حذرت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية من احتمال نشوب مواجهة عسكرية مباشرة بين الاحتلال الإسرائيلي وتركيا، في ظل التغيرات الجيوسياسية الأخيرة في المنطقة، خاصة بعد صعود نظام جديد في سوريا يحظى بدعم أنقرة.

وشددت الصحيفة على أن التطورات الأخيرة، ولا سيما في سوريا،"تذكرنا بحقيقة هامة: تركيا هي أكبر من تركيا"، مستشهدة بتصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال خطاب في الأكاديمية التركية للعلوم في كانون الأول /ديسمبر 2024.



وأشارت الصحيفة إلى توصيات لجنة "نيجل" التي رُفعت إلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الشهر الماضي، والتي أكدت أن "إسرائيل قد تجد نفسها أمام تهديد جديد ينشأ في سوريا، من نواحٍ معينة سيكون ليس أقل خطورة من السابق".


وأضاف التقرير أن "المشكلة ستتفاقم إذا ما أصبحت القوة السورية عمليا فرعا تركيا، كجزء من تحقق حلم تركيا في استعادة المجد العثماني"، محذرا من أن "وجود رسل تركيا أو قوات تركية في سوريا قد يعمق خطر مواجهة تركية-إسرائيلية مباشرة".

وأوضحت الصحيفة العبرية أن النهج الإسرائيلي تجاه تركيا ظل حتى الآن بعيدا عن العلن، حيث تسعى "تل أبيب" إلى تجنب إثارة غضب أنقرة، في حين أن تركيا تتصرف بشكل مختلف.

ولفتت إلى لقاء جمع الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع بنظيره التركي في أنقرة قبل أسابيع، حيث جرت مناقشات حول "اتفاق دفاع مشترك" بين البلدين، يشمل إقامة قواعد جوية تركية في سوريا وتدريب الجيش السوري.

كما أشارت إلى تصاعد الخطاب التركي ضد الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة الماضية، مستشهدة بتصريحات أردوغان في تموز /يوليو الماضي، حيث هدد بأن "تركيا يمكنها اجتياح إسرائيل، كما فعلت في ناغورنو كاراباخ وليبيا"، مشبها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو بهتلر.

ولفتت الصحيفة إلى أن بعض الخبراء الإسرائيليين يرون أن حرب 7 أكتوبر وما يبدو كضعف المحور الشيعي بقيادة إيران قد يدفع إسرائيل نحو مواجهة مباشرة مع تركيا.

ونقلت عن الخبير في الشؤون التركية في مركز "دايان" بجامعة "تل أبيب"، حي إيتان كوهن ينروجيك، قوله إنه "في اللحظة التي تكون فيها للأتراك قدرة على الوصول إلينا سيرا على الأقدام، تكون هذه ذات مغزى”.

وأضاف أن تركيا تمتلك بالفعل "قدرة وصول غير محدودة إلى شمال سوريا"، محذرا من أن "إسرائيل يجب أن تفعل كل ما في وسعها كي لا تجعل تركيا عدوا نشطا، لأن تركيا ليست إيران، فهي دولة أقوى بكثير، بجيش أكثر تطورا وموقع استراتيجي أكثر أهمية".


كما نقلت الصحيفة العبرية عن الباحثة الإسرائيلية من معهد "مسغاف"، نوعا لزيمي، قولها إن "إسرائيل وتركيا تمكنتا في الماضي من الحفاظ على علاقات مستقرة رغم التوترات".

وأضافت أنه "حتى بعد أسطول مرمرة في 2010، عرفت الدولتان كيف ترممان العلاقات بينهما". لكنها شددت على أن "الحرب الحالية دفعت أردوغان إلى تشديد موقفه تجاه إسرائيل، ما يمكن أن يشير إلى استعداده للسير أبعد في تحقيق أيديولوجيته الإمبريالية التي تتماشى أيضاً مع الرأي العام الداخلي في تركيا".

واختتم الناي مقاله بالإشارة إلى أن ما حدث في سوريا قد يكون قد فتح شهية أردوغان لتحقيق ما وصفه بـ"الحلم العثماني الجديد"، متسائلا إلى أي مدى سيذهب الرئيس التركي في طموحاته الإقليمية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال سوريا تركيا أردوغان سوريا تركيا أردوغان الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی فی سوریا

إقرأ أيضاً:

آخر ساعات إيران في سوريا.. كيف انسحب الضباط وما علاقة الانغماسيين؟

ذكرت وكالة فرانس برس أن إيران سحبت بعثتها الدبلوماسية وقواتها من سوريا قبل يومين من الإطاحة بحكم بشار الأسد وفق ما أفادت 3 مصادر متطابقة.

ونقلت عن ضابط سوري سابق عمل في أحد المقار الأمنية التابعة للحرس الثوري بدمشق، أن قيادته الإيرانية طلبت منه في الخامس من كانون الأول/ ديسمبر 2024، أي قبل ثلاثة أيام من سقوط الأسد التوجّه إلى مقرّ العمليات في حيّ المزة  بالعاصمة في اليوم التالي بسبب أمر مهم.

وأضاف، أن القائد الإيراني المسؤول عن المجموعة حينها، والمعروف باسم "الحاج أبو إبراهيم"، أبلغ الحاضرين من ضباط وجنود سوريين يخدمون تحت إمرة الإيرانيين وعددهم نحو 20 شخصاً، فور وصولهم بأنه "بعد اليوم لن يكون هناك حرس ثوري إيراني في سوريا".

كما طلب المسؤول الإيراني من العناصر  إحراق وثائق حساسة وتلفها أمامه، وسحب جميع الأقراص الصلبة من الحواسيب وبعدها أُبلغوا بأن "كل شيء انتهى، ولن نكون مسؤولين عنكم بعد اليوم، وستصلكم هوياتكم المدنية بعد أيام".

وأردف الضابط: "بدا الأمر وكأنه مُعدّ مسبقاً. لكنه كان مفاجئا لنا كنّا نعرف أن الأمور ليست على ما يرام، لكن ليس إلى هذا الحد".

وتلقى الضابط ورفاقه راتب شهر مسبق، قبل أن يتفرّق شملهم ويعودوا مذهولين إلى منازلهم وبعد يومين، انهار الحكم فجر الثامن من كانون الأول/ ديسمبر، وفرّ الأسد.

وقال موظفان سوريان سابقان في القسم القنصلي بالسفارة الإيرانية في دمشق إنّ القنصلية أُخليت بالكامل مساء 5 ديسمبر، وغادرت متجهة إلى بيروت، بينما أُبلغ الموظفون السوريون بملازمة منازلهم، وصُرفت لهم رواتب ثلاثة أشهر مقدماً.

وقال موظف لم يكشف عن هويته إن عدداً من زملائه السوريين الذين يحملون جنسية إيرانية غادروا معهم ليلاً، وبرفقتهم ضباط كبار من الحرس الثوري الإيراني.

وكانت مكاتب السفارة والقسم القنصلي وجميع المراكز الأمنية الإيرانية خالية تماما في اليوم التالي.

كما تشير شهادات سائقين وموظفين على الحدود السورية - اللبنانية في تلك الفترة إلى ازدحام غير مسبوق شهده معبر جديدة يابوس - المصنع يومي الخميس والجمعة، إذ تطلّب العبور انتظار 8 ساعات.

وفي شهادة أخرى يقول العقيد السوري محمد ديبو من داخل قاعدة شُكّلت غرفة عمليات رئيسية للقوات الإيرانية جنوب مدينة حلب للوكالة، "بعدما سقطت حلب، لم تقاتل إيران في مكان آخر".

وأضاف، "اضطرت للانسحاب بشكل مفاجئ بعد الانهيار السريع حيث نفذ ثلاثة انغماسيين من الفصائل التي قادتها هيئة تحرير الشام، هجوما قتل إيرانيين في بداية العملية على حلب.

وأكدت تقارير نشرتها وسائل إعلام إيرانية في نهاية تشرين الأول/ نوفمبر 2024 مقتل عناصر من القوات الإيرانية في حلب، بينهم مستشار عسكري بارز، هو سردار بور هاشمي، حيث دُفن في طهران بحضور عدد كبير من المسؤولين.



وأوضح ديبو "عندما دخلنا مقارّهم في حلب وجدنا وثائق شخصية من جوازات سفر وهويات تابعة لضباط إيرانيين، لم يكن لديهم الوقت لسحبها".

وأكد ديبو، الذي رافق الفصائل المقاتلة المعارضة من إدلب وصولا إلى دمشق، أنه بعد السيطرة على حلب، "أُجلي نحو 4000 مقاتل إيراني عن طريق قاعدة حميميم الروسية التي كانوا لجأوا إليها، بينما فرّ آخرون باتجاه لبنان والعراق".

ويتقاطع ذلك مع ما يرويه الضابط السوري الذي رفض الكشف عن هويته، والذي يقول إن "قائدا إيرانيا معروفا باسم الحاج جواد، أُجلي في 5 ديسمبر 2024 برفقة عدد من المقاتلين والضباط الإيرانيين عبر قاعدة حميميم إلى طهران".

مقالات مشابهة

  • سفير أمريكا بأنقرة: ترامب يقترب من حل مشكلة طائرات إف-35 مع تركيا
  • وسط معارضة إسرائيلية.. تركيا تعلن جاهزيتها لإرسال قواتها إلى غزة لدعم وقف إطلاق النار
  • أوربان: لولا تركيا لغرقت أوروبا في الهجرة
  • آخر ساعات إيران في سوريا.. كيف انسحب الضباط وما علاقة الانغماسيين؟
  • الرئيس التركي يهنئ الشعب السوري بالذكرى الأولى لثورة الثامن من ديسمبر
  • الشرع يصف علاقة سوريا مع العراق بـكلمة واحدة
  • ‏الرئيس السوري أحمد الشرع: علاقة سوريا مع دولة الإمارات والسعودية وقطر وتركيا "مثالية"
  • إسرائيل ترفض مهلة قطر وتركيا لنزع سلاح حماس
  • مسؤول في حزب الله يشارك بمؤتمر حول فلسطين في إسطنبول.. ما علاقة سوريا؟
  • خلال مشاركتها في قمة إسطنبول للتعليم.. الدروبي زوجة الشرع: لن ننسى معروف تركيا