عربي21:
2025-12-02@07:37:22 GMT

بين قتل الطفولة في غزة… وتفكيك مخيمات الضفة

تاريخ النشر: 27th, July 2025 GMT

منذ اللحظة الأولى لحرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، بدا واضحًا أن الهدف يتجاوز “الردع العسكري” أو “تصفية المقاومة” كما يحاول الترويج له. فالعدوان، بكل ما فيه من عنف مفرط وقصف عشوائي ومجازر جماعية، سرعان ما كشف عن نوايا أبعد من ذلك: إنهاء القضية الفلسطينية من جذورها، عبر تدمير مرتكزاتها الإنسانية والديمغرافية والاجتماعية.



الطفولة هدف مباشر في استراتيجية الإبادة
من المثير للذهول – لا للدهشة – أن الأطفال الفلسطينيين باتوا الهدف الأبرز في حرب الاحتلال على غزة. لم يعد الأمر “أضرارًا جانبية” كما تدّعي الرواية الإسرائيلية، بل سياسة ممنهجة لإبادة جيل كامل.

فبحسب منظمات حقوقية، قُتل آلاف الأطفال منذ بداية الحرب، ودُمّرت مئات المدارس ورياض الأطفال والمرافق الصحية المخصصة للصغار. وأمام هذا الواقع، يصبح من المشروع التساؤل: ما الذي يدفع قوة نووية إلى استهداف مَن لم يتجاوزوا العاشرة من أعمارهم؟

الإجابة تُشير إلى بُعد استراتيجي خطير: الاحتلال يسعى إلى تدمير الوعي الفلسطيني منذ الطفولة، وإبادة أي فرصة لولادة جيل جديد قادر على حمل الراية والمطالبة بالحق.

الضفة الغربية: تهجير قسري بصمت دولي
بينما تتجه أنظار العالم إلى الدمار الهائل في غزة، تعمل إسرائيل في الضفة الغربية بخطة صامتة لكن شديدة الخطورة. هناك، لا يُستخدم القصف الجوي، بل أدوات أكثر هدوء لكنها لا تقل دموية: التهجير القسري، تفكيك المخيمات، مصادرة الأراضي، خلع الأشجار، وبناء الطرق الالتفافية التي تُقسّم الضفة وتحوّلها إلى كانتونات متناثرة.

في الأسابيع الماضية فقط، تم تهجير مئات العائلات الفلسطينية من تجمّعاتها البدوية والزراعية، خاصة في مناطق الأغوار وجنوب الخليل، بذريعة التدريبات العسكرية أو البناء دون ترخيص. وفي الوقت ذاته، تواصل السلطات الإسرائيلية سياسة تفكيك مخيمات اللاجئين – كرمز تاريخي للنكبة – لتحويلها إلى أحياء بلا ذاكرة وطنية، في محاولة لمسح رمزية اللجوء والتهجير.

غزة تحترق والضفة تنزف… ماذا بعد؟
الجريمة الكبرى التي ترتكب اليوم في فلسطين ليست فقط في عدد الضحايا، بل في سعي الاحتلال إلى تغيير الواقع الجغرافي والسكاني بشكل نهائي. إسرائيل لا تكتفي بقتل البشر، بل تسعى لمحو معالم الوجود الفلسطيني: من شطب المخيمات في الضفة، إلى تدمير العائلات في غزة، مرورًا بسياسات التجويع والحصار والإرهاب النفسي والجسدي.

ما يجري ليس صراعًا عسكريًا، بل محاولة هندسة ديمغرافية شاملة تهدف إلى تفريغ فلسطين من أهلها، أو – على الأقل – من قدرة أهلها على الحياة والاستمرار.

سياسة واحدة بوجهين… الرصاصة والجرافة
يظن الاحتلال أن بإمكانه ترويض الفلسطيني عبر نوعين من العنف: في غزة، الرصاصة والقصف والموت الجماعي؛ وفي الضفة، الجرافة التي تهدم المنازل، وتحفر الطرق الالتفافية، وتقتلع الأشجار من جذورها. لكنه يتجاهل أن الفلسطيني قد تربى على التمسك بالأرض أكثر مما تربى على أي شيء آخر.
يبقى صوت الشعب الفلسطيني هو الأعلى. من بين الركام يخرج الأطفال في غزة
ارتدادات محتومة على الكيان الإسرائيلي
ليست المقاومة وحدها ما يهدد الكيان، بل ارتداد أفعاله عليه. إذ تشير تقارير أمنية إسرائيلية إلى أن الوضع في الضفة الغربية وصل إلى درجة “الغليان غير القابل للاحتواء”، وأن هناك “فتيلًا مشتعلاً تحت الرماد”، قد ينفجر في أي لحظة بانتفاضة واسعة أو انهيار أمني شامل. فمحاولة إخضاع الضفة وتجويع غزة لم تعد مجدية، بل تؤسس لحالة عنف مضاد قد لا تكون المقاومة قادرة على ضبطها أو السيطرة عليها.

فلسطين باقية مهما حاولوا
في خضم كل هذا الدمار، يبقى صوت الشعب الفلسطيني هو الأعلى. من بين الركام يخرج الأطفال في غزة يحملون كتبهم المحترقة، ومن بين بيوت الطين المهدمة في الأغوار يرفع الأطفال علم فلسطين. لا تكسرهم المجازر، ولا تقتلهم السياسات. لأن فلسطين، ببساطة، ليست جغرافيا فقط، بل روح ضاربة في جذور التاريخ.

المجتمع الدولي… صمتٌ مخجل وتواطؤ مقنّع
أمام كل هذا، يكتفي المجتمع الدولي بإصدار بيانات “القلق العميق” و”الدعوة لضبط النفس”، متغاضيًا عن جرائم حرب ترتكب بشكل يومي. بل إن بعض الدول الغربية لا تزال تمد الاحتلال بالسلاح والدعم السياسي، في مشهد يُظهر نفاقًا غير مسبوق في العلاقات الدولية.

فهل يحتاج العالم إلى مجزرة جديدة تُبث على الهواء مباشرة ليُدرك أن ما يجري هو تطهير عرقي؟ وهل يمكن لمجلس الأمن أن يتحرك قبل أن يُمحى جيل كامل من الوجود؟ الأسئلة كثيرة، لكن الإجابات تتأخر كما أرواح الضحايا.

خلاصة
إن الاحتلال الإسرائيلي، في حربه المتزامنة على غزة والضفة، لا يواجه “تهديدًا أمنيًا” كما يدعي، بل يواجه الحقيقة الأبديّة: أن الشعب الفلسطيني لا يُهزم، وأن محاولات الإبادة والتهجير والمحو لن تُجدي. قد تُقتل الطفولة اليوم، وقد تُهدم البيوت وتُحرَق المدارس، لكن جذوة الحياة في فلسطين لا تنطفئ.

وسيأتي يوم، يكون فيه الأطفال الذين استهدفتهم الطائرات هم من يكتبون تاريخًا جديدًا، بلا احتلال، ولا قصف، ولا نكبات.

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه الإبادة الاحتلال غزة غزة الاحتلال الإبادة المساعدات المجاعة قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات اقتصاد مقالات سياسة عالم الفن سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الضفة فی غزة

إقرأ أيضاً:

قوات الاحتلال تحتجز فتاة فلسطينية وتعتقل طفلًا في الضفة الغربية

احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم، فتاة فلسطينية بالقرب من جسر بلدة الزاوية، غرب سلفيت في الضفة الغربية.

وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، بأن جنود الاحتلال أوقفوا مواطنة في أثناء مرورها في المنطقة واحتجزوها، وسط انتشار عسكري مكثف.
وأضافت أن قوات الاحتلال أغلقت محيط الجسر بحواجز عسكرية وسواتر ترابية، ومنعت المركبات والمواطنين من المرور.

أخبار متعلقة إصابة فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربيةاعتداءات متصاعدة.. استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال في الضفة الغربيةبينهم امرأة حامل.. إصابة 6 فلسطينيين بهجوم للمستوطنين في الضفةتدمير بيوت الفلسطينيين

وفي سياق متصل اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، طفلًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس.
ونقلت الوكالة عن مدير نادي الأسير في طوباس كمال بني عودة، أن الاحتلال اعتقل طفلًا عند حاجز الحمرا العسكري.
ويستهدف الاحتلال خلال الأشهر الأخيرة مدن ومحافظات الضفة الغربية والقدس، إذ يعمل على تدمير بيوت الفلسطينيين والبنى التحتية فيها، وقتل واعتقال المئات، ودفع السكان إلى الهجرة قسرا أمام أعين العالم بأسره.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } قوات الاحتلال تواصل الاعتداءات والاعتقالات بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية - وفا

إصابة 4 "متضامنين أجانب"

تعرض 3 إيطاليين وكندي لهجوم على أيدي مستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، وتلقوا العلاج، يوم الأحد، في أحد المستشفيات، ووصفت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) المصابين بأنهم "متضامنون أجانب".
في روما، قالت وزارة الخارجية الإيطالية في بيان: "تعرض 3 متطوعين دوليين إيطاليين لاعتداء الليلة الماضية من قبل مستوطنين إسرائيليين"، وإنهم ما زالوا في حالة صدمة جراء الحادثة".
وقال مدير مستشفى أريحا د. رياض عيد: "وصل إلى المستشفى صباح اليوم 4 أجانب تعرضوا للضرب من قبل مستوطنين حسب ما أفادوا". وأضاف "كانوا يعانون كدمات في الوجه والصدر وأحدهم تعرض للضرب في المنطقة الحساسة".

مقالات مشابهة

  • حملة موسعة.. الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 16 فلسطينيًا في الضفة الغربية
  • تصعيد إسرائيلي في الضفة الغربية
  • جيش الاحتلال يعيد اقتحام مناطق في محافظة طوباس بـ الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال تحتجز فتاة فلسطينية وتعتقل طفلًا في الضفة الغربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 8 فلسطينيين في الضفة الغربية والقدس
  • بعد 4 أيام.. قوات الاحتلال تنسحب من طوباس شمال الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال تنسحب من طوباس في الضفة الغربية بعد عدوان استمر 4 أيام
  • الضفة الغربية.. إصابة 10 فلسطينيين في مواجهات مع مستوطنين
  • جيش الاحتلال يُنفذ حملات مداهمة في الضفة الغربية
  • هندسة التخريب في مخيمات الضفة.. ما الواقع الجديد الذي يسعى الاحتلال لتحقيقه؟