تحاول إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعادة ضبط العلاقات المتوترة بين واشنطن وموسكو وتحريك الصراع في أوكرانيا نحو نهايته في الاجتماع الأكثر شهرة بين البلدين منذ سنوات، والذي أزعج حلفاء أمريكا في أوروبا.

ما كان ينبغي لترامب والإدارة أن يفعلوه هو وضع التفاصيل مع أوكرانيا والأوروبيين

ووصف المسؤولون الأمريكيون التواصل مع موسكو يوم الثلاثاء بأنه جهد جريء لسحب روسيا بعيداً عن الصين، وإصلاح العلاقات مع عدو مسلح نووياً ووقف الحرب التي أدت بالفعل إلى أكثر من مليون ضحية.


وعزز الرئيس ترامب التوقعات باستعادة العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حتى قبل أن يغادر مبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ومستشار الأمن القومي مايك والتز ووزير الخارجية ماركو روبيو إلى الرياض، إذ أعرب ترامب عن أمله في أن أن دبلوماسية إدارته قد تؤدي إلى اجتماع قمة بينه وبين بوتين في المملكة العربية السعودية في "المستقبل غير البعيد". 

The Trump administration is trying to reset tense relations with Moscow and move the Ukraine conflict toward an end in the highest-profile meeting between the two nations in years, which has unsettled America’s allies in Europe https://t.co/ckljvQG2Jb

— The Wall Street Journal (@WSJ) February 18, 2025

لكن المحادثات في الرياض تُرى في أوروبا كمؤشر على تغير كبير في السياسة الخارجية الغربية.

وتوترت العلاقات مؤخراً بشكل كبير عبر الأطلسي، وألقى نائب الرئيس جيه دي فانس في مؤتمر ميونخ للأمن، خطاباً لاذعاً انتقد فيه ما اعتبره "تراجعاً" في "حرية التعبير" في أوروبا.

ويأتي ذلك فيما تواجه أوروبا حقيقة أن إدارة ترامب تحاول إنهاء الحرب الأوكرانية في الرياض، بالتفاوض مع روسيا دون مشاركة أوروبا أو حتى أوكرانيا.

الاجتماع الأكثر شهرة

وتُعد المحادثات، التي تُعقد في قصر الدرعية، الاجتماع الأكثر شهرة بين المسؤولين الأمريكيين والروس منذ غزو موسكو الكامل لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
وقال مسؤولون في إدارة ترامب إن دبلوماسيتهم المتسارعة، التي بدأت بمكالمة هاتفية أجراها ترامب مع بوتين الأسبوع الماضي، تعكس ميل الرئيس الأمريكي إلى الإنجاز. 

This headline could have read, “The US grand betrayal begins.” (A betrayal of Ukraine, our European allies, our values...and for what? And why?”) https://t.co/PMw0dK3yAS

— Marc Polymeropoulos (@Mpolymer) February 18, 2025

ولكن اندفاع إدارة ترامب أثار حفيظة الزعماء الأوروبيين.

وقال إيفو دالدر، الذي شغل منصب السفير الأمريكي لدى منظمة حلف شمال الأطلسي خلال إدارة أوباما: "كان ينبغي على ترامب وضع التفاصيل مع أوكرانيا والأوروبيين حول كيفية تعزيز السلام ثم التحدث مع الروس".

وأشاد إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي "تسلا" و"سبيس إكس"، والذي برز كواحد من أقرب مستشاري ترامب، بوصول الوفد الروسي إلى الرياض ليلة الاثنين.
وكتب ماسك على موقع إكس، وهو موقع التواصل الاجتماعي الذي يملكه، في إشارة إلى صورة للمبعوثين الروس وهم ينزلون من طائرتهم الحكومية: "هذا هو شكل القيادة الكفؤة".
وسعى مسؤولون آخرون في إدارة ترامب إلى تهدئة مخاوف الحلفاء من خلال تصوير محادثات يوم الثلاثاء كفرصة لاستكشاف نوايا روسيا، وليس بداية مفاوضات مفصلة حول مستقبل أوكرانيا.

ويقول مسؤولون في الإدارة إنه إذا جرت مفاوضات رسمية بشأن الصراع في أوكرانيا، فسوف يكون المسؤولون الأوكرانيون على الطاولة، على الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين قالوا إن الممثلين الأوروبيين لن يكونوا مشمولين.

 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية روسيا الصين ترامب بوتين ماركو روبيو الرياض أوروبا ميونخ للأمن الولايات المتحدة روسيا موسكو الحرب الأوكرانية أسلحة نووية الصين ترامب بوتين ماركو روبيو الرياض أوروبا ميونخ إدارة ترامب

إقرأ أيضاً:

لافروف: نسعى لتحقيق سلام دائم ومستدام في أوكرانيا.. وأوروبا تريد هدنة لالتقاط الأنفاس

أكد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن موسكو تصر على حزمة من الاتفاقيات لتحقيق سلام دائم ومستدام في أوكرانيا مع ضمانات أمنية لجميع الأطراف.

وقال لافروف، خلال اجتماع مائدة مستديرة مع السفراء لبحث سبل تسوية الأزمة الأوكرانية: «نصر على التوصل إلى حزمة من الاتفاقيات لتحقيق سلام دائم ومستدام وطويل الأمد، مع ضمانات أمنية لجميع الدول المعنية. ومفاوضاتنا مع الرئيس الأمريكي وفريقه تركز على هذا الهدف تحديدا، أي إيجاد حل طويل الأمد يعالج الأسباب الجذرية لهذه الأزمة».

وأضاف لافروف أنه «يجب الاعتراف بفضل الزعيم الأمريكي الحالي الذي بدأ بعد عودته إلى البيت الأبيض، بمعالجة هذه القضية بشكل جدي» وقال: «حسب تقييمنا، فهو يسعى بصدق للمساعدة في حل النزاع الأوكراني عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية».

وأشار سيرجي لافروف، إلى أن هناك حاليا الكثير من التكهنات والأكاذيب والافتراءات حول التسوية الأوكرانية، هدفها الرئيسي هو "عرقلة البحث عن حل تفاوضي وإطالة أمد النزاع، بما في ذلك عرقلة مبادرات الولايات المتحدة والرئيس ترامب التي تهدف بصدق إلى إيجاد حلول تساعد في معالجة الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية".

وقال: «عندما زارنا مؤخرا ستيفن ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس ترامب، أكد الجانبان الروسي والأمريكي عقب اجتماعه مع بوتين التفاهمات التي تم التوصل إليها في ألاسكا، والتي تشمل تثبيت وضع كييف المحايد وخارج التكتلات وعدم امتلاكها أسلحة نووبة».

وأضاف لافروف أن «هذه نتيجة بالغة الأهمية، إذ شهدنا فترة من الركود بعد اجتماع أنكوراج. أما الآن، فأعتقد شخصيا أن مظاهر سوء التفاهم وسوء التواصل في مفاوضاتنا مع الأمريكيين بشأن القضية الأوكرانية، قد تم تجاوزها».

وحسب لافروف، فإن «التفاهمات التي تم التوصل إليها في أنكوراج تستند إلى المقترحات بشأن مبادئ حل النزاع الأوكراني والتي لخصها الرئيس بوتين مرة أخرى في يونيو 2024».

وقال لافروف: «أرادوا إلحاق هزيمة استراتيجية بنا ثم فرض شروطهم الغربية في القضايا التي تهم العواصم الأوروبية.. لكن مخططات شن حرب خاطفة على روسيا باستخدام أوكرانيا قد فشلت».

وشدد لافروف على أن «أحدا في أوروبا لا يذكر الأسباب الجذرية للنزاع الأوكراني ويطالب بشيء واحد فقط هو وقف فوري للأعمال العدائية، ومنح أوكرانيا والأوروبيين فرصة لالتقاط الأنفاس وكسب الوقت لتقديم ولو قدر من الدعم بالأسلحة والمال لنظام كييف».

وأشار لافروف إلى أن خسائر القوات الأوكرانية في النزاع تجاوزت مليون شخص، مضيفا أن روسيا سلمت أوكرانيا أكثر من 11 ألف جثمان لجنودها القتلى مقابل 201 جثمان للجنود الروس.

وأضاف لافروف أن الغرب بات يعاني من نقص الموارد اللازمة لشن حرب بالوكالة ضد روسيا، وأن الغرب، بدافع اليأس، يحاول تصعيد الموقف بتضخيم تهديد عسكري مزعوم من روسيا.

وحذر من أن الدول الأوروبية ترغب اليوم في «زرع بذور صراع جديد» وتتحدث علنا عن استعدادها لمثل هذا السيناريو.

وأشار لافروف إلى أن الدول الأعضاء في حلف «الناتو» تعمل على تعزيز قواتها على حدود دولة الاتحاد الروسي البيلاروسي، مؤكدا أن روسيا لا تريد حربا، لكن إذا قررت أوروبا خوض الحرب، فإن روسيا مستعدة لها في أي لحظة.

وأكد لافروف أنه يجب على أوكرانيا الالتزام بأحكام ميثاق الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، وأن اختزال التزاماتها إلى مجرد الامتثال لقواعد الاتحاد الأوروبي في هذا المجال أمر غير مقبول.

وأشار لافروف إلى أن الدول الغربية تسعى إلى استغلال الصراع الأوكراني لصرف انتباه المجتمع الدولي عن قضايا أخرى، لاسيما القضية الفلسطينية.

اقرأ أيضاًلافروف: موسكو تأمل أن تمتنع واشنطن عن خطوات قد تصعّد الصراع الأوكراني

لافروف: روسيا تتفق مع ترامب في رأيه بأن القضايا المتعلقة بالتسوية الأوكرانية قابلة للحل

لافروف: خطة ترامب بشأن غزة هي الأمثل حاليا لإنهاء الصراع

مقالات مشابهة

  • دونالد ترامب يسعى لتغيير أنظمة الحكم في أوروبا
  • صحف عالمية: ترامب ينفد صبره بغزة ويستهدف القوة الليبرالية في أوروبا
  • الرئيس التركي: مناقشة خطة السلام بين أوكرانيا وروسيا مع ترامب بعد لقائه بوتين
  • غارديان: دونالد ترامب يسعى إلى تغيير الأنظمة في أوروبا
  • صحف عالمية: الإسرائيليون يرفضون العفو عن نتنياهو ولندن تبتز الجنائية لحمايته
  • بعد استبعاد بلير.. دبلوماسي أممي سابق يقترب من إدارة غزة ضمن خطة ترامب
  • سيناتور روسي: العلاقات مع أوروبا لم تعد أولوية لترامب
  • وثيقة مسرّبة تهدد بتفريق أوروبا: ترامب يسعى لفصل أربع دول عن الاتحاد الأوروبي
  • لافروف: نسعى لتحقيق سلام دائم ومستدام في أوكرانيا.. وأوروبا تريد هدنة لالتقاط الأنفاس
  • بابا الفاتيكان: السلام في أوكرانيا غير ممكن دون مساهمة أوروبية