YNP / إبراهيم القانص -
في إطار المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية، باعتبار الأولى صاحبة أطماع توسعية في المنطقة، واعتبار الثانية وكيلاً قائماً على هذه المصالح وأداة لتنفيذ تلك الأطماع؛ ترى واشنطن أن مصالحها معرضة للخطر في حال توصلت التفاوضات بين صنعاء والرياض إلى نتائج إيجابية،

وبناءً على ذلك تقف الولايات المتحدة حجر عثرة أمام أي تقدم إيجابي في التفاوضات الجارية التي كان آخرها قبل أيام قليلة، حيث زار وفد الوساطة العمانية العاصمة صنعاء وغادر بعد أربعة أيام ناقش خلالها المستجدات ونقل رسائل من مسئولي صنعاء إلى الجانب السعودي والأممي، وعقب مغادرة الوفد العماني أصدرت الخارجية الأمريكية بياناً يحمل في مضامينه رفض أي نتائج إيجابية، مبدياً إصرار الجانب الأمريكي على أن تكون التفاوضات "يمنية يمنية"، في محاولة لإخراج السعودي من كونها الطرف الأساسي في الحرب وتقديمها كوسيط، وهو ما ترفضه صنعاء جملةً وتفصيلاً.

على الصعيد نفسه، قالت وسائل إعلام أمريكية- في تقارير استندت إلى آراء محللين وسياسيين أمريكيين- إن الولايات المتحدة تعرقل جهود السلام في اليمن وتدفع باتجاه عودة التصعيد العسكري، مشيرةً إلى إمكانية انتهاء الحرب في حال أرادت إدارة بايدن ذلك.

وذكر تحليل نشرته صحيفة "ذا انترسبت" الأمريكية أن الولايات المتحدة لا تريد انتهاء الحرب في اليمن، رغم تعرض وكلائها للضرب في ساحة المعركة، وأصبحوا في وضع تفاوضي سيئ، في إشارة إلى الهزائم العسكرية الميدانية التي تكبدتها قوات التحالف، وفي مُقَدَّمِها السعودية، على يد قوات صنعاء خلال سنوات الحرب.

الصحيفة تناولت تصريحات المبعوث الأممي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، بشأن التفاوضات، حيث اعتبرتها متشائمة، سواء توقعه الواثق بأنه لا يوجد حل دائم ولن يحدث بين عشية وضحاها، أو تنبؤه بأن العملية السياسية ستواجه الكثير من النكسات، واصفةً إياها بـ"الشفرة الدبلوماسية"، واشارت الصحيفة إلى أن تصريحات المبعوث الأمريكي تُعدّ تعبيراً عمّا تسعى إليه بلاده وتتمناه، من عودة التصعيد العسكري وبقاء الوضع قيد الفوضى، باعتبار ذلك أجواء تناسب بقاء المصالح الأمريكية.

وأشارت الصحيفة إلى أن المحللين السياسيين اعتبروا الخطاب الأمريكي مقلقاً، حيث تبطئ الولايات المتحدة التقدم الدبلوماسي في تفاوضات الرياض وصنعاء، موضحين أن الوضع الحالي يظهر أن إدارة بايدن أكثر تشدداً بشأن اليمن من نظام محمد بن سلمان، الذي وصفوه بـ"الوحشي"، مؤكدين أن أيدي الولايات المتحدة سوف تتلطخ بدماء اليمنيين مرة أخرى إذا نجح مبعوثها ليندركينغ في تحقيق هدفه المتمثل في إفشال التفاوضات السعودية اليمنية.


المصدر: البوابة الإخبارية اليمنية

كلمات دلالية: يويفا يونيسيف يونيسف يونسكو يوم الولاية يوم القدس الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

طلاق سياسي بين ترامب وايلون ماسك.. تفكك أقوى التحالفات في الولايات المتحدة .. مواجهة نارية للرئيس الأمريكي تهزّ واشنطن

طلاق سياسي مدوٍّ بين ترامب وماسك.. اتهامات متبادلة تهز أروقة السلطة في واشنطنمن التحالف إلى العداء.. ماسك يهاجم ترامب بملفات إبستين وتهديد بإنهاء العقود الفيدراليةانهيار صداقة المليارات.. صدام علني بين ترامب وماسك يُربك المشهد السياسي والاقتصادي الأمريكي

يبدو أن أحد أكثر التحالفات نفوذًا في المشهد السياسي الأمريكي قد وصل إلى نهايته، بعد أن اندلعت مواجهة علنية وغير مسبوقة بين الرئيس دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك على منصتيهما الخاصتين للتواصل الاجتماعي، "تروث سوشيال" و"إكس"، يوم الخميس.

المواجهة بدأت بتصريحات من ترامب عبّر فيها عن "خيبة أمله الشديدة" من ماسك، بعد أن وجّه الأخير انتقادات متكررة لمشروع القانون المحلي الضخم الذي يرعاه البيت الأبيض، والذي يتضمن تغييرات شاملة في مجالات الضرائب والإنفاق والطاقة والهجرة.

وقال ترامب من المكتب البيضاوي: "كانت علاقتي بإيلون رائعة، لا أعلم إن كانت ستستمر". جاء ذلك بعد أقل من أسبوع على تبادل الثناء بين الرجلين، في آخر يوم لماسك كمستشار حكومي خاص ضمن إدارة ترامب.

بعد خلافهما الحاد.. مستشار ترامب السابق يدعو للتحقيق مع ماسك وسحب جنسيته

لكن الرد جاء سريعًا من ماسك عبر منصة "إكس"، حيث كتب: "لولاي، لكان ترامب خسر الانتخابات، ولحكم الديمقراطيون مجلس النواب، وكان الجمهوريون يملكون فقط 51 مقعدًا في مجلس الشيوخ"، قبل أن يضيف: "أي نكران للجميل هذا!"

وكان ماسك قد فجّر الخلاف علنًا في وقت سابق هذا الأسبوع، عندما وصف مشروع القانون الجمهوري بأنه "مهزلة مقززة"، منتقدًا تأثيره السلبي المحتمل على العجز الفيدرالي. ومنذ ذلك الحين، لم يُسجَّل أي تواصل مباشر بينه وبين ترامب، وفقًا لمصادر تحدثت إلى CNN.

معركة ترامب وماسك

وتدهورت الأمور بشكل دراماتيكي حينما هدد ترامب بإنهاء جميع العقود الفيدرالية والدعم الحكومي الممنوح لشركات ماسك، بما في ذلك تلك المتعلقة بمشاريع حساسة كالتعاون مع محطة الفضاء الدولية. 

أما ماسك، فقد صعّد الموقف بشكل حاد، مدّعيًا – دون تقديم دليل – أن اسم ترامب وارد في ما يُعرف بملفات جيفري إبستين، الممول المدان بقضايا استغلال جنسي للأطفال، الذي توفي عام 2019 أثناء انتظار محاكمته.

أول تعليق من نتنياهو على عقوبات ترامب ضد المحكمة الجنائية الدولية

وفي المساء، علّقت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت قائلة: "هذه حلقة مؤسفة من إيلون، الغاضب من مشروع القانون الكبير لأنه لا يتضمن السياسات التي يرغب بها. الرئيس يركز على تمرير هذا التشريع التاريخي لإعادة عظمة البلاد."

أوضح مصدر مطّلع على الموضوع أن ملفات إبستين التي نشرتها الإدارة بالفعل تتضمن اسم ترامب، وأشار إلى أن الرئيس لم يُتَّهم بأي مخالفة تتعلق بالقضية. 

وأضاف المصدر متسائلًا: "إن كان ماسك يعتقد فعلًا أن للرئيس علاقة عميقة بإبستين، فلماذا ظلّ يصاحبه طوال ستة أشهر وقال إنه يحبه ‘بقدر ما يمكن لرجل مستقيم أن يحب رجلاً آخر’؟"، في إشارة إلى منشور سابق لماسك على "إكس".

سياسات ترامب الجمركية

تصريحات ماسك لم تتوقف عند هذا الحد، بل وصف سياسات ترامب الجمركية بأنها "ستتسبب في ركود اقتصادي خلال النصف الثاني من العام"، بل وذهب حدّ الدعوة إلى عزله من منصبه، وتعيين نائبه جي دي فانس رئيسًا بدلاً منه.

ماسك يفتح النار على ترامب: الرسوم الجمركية تدمر الاقتصادإسرائيل تبلغ ترامب بعدم ضرب إيران إلا حال فشل المحادثات

ورغم تصاعد الهجوم، جاء ردّ ترامب هادئًا نسبيًا، إذ قال: "لا أمانع أن ينقلب إيلون ضدي، لكن كان عليه أن يفعل ذلك منذ شهور." ورفض الرد على أسئلة الصحفيين خلال فعالية لاحقة في البيت الأبيض.

أسهم "تسلا" تنهار 

في الوقت نفسه، أبدى ماسك في منشورات لاحقة على "إكس" انفتاحًا على المصالحة، حيث أعاد نشر تغريدات تدعو إلى تهدئة الأجواء، بينما بدأت أسهم "تسلا" بالتراجع وسط القلق من تداعيات الصدام السياسي على مستقبل أعمال ماسك، خاصة بعد تهديدات ترامب بإلغاء العقود الحكومية.

ما بدا وكأنه "طلاق سياسي" علني بين الرجلين، لم يخلُ من نبرة شخصية، إذ علّقت الكاتبة المحافظة آشلِي سانت كلير – التي تقول إن ماسك والد طفلها – على الخلاف بقولها: “إذا احتجت إلى نصيحة بشأن الانفصال يا سيادة الرئيس، أنا هنا!”


اعتراض ماسك

وفي ظهوره مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس، زعم ترامب أن اعتراض ماسك على مشروع القانون نابع من حذف الحوافز المخصصة للسيارات الكهربائية التي تصب في مصلحة "تسلا"، قائلاً: "لم يبدِ أي اعتراض على القانون، إلا بعد مغادرته المنصب."

لكنه أضاف أيضًا: "إيلون كان يفقد صبره. طلبت منه المغادرة، وألغيت التفويض الذي يُجبر الناس على شراء السيارات الكهربائية التي لا يريدها أحد – وكان يعلم بذلك منذ أشهر – ثم فقد صوابه تمامًا!"

كذب فاضح

ماسك ردّ على هذه التصريحات بوصفها "كذبًا فاضحًا"، نافياً علمه المسبق بتفاصيل القانون، ومصرًا على أن اعتراضه لا علاقة له بحوافز السيارات الكهربائية، بل بالزيادة الهائلة في الإنفاق العام، والتي قد ترفع العجز بمقدار 2.4 تريليون دولار، وفق تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس.

بعد وصفه بالمجنون.. ماسك يؤيد فكرة عزل ترامبالقنبلة الكبرى..إيلون ماسك يتهم ترامب بالتورط في قضية استغلال القاصرات

ورغم ذلك، أظهر ترامب بعض الحنين للماضي قائلاً: "إيلون أيدني بقوة، بل شارك في حملتي. أعتقد أنني كنت سأفوز، لكن سوزي (ويلز) تقول إنني كنت سأفوز بسهولة في بنسلفانيا على أية حال."

ترامب مصدوم 

أحد مسؤولي البيت الأبيض أكد أن ترامب بدا مصدومًا أكثر منه غاضبًا خلال الأيام الأخيرة، مضيفًا: "الرئيس يكنّ احترامًا لماسك، ويقدّره شخصيًا. ولهذا لم يشأ مهاجمته علنًا."

لكن هذا الموقف بدأ يتغير تدريجيًا، خاصة بعد منشور ماسك الذي قال فيه: "لولاي، لكان ترامب خسر الانتخابات."

وبينما يتساقط غبار المعركة، ظلّت تذكار الصداقة السابقة ماثلة أمام البيت الأبيض: سيارة "تسلا" حمراء اشتراها ترامب في فعالية دعمًا لماسك، كانت لا تزال مركونة في الممر المؤدي إلى المبنى مساء الخميس.

حان وقت إسقاط القنبلة

في مشهد يعكس تصاعد التوتر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورجل الأعمال إيلون ماسك، سعى عدد من الحلفاء المقربين إلى التوسط بهدوء بين الطرفين يوم الخميس، في محاولة لاحتواء الخلاف المتنامي، قبل أن تُفجّر الأمور تغريدة مثيرة على منصة "إكس".

كتب ماسك: "حان وقت إسقاط القنبلة الكبرى: @realDonaldTrump موجود في ملفات إبستين. وهذا هو السبب الحقيقي وراء عدم الكشف عنها. يومك سعيد، دي جاي تي!"، في إشارة إلى الرئيس ترامب.

ترامب وماسك في نقطة اللاعودة

التغريدة فاجأت وأربكت الدوائر المقربة من الطرفين، ووصفت من قبل مطلعين على الكواليس بأنها نقطة اللاعودة، إذ نقلت الخلاف من مستوى السياسات إلى المواجهة الشخصية المباشرة، مما صعّب أي فرصة للتهدئة أو الوساطة.

انهيار أسهم تسلا بسبب تصاعد الخلافات بين ترامب وماسكإيلون ماسك يُلمّح إلى تأسيس حزب سياسي جديد بعد خلافه العلني مع ترامب

مسؤولو الجناح الغربي في البيت الأبيض أمضوا معظم يوم الخميس وهم يراقبون التراشق الكلامي عبر منصتي "إكس" و"تروث سوشيال"، بينما تبادل عدد من المساعدين التحديثات في محادثات جماعية، وعلّق أحدهم بالقول: "كأننا نشهد طلاقًا... توقعت حدوثه، لكن ليس بهذه السرعة. كنت أظن أنه سيحدث في أغسطس."

أول تعليق رسمي على معركة ترامب وماسك

وفي أول تعليق رسمي، وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، تصريحات ماسك بأنها "واقعة مؤسفة"، مضيفة في بيان لقناة CNN: "هذه حلقة مؤسفة من إيلون، الذي يشعر بالإحباط لأن مشروع القانون الكبير والجميل لا يتضمن السياسات التي كان يأمل بها. الرئيس يركز على تمرير هذا التشريع التاريخي من أجل إعادة عظمة البلاد."

تهم الاتجار بالبشر

جدير بالذكر أن ماسك لم يقدم أي دليل يوضح كيف حصل على ملفات لم تُنشر بعد تتعلق بالممول الراحل جيفري إبستين، والذي توفي في السجن عام 2019 أثناء انتظاره المحاكمة بتهم الاتجار بالبشر لأغراض جنسية.

وكانت العلاقة بين ترامب وماسك قد شهدت توترًا متزايدًا خلال الأسبوع، بعدما أعرب ماسك عن رفضه لمشروع قانون ترامب الاقتصادي الذي يناقش حاليًا في الكونغرس، وذلك عقب خروجه من منصبه كمستشار حكومي خاص.

ماسك يفتح النار على ترامب: الرسوم الجمركية تدمر الاقتصادانهيار أسهم تسلا بسبب تصاعد الخلافات بين ترامب وماسك

التصعيد بلغ ذروته عندما هدد ترامب بإنهاء العقود الحكومية مع شركات ماسك، فيما رد الأخير بالحديث عن ملفات إبستين، ودعا لاحقًا إلى عزل ترامب، وهدد بإيقاف تشغيل مركبة "دراغون" الفضائية التابعة لـ"سبيس إكس"، والتي كانت قد أعادت رواد فضاء ناسا من محطة الفضاء الدولية. كما حذر من أن الرسوم الجمركية التي يدفع بها ترامب قد تؤدي إلى ركود اقتصادي لاحقًا هذا العام.

لكن ماسك عاد وتراجع عن قراره بشأن مركبة "دراغون" بعد أن دعاه أحد مستخدمي "إكس" إلى "الهدوء والتروي"، فرد عليه قائلاً: “نصيحة جيدة... حسنًا، لن نُخرج دراغون من الخدمة.”

طباعة شارك دونالد ترامب إيلون ماسك مشروع القانون المحلي البيت الأبيض المكتب البيضاوي مجلس النواب مشروع القانون الجمهوري جيفري إبستين كارولين ليفيت تصريحات ماسك

مقالات مشابهة

  • اليمن يطالب الإدارة الأمريكية بإعادة النظر بالقرار المتضمن تقييد دخول اليمنيين إلى أراضيها
  • الفحل: اجتماع الرباعية مع الولايات المتحدة الأمريكية محاولة بائسة للهروب من مواجهة الدولة الراعية للميليشيا
  • طلاق سياسي بين ترامب وايلون ماسك.. تفكك أقوى التحالفات في الولايات المتحدة .. مواجهة نارية للرئيس الأمريكي تهزّ واشنطن
  • واشنطن في ورطة.. تقارير غربية توثق الهزيمة الأمريكية أمام اليمن في البحر الأحمر
  • الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة ستواصل وقوفها إلى جانب إسرائيل
  • خياران على الطاولة.. تشريعيون أمريكيون: واشنطن تقترب من تصنيف “الإخوان” جماعة إرهابية
  • بينها اليمن.. ترامب يوقع أمراً بحظر دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة
  • مصر تسترد 11 قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأمريكية
  • الأهلي يتوجه لاستاد القاهرة للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية
  • رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية يودع سفير الولايات المتحدة الأمريكية