادر الإسرائيليين
  • وقفة قبلية في البيضاء لاحياء الذكرى الثانية لعملية “طوفان الأقصى”