ملتقى الأزهر: من يترك المباحات في رمضان طاعةً لله يقدر على ترك المحرمات
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
عقد الجامع الأزهر حلقة جديدة من ملتقى “الأزهر للقضايا المعاصرة”، اليوم الثلاثاء، تحت عنوان “فلسفة الصيام في الإسلام”، بحضور الدكتور مجدي عبد الغفار، رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية السابق بكلية أصول الدين، والأستاذ الدكتور جميل تعيلب، أستاذ العقيدة والفلسفة ووكيل كلية أصول الدين بالقاهرة، وأدار اللقاء الإذاعي القدير الأستاذ سعد المطعني.
وأكد الدكتور مجدي عبد الغفار أن رمضان هو شهر التغيير الحقيقي، فمن دخل رمضان وخرج منه بلا تغيير فليس للصيام جديد، مشيرًا إلى أن الصيام مدرسة تغرس في النفس المراقبة، حيث إنها عبادة بين العبد وربه، لا يعلم حقيقتها إلا الله، وهو ما يجسد قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾.
وأوضح أن الصيام يعزز التقوى ويجعل الإنسان أكثر التزامًا بالفضائل وأبعد عن المعاصي، مؤكدًا أن الرقابة الإلهية التي يتدرب عليها الصائم في رمضان تمتد إلى سائر العبادات والمعاملات، مما يجعله أكثر وعيًا بمسؤولياته الدينية والأخلاقية.
وأضاف أن الصيام ليس مجرد إمساك عن الطعام، بل هو تربية للنفس على ضبط الشهوات والانفعالات، وهو ما أشار إليه النبي ﷺ بقوله: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ» (رواه ابن ماجه).
وأكد أن رمضان فرصة ذهبية لتغيير العادات السيئة وتقوية الإرادة، فمن استطاع الإمساك عن المباحات طاعةً لله، فهو أقدر على ترك المحرمات، مما يجعل الصيام وسيلة فعالة في إصلاح القلب والسلوك.
من جهته، أوضح الدكتور جميل تعيلب أن الصيام عبادة تهدف إلى تحقيق التقوى، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، مؤكدًا أن الحكمة من الصيام ليست الحرمان، بل التهذيب والارتقاء بالنفس.
وأضاف أن رمضان فرصة عظيمة للتدريب على الصبر وكبح الشهوات، كما أنه يمنح الإنسان قدرة على إعادة ترتيب أولوياته وتعزيز صلته بالله، حيث قال النبي: «إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ» (متفق عليه).
وأشار إلى أن الصيام ليس مجرد عبادة فردية، بل هو نظام تربوي واجتماعي متكامل، ينعكس أثره على سلوك الأفراد والمجتمعات. فالصائم يتعلم الانضباط والرحمة والإحساس بالفقراء، كما أن التزامه بترك الطعام والشراب يدفعه إلى مجاهدة النفس عن المحرمات، مما يحقق التزكية الحقيقية للروح والجسد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شهر رمضان الطاعات المحرمات الجامع الأزهر ملتقى الجامع الأزهر المزيد أن الصیام
إقرأ أيضاً:
وليد خليل: الحج عبادة لا تحتمل الخداع.. والرقابة صارمة هذا العام
حذر وليد خليل عضو اللجنة العليا للحج والعمرة، من خطورة محاولة التحايل على أنظمة المملكة العربية السعودية الخاصة بتأشيرات الحج هذا العام، مؤكدًا أن السلطات السعودية اتخذت إجراءات صارمة لمنع أي تجاوزات كما حدث في المواسم السابقة.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر، مقدم برنامج "آخر النهار"، عبر قناة "النهار"، أنّ كل من يخطط لأداء الحج بتأشيرة غير مخصصة لذلك، سواء كانت زيارة أو سياحة أو عمل، سيكون عرضة للمساءلة والملاحقة القانونية.
وتابع، أن المملكة شددت هذا العام على أنها لن تسمح بأي تجاوز أو تحايل، مشددًا: "أنت مش رايح تتاجر، أنت رايح تقابل ربنا وتطلب المغفرة والتطهر من الذنوب، مش رايح تزوّر أو تخدع دولة بتحترم القانون".
ولفت إلى أن هذا النوع من التحايل ليس فقط مخالفة قانونية، بل أيضًا تصرف مرفوض شرعًا، وقد صدرت فيه فتاوى رسمية من دار الإفتاء.
وتابع خليل: "العام الماضي شهد تجاوزات كبيرة، لكن الأمور مختلفة تمامًا هذا العام، فالإجراءات مشددة من الجانبين، المصري والسعودي، لمنع تكرار ما حدث. الجهات السعودية أوقفت إصدار بعض التأشيرات منذ شهر شوال، كما توقفت باركودات العمرة بالكامل".
وأوضح أن هناك تفتيشًا أمنيًا دقيقًا، وإجراءات صارمة على جميع المنافذ، ولا توجد أي فرصة تقريبًا لتكرار ما حدث سابقًا.
ووجه وليد خليل رسالة توعوية لجميع المواطنين الراغبين في أداء المناسك قائلًا: "احترم القوانين، واحترم قدسية الحج، وتعامل مع الأمر كعبادة لا تحتمل الغش".