إقالة كبار الجنرالات لضمان الولاء المطلق والسيطرة.. هل يعيد ترامب تشكيل البنتاغون؟
تاريخ النشر: 25th, February 2025 GMT
انطلق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منذ ليلة أمس الجمعة، في اتّخاذ جملة قرارات، وصفت بكونها "عملية تطهير درامية"، وذلك بإقالة أعلى جنرال في أمريكا بالإضافة لجنرالات آخرين في محاولة لضمان امتثال وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" بشكل كامل، وكذا لتجنّب تكرار ما حدث في ولايته الأولى عندما تشاجر مع كبار القادة العسكريين.
وتم إقالة أكبر مستشار عسكري لترامب، رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال تشارلز براون وأعلى ضابط في البحرية الأمريكية، رئيسة العمليات البحرية، الأدميرال ليزا فرانشيتي، كما أعلن وزير الدفاع، بيت هيغسيث، أنه يسعى للحصول على ترشيحات لاستبدال كبار المحامين العسكريين في القوات الجوية والجيش والبحرية الذين يوقعون على قانونية العمليات العسكرية الأمريكية.
وقال المحلّل في شبكة "سي إن إن" الأمريكية، بيتر بيرغن، إن: "أيّ من هؤلاء المسؤولين، لا يبدوا أنه قد تم فصله لسبب، مثل الأداء الضعيف في ساحة المعركة أو العصيان؛ بخلاف الهوس المزعوم بسياسات التنوع العرقي والشمول في قضية الجنرال براون، وفقا لكتاب ألفه هيغسيث في 2024".
وأوضح بيرغن، خلال تقريره التحليلي، إنّ: "ترامب يريد إعادة تشكيل "البنتاغون"، لكي يتمتع بالسيطرة الكاملة عليها. بطبيعة الحال، هو القائد الأعلى، لذا فمن حقه القيام بذلك، ولكن من خلال إقالة براون الذي هو أسود وفرانشيتي التي كانت أول امرأة تدير البحرية، أشار ترامب إلى أن الولاء المطلق سيكون المؤهل الرئيسي لهذه الوظائف بدلاً من تقديم أفضل المشورة العسكرية للرئيس بغض النظر عن السياسة الداخلية الأمريكية، والتي من المفترض أن تكون الوظيفة الأساسية لتلك المناصب".
وبحسب بيرغن، فإن: "ترامب كان مهووسا بالجيش الأمريكي منذ سن مبكرة، فقد التحق بمدرسة داخلية على الطراز العسكري في نيويورك وكان أحد أبطاله هو الجنرال جورج باتون، القائد العسكري الأمريكي الذي برز خلال الحرب العالمية الثانية".
وتابع: "لذا، عندما تولى ترامب منصبه في ولايته الأولى، أحاط نفسه بسرعة بكبار الجنرالات؛ كان الجنرال المتقاعد جون كيلي كبير موظفي البيت الأبيض؛ وكان الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس أول وزير دفاع له وكان الجنرال هربرت ماكماستر مستشاره للأمن القومي".
"كان ترامب يتلذذ بالحديث عن "جنرالاتي" مثل "الكلب المسعور" ماتيس، كما كان يستمتع بالاحتفالات العسكرية لكونه القائد الأعلى، وأذهله العرض الفرنسي للمعدات العسكرية الذي شاهده في احتفالات يوم الباستيل في باريس في 14 يوليو/ تموز 2016" وفقا للتقرير نفسه.
وأردف: "أمر ترامب وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بتنظيم عرض مماثل لخطابه "تحية لأمريكا" في يوم الاستقلال في 4 يوليو 2019، ولم يخيب الجنرالات أمله"، مضيفا: "خلال خطابه، قال ترامب: سوف تشاهدون قريبًا طائرات F-22 الجديدة الجميلة و قاذفة الشبح الرائعة B-2".
ومضى بالقول: "لكن علاقات ترامب الودية مع جنرالاته ساءت بمرور الوقت (لاحظ يا إيلون ماسك) لأن كيلي وماتيس وماكماستر كل بطريقته المختلفة لم يمتثل لرغبات ترامب، كما وجدت عندما كنت أقوم بإعداد تقرير عن كتابي: ترامب وجنرالاته: تكلفة الفوضى".
وأكد: "لقد استنفد ماكماستر ترحيب ترامب به، جزئيًا، لأنه دعا إلى البقاء على المسار في أفغانستان وتوسيع وجود القوات الأمريكية هناك"، مبرزا: "كان ترامب يريد منذ فترة طويلة الخروج من أفغانستان وبعد إعفاء ماكماستر بعد أكثر من عام بقليل من توليه منصبه، سمح ترامب لفريقه بالبدء في التفاوض مع حركة "طالبان" بشأن الانسحاب الأمريكي الكامل من أفغانستان".
ومن جانبه، كان ماتيس قلقًا من أن يبدأ ترامب الحرب العالمية الثالثة وعندما كان ترامب في 2017 يزيد من حدة خطابه ضد الدكتاتور الكوري الشمالي المسلح نوويًا، كيم غونغ أون، و"تباطأ" ماتيس في تقديم خيارات عسكرية محتملة ضد كوريا الشمالية كما أرجأ تقديم الخيارات العسكرية، في حالة أي نوع من الصراع المحتمل مع إيران.
وأشار إلى أن الخلاف الأخير بين ترامب وماتيس، كان بسبب القتال ضد تنظيم "داعش" في سوريا، حيث كان ماتيس يعتقد أن القوات الأمريكية يجب أن تبقى في سوريا بعد هزيمة "داعش" هناك لمنع أي عودة للتنظيم الإرهابي، بينما أصر ترامب على الانسحاب من سوريا.
كذلك، شعر ماتيس أن هذا جعل القوات الكردية السورية التي كانت تقاتل "داعش" عُرضة للهجوم من قبل الجيش التركي القوي وهذا يعني التخلي عن حليف في ساحة المعركة. وفي 19 كانون الأول/ ديسمبر 2018، غرّد ترامب عن أمره بسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا.
"في اليوم التالي، التقى ماتيس بترامب في المكتب البيضاوي وحاول إقناع الرئيس الأمريكي بالتراجع عن قراره، ولم يتزحزح ترامب عن موقفه، فاستقال ماتيس" وفقا للتقرير التحليلي نفسه.
وأوضح: "نظر كيلي إلى وقته في البيت الأبيض من خلال ما تمكن من منعه في عهده، على سبيل المثال، سحب ترامب فجأة للقوات الأمريكية من أفغانستان، أو الانسحاب من حلف شمال الأطلسي (تانتو). ويكره ترامب أن يتم "إدارته"، لذا توترت علاقته مع كيلي أيضًا وغادر البيت الأبيض في ديسمبر 2018".
وأبرز: "حدثت فجوة حاسمة بين ترامب والعديد من الضباط أثناء الاحتجاجات التي أشعلتها جريمة قتل جورج فلويد على يد شرطة مينيابوليس في 25 أيار/ مايو/ 2020".
إلى ذلك، أشار إلى أنه بتاريخ 3 حزيران/ يونيو الماضي، كانت الشرطة، مع قوات الحرس الوطني، قد هاجمت المتظاهرين السلميين بالقرب من كنيسة القديس يوحنا خارج البيت الأبيض مباشرة، فيما خرج ترامب من البيت الأبيض ثم رفع الكتاب المقدس أمام الكاميرات.
وبعد استقالته، لم يقل ماتيس الكثير عن ترامب، ولكنه أصدر الآن بيانا أدانه فيه حيث قال: "دونالد ترامب هو أول رئيس في حياتي لا يحاول توحيد الشعب الأمريكي - ولا يتظاهر حتى بالمحاولة. بدلاً من ذلك، يحاول تقسيمنا".
وقال وزير دفاع ترامب آنذاك، مارك إسبر، الضابط السابق الذي حل محل ماتيس، علنًا إنه لن يدعم استخدام القوات الأمريكية لقمع الاحتجاجات التي هدد ترامب مؤخرًا بفعلها، وتم فصل إسبر بتغريدة بعد 6 أشهر.
وأكد كتاب التقرير: "لقد حدث قطيعة أخرى مع البنتاغون في أعقاب أعمال الشغب التي اندلعت في 6 يناير/ كانون الثاني 2021 خلال اقتحام مبنى الكابيتول (الكونغرس) من قبل أنصار ترامب".
"كذلك اتصل رئيس هيئة الأركان المشتركة وقتها الجنرال مارك ميلي، بنظيره الصيني، ليؤكد له أنه لا توجد فرصة لشن الولايات المتحدة هجومًا عسكريًا ضد الصين، ثم اقترح ترامب على موقع التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقا) إعدام ميلي بسبب محادثته مع الجنرال الصيني" بحسب التقرير نفسه.
وأكّد: "أدّت الفجوة الناتجة عن معارك ترامب السابقة مع قادة البنتاغون إلى أنه ينتوي السيطرة الكاملة على الوزارة"، متابعا: "لقد رأينا تلميحًا لذلك في الأشهر الأخيرة من ولايته الأولى عندما نصب ترامب، كاش باتيل، وهو الموالي له في منصب رئيس موظفي وزير الدفاع وتم التصويت مؤخرًا من قبل مجلس الشيوخ على باتيل ليصبح المدير الجديد لمكتب التحقيقات الفيدرالي".
وختم بالقول: "لا يتوقع ترامب أقل من مستويات الولاء التي يتمتع بها باتيل من جنرالاته وكبار المسؤولين في البنتاغون"، مستطردا: "من المرجّح أن تكون عملية التطهير التي جرت ليلة الجمعة لـ6 من كبار الضباط العسكريين مجرد فاتح للشهية، حيث يبحث هيغسيث الآن عن عشرات المليارات من الدولارات من التخفيضات في وزارته، ومن المرجح أن يضطر إلى خسارة أعداد كبيرة من الموظفين".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب البنتاغون الداخلية الأمريكية البنتاغون الجيش الأمريكي ترامب الداخلية الأمريكية المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القوات الأمریکیة البیت الأبیض إلى أن
إقرأ أيضاً:
إقالة مدير لجنة الحكام في "كاف" وحكام أجانب مرشحون لقيادة "كان" المغرب 2025
قام الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بإقالة الحكم الإيفواري دو نورمانديز، مدير التطوير في لجنة الحكام ب »كاف »، من منصبه صباح الخميس، إثر شكاوى متكررة حول مستوى التحكيم في الفترة الأخيرة. وتزامن ذلك مع اجتماع وداعي له خلال معسكر حكام بطولة « الشان » في كينيا، بعد ثلاث سنوات من العمل « »
تعيينات جديدة وإصلاحات مرتقبة
من المقرر أن يعين المكتب التنفيذي لـ »الكاف » مديرًا جديدًا للجنة الحكام في اجتماعه المقبل، مع ضم حكام ذوي خبرة مثل الغامبي بكاري جاساما، المغربي رضوان جيد، والمصري عصام عبد الفتاح لعضوية لجنة التحكيم، إلى جانب تغييرات في مناطق وسط وغرب أفريقيا. وتهدف هذه الخطوات إلى تعزيز الكفاءة التحكيمية قبل انطلاق الموسم الجديد في شتنبر 2025.
مفاجأة: حكام أجانب في كأس أمم أفريقيا 2025
في خطوة غير مسبوقة، يناقش « الكاف » إمكانية استقدام حكام من أوروبا وأمريكا اللاتينية لإدارة مباريات كأس أمم أفريقيا 2025، التي تستضيفها المغرب من 21 دجنبر 2025 إلى 18 يناير 2026. وتأتي هذه الرغبة بعد شكاوى من اتحادات أفريقية حول أداء الحكام في تصفيات كأس العالم وبطولات الشباب والسيدات.
تقييمات متباينة للحكام الأفارقة
أظهرت تقييمات لجنة حكام « فيفا » خلال كأس العالم للأندية في الولايات المتحدة تباينًا في أداء الحكام الأفارقة. فبينما حظي الموريتاني دحان بيدا والجزائري مصطفى غربال بإشادة، سُجلت ملاحظات سلبية على الليبي معتز الشلماني والسنغالي عيسى سي، مما قد يقلص فرص مشاركتهما في « كان 2025 ».
طموح « الكاف » لتحكيم عالمي المستوى
يسعى « الكاف » من خلال هذه التغييرات إلى رفع مستوى التحكيم في البطولة القارية الأبرز، لضمان عدالة تنافسية وتجربة رياضية مميزة، وسط ترقب جماهيري لما ستحمله النسخة المغربية من إثارة وتطور.
كلمات دلالية الاتحاد الإفريقي لكرة القدم نهائيات كأس الأمم الإفريقية المغرب 2025