قطاع السلع الفاخرة يعلق آمالا كبيرة على الشرق الأوسط رغم غيوم الصراعات
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
باريس, "رويترز": مع إعادة فتح المجال الجوي لدول الشرق الأوسط ووقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل وإيران والذي يبدو صامدا، لا يزال قطاع السلع الفاخرة يعول على متسوقين أثرياء في المنطقة للمساعدة في تعويض الضعف الحالي في السوقين الرئيسيتين وهما الولايات المتحدة والصين.
وخالف الشرق الأوسط، بدعم من تدفقات السياح القوية والثروة المحلية، التباطؤ العالمي الذي شهدته مؤخرا مبيعات السلع الفاخرة الذي من المتوقع أن يتفاقم هذا العام، إذ نمت مبيعات بعض العلامات التجارية هناك بمعدلات مرتفعة.
وقالت مجموعة شلهوب لاستشارات التجزئة إن مبيعات السلع الفاخرة في دول الخليج ارتفعت بنسبة ستة بالمئة لتصل إلى 12.8 مليار دولار من سوق تبلغ قيمتها حوالي 400 مليار دولار العام الماضي، مخالفة بذلك الانخفاض العالمي بنسبة اثنين بالمئة، مع إقبال قوي على الأزياء الراقية والمجوهرات ومنتجات التجميل.
لكن هذه التجارة تعتمد اعتمادا كبيرا على السياحة المزدهرة في المنطقة. حيث تقدر شركة باين الاستشارية أن ما يتراوح بين 50 و60 بالمئة من قيمة مبيعات السلع الفاخرة في الشرق الأوسط يأتي من سياح.
وأكد اندلاع حرب جوية بين إسرائيل وإيران هذا الشهر على المخاطر المستمرة في منطقة تعاني من الاضطرابات بالفعل، حيث ألغت شركات طيران رحلات جوية وغيرت مسار طائراتها في أعقاب هجمات إسرائيلية على إيران في 13 يونيو حزيران، وهي إجراءات تتراجع الشركات حاليا عنها.
وقالت فيديريكا لوفاتو وهي من كبار الشركاء في شركة باين "في هذه المرحلة لم نعدل توقعاتنا للنمو على المدى الطويل لأننا ما زلنا نرى إمكانات كبيرة في المنطقة".
وتابعت قائلة "لكن التقلبات قصيرة الأجل تزايدت في الأسابيع القليلة الماضية وقد تستمر وسيعتمد ذلك على كيفية تطور الوضع".
وتشكل المنطقة مركزا مهما للإنفاق أثناء السفر ويفضلها الأثرياء الروس والآسيويين، وازدادت أهميتها منذ أن أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى فرض عقوبات وتغيير مسار رحلات جوية بين أوروبا وآسيا إلى الشرق الأوسط بدلا من مسارات شمالية.
كما أنها بوابة لعلامات تجارية راقية تصل من خلالها إلى متسوقين أثرياء من الهند، حيث منعت الرسوم الجمركية المرتفعة شركات مثل إل.في.إم.إتش من توسيع شبكات المتاجر.
ويقول ماكس هاينمان الرئيس التنفيذي المشارك لمجموعة جبر هاينمان لتجارة التجزئة خلال السفر، والتي توسعت مؤخرا في السعودية وتدير متاجر تجزئة للأزياء في المطارات وتعرض علامات تجارية فاخرة في جدة، إن سوق السفر في المنطقة أظهر متانة على المدى الطويل رغم الاضطرابات. وأضاف أنه لا يزال متفائلا.
وقال "قد نشهد انخفاضات لكن النمو سيبقى قائما".
وفي برادا، ارتفعت مبيعات الربع الأول في المنطقة بنسبة 26 بالمئة على أساس سنوي كما ارتفعت مبيعات إيرميس هناك بنسبة 14 بالمئة.
وتفتتح علامات تجارية راقية للأزياء والمجوهرات متاجر جديدة واستضافت فعاليات مميزة. ونقلت علامة زينيا للأزياء الرجالية التي تتخذ من ميلانو مقرا هذا الشهر مجموعتها الربيعية إلى دار الأوبرا في دبي، وهي من مراكز الرفاهية في المنطقة، لعرض أزياء في ديكور متقن مستوحى من تصميم فيلا إيطالية.
وقدم إيلي صعب عرضا في الرياض في نوفمبر تشرين الثاني بمناسبة مرور 45 عاما على التأسيس أحيته النجمة سيلين ديون بغنائها.
كما افتتحت كل من ديور وسان لوران وفالنتينو العام الماضي متاجر في البحرين، وأتت دار لوي فيتون للأزياء بضيوفها هذا العام إلى صحراء دبي لتناول وجبة وقت الفجر، واستضافت شانيل عشاء في أبوظبي مرتبطا بإطلاق مجموعة مجوهرات راقية.
لكن الحفاظ على أعداد الزائرين إلى وجهات الشرق الأوسط سيكون أمرا ضروريا لجذب المتسوقين.
وتقول وكالة جلوبال ترافيل مومنتس للسفر الراقي إن أعداد المسافرين لديها، بالقياس على المدى الطويل، إلى الشرق الأوسط لم تتأثر في الوقت الراهن بالاضطرابات التي وقعت في الآونة الأخيرة.
لكنها أضافت أنه بالنظر لأحدث التطورات فهناك حاليا "بالتأكيد المزيد من الحذر" قبل إتمام الرحلات إلى الشرق الأوسط بشكل عام.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: السلع الفاخرة الشرق الأوسط فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
حزب الاتحاد: يجب تحصين المنطقة من سيناريوهات الانفجار التي تهدد الشرق الأوسط
رحب حزب الاتحاد برئاسة المستشار رضا صقر بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإسرائيل، معتبرًا هذه الخطوة تطورًا محوريًا نحو كسر حدة التصعيد العسكري الخطير الذي شهدته المنطقة خلال الأيام الماضية.
وأكد الحزب، في بيان له اليوم، أن التهدئة الحالية تمثل فرصة حقيقية لإعادة صوت العقل إلى الساحة الإقليمية، وتهيئة الأرضية أمام استئناف الجهود السياسية والدبلوماسية الرامية إلى تسوية شاملة وعادلة للصراعات المتجذرة في الشرق الأوسط، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي يراها الحزب قضية العرب المركزية وجوهر الاستقرار الحقيقي للمنطقة.
وشدد حزب الاتحاد على أهمية التزام الطرفين الإيراني والإسرائيلي بوقف إطلاق النار الكامل، مع التحذير من الانزلاق مجددًا إلى مربع العنف الذي لا يخدم سوى قوى الفوضى والتخريب. كما يدعو جميع القوى الدولية والإقليمية إلى مساندة جهود التهدئة وتعزيز أدوات الحل السلمي، والعمل على تحصين المنطقة من سيناريوهات الانفجار التي باتت تهدد الأمن والسلم الدوليين.
وثمّن الحزب الجهود التي بذلتها الدولة المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، على مدار الأسابيع الماضية، سواء من خلال الاتصالات السياسية المباشرة مع الأطراف المعنية أو عبر الدور المحوري الذي تقوم به الدبلوماسية المصرية لتثبيت وقف إطلاق النار وتوجيه دفة الأحداث نحو التهدئة، مؤكدًا أن مصر كانت وستظل ركيزة الاستقرار وصمام أمان المنطقة.
وجدد الحزب تأكيده على أن الحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية، عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هو السبيل الوحيد لتحقيق أمن حقيقي واستقرار مستدام للمنطقة والعالم.