مسقط- الرؤية

اختتم وفد من سلطنة عمان ممثلًا في وزارة التنمية الاجتماعية زيارة دولة اليابان، والذي ترأسته السيدة معاني بنت عبدالله البوسعيدية المديرة العامة للتنمية الأسرية بالوزارة، وحضور عدد من المختصين في مجال تنمية الطفولة المبكّرة المتكاملة من وزارات: التنمية الاجتماعية، والتربية والتعليم، والصحة.

وجاءت هذه الزيارة بدعم من برنامج الخليج العربي للتنمية "أجفند"، والتي تأتي استكمالًا لبرنامج الزيارة الاستطلاعية لدولة اليابان للاطلاع على السياسات والخدمات المقدمة في مجال تنمية الطفولة المبكّرة وفق نهج الدمج والشمولية والجودة، وتنفيذ الدراسة الفنية لمشروع مراكز تنمية الطفولة المبكرة المتكاملة.

وشملت الزيارة رئيسة الوفد والوفد المرافق لها وكالة الأسرة والطفل التابعة لمجلس الوزراء وتعمل على إعداد السياسات لبرامج الأسرة والطفولة، والتي بدورها تعمل على التنسيق بين الوزارات المختلفة، وتسهيل التواصل فيما بينها، وتشارك في التقييم على البرامج المقدمة في هذه المراكز.

وجرى خلال الزيارة الاطلاع على نموذج متكامل يجسّد المشروع المؤمل تطبيقه في سلطنة عمان وهي: مراكز تنمية الطفولة المبكّرة المتكاملة في محافظة توتشيغي، والذي يُعد نموذج لدعم اللامركزية في المحافظات الأخرى، ويُعتبر هذا المركز مرجعية علمية وعملية لإطار النهج الحقوقي للخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية والرعائية المتكاملة، ويحقق الدمج والشمولية والجودة.

كما زار الوفد مركز "ميناتو" لدعم الأسرة والطفل، والذي يُركز على تقديم الاستشارات للطفل والأسرة، والتدريب حول التربية الإيجابية، والاستشارات لجميع الأطفال مع التركيز على الصحة الجسدية للأطفال الخدّج، والأطفال ذوي الأمراض المزمنة، ويحقق المركز طريقة التربية باللعب المشترك، وينمّي الهوايات بين الأسرة والطفل، كما أنه يمثل نموذجًا نوعيًا للحماية من الإساءات بمختلف أنواعها، والاطلاع على تجربة مركز "باو" لدعم تطوّر نمو الطفل من فئة الأطفال ذوي الإعاقات المختلفة.

والتقت رئيسة الوفد والوفد المرافق بممثلي مكتب الرعاية الاجتماعية في مكتب حكومة طوكيو، وممثلي شركة جايكن التعليمية؛ وذلك للوقوف على مجموعة من نماذج الخدمات المقدمة في الحضانات ورياض الأطفال.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بين قتل الطفولة في غزة… وتفكيك مخيمات الضفة

منذ اللحظة الأولى لحرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، بدا واضحًا أن الهدف يتجاوز “الردع العسكري” أو “تصفية المقاومة” كما يحاول الترويج له. فالعدوان، بكل ما فيه من عنف مفرط وقصف عشوائي ومجازر جماعية، سرعان ما كشف عن نوايا أبعد من ذلك: إنهاء القضية الفلسطينية من جذورها، عبر تدمير مرتكزاتها الإنسانية والديمغرافية والاجتماعية.

الطفولة هدف مباشر في استراتيجية الإبادة
من المثير للذهول – لا للدهشة – أن الأطفال الفلسطينيين باتوا الهدف الأبرز في حرب الاحتلال على غزة. لم يعد الأمر “أضرارًا جانبية” كما تدّعي الرواية الإسرائيلية، بل سياسة ممنهجة لإبادة جيل كامل.

فبحسب منظمات حقوقية، قُتل آلاف الأطفال منذ بداية الحرب، ودُمّرت مئات المدارس ورياض الأطفال والمرافق الصحية المخصصة للصغار. وأمام هذا الواقع، يصبح من المشروع التساؤل: ما الذي يدفع قوة نووية إلى استهداف مَن لم يتجاوزوا العاشرة من أعمارهم؟

الإجابة تُشير إلى بُعد استراتيجي خطير: الاحتلال يسعى إلى تدمير الوعي الفلسطيني منذ الطفولة، وإبادة أي فرصة لولادة جيل جديد قادر على حمل الراية والمطالبة بالحق.

الضفة الغربية: تهجير قسري بصمت دولي
بينما تتجه أنظار العالم إلى الدمار الهائل في غزة، تعمل إسرائيل في الضفة الغربية بخطة صامتة لكن شديدة الخطورة. هناك، لا يُستخدم القصف الجوي، بل أدوات أكثر هدوء لكنها لا تقل دموية: التهجير القسري، تفكيك المخيمات، مصادرة الأراضي، خلع الأشجار، وبناء الطرق الالتفافية التي تُقسّم الضفة وتحوّلها إلى كانتونات متناثرة.

في الأسابيع الماضية فقط، تم تهجير مئات العائلات الفلسطينية من تجمّعاتها البدوية والزراعية، خاصة في مناطق الأغوار وجنوب الخليل، بذريعة التدريبات العسكرية أو البناء دون ترخيص. وفي الوقت ذاته، تواصل السلطات الإسرائيلية سياسة تفكيك مخيمات اللاجئين – كرمز تاريخي للنكبة – لتحويلها إلى أحياء بلا ذاكرة وطنية، في محاولة لمسح رمزية اللجوء والتهجير.

غزة تحترق والضفة تنزف… ماذا بعد؟
الجريمة الكبرى التي ترتكب اليوم في فلسطين ليست فقط في عدد الضحايا، بل في سعي الاحتلال إلى تغيير الواقع الجغرافي والسكاني بشكل نهائي. إسرائيل لا تكتفي بقتل البشر، بل تسعى لمحو معالم الوجود الفلسطيني: من شطب المخيمات في الضفة، إلى تدمير العائلات في غزة، مرورًا بسياسات التجويع والحصار والإرهاب النفسي والجسدي.

ما يجري ليس صراعًا عسكريًا، بل محاولة هندسة ديمغرافية شاملة تهدف إلى تفريغ فلسطين من أهلها، أو – على الأقل – من قدرة أهلها على الحياة والاستمرار.

سياسة واحدة بوجهين… الرصاصة والجرافة
يظن الاحتلال أن بإمكانه ترويض الفلسطيني عبر نوعين من العنف: في غزة، الرصاصة والقصف والموت الجماعي؛ وفي الضفة، الجرافة التي تهدم المنازل، وتحفر الطرق الالتفافية، وتقتلع الأشجار من جذورها. لكنه يتجاهل أن الفلسطيني قد تربى على التمسك بالأرض أكثر مما تربى على أي شيء آخر.
يبقى صوت الشعب الفلسطيني هو الأعلى. من بين الركام يخرج الأطفال في غزة
ارتدادات محتومة على الكيان الإسرائيلي
ليست المقاومة وحدها ما يهدد الكيان، بل ارتداد أفعاله عليه. إذ تشير تقارير أمنية إسرائيلية إلى أن الوضع في الضفة الغربية وصل إلى درجة “الغليان غير القابل للاحتواء”، وأن هناك “فتيلًا مشتعلاً تحت الرماد”، قد ينفجر في أي لحظة بانتفاضة واسعة أو انهيار أمني شامل. فمحاولة إخضاع الضفة وتجويع غزة لم تعد مجدية، بل تؤسس لحالة عنف مضاد قد لا تكون المقاومة قادرة على ضبطها أو السيطرة عليها.

فلسطين باقية مهما حاولوا
في خضم كل هذا الدمار، يبقى صوت الشعب الفلسطيني هو الأعلى. من بين الركام يخرج الأطفال في غزة يحملون كتبهم المحترقة، ومن بين بيوت الطين المهدمة في الأغوار يرفع الأطفال علم فلسطين. لا تكسرهم المجازر، ولا تقتلهم السياسات. لأن فلسطين، ببساطة، ليست جغرافيا فقط، بل روح ضاربة في جذور التاريخ.

المجتمع الدولي… صمتٌ مخجل وتواطؤ مقنّع
أمام كل هذا، يكتفي المجتمع الدولي بإصدار بيانات “القلق العميق” و”الدعوة لضبط النفس”، متغاضيًا عن جرائم حرب ترتكب بشكل يومي. بل إن بعض الدول الغربية لا تزال تمد الاحتلال بالسلاح والدعم السياسي، في مشهد يُظهر نفاقًا غير مسبوق في العلاقات الدولية.

فهل يحتاج العالم إلى مجزرة جديدة تُبث على الهواء مباشرة ليُدرك أن ما يجري هو تطهير عرقي؟ وهل يمكن لمجلس الأمن أن يتحرك قبل أن يُمحى جيل كامل من الوجود؟ الأسئلة كثيرة، لكن الإجابات تتأخر كما أرواح الضحايا.

خلاصة
إن الاحتلال الإسرائيلي، في حربه المتزامنة على غزة والضفة، لا يواجه “تهديدًا أمنيًا” كما يدعي، بل يواجه الحقيقة الأبديّة: أن الشعب الفلسطيني لا يُهزم، وأن محاولات الإبادة والتهجير والمحو لن تُجدي. قد تُقتل الطفولة اليوم، وقد تُهدم البيوت وتُحرَق المدارس، لكن جذوة الحياة في فلسطين لا تنطفئ.

وسيأتي يوم، يكون فيه الأطفال الذين استهدفتهم الطائرات هم من يكتبون تاريخًا جديدًا، بلا احتلال، ولا قصف، ولا نكبات.

الشروق الجزائرية

مقالات مشابهة

  • الجوازات تمدد مهلة مبادرة تأشيرات الزيارة لغرض المغادرة النهائية
  • لقاء تنسيقي بين وزارة الزراعة والبنك الدولي لتنفيذ مشاريع في مجال المناخ والإدارة المتكاملة للموارد المائية
  • الجوازات: تمديد مهلة مبادرة تمديد تأشيرات الزيارة لغرض المغادرة النهائية لمدة 30 يومًا
  • الجوازات: تمديد مهلة مبادرة تمديد تأشيرات الزيارة بمختلف أنواعها وأسمائها لغرض المغادرة النهائية لمدة (30) يومًا
  • الرئيس السيسي يوجه بتسريع وتيرة تنفيذ مشروعات إنشاء المحاور اللوجستية التنموية المتكاملة
  • الرئيس السيسي يطلع على مشروعات ربط البحرين الأحمر والمتوسط عبر خطوط السكك الحديدية في سيناء
  • التعليم العالي: انتهاء أعمال لجنة المقابلات الشخصية للطلاب والباحثين المرشحين لمنحة الحكومة اليابانية
  • بين قتل الطفولة في غزة… وتفكيك مخيمات الضفة
  • زالزال قرب جزر توكارا اليابانية بقوة 4.3 درجة
  • البطائح يواجه يافور ودياً