الحياة ليست مجرد لحظات مثالية
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
في زمن أصبحت فيه التكنولوجيا جزءًا من كل تفاصيل حياتنا، أصبحت السوشال ميديا أحد الأبعاد الأساسية التي لا يمكننا الهروب منها. فهي ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل باتت منصة يشارك من خلالها الناس لحظاتهم الخاصة، يعبرون عن أنفسهم، ويتفاعلون مع العالم من حولهم. وعلى الرغم من فوائد هذه الوسائل في تقوية الروابط الاجتماعية، إلا أنها قد تتحول أحياناً إلى أداة تعزز من الصور المثالية فقط عن الحياة.
الحقيقة أن الحياة ليست مجرد لحظات مثالية، بل هي مزيج معقد من النجاح والفشل، الفرح والحزن، والراحة والضغط النفسي. ورغم ذلك، فقد أصبح هناك ميل ثقافي إلى مشاركة اللحظات الجميلة فقط، وهو ما قد يسبب شعوراً بالضغط الاجتماعي لدى الكثيرين. الكثير من الأشخاص يبدأون في مقارنة حياتهم بتلك الصور المبهرة التي يرونها على السوشال ميديا، فيشعرون وكأن حياتهم لا تتواكب مع الصورة المثالية التي يتابعونها.
يعود هذا الاتجاه إلى عدة أسباب. فالكثير من الناس يخشون الحكم السلبي إذا شاركوا تجاربهم الصعبة أو خيباتهم، مما يجعلهم يفضلون إخفاء هذه الجوانب من حياتهم. كذلك، هناك ضغط غير معلن يظهر في ثقافة التنافس على السوشال ميديا، حيث يطمح الجميع للظهور بأفضل صورة، سواء من خلال التفاخر بالإنجازات أو تجميل الصور الشخصية. وأيضاً يشعر البعض أن التعبير عن الصعوبات أو الحزن قد يضعف صورتهم أمام الآخرين، فيفضلون إبقاء معاناتهم بعيداً عن الأعين.
ورغم هذه المظاهر، فإن هناك تحولات بدأت تظهر على بعض منصات السوشال ميديا، حيث بدأ بعض الأشخاص يتحدون هذه الثقافة من خلال مشاركة لحظاتهم الصادقة، سواء كانت لحظات حزينة أو تجارب فشل. هذا الاتجاه يساهم في خلق بيئة أكثر واقعية، يعبر فيها الناس عن أنفسهم بدون تصنع أو تجميل. ويمكن أن تكون هذه الممارسة مصدراً للراحة والدعم للأشخاص الذين قد يشعرون بالعزلة بسبب المقارنات الاجتماعية.
مشاركة اللحظات الواقعية أو المثالية على السوشال ميديا يمكن أن يكون لها تأثير بالغ على حياتنا الشخصية والاجتماعية، إذا تم التعامل معها بوعي. من ناحية، يمكن أن تساهم اللحظات الواقعية في تعزيز التواصل الإنساني، حيث يشعر الناس بأنهم ليسوا وحدهم في معاناتهم. كما يمكن أن توفر هذه المشاركات الدعم والمساندة، خصوصاً لأولئك الذين يمرون بتجارب مشابهة. من جهة أخرى، يمكن أن تلهم اللحظات المثالية الآخرين وتحفزهم على تحقيق أهدافهم الخاصة، ما يساهم في نشر التفاؤل والإيجابية.
لكن، على الرغم من هذه الفوائد، لا يخلو الأمر من التأثيرات السلبية المحتملة. إذا كانت المشاركات غير متوازنة، أو إذا تم التركيز فقط على الجوانب المثالية في الحياة، قد يؤدي ذلك إلى تعزيز مقاييس الجمال أو النجاح غير الواقعية. هذه المقارنات قد تخلق شعوراً بالضغط النفسي، حيث يشعر البعض أنهم لا يواكبون الصورة المثالية التي يرونها على السوشال ميديا، ما قد يساهم في زيادة مشاعر القلق والإحباط.
تظل السوشال ميديا مرآة لعالمنا المعاصر. هي أداة قد تكون مصدراً للإلهام والتحفيز أو قد تؤدي إلى شعور بالضغط والتوتر، حسب كيفية استخدامنا لها. بينما تجذبنا اللحظات المثالية وتحتفل بنجاحات الآخرين، فإن اللحظات الواقعية هي التي تجعلنا نعيش حياة أكثر صحة نفسية وواقعية. علينا أن نتذكر أن الحياة ليست دائماً كما تظهر على الشاشة. هي رحلة مليئة باللحظات الجميلة والمرة على حد سواء، ومن خلال تقبل كل جانب من جوانبها، يمكننا أن نعيش حياة أكثر توازناً وصدقاً.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: السوشال ميديا على السوشال میدیا یمکن أن
إقرأ أيضاً:
مها الصغير: السوشيال ميديا تحولت إلى “جرائد صفراء’ وتجاهلها أفضل حل
علقت الإعلامية مها الصغير، على تصدر اسمها مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية. واصفة إياها بأنها تشبه “الجرائد الصفراء”.
قالت مها الصغير خلال لقائها مع الإعلامية منى الشاذلي، في برنامجها “معكم منى الشاذلي”، الجمعة، المذاع عبر شاشة “ON”: “بحس أن السوشيال ميديا، زي زمان الجرايد الصفرا، بقيت بحس أنها مدمرة أكتر ما هي نافعة”.
أشارت إلى أنه كلما زاد التطور التكنولوجي تشعر أنها “توكسيك” وسامة جدا. موضحة أن خطتها بشأن التعامل مع تلك التعليقات، هو عدم النظر إليها أو التعامل مع أي أشياء سلبية.
كما أوضحت أنها تستعد خلال الفترة المقبلة للتركيز على عملها بشكل أكبر، بالإضافة إلى إقامة معرض فني للوحات.
على صعيد مختلف، كشفت “الصغير” عن تلقت عدد من عروض التمثيل، منها فيلم مع المخرج يوسف شاهين، التي عبرت عن حبها الشديد له، ووصفت الفيلم بأنها كان حلما ترغب في تقديمه، لكنها كانت في تلك الفترة مشغولة بدراستها.
أوضحت أنها تلقت عرضا آخر للتمثيل من المخرج وحيد حامد، للتمثيل في فيلم “اضحك الصورة تطلع حلوة” مع الفنان أحمد زكي في دور ابنته، وجاء الترشيح من خلال الفنانة ليلى علوي التي شاركت في الفيلم، لأنها كانت صديقة مقربة من والدها الراحل محمد الصغير.
أردفت: “الفيلم جميل واللي مثلته رائعة، ومكنش ليا أي تجارب في التمثيل وقتها، ومكنتش عايزة أمثل لأن معنديش الموهبة دي، ولو مثلت هبقى مأساة”.
في سياق آخر، قالت إنها خلال تصويرها برنامج “It’s Show Time”، كانت تحدث بعض الخلافات الأسرية بسبب تأخرها لظروف التصوير.