في تحدٍّ لكييف وحلفائها الأوروبيين، تطرح الولايات المتحدة، اليوم الإثنين، على الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي مشروع قرار يطالب بـ"إنهاء سريع" للنزاع في أوكرانيا، من دون الإشارة إلى وحدة أراضي البلاد، وهو ما يشكل اختباراً للنهج الجديد الذي يعتمده الرئيس دونالد ترامب إزاء الحرب الروسية.

ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا قبل 3 سنوات، كان ميزان القوى واضحاً في الأمم المتحدة، ما بين دعم سياسي طاغ لا لبس فيه في الجمعية العامة لأوكرانيا وسيادتها في مواجهة موسكو، وعجز عن التحرك في مجلس الأمن بسبب الفيتو الروسي.

3 years since war escalated in Ukraine.

3 years of death and destruction in every child’s life.

3 years of trauma, stress and displacement.

Enough is enough. Children must be protected NOW. pic.twitter.com/YpnP5daahj

— UNICEF (@UNICEF) February 24, 2025

ولكن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض أعادت خلط الأوراق، في ظل التقارب الذي بدأه مع الكرملين وتكثيف هجماته على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي بات يواجه ضغوطاً متزايدة.

وفي هذا السياق الدبلوماسي المتوتر ومع حلول الذكرى الثالثة للغزو الروسي، ستقدّم أوكرانيا وأكثر من 50 دولة مشروع قرار للتصويت عليه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يؤكد على "الضرورة الملحة" لإنهاء الحرب "هذه السنة"، كما يكرّر بشكل لا لبس فيه المطالب السابقة للجمعية العامة، بالانسحاب الفوري للقوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، ووقف الأعمال الحربية الروسية.

وفيما دارت تساؤلات حول احتمال امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على هذا النص، فاجأت واشنطن الجميع، يوم الجمعة الماضي، بطرح مشروع قرار منافس. وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إنّه "مشروع قرار بسيط وتاريخي"، داعياً الدول الأعضاء إلى التصديق عليه.

الاتحاد الأوروبي يقر مجموعة جديدة من العقوبات على روسيا - موقع 24فرض الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، المجموعة الـ16 من العقوبات على روسيا، في الذكرى الثالثة للغزو الروسي لأوكرانيا. فكرة جيدة

ويدعو النص القصير للغاية إلى "إنهاء النزاع في أقرب وقت ممكن، ويدعو إلى سلام دائم" بين كييف وموسكو، من دون الإشارة إلى وحدة الأراضي الأوكرانية، التي كانت تعدّ حجر الزاوية في القرارات السابقة للجمعية العامة والتي كانت الولايات المتحدة برئاسة جو بايدن من أشدّ المدافعين عنها.

وقال السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، إنّ "هذا القرار الأمريكي فكرة جيدة"، بينما تسعى موسكو إلى تعديلٍ يطالب بمعالجة "الأسباب الجذرية" لللصراع.

ومن جانبها، أفادت الرئاسة الصينية لمجلس الأمن الدولي أمس الأحد، بأنّ الولايات المتحدة ستطرح النص للتصويت على مجلس الأمن بعد ظهر اليوم الإثنين، وهو ما يضع الأوروبيين في موقف حرج.

الرئيس الألماني: أوكرانيا ليست وحدها - موقع 24في الذكرى الثالثة لبدء الحرب الروسية في أوكرانيا، تحدث الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، عن معاناة الشعب الأوكراني وكذلك قدرتهم على الصمود.

وكي يتم اعتماد أي قرار، يجب أن يحصل على أصوات 9 على الأقل من الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن، من دون استخدام الفيتو من قبل أي من الأعضاء الـ 5 الدائمين. وعليه، فإنّ امتناع أعضاء الاتحاد الأوروبي (فرنسا وسلوفينيا والدنمارك واليونان) والمملكة المتحدة، عن التصويت لن يكون كافياً لرفضه.

ومن هنا، تدور تساؤلات عمّا إذا كانت فرنسا والمملكة المتحدة مستعدّتين لاستخدام حق النقض لأول مرة منذ أكثر من 30 عاماً، في ظلّ زيارة متوقعة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى البيت الأبيض هذا الأسبوع.

وقال ريتشارد غوان من مجموعة الأزمات الدولية: "لا أرى كيف يمكن لباريس ولندن أن تدعما نصاً بعيداً إلى هذا الحد، عن موقفهما المعلن بشأن أوكرانيا، ولا أرى أيضاً كيف يمكنهما استخدام الفيتو ضدّه".

وبين الأوروبيين الذين يشعرون بارتباك حيال السياسة الأمريكية المستجدّة، والعديد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي سئمت من الاهتمام المنصبّ على أوكرانيا وبعض الدول العربية، التي لم تنس كيف أنّ كييف لم تدعم القرارات بشأن غزة، من الصعب التنبّؤ بنتيجة المعركة الدبلوماسية التي ستدور اليوم الإثنين في الجمعية العامة.

وأشار ريتشارد غوان إلى أنّ "هذا سيكون بمثابة اختبار للأوروبيين لكشف مدى نفوذهم في النظام المتعدّد الأقطاب، ولأوكرانيا التي قد تخرج منه أكثر عزلة"، وأضاف أنّه أيضاً "اختبار أولي للنهج المتشدّد الذي تعتمده إدارة ترامب في مواجهة الأمم المتحدة، ومبادئ القانون الدولي التي يدافع عنها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بقوة، الذي دعا إلى السلام مع احترام وحدة أراضي أوكرانيا وميثاق الأمم المتحدة".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الغزو الروسي لأوكرانيا موسك دونالد ترامب للأمم المتحدة الحرب الأوكرانية روسيا الأمم المتحدة ترامب الولایات المتحدة فی الأمم المتحدة الجمعیة العامة الیوم الإثنین مشروع قرار

إقرأ أيضاً:

قطر توجه رسالة للأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن الهجوم على قاعدة العديد

الدوحة- الوكالات

وجهت دولة قطر رسالة إلى سعادة السيد أنطونيو غوتيرش، الأمين العام للأمم المتحدة، وسعادة السيدة كارولين رودريغيز-بيركيت، المندوبة الدائمة لجمهورية غيانا التعاونية لدى الأمم المتحدة، رئيسة مجلس الأمن لشهر يونيو الجاري، طلبت بموجبها تعميمها على أعضاء مجلس الأمن وإصدارها كوثيقة رسمية من وثائق المجلس.

دولة قطر توجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن الهجوم الذي استهدف قاعدة العديد الجوية من قبل الحرس الثوري الإيراني

???? لقراءة المزيد: https://t.co/ZZKDUSJw6m#الخارجية_القطرية pic.twitter.com/pfLjosuuph

— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) June 24, 2025

وأفادت دولة قطر، في الرسالة التي وجهتها سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوبة الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، أعضاء مجلس الأمن وسعادة الأمين العام للأمم المتحدة بتصعيد بالغ الخطورة تمثل في انتهاك سافر لسيادة دولة قطر وسلامتها الإقليمية مما يشكل تهديدا مباشرا للأمن والسلم الإقليمي، مشيرة إلى أنه مساء أمس تعرضت دولة قطر لهجوم صاروخي من قبل الحرس الثوري الإيراني استهدف قاعدة العديد الجوية، وتصدّت له الدفاعات الجوية القطرية بنجاح.

وأعربت دولة قطر عن إدانتها الشديدة للهجوم الصاروخي الذي استهدف القاعدة، واعتبرته انتهاكا صارخا لسيادتها ومجالها الجوي، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مشددة على أنها تحتفظ بحق الرد المباشر بما يتناسب مع شكل وحجم هذا الاعتداء السافر وبما يتوافق مع الميثاق والقانون الدولي.

وأكدت دولة قطر أن استمرار مثل هذه الأعمال العسكرية التصعيدية من شأنه أن يقوض الأمن والاستقرار في المنطقة، وجرها إلى نقاط سيكون لها تداعيات كارثية على الأمن والسلم الدوليين، داعية إلى وقف فوري لكافة الأعمال العسكرية، والعودة الجادة إلى طاولة المفاوضات والحوار.

ونوهت دولة قطر بأنها كانت من أوائل الدول التي حذرت من مغبة التصعيد الإسرائيلي في المنطقة، ونادت بأولوية الحلول الدبلوماسية، وحرصت على مبدأ حسن الجوار وعدم التصعيد، وأكدت أن الحوار هو السبيل الوحيد لتجاوز الأزمات الراهنة والحفاظ على أمن المنطقة وسلامة شعوبها.

وشددت دولة قطر على ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته بموجب ميثاق الأمم المتحدة، مؤكدة ضرورة اتخاذ المجلس تدابير عاجلة لفرض وقف إطلاق نار فوري وشامل في سائر منطقة الشرق الأوسط لتفادي انزلاق المنطقة نحو مزيد من التصعيد الخطير.

مقالات مشابهة

  • قطر تستدعي السفير الإيراني في الدوحة وتهدد بالرد على الهجوم على أراضيها
  • قطر توجه رسالة للأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن الهجوم على قاعدة العديد
  • الكرملين مؤيدا ترامب: أوكرانيا خسرت القرم منذ سنوات
  • جدال داخل مجلس الأمن عقب الضربات الأمريكية على إيران
  • روسيا: إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك أسلحة نووية
  • مندوب إسرائيل: الولايات المتحدة أنقذت العالم بعد ضرب إيران
  • أوكرانيا تتوعد بتكثيف هجماتها في العمق الروسي
  • أوكرانيا تهدد برد مكثف يشمل العمق الروسي بعد هجمات موسكو الأخيرة
  • دعوة خليجية لضبط النفس والعودة للحوار
  • 17 خطوة نحو السلام.. مبادرة أمريكية لرسم مستقبل أوكرانيا