مع ارتفاع عدد الوفيات بالذبحة القلبية.. هل كورونا هي السبب؟
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
كتبت ندى عبد الرزاق في "الديار": شهدت الساحة الطبية والبحثية في الآونة الأخيرة جدلاً واسعاً، لا سيما في ما يتعلق بظاهرة الموت المفاجئ بين الشباب، حيث ارتفع عدد الحالات الموثقة التي يُصاب بها هؤلاء بالجلطات القلبية أو السكتات الدماغية دون سابق إنذار. هذا الموضوع أصبح مثار جدل عالمي، وبخاصة في لبنان، حيث تكثفت النقاشات حول احتمال وجود علاقة بين هذه الظواهر ولقاحات كوفيد-19 ، التي تم توزيعها على نطاق واسع في فترة الجائحة.
يوضح البروفيسور غانم أنه لا بد من تسليط الضوء على نقطة هامة يجب أن ينتبه إليها الناس، لأنها قد تُنسى أحيانا، وبالتالي ينبغي أن نضع أنفسنا في الصورة التي كنا فيها أثناء عامي 2020 و2021، عندما كان وباء كوفيد-19 في أوجّه، ناهيكم عن الرعب الذي عاشته جميع المجتمعات حول العالم، حيث أغلقت دول ومدن بكاملها إثر هذه الجائحة، وكان الناس يلتزمون المنازل في حالة من الذعر، بل وصل الأمر إلى أن الفرد بات يتجنب الاحتكاك بالآخرين أو حتى المصافحة.
ويضيف "من هنا، لا ينبغي مقارنة الكوفيد بلقاح كورونا، لأن كوفيد-19 كان مرضا خطرا جدا ، وكان هو بحد ذاته يقتل، لأن هذا الفيروس كان يُؤذي ويُلحق الضرر برئة الإنسان حتى يتوقف الأوكسجين عن الوصول إليها، مما يُعيق عملية التنفس، بل كان يؤثر في الجهاز الدوري المسؤول عن نقل الدم والأوكسجين والمواد المغذية في الجسم عبر شبكة الأوعية الدموية، التي تشمل الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية. في المقابل، يجب أن نعلم أن جدار الشرايين ليس كما يتصوره البعض، حيث يظنونه مجرد أنبوب فارغ بلا وظيفة، بل هو بنية حيوية نشطة تنفذ العديد من الوظائف المهمة في الجسم، فهو يفرز هرمونات ومواد قد تكون نافعة أو ضارة، وأي خلل في عمله قد يؤدي الى إفراز مواد سامة تسبب التجلط أو نقص الأوكسجين أو تصلب الشرايين، مما ينتج منه "الإسكيميا"، أي نقص التروية الدموية في جزء من الجسم، وهو ما يعوق وصول الأوكسجين والمواد المغذية اللازمة لخلايا الأنسجة".
ويتابع "بالعودة إلى مسألة اللقاح، فقد أنقذ الإنسانية وخلصها من هذا الوباء، وساهم في تمكين الأفراد والمجتمعات من الحصول على المناعة. ومع مرور الوقت، توسعت دائرة المناعة المجتمعية لأن اللقاح تم تلقيه على مراحل، مما ساعد في تقليل انتشار الفيروس، وخلق شبكة حماية حدّت من امتداده وخففت من قوته كما كان الحال في بداية ظهوره، فأصبح يشبه فيروس الرشح".
وينوّه إلى أن "اللقاح مثل أي دواء، وبخاصة أنه لقاح معقد وجديد، تم ابتكاره بطريقة عبقرية ومبتكرة، لكن من المؤكد أن له آثارا جانبية، ورغم أن هذه التبعات قد تكون صحيحة، إلا أنه لا توجد حالات متنوعة في العالم تم توثيقها علميا بشكل قاطع. لكن من الواضح أن العالم الطبي لاحظ زيادة في أنواع الجلطات الدماغية أو الذبحات القلبية أو مشاكل الشرايين بعد حملات التطعيم. ورغم ذلك، أؤكد أنه لا يمكن مقارنة نسبة المشكلات والجلطات التي شهدناها بمرض كوفيد".
ويختم البروفسورغانم حديثه قائلاً: "مع مرور الوقت، يمكن للطب من خلال الدراسات والحالات أن يؤكد أو ينفي هذه الأمور، التي لا تزال مبنية على الملاحظات وليست على الأبحاث العلمية. وفي النهاية، يبقى كوفيد أزمة حقيقية أسفرت عن العديد من الوفيات، وولّدت اعراضاً صحية في الشرايين والجلطات، لذا فإن اللقاحات تحمينا من هذه الأمراض، رغم أن هناك احتمالا ضئيلا لوجود علاقة بينها وبين حدوثها".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
لهذا السبب.. أحذر من الإفراط في تناول البطاطس المقلية
رغم أنها من أكثر الأطعمة المحبوبة حول العالم، إلا أن البطاطس المقلية تُعد من أكثر الوجبات التي تضر بصحة الدماغ على المدى الطويل، خاصة عند تناولها بشكل مفرط ومنتظم، إذ أثبتت دراسات حديثة أن الإفراط في تناول الأطعمة المقلية يرتبط بضعف الذاكرة وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب واضطرابات التركيز.
ويرجع السبب الرئيسي لهذه التأثيرات إلى الدهون المهدرجة والزيوت المستخدمة في القلي المتكرر، والتي تحتوي على مركبات كيميائية ضارة تُعرف باسم الأكريلاميد، تتكون عند تعرّض النشويات لدرجات حرارة عالية هذه المادة تهاجم خلايا الدماغ وتؤثر سلبًا على التواصل العصبي بين الخلايا، مما ينعكس على الأداء الذهني والمزاج العام.
كما أشارت تقارير طبية إلى أن الأشخاص الذين يستهلكون البطاطس المقلية أو الوجبات السريعة أكثر من ثلاث مرات أسبوعيًا، معرضون بنسبة أعلى للإصابة بمشكلات في الذاكرة قصيرة المدى، إلى جانب الشعور الدائم بالتعب وقلة التركيز وتُعد هذه الأطعمة من مسببات الالتهابات الداخلية التي تؤثر على وظائف المخ بمرور الوقت.
وفي المقابل، أوصى أطباء التغذية باستبدال القلي بالتحمير في الفرن أو الطهي بالبخار للحفاظ على القيمة الغذائية للبطاطس دون زيادة الدهون الضارة، كما نصحوا باستخدام الزيوت الصحية مثل زيت الزيتون أو زيت جوز الهند، وتجنب الزيوت النباتية الرخيصة التي تُستخدم أكثر من مرة في القلي.
وتؤكد الدراسات أن النظام الغذائي المتوازن الغني بالخضراوات والفواكه والمكسرات يساعد على تحسين المزاج والذاكرة، بينما الأطعمة المقلية والمصنعة تؤدي إلى اضطراب في كيمياء الدماغ وارتفاع هرمونات التوتر.
وفي النهاية، تبقى البطاطس المقلية من الأطعمة التي يمكن تناولها بين حين وآخر، ولكن بكميات محدودة جدًا، لتجنّب التحول التدريجي لتأثيرها الصامت على الدماغ والمزاج.