ماذا تحمل زيارة لافروف إلى طهران؟
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
طهران- بعد أسبوع من لقائه نظيره الأميركي مارك روبيو في الرياض، بدأ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، زيارة رسمية إلى طهران، مما يطرح تساؤلات عن الملفات التي يحملها الضيف الروسي في جعبته.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، قد أعلن أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، سيبحث مع ضيفه الروسي العلاقات الثنائية والتطورات على الصعيدين الإقليمي والدولي، مؤكدا أن لافروف سيلتقي في طهران بعض المسؤولين رفيعي المستوى في الجمهورية الإسلامية علاوة على نظيره الإيراني.
وعلى وقع التطورات الإقليمية المتسارعة والتوتر المتفاقم بين طهران من جهة والإدارة الأميركية الجديدة وإسرائيل من جهة أخرى، يرجح مراقبون في طهران أن يكون الملف النووي الإيراني جزءا ثابتا في محادثات لافروف مع المسؤولين الإيرانيين، لا سيما أن تقارير إعلامية قد أشارت إلى تناول الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب هذا الملف في محادثتهما الهاتفية الأخيرة.
من ناحيته، يعتقد نوذر شفيعي، وهو عضو سابق في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، أنه لا يمكن لأي حوار أميركي روسي أن يتناول شتى الملفات بما فيها الملف الأوكراني وعلاقة موسكو وبكين وإستراتيجيات عدم إشاعة التسليح من دون أن يأخذ الملف الإيراني بعين الاعتبار.
وفي تصريح صحفي نقلته وكالة أنباء "إيلنا" الناطقة بالفارسية، يرجح شفيعي أن يقدم لافروف تقريرا عن محادثاته مع نظيره الأميركي للجانب الإيراني تشمل المطالب الأميركية من إيران وكذلك توقعات واشنطن من موسكو بشأن علاقاتها مع طهران.
وردا على سؤال عما إذا كان لافروف يحمل رسالة من القيادة السورية الجديدة إلى طهران عقب تفعيل القنوات الروسية مع دمشق إثر سقوط نظام بشار الأسد، قال النائب السابق إن الأهم في زيارة الضيف الروسي هو الملفات بين طهران وموسكو وعلاقتها بالجانب الأميركي.
إعلان ابتعاد روسيوقال شفيعي إن زيارة لافروف قد تفضي إلى نتائج دقيقة جدا بما فيها تغيير أو تقويض العلاقات بين طهران وموسكو، أو تحديد مسافة موسكو من طهران في حال حدوث اصطدام بين طهران وواشنطن. مضيفا أن الجمهورية الإسلامية قد تقرر المضي قدما في سياساتها رغم التقرير الذي ستسمعه من لافروف وبالتالي قد نشهد تحديات بين طهران من جهة وواشنطن وتل أبيب من جهة أخرى لكن من دون أي تدخل روسي.
وخلال المرحلة المقبلة، رأى شفيعي الذي يعمل حاليا أستاذا للعلاقات الدولية بجامعة طهران، أنه في إطار العلاقات التي تسعى روسيا لإقامتها مع الولايات المتحدة أو تركيا وكذلك سوريا فإن موسكو لن تتعاون بشكل جاد مع سياسات طهران الخارجية وهذا ما قد يناقشه لافروف مع المسؤولين الإيرانيين.
ولا يستبعد المتحدث نفسه أن تقبل الولايات المتحدة باستمرارية السلطة الروسية على أجزاء من جغرافيا أوكرانيا حيث احتلتها خلال السنوات الأخيرة شريطة تقليص علاقاتها مع طهران أو قطعها بالكامل. مستدركا أن مباحثات لافروف في طهران قد لا تتطرق مباشرة إلى هذه الملفات، لكن لا يصعب استخلاص هذه النتائج من خلال الخطوط التي ستطرح بين الجانبين وعزم موسكو تنظيم علاقتها مع طهران بناء على مستوى علاقاتها المستقبلية مع واشنطن.
وبينما يتفاءل طيف من الإيرانيين بشأن ما يحمله لافروف في جعبته، لا سيما أن زيارته إلى طهران تأتي بعد أقل من شهرين من توقيع البلدين اتفاقية شراكة إستراتيجية شاملة بينهما طويلة الأمد، ترى شريحة أخرى أن الحليف الروسي لن يفرط بمصالحه الإستراتيجية في حال احتدام التوتر بين طهران وواشنطن.
وساطة محتملةمن جانبه، يقرأ السفير الإيراني السابق في النرويج وسريلانكا والمجر، عبد الرضا فرجي راد، زيارة لافروف إلى طهران في سياق الوقوف على مواقف طهران من الإدارة الأميركية الجديدة تمهيدا لطرحها في اللقاء المزمع عقده بين الرئيسين الروسي والأميركي وكذلك قضية المفاوضات بين طهران وواشنطن خلال المرحلة المقبلة.
إعلانونقلت صحيفة "اعتماد"، في نسختها الصادرة صباح اليوم الثلاثاء، عن فرجي راد قوله إنه يتوقع أن يثير الضيف الروسي الملف السوري مع الجانب الإيراني والعلاقة مع النظام الجديد بدمشق، لكن أهم ملف في جعبته هو التباحث بين موسكو وطهران بخصوص العلاقة مع واشنطن في المرحلة المقبلة، وأنه لا يستبعد أن يحمل لافروف رسالة بشأن تأجيل أو تقويض الضغوط الأميركية على طهران تمهيدا للانخراط في التفاوض بينهما.
وتابع "رغم أن الروس لا يرحبون بخفض التوتر بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة لكنهم لا يريدون كذلك احتدام التوتر بينهما، مضيفا أن الزيارة تأتي في ظروف حساسة حيث بلغ ملف المفاوضات بين طهران وواشنطن طريقا مسدودا، ويمكن للوساطة الروسية أن تضعه على السكة الصحيحة".
وفي حين يحتل موضوع تطبيع العلاقات بين واشنطن وموسكو وتداعياته على مستقبل العلاقات بين إيران وروسيا حيزا كبيرا من قراءة الأوساط الإيرانية لزيارة لافروف إلى طهران اليوم، يرى مراقبون آخرون أن سقوط نظام بشار الأسد الحليف السابق لكل من موسكو وطهران يفرض عليهما إعادة ضبط الإستراتيجيات بشأن التعامل مع سوريا الجديدة وضمان مصالحهما هناك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قمة الويب بین طهران وواشنطن زیارة لافروف إلى طهران من جهة
إقرأ أيضاً:
موسكو تكشف حقيقة «تسمم الأسد».. الشرع: نعتزم استخدام الوسائل القانونية لملاحقته
أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن بلاده تستحق العيش في سلام وأمن بعد أعوام الحرب والمعاناة، معتبراً أن العالم أمام “فرصة تاريخية عظيمة” لإعادة بناء سوريا والمساهمة في استقرار المنطقة بأكملها.
وقال الشرع في مقابلة مع شبكة CBS الأميركية إن سوريا لم تنفذ أي عمليات خارج أراضيها، موضحاً أن قواته “لم تستهدف أحداً سوى النظام السابق”، في إشارة إلى حكومة بشار الأسد، التي صنفتها واشنطن سابقاً على لائحة الإرهاب.
وفي جولة له داخل حي جوبر الدمشقي المدمّر، تحدث الشرع عن خطط إعادة الإعمار التي قد تتطلب ما بين 600 إلى 900 مليار دولار، داعياً المجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤوليته بعد أن شاهد المأساة السورية تتكشف على مدى 14 عاماً من دون أن يفعل شيئاً لوقفها”.
وأضاف أن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة ودول أخرى ساهمت في تعميق معاناة السوريين، قائلاً: “أي طرف يعيق رفع العقوبات عن سوريا هو شريك في الجريمة التي ارتكبت بحق هذا الشعب.”
وفيما يتعلق بملف محاكمة بشار الأسد، أكد الشرع أنه يعتزم استخدام الوسائل القانونية لملاحقته، مشيراً إلى أن الدخول في صراع مباشر مع روسيا في هذا التوقيت سيكون “مكلفاً للغاية وغير مفيد لمصلحة البلاد”.
وأوضح أن القضاء السوري أصدر مذكرة توقيف غيابية بحق الأسد بتهم القتل العمد والتعذيب في أحداث درعا عام 2011، تمهيداً لتعميمها عبر الإنتربول.
وفي حديثه عن الضربات الإسرائيلية على سوريا، كشف الشرع أن القصف استهدف مقرات للجيش ووزارة الدفاع، بل وصل إلى محيط قصره الرئاسي مرتين، معتبراً أن “استهداف القصر إعلان حرب”، لكنه شدد على أن سوريا لا تريد خوض الحروب أو تهديد إسرائيل.
كما ردّ على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن حماية أبناء الطائفة الدرزية، مؤكداً أن هذه المسألة “شأن سوري داخلي يجب أن يُحل وفق القانون من قبل السلطات السورية”.
وفي سياق منفصل، علق الشرع على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي وصفه بـ”الشخص الوسيم والصلب”، قائلاً مازحاً: “هل تشكون في ذلك؟”، مؤكداً أن لقاءه الأخير مع ترامب في السعودية كان مثمراً، وأن الجانبين ناقشا إمكان انضمام سوريا إلى اتفاقات أبراهام.
وكان ترامب قد أشاد بالشرع عقب اللقاء، واصفاً إياه بأنه “شاب قوي البنية ورائع”، مضيفاً أن لديه “فرصة حقيقية للحفاظ على وحدة سوريا وفتح صفحة جديدة في تاريخها”.
لافروف ينفي شائعات محاولة تسميم بشار الأسد في موسكو
نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صحة الأنباء التي تداولتها بعض وسائل الإعلام حول تعرض الرئيس السوري السابق بشار الأسد لمحاولة تسميم في موسكو، مؤكداً أن هذه المزاعم “عارية تماماً من الصحة”.
وقال لافروف في تصريحات صحفية لوسائل إعلام عربية: “الحديث عن محاولات تسميم الأسد شائعات لا أساس لها. بشار الأسد موجود في موسكو برفقة عائلته لأسباب إنسانية، ولم يتعرض لأي حادث صحي أو أمني.”
وجاءت تصريحات لافروف بعد انتشار تقارير إعلامية تحدثت عن إدخال الأسد إلى أحد مستشفيات موسكو عقب إصابته بتسمم، ورجّحت بعض المصادر أن الحادثة كانت محاولة اغتيال.
وأكد الوزير الروسي أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تداول شائعات مشابهة حول الأسد، مشيراً إلى أن موسكو تعتبر تلك الأنباء “محاولات لتشويه العلاقات الروسية السورية والإيحاء بوجود خلافات داخلية غير موجودة”.
يذكر أن بشار الأسد يعيش في العاصمة الروسية منذ سقوط نظامه وفراره من دمشق، وتُوفّر له موسكو إقامة مؤقتة تحت إشراف السلطات الروسية.