صدى البلد:
2025-06-26@14:17:52 GMT

أندريه جيد الفائز بنوبل.. لماذا منعت بعض كتبه؟

تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT

اشتهر أندريه جيد بكونه كاتبًا متمردًا، لم يخشَ طرح الأسئلة الصعبة أو كسر التابوهات الاجتماعية والدينية. ورغم فوزه بجائزة نوبل في الأدب عام 1947، لم تكن رحلته الأدبية سهلة، إذ واجهت أعماله معارضة شديدة وصلت إلى حدّ المنع في أوقات معينة. فما الذي جعل كتب جيد صادمة لمجتمعه؟ ولماذا خضعت بعض أعماله للرقابة؟

الصدام مع الأخلاق السائدة

منذ بداياته، لم يكن أندريه جيد مجرد كاتب روائي، بل كان مفكرًا يختبر حدود الأخلاق والتقاليد.

في روايته “الأطعمة الأرضية” (Les Nourritures Terrestres)، دعا إلى التحرر من القيود الاجتماعية والبحث عن اللذة باعتبارها جزءًا أصيلًا من التجربة الإنسانية. اعتُبر هذا الطرح هجومًا على القيم الكاثوليكية الصارمة، ما جعل الكتاب يواجه انتقادات حادة.

الطرح الجريء للهوية الجنسية

من أكثر الأمور التي جعلت أعمال جيد موضع جدل هو تناوله الصريح لهويته الجنسية، في كتابه “كوريه” (Corydon)، الذي نُشر لأول مرة بشكل سري عام 1911، قدم دفاعًا فلسفيًا وأخلاقيًا عن المثلية الجنسية، معتبرًا أنها جزء طبيعي من التنوع البشري.

 لماذا مُنع الكتاب؟

لأن طرحه كان ثوريًا ومخالفًا للقيم الأخلاقية والدينية في فرنسا مطلع القرن العشرين، واعتبرته السلطات هجومًا على الأخلاق العامة. لم يتم تداوله بشكل واسع إلا بعد عقود من صدوره.

نقد الكنيسة ومؤسسات السلطة

في روايته “القبو في الفاتيكان” (La Porte Étroite)، وجّه أندريه جيد نقدًا مبطنًا للمؤسسة الدينية الكاثوليكية، متهمًا إياها بالرياء والتناقض بين التعاليم والممارسات. لم يمر هذا النقد مرور الكرام؛ فقد شجّع رجال الدين على المطالبة بحظر الكتاب واعتباره عملًا يسيء للكنيسة.

تداعيات النقد الديني: أدى هذا الموقف إلى وضع جيد في مواجهة مستمرة مع القوى المحافظة في المجتمع الفرنسي، ما أدى إلى تهميش أعماله لفترة.

معاداة الاستعمار: تحوّل فكري يثير الغضب

في ثلاثينيات القرن الماضي، قام جيد برحلة إلى إفريقيا الاستوائية، عاد منها بكتاب “العودة من تشاد” (Retour du Tchad)، حيث وثّق ممارسات فرنسا الاستعمارية القمعية. شكّل هذا العمل فضيحة سياسية، لأن فرنسا كانت تروج لنفسها باعتبارها قوة حضارية.

رد فعل السلطات: واجه الكتاب محاولات للحدّ من توزيعه، خاصة في المستعمرات الفرنسية، خوفًا من تأجيج مشاعر التمرد بين الشعوب المستعمرة.

الرقابة في ظل الحرب العالمية الثانية

خلال فترة الاحتلال النازي لفرنسا (1940-1944)، كانت أعمال جيد محل رقابة صارمة بسبب مواقفه المؤيدة للحرية الفكرية وانتقاداته للأنظمة الشمولية. تم حظر العديد من كتبه أو منع إعادة طبعها، لأن النظام الفاشي اعتبره صوتًا تحريضيًا.

هل كسرت أعمال أندريه جيد حاجز الرقابة؟

رغم محاولات المنع والتضييق، استطاعت أعمال جيد الصمود والتحول إلى أيقونة في الأدب الفرنسي. فبحلول منتصف القرن العشرين، أصبح صوته رمزًا لحرية الفكر والتعبير، كما مثّلت كتاباته منعطفًا مهمًا في تاريخ الأدب الذي يعبر عن الهوية الفردية دون خوف من الرقابة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جائزة نوبل الأدب أندريه جيد المجتمع الفرنسي المزيد

إقرأ أيضاً:

خطيب الأقصى: إجراءات الاحتلال منعت مئات آلاف المصلين من الوصول للمسجد

قال إمام وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري إن الاحتلال الإسرائيلي استغل أجواء الحرب، سواء المستمرة على غزة أو المواجهة مع إيران لتشديد إجراءات قيوده وتضييقاته على الحرم القدسي مما منع مئات آلاف المصلين من الوصول إليه.

وأوضح الشيخ عكرمة صبري أن إجراءات الاحتلال تأتي ضمن "أطماع إسرائيلية بالمسجد وضمن محاولات سحب الصلاحيات من دائرة الأوقاف الإسلامية؛ باعتبارها الجهة الوحيدة المسؤولة عن المسجد"، داعيا لشد الرحال إلى الأقصى بغية حماية المسجد من مخططات الاحتلال.

وأضاف إمام وخطيب الأقصى قائلا "لا توجد دولة في العالم تُغلق أماكن العبادة، إلا سلطات الاحتلال، كونها طامعة في الأقصى، لكن هذه الإجراءات لن تعطي اليهود أي حق في المسجد".

"إغلاق الأقصى والبلدة القديمة إجراء غير قانوني يتعارض مع حرية العبادة"..

خطيب الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، يتحدث حول إغلاق الاحتلال للمسجد الأقصى. pic.twitter.com/zCZtsj4qKS

— هيئة علماء فلسطين (@palscholars48) June 17, 2025

وقُبيل انتصاف ليل الأحد اقتحمت شرطة الاحتلال المسجد الأقصى وفتشت بعض مصلياته المسقوفة وبعض المكاتب، واعتقلت 4 حراس أُفرج عنهم لاحقا، بينما أجرت تحقيقا ميدانيا مع آخرين.

وقال خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري -للجزيرة نت- في تعقيبه على الاقتحام الليلي، إن ما حصل من اقتحام شُرطيّ عسكري للأقصى هو "استباحة لحرمته واعتداء، وشلّ لعمل الحراس الليليين الذين يتْبعون للوقف الإسلامي، وهذه سابقة خطيرة لم تكن تحصل سابقا".

وسبق أن حذر الشيخ عكرمة صبري مرارا من أن الاحتلال يفرض حصارا على القدس، ويمنع المسلمين من الدخول إلى الأقصى، بينما يسمح للمستوطنين بفعل كل ما يريدون في باحات المسجد؛ معربا عن الأسف، لغياب ردود فعل تتناسب مع ما يمر به الأقصى من مخاطر وتحديات.

إعلان

ويذكر أن البلدة القديمة في القدس تخضع لحصار مشدد منذ اندلاع المواجهة بين إسرائيل وإيران، ويمنع على غير سكانها الدخول إليها، مما أدى إلى صعوبة الوصول إلى أولى القبلتين.

مقالات مشابهة

  • مديرية أوقاف بأسيوط تنظِّم ندوة للفتيات بعنوان: "الأخلاق والقيم طريق النجاح"
  • من الفائز بالحرب الإسرائيلية الإيرانية؟
  • أوقاف أسيوط تنظم ندوة للفتيات عن الأخلاق والقيم طريق النجاح
  • خطيب الأقصى: إجراءات الاحتلال منعت مئات آلاف المصلين من الوصول للمسجد
  • خالد عامر يكتب: من الفائز؟ أمريكا ـ إسرائيل .. أم إيران؟
  • القس أندريه زكي يهنئ الرئيس والمصريين بمناسبة العام الهجري الجديد
  • أندريه زكي يهنئ الرئيس السيسي والمصريين بالعام الهجري الجديد
  • هيئة الكتاب تصدر رواية «جبل الشوع» لـ زهران القاسمي
  • الدرقاش: قطر منعت الأمريكيين من استخدام قاعدة العديد في مهاجمة إيران
  • التعرضات العرفية عند الكتاب العموميين: أداة السماسرة لتضيع الحقوق وابتزاز المستثمرين بإقليم الحوز :