محللون أمريكيون: ستتلطخ أيدي واشنطن بدماء اليمنيين مرةً أخرى إذا حقق ليندركينغ هدفه
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
YNP / إبراهيم القانص -
في إطار المصالح المشتركة بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية، باعتبار الأولى صاحبة أطماع توسعية في المنطقة، واعتبار الثانية وكيلاً قائماً على هذه المصالح وأداة لتنفيذ تلك الأطماع؛ ترى واشنطن أن مصالحها معرضة للخطر في حال توصلت التفاوضات بين صنعاء والرياض إلى نتائج إيجابية،
وبناءً على ذلك تقف الولايات المتحدة حجر عثرة أمام أي تقدم إيجابي في التفاوضات الجارية التي كان آخرها قبل أيام قليلة، حيث زار وفد الوساطة العمانية العاصمة صنعاء وغادر بعد أربعة أيام ناقش خلالها المستجدات ونقل رسائل من مسئولي صنعاء إلى الجانب السعودي والأممي، وعقب مغادرة الوفد العماني أصدرت الخارجية الأمريكية بياناً يحمل في مضامينه رفض أي نتائج إيجابية، مبدياً إصرار الجانب الأمريكي على أن تكون التفاوضات "يمنية يمنية"، في محاولة لإخراج السعودي من كونها الطرف الأساسي في الحرب وتقديمها كوسيط، وهو ما ترفضه صنعاء جملةً وتفصيلاً.
على الصعيد نفسه، قالت وسائل إعلام أمريكية- في تقارير استندت إلى آراء محللين وسياسيين أمريكيين- إن الولايات المتحدة تعرقل جهود السلام في اليمن وتدفع باتجاه عودة التصعيد العسكري، مشيرةً إلى إمكانية انتهاء الحرب في حال أرادت إدارة بايدن ذلك.
وذكر تحليل نشرته صحيفة "ذا انترسبت" الأمريكية أن الولايات المتحدة لا تريد انتهاء الحرب في اليمن، رغم تعرض وكلائها للضرب في ساحة المعركة، وأصبحوا في وضع تفاوضي سيئ، في إشارة إلى الهزائم العسكرية الميدانية التي تكبدتها قوات التحالف، وفي مُقَدَّمِها السعودية، على يد قوات صنعاء خلال سنوات الحرب.
الصحيفة تناولت تصريحات المبعوث الأممي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، بشأن التفاوضات، حيث اعتبرتها متشائمة، سواء توقعه الواثق بأنه لا يوجد حل دائم ولن يحدث بين عشية وضحاها، أو تنبؤه بأن العملية السياسية ستواجه الكثير من النكسات، واصفةً إياها بـ"الشفرة الدبلوماسية"، واشارت الصحيفة إلى أن تصريحات المبعوث الأمريكي تُعدّ تعبيراً عمّا تسعى إليه بلاده وتتمناه، من عودة التصعيد العسكري وبقاء الوضع قيد الفوضى، باعتبار ذلك أجواء تناسب بقاء المصالح الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المحللين السياسيين اعتبروا الخطاب الأمريكي مقلقاً، حيث تبطئ الولايات المتحدة التقدم الدبلوماسي في تفاوضات الرياض وصنعاء، موضحين أن الوضع الحالي يظهر أن إدارة بايدن أكثر تشدداً بشأن اليمن من نظام محمد بن سلمان، الذي وصفوه بـ"الوحشي"، مؤكدين أن أيدي الولايات المتحدة سوف تتلطخ بدماء اليمنيين مرة أخرى إذا نجح مبعوثها ليندركينغ في تحقيق هدفه المتمثل في إفشال التفاوضات السعودية اليمنية.
المصدر: البوابة الإخبارية اليمنية
كلمات دلالية: يويفا يونيسيف يونيسف يونسكو يوم الولاية يوم القدس الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
محللون: العقوبات الأميركية وحدها لن توقف الحرب في السودان
تمثل العقوبات الأميركية الأخيرة على الدعم السريع خطوة مهمة للضغط على هذه القوات وداعميها، لكنّها ليست كافية لوقف الحرب في السودان، التي تذكيها أطراف خارجية، كما يقول خبراء.
فقد كشفت الخارجية الأميركية عن عقوبات فرضتها على جهات كولومبية قالت إنها تساعد قوات الدعم السريع، وإنها كانت سببا في السيطرة على الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وارتكبت فظائع بها.
كما قالت وزارة الخزانة الأميركية إن قوات الدعم السريع والمتحالفين معها اعتدوا على نساء وفتيات بالاغتصاب والعنف الجنسي، وإنهم لا يزالون يرتكبون الفظائع في الفاشر.
وجاءت هذه الخطوة بعد فترة قليلة من حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن عزمه إنهاء الأزمة السودانية بطلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لكنّ محللين يقولون إن المسألة بحاجة لمزيد من الخطوات.
فقوات الدعم السريع مدعومة من دول مهمة في المنطقة ولديها استثمارات ضخمة داخل الولايات المتحدة وتمتلك جماعات ضغط قوية بها، كما يقول الصحفي السوداني محمد تورشين.
صحيح أن هذه العقوبات مهمة وسيكون لها تداعيات على مسار العمليات، لكن المهم حاليا -وفق ما قاله تورشين في برنامج "ما وراء الخبر"، هو ما ستفعله واشنطن مع الدول التي تموّل الدعم السريع وتمدها بالأسلحة لكي تتوقف عن هذا السلوك.
ولم يذكر تورشين هذه الدول، لكنّه قال إنها "تجند المرتزقة وتتعاقد على السلاح والتكنولوجيا المتقدمة، وتنقلها للدعم السريع في ساحة المعركة".
لا بد من تدخل ترامبواتفق الخبير في الشؤون الأفريقية جوزيف تاكر، مع الرأي السابق بقوله إن هذه العقوبات تندرج ضمن سلسلة سابقة استهدفت طرفي النزاع، لكنّها تحاول هذه المرة منع تمويل الحرب من الخارج، وبالتالي "لن تكون كافية لوقف النزاع الذي اتسع وجلب جهات خارجية بطريقة غير مسبوقة".
والأهم من ذلك، برأي تاكر، أنه لا دليل حتى الآن على تدخل ترامب مباشرة لحل هذا النزاع الذي لن يحل ما لم يتدخل الرئيس الأميركي بنفسه مع قادة مصر والإمارات والسعودية لإنهاء هذه الحرب.
إعلانومن ناحية الشكل، تعتبر العقوبات الأخيرة غير كافية لوقف الحرب، لكنّها من حيث المضمون تمثل رسالة أميركية واضحة لمن يموّلونها، برأي الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات السياسية الدكتور لقاء مكي.
فالولايات المتحدة لا تصدر بيانات عبثية، فهي تدين الدعم السريع بوضوح ومن ثم تقصيها رسميا من على طاولة المفاوضات، لأنها تخشى قبول الجيش السوداني بتسوية تقوم على الأمر الواقع بعد خسائره الميدانية الأخيرة، كما يقول مكي.
تهديد للداعمينوبناء على ذلك، فإن البيان الأميركي الأخير يمثل رسالة لمن يدعمون الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بأنهم سيواجهون عقوبات مباشرة إذا خالفوا إرادة واشنطن، لأن الدول الكبرى تفعل ما تريد فعله بالكلام دون تحريك قواتها، حسب مكي.
وعن الطريقة التي يمكن لواشنطن من خلالها ممارسة ضغط أكبر على الدعم السريع، قال تورشين إنها ربما تفعّل قرار مجلس الأمن الذي يجرّم تزويد طرفي النزاع بالسلاح، لكنه شدد على أن التعامل الأميركي مع داعمي حميدتي هو الذي سيحدد مصير هذا النزاع.
ولأن الحديث مع داعمي الدعم السريع هو المهم فعليا -برأي تاكر أيضا- فإن إدارة ترامب حاليا مطالبة ببدء حوار مباشر مع السعودية ومصر والإمارات لتوضيح آثار استمرار هذا النزاع على المنطقة وعلى منطقة البحر الأحمر.
وليس معروفا إن كان هذه الحديث الأميركي سيؤثر سلبا أم إيجابا على مسار الحرب، لكن تاكر يقول إن الولايات المتحدة تدرك خطوة الدعم الخارجي لهذا النزاع، مشيرا إلى أن إدارة جو بايدن كانت تتحدث سرا مع هذه الدول، لكنّها كانت حريصة على عدم خسارتها.
ويصعب التكهن حاليا بما يمكن لواشنطن أن تفعله في هذه القضية، لكن الأكيد -برأي مكي وتورشين- أنها لن تدعم أي مشاركة سياسية لحميدتي أو لقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بعد توقف الحرب، لأنها اتهمتهما في السابق بارتكاب جرائم.
وحاليا، ربما يضغط الأميركيون على البرهان للقبول بالهدنة التي ربما تشهد إطلاق مبادرات سياسية لحل النزاع بطريقة تبعد الرجلين من المشهد، برأي مكي.
أما تورشين، فيعتقد أن الدعم السريع ستقلل هجماتها على المناطق المأهولة بالسكان حتى تحفظ ما تبقى من ماء الوجه أمام واشنطن، وربما تطالب بأن تظل قوة مستقلة كما كانت في السابق.