يمن مونيتور/ وكالات

سلمت كتائب “عز الدين القسام”، الجناح المسلح لحركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، السبت، أسرى إسرائيليين للجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة ومخيم النصيرات بالمحافظة الوسطى، وفي مدينة غزة.

جاء ذلك ضمن الدفعة السابعة من صفقة التبادل التي تشمل تسليم 6 أسرى إسرائيليين أحياء بينهم اثنان تم أسرهما عام 2014، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) سلمت هشام السيد إلى الصليب الأحمر، ليصبح بذلك سادس محتجز تفرج عنه الحركة اليوم السبت.

وجاء في بيان مشترك للجيش وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) “بحسب المعلومات التي قدمها الصليب الأحمر، تم نقل رهينة آخر إليهم وهو في طريقه” لتسليمه إلى السلطات الإسرائيلية في قطاع غزة. ولاحقا أكد الجيش استلامه هشام السيد وهو من البدو وكان محتجزا في غزة منذ ما يقرب من عشر سنوات.

وفي مخيم النصيرات، سلمت كتائب “القسام” 3 أسرى إسرائيليين للجنة الصليب الأحمر بعد توقيع محضر التسليم الذي جهزته “القسام”.

وخلال مراسم التسليم، قبّل أسير إسرائيلي رأس اثنين من عناصر “القسام” خلال وقوفه على المنصة بمخيم النصيرات.

وغادر “الصليب الأحمر” موقع التسليم في النصيرات بعد تسلمه الأسرى الإسرائيليين الثلاثة.

من جانبه، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه تسلّم ثلاثة أسرى إضافيين أفرجت عنهم حركة “حماس” في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وأفاد بيان عسكري بأن وحدة من الجيش وجهاز الأمن (الشاباك) ترافق “المختطفين المحررين الثلاثة العائدين من قطاع غزة إلى إسرائيل”، وهم إيليا كوهين وأومير شيم توف وأومير وينكرت.

وفي وقت سابق السبت، تم تسليم الأسيرين تال شوهام، الذي قال متحدث من كتائب القسام، عند تلاوته قرار الإفراج عن الأسيرين من على منصة التسليم بمدينة رفح، إنه يعمل ضمن وحدة العمليات في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”، والثاني أفيرا منغستو، الذي تم احتجازه عام 2014 في ظروف غامضة.

وسبق عملية التسليم، توقيع طاقم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي على محضر تسليم الأسيرين جهزته كتائب “القسام”.

وفي وقت سابق، أفادت مصادر فلسطينية بأن “القسام” لن تجري للأسير “هشام السيد” مراسم التسليم المعتادة خلال الدفعات السابقة وذلك تقديرا لكونه فلسطينيا من الأراضي المحتلة عام 1948.

وهذه الدفعة هي آخر دفعة من الأسرى الأحياء التي يتم تسليمها في المرحلة الأولى من صفقة التبادل، حيث يتبقى تسليم جثامين 4 إسرائيليين فقط ضمن هذه المرحلة.

والجمعة، أعلنت “القسام” أسماء الأسرى الإسرائيليين الستة ضمن الدفعة السابعة، وهم “إيليا كوهن، وعمر شيم توف، وعومر فنكرت، وتال شوهام، وأفيرا منغستو، وهشام السيد”.

وفي المقابل من المقرر أن تفرج إسرائيل، السبت، عن 596 فلسطينيا بينهم 50 من ذوي أحكام المؤبدات، و60 من ذوي الأحكام العالية، و41 من أسرى صفقة “وفاء الأحرار” (غلعاد شاليط) عام 2011 المعاد اعتقالهم، و445 أسيرا من غزة تم اعتقالهم بعد 7 أكتوبر 2023.

وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى يشمل 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، على أن يتم التفاوض في الأولى لبدء الثانية.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الاحتلال القسام المقاومة غزة أسرى إسرائیلیین الصلیب الأحمر قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

مدارس “النصيرات” بغزة.. تلاميذ ينعشون فصولاً دمرها الاحتلال

 

الثورة / متابعات

وسط ركام الحرب وفي ظل غياب المقاعد، يجلس مجموعة من الطلاب بمدرسة الرازي التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة على قطع بالية من القماش، محاولين انتزاع حقهم في التعليم من قلب الدمار.
دفاترهم على الأرجل، وجدران الصفوف متهالكة بفعل القصف، لكنهم يصرّون على الحضور والتعلم، في مشهد يلخص معاناة آلاف الأطفال في قطاع غزة، الذين يواصلون الدراسة رغم المجاعة، والدمار، والخطر المحدق.
هذه المشاهد تكررت في مراكز تعليمية عدة تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في مناطق غرب خان يونس والمنطقة الوسطى، بعد أن توقفت معظم أنشطة التعليم بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ 19 شهراً وأوامر الإخلاء.
وفي 15 مارس 2025م، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، إنها افتتحت 130 مقرا تعليميا مؤقتا في غزة، ما أتاح التعلم المباشر لنحو 47 ألف طفل بأنحاء القطاع.
في أحد الصفوف شبه المدمّرة، يجلس الطفل يزن الغصين، واضعًا دفتره على ركبتيه، يقول : “نتعلم رغم ظروف الحرب والقصف وقلة الأدوات.. نوجّه رسالة للعالم: أوقفوا الحرب وأدخلوا المساعدات والمستلزمات التعليمية”.
الحق بالتعليم
رغم الابتسامة الخجولة على وجه يزن، إلا أن نظراته تحمل قلقًا يتجاوز عمره.. يسأل متى ستنتهي الحرب، ومتى يعود إلى مقعده الخشبي الذي حُطم في الحرب.
ليس وحده من يتحدى الظروف، فإلى جانبه أدهم الخطيب يؤكد أنه وزملاءه يصرّون على ممارسة حقهم في التعليم.
ويضيف “نواصل حقنا في التعليم جلوساً على الأرض رغم الحرب والحصار، ونتمنى انتهاء الحرب لنعود إلى منازلنا ومدارسنا ونتعلم مثل أطفال العالم”.
ومع انطلاق العام الدراسي الجديد في قطاع غزة، خلت العديد من الغرف الصفية من المقاعد والطاولات، ما اضطر الطواقم التعليمية لتوجيه الطلبة للجلوس على الأرض، بعد فرش سجاجيد صلاة مهترئة أو قطع من النايلون.
هذا الوضع تسبب، وفق شكاوى أولياء الأمور، في تشتيت انتباه الطلاب وإصابتهم بآلام في الظهر، نتيجة غياب الحد الأدنى من مقومات الراحة داخل الصفوف.
ويأتي ذلك بالتزامن مع أزمة حادة في توفر القرطاسية، وعلى رأسها الكتب المدرسية، التي كانت توزع مجانًا على الطلبة في بداية كل عام دراسي قبل اندلاع حرب الإبادة المستمرة.
واستهدف الجيش الإسرائيلي بصورة مباشرة أكثر من 400 مدرسة في قطاع غزة، منذ بدئه حرب الإبادة، وفق تقرير لوكالة “أونروا” .
وأشارت الأونروا إلى أن 88% من مدارس القطاع تحتاج إلى ترميم أو إعادة تأهيل كاملة، وأن أكثر من 70% من المدارس معظمها مدارس لجأ إليها النازحون الفلسطينيون تعرضت لاستهداف مباشر من الجيش الإسرائيلي.
ويشارك الطالب أسامة الهباش زملاءه الرأي، قائلا: “نأتي إلى المدرسة رغم الدمار والخطر.. مدارسنا مستهدفة، لكننا نتمسك بحقنا في التعلم”.
ويضيف: “قادمين نتعلم رغم الاستهدافات.. نتمنى أن تنتهي الحرب ونعود إلى الطاولات والكراسي كباقي أطفال العالم”.
ووفق إحصائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي، فإن الجيش الإسرائيلي قصف على مدى أكثر من 15 شهرا من بداية الإبادة ألفاً و166 منشأة تعليمية، منها 927 مدرسة وجامعة وروضة أطفال ومركزاً تعليمياً دُمرت بالكامل، إضافة إلى استشهاد 12 ألفا و800 طالب و800 معلم وإداري.
وقدر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، قيمة الأضرار والخسائر في قطاع التعليم بفعل الحرب الإسرائيلية، بأكثر من ملياري دولار.
وفي 22 يناير الماضي، أعلنت وزارة التعليم في غزة، أن 95% من المباني المدرسية والتعليمية تعرضت لأضرار مختلفة فيما خرجت 85% منها عن الخدمة نتيجة تدميرها بشكل كلي أو جزئي خلال أشهر الإبادة.
ومنذ بدء إسرائيل حرب الإبادة على غزة في 7 أكتوبر 2023م، يواجه أطفال القطاع أوضاعا كارثية، حيث أفادت تقارير حكومية فلسطينية بأن الأطفال والنساء يشكلون ما يزيد على 60% من إجمالي ضحايا الإبادة الجماعية المتواصلة.
ويشكل الأطفال دون سن 18 عاما 43% من إجمالي عدد سكان دولة فلسطين الذي بلغ نحو 5.5 مليون نسمة مع نهاية عام 2024م، توزعوا بواقع 3.4 مليون في الضفة الغربية و2.1 مليون بقطاع غزة، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • مدارس “النصيرات” بغزة.. تلاميذ ينعشون فصولاً دمرها الاحتلال
  • “حياتنا في خطر”..  كتائب القسام تنشر رسالة مؤثرة لأسيرين إسرائيليين
  • "القسام" تنشر فيديو جديد لأسيرين إسرائيليين
  • الدويري: عملية الشجاعية فجرا استهدفت 4 إلى 12 عسكريا إسرائيليا
  • رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالسودان يبحث مع مدير كهرباء السودان دعم القطاع المتضرر من الأحداث
  • استشهاد 4 فلسطينيين في قصف للعدو الصهيوني بمخيم النصيرات
  • "وايكم" توجه بترومسيلة بإستكمال إجراءات التسليم لـ "جنت هنت" لتشغيل القطاع النفطي5 في شبوة
  • مقتل وإصابة جنود إسرائيليين في عملية للمقاومة برفح
  • اللجنة الدولية للصليب الأحمر تؤكد التزامها بمواصلة الدعم الإنساني ‏في ‏سوريا ‏
  • آخرها “أبواب الجحيم”.. الدويري: هكذا تنتقي القسام أسماء كمائنها