صدى البلد:
2025-07-29@19:03:46 GMT

منى أحمد تكتب: البهجة الروحانية

تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT

على امتداد ربوع مصر تناثرت آلاف الأضرحة والمقامات على جغرافيا الواقع المصري، فلا توجد قرية مصرية إلا وبها مقام أو أكثر لأولياء الله الصالحين، ويوميا لا تخلو محافظة أو مدينة من مولد يجدد لغة الوصل بين البشر وموروثهم الروحي والدينى في قالب كرنفالى. 
ومنذ أيام قليلة تم الاِحتفال بمولد سيدي أبي الحجاج الأقصري وسيدي عبد الرحيم القناوي بصعيد مصر، وقبلهما تم الاِحتفال بمولد عقيلة آل البيت السيدة زينب.


وما بين المقدس والدنيوي جاءت عادة الاِحتفال بما يطلق عليه في الثقافة الشعبية المصرية اسم الموالد، وهو موروث شعبي شديد الخصوصية لدى المصريين دون غيرهم من شعوب العالم.
ولا تقتصر الموالد على ديانة واحدة فتذوب فيها كل الأديان ، فالمسيحي يحرص على زيارة أولياء الله المسلمين تَبَرُّكًا و تيمُّنًا ، والمسلم يزور القديسين حبا وكرامة وأشهر تلك الموالد، موالد ستنا العذراء والسيدة زينب والسيدة نفسية والإمام الحسين والسيد البدوي وإبراهيم الدسوقي ومارجرجس ومارمينا.
وقد تأصلت في مصر عادة الموالد الشعبية قبل الدولة الفاطمية، التي تنسب إليها بوصفها اِمتدادا حضاريًّا مشابه الطقوس للاِحتفالات الدينية منذ عهد ملوك فراعنة الدولة المصرية القديمة.
حيث كانت الاِحتفالات الدينية تقترن بتقديم النذور والقرابين، تمجيدا وتضرعاً للآلهة صاحبة الخوارق والمعجزات، وهي تشبه إلى حد كبير الكرمات التي يتحدث عنها المحتفلون حاليا، ويتم ذلك في طقس اِحتفاليّ مبهج يقدم فيها الطعام والشراب، ومشاهد غنائية سجلتها جدران المعابد الفرعونية.
ثم مُرُورًا بقديسين عصر الشهداء المسيحيين الأوائل بمصر الرومانية، وصولا إلى تقليد موالد الأولياء الصالحين في مصر الإسلامية، التي لا يزال المريدون يرتحلون خلف تجلياتهم في طول البلاد وعرضها علهم يحظون بجانب من بركاتهم.
وأصبحت الموالد جزءاً لا يتجزأ من التراث المصري، فالولي أوالقديس حى في الفكر الجمعي رغم رحيله، وتحول إلى رمز ديني يطلقون عليه صاحب كرامات، تلك الكرامات التي يستمدون منها الأمل في الغلبة على العجز والمرض وكافة أشكال الصعاب والتحديات باعتباره حلقة وصل بين السماء والأرض. 
فالكثير من العامة يعتقدون أن هناك مسافة كبيرة تفصلهم عن المولى عز وجل، ولا بدّ من البحث عن شفيع يتوسلون به إلى الله لقضاء حوائجهم.
وتشهد الموالد التي تجتذب أعدادا غفيرة تقارب المليون شخص، سقوط كل الحواجز الاجتماعيَّة بين طبقات المجتمع المصري على تباينها، فالأغنياء والفقراء على مائدة طعام واحدة على حد سواء، يصطفون في حلقات ذكر متصلة لا فارق فيها بين هذا وذاك، فالجميع يذوبون عِشْقاً في حب الله يرددون دعوات مُشفَّعة  بصاحب الكرامات.
ومظاهر اِرتبطت في الأذهان بعادات ذات طقوس خاصة، مع الوقت ذابت في نسيج المجتمع المصري، ووحدت بين عنصري الأمة مسلمين ومسيحيين فجمعت بين أولياء الله الصالحين والقديسين، ورويدا رويدا تسللت إلى الموروث الشعبي في ثقافة الأمة وأصبحت جزءاً من الهوية المصرية. 
وسواء كان المولد مسيحيا أو إسلاميا فهناك طقوس شبه ثابتة في الاِحتفالات، تتمثل في زيارة الضريح وعقد حلقات الذكر و الإِنشاد والاِبتهالات والترانيم، والسير في مواكب كبيرة تحمل أعلاماً وبيارق، علاوة على تقديم النذور التي لا تقتصر على النقود فقد تكون أطعمة أو ذبائح توزع على الفقراء وجمهور الحاضرين، أو مفروشات وسجاجيد لصاحب المقام أو تكون في شكل شموع تقدم لتضيء الأضرحة، كما اِرتبطت الموالد بعقود الزواج وإجراء عمليات الختان والتعميد تباركا بالمناسبة.
ومظاهر مبهجة للوحة بديعة حيث تقام السرادقات الكبيرة، وينتشر باعة الحلوى ولعب الأطفال والأطعمة الشعبية، والحلي والسبح والملابس، إضافة للألعاب النارية والمراجيح وعروض العرائس، في مزيج يجمع الطقس الديني بالترفيهي، تغلفه سعادة وبهجة شكلت مزاجاً شعبياً عقائدياً ، يربط بين الروحانيات من جانب  والاِحتفالات من جانب آخر، وحتى يومنا هذا لا يزال المصريون يتمسكون بمورثاتهم رغم شيطنة البعض لتلك الطقوس فهم شعب محب للحياة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أولياء الله الصالحين عبد الرحيم القناوي المزيد

إقرأ أيضاً:

أحمد موسى: معبر رفح مخصص للأفراد فقط.. ومفتوح من الجانب المصري

قال الإعلامي أحمد موسى أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي التي ألقاها اليوم بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة، كانت مرتجلة، ولم تكن مكتوبة مسبقًا.

وأشار إلى أن الرسالة كانت موجهة بشكل مباشر إلى قطاع غزة، وإلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مطالبةً إياه ببذل مزيد من الجهود لفتح القطاع أمام المساعدات، وإنهاء الحرب الدائرة هناك.

في بث مباشر .. أحمد موسى يكشف دور مصر في دعم القضية الفلسطينية

وأضاف موسى، خلال تقديمه حلقة اليوم من برنامج "على مسؤوليتي" المذاع على قناة صدى البلد، أن مصر تلعب دورًا تاريخيًا في دعم القضية الفلسطينية منذ اللحظة الأولى، مؤكدًا أن الموقف المصري ثابت ولا يتغير، وأن القاهرة ترفض بشكل قاطع أي محاولات لتهجير الفلسطينيين.

وشدد موسى على أن الشعب المصري يجب أن يكون على ثقة تامة بأن الدولة المصرية هي الداعم الأول والرئيسي للقضية الفلسطينية، ولن تتخلى عنها تحت أي ظرف.

واختتم موسى، حديثه بالإشارة إلى أن معبر رفح مفتوح من الجانب المصري، لكنه مخصص لعبور الأفراد، وليس لنقل الشاحنات.

طباعة شارك الإعلامي أحمد موسى الرئيس السيسي قطاع غزه رئيس الامريكي دونالد ترامب

مقالات مشابهة

  • شاهد/ صاروخ يمني يبث الذعر في الكيان وينشر البهجة لدى الفلسطينيين ..فيديو
  • الزمالك يجدد مفاوضاته لضم أحمد عيد من المصري البورسعيدي
  • ناشئ قطار المنيا.. قصة كفاح تكتب فصلاً جديداً في ملحمة الحلم الكروي
  • أحمد موسى: الشعب المصري لا يرحم من يتطاول على وطنه والهجمات ضد الدولة ليست بريئة
  • أحمد موسى: معبر رفح مخصص للأفراد فقط.. ومفتوح من الجانب المصري
  • الأوقات التي تُكرَه فيها الصلاة؟.. الإفتاء توضح
  • لوهافر يستغني عن مهاجمه المصري
  • أحمد ماهر: كنت محظوظ بالعمل وسط عمالقة الفن المصري
  • طوال العامين الماضيين ظللت أعتذر عن دعوات الزواج التي قدمت لي من الأهل والمعارف
  • لماذا تكره القبائل التي تشكل الحاضنة العسكرية والسياسية للجنجويد دولة 56؟