أهلًا وسهلًا بشهر الخير
تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT
خليفة بن عبيد المشايخي
khalifaalmashayiki@gmail.com
مرت الأيام سريعًا لنجد أنفسنا اليوم أمام شهر فضيل سيشرفنا بعد أقل من اثنين وسبعين ساعة، وستدور الدوائر وسيصبح حلول هذا الشهر، واقعًا لا محالة، سيلاقيه من يلاقيه، وسيفارقه من يفارقه، ورحم الله من مات في الأيام الماضية، وغفر لمن بقي ويعيش، وتجاور الله عن سيئات الجميع.
نعم سيأتي شهر رمضان المبارك، ولكن لن تأتي ما أحدثته الأيام السابقة من مآسٍ ومعاناة بنفس الشاكلة والكيفية والطريقة، سيكون كل شيء مختلف وغير متكافئ ولا متوازن ولا متساوٍ، فمثلا أعداد الناس تزايدت عمّا قبل، إلّا أن الإحساس بمشاكلهم ومعاناتهم، أصبح ضعيفًا ومهملًا وغير مبالٍ به.
كثيرة هي الحالات الإنسانية الحرجة والصعبة التي تحتاج اليوم إلى مواساة ومراعاة واهتمام ومتابعة وحلول لمشاكلها، وإذا ما علمنا أن كل شيء أصبح تحقيقه بالمال، فإن ذلك أيضًا لم يعد متيسرًا مع الكل وللكل، ولم يعد في مقدور الكل التعامل وتيسير أمورهم به.
تأتي أيام هذا الشهر والوضع كما هو في الأعوام السابقة، فهناك من يعاني الفقر وضيق اليد وعسر الحال، وهؤلاء يطرقون أبواب الجمعيات الخيرية ولجان الزكاة، وشكوى الحال للميسورين من الناس لعلهم يرحمون فيساهمون في تفريج الكرب والتنفيس عن الناس.
لقد مضت أيام وازداد بعض من الناس فيها تحسنًا في أحوالهم وأوضاعهم المعيشية المختلفة، وأتت أخرى وآخرون فيها لم يحالفهم الحظ ليكونوا ضمن الذين تغيرت أوضاعهم إلى الأفضل.
وأضحى الناس في حيرة من أمرهم لتأخر الفرج، وبات التردد على الجمعيات الخيرية ولجان الزكاة، أمرًا محرجًا للغاية، يذهب بماء الوجوه، ولا يحفظ كرامة الإنسان. ولهذا فإنه من الأهمية بمكان إيجاد آلية تجعل هذه الشرائح والفئات المسجلة في لجان الزكاة والجمعيات الخيرية، يحظون برعاية واهتمام أفضل عن ذي قبل، بطريقة تضمن لهم الكرامة وعزة النفس.
نعم نحن بحاجة إلى تكافل وتعاون وتعزيز العمل الخيري، ووجود تلك المؤسسات الخيرية والتطوعية، خفف بالفعل الكثير عن كاهل الفقراء والمحتاجين. وهنا أتساءل هل فعلًا يجب أن يكون لدينا فقراء في بلد يتمتع بثروات هائلة وعدد مواطنيه في حدود 3 ملايين نسمة؟!
لقد كثر الحديث ويكثر عن حالات الفقر والتسريح من الأعمال والباحثين عن العمل، وأصبح الاقتصاد لا يقوم إلّا على فئة من الناس، والآخرون لم يعودوا قادرين على الشراء وتوفير متطلباتهم واحتياجاتهم الضرورية.
وعليه نجد أن هناك أسرًا محرومة لا تتحصل إلّا على وجبة واحدة في اليوم، ولا يمكنهم توفير أدنى متطلبات المعيشة، وشهر رمضان المبارك هو شهر الخير والبركة والتفكر والعبادة، وليس المقصد من الشهر الفضيل الصوم ثلاثين يومًا أو أقل من ذلك، وبعده ننسى فقراءنا وضعفاءنا.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
حصاد الخير.. توريد 221 ألف طن قمح لشون وصوامع البحيرة
أكدت الدكتورة جاكلين عازر، محافظ البحيرة، أن موسم توريد القمح المحلي للعام 2025 يشهد تواصلًا ملحوظًا في معدلات التسليم، حيث بلغ إجمالي ما تم توريده حتى صباح اليوم الثلاثاء 20 مايو نحو 221856 طنًا، من خلال 37 مركز تجميع منتشرة بمختلف مدن ومراكز المحافظة، وذلك في إطار الجهود المبذولة لتعزيز الأمن الغذائي، وتأكيدًا على أهمية محصول القمح الاستراتيجي.
وأوضحت الدكتورة جاكلين عازر أن محافظة البحيرة، باعتبارها إحدى أكبر المحافظات الزراعية على مستوى الجمهورية، تواصل تقديم كافة أوجه الدعم والتيسيرات للمزارعين لتسليم محصولهم بسهولة ويسر، وذلك في إطار توجه الدولة نحو دعم المنتج المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الأساسية.
وأشارت المحافظ إلى أن مؤشرات التوريد تشهد تصاعدًا مستمرًا، ومن المتوقع زيادتها خلال الأيام المقبلة مع قرب انتهاء موسم الحصاد، مشيرة إلى أن إجمالي المساحات المنزرعة بمحصول القمح هذا الموسم بالمحافظة تُقدَّر بنحو 307 ألف فدان، وتبلغ الطاقة الاستيعابية للصوامع والشون 496 ألف طن، بما يضمن استقبال وتخزين الكميات المستهدفة بأعلى مستويات الكفاءة والسلامة.
وشددت محافظ البحيرة على أهمية تكثيف المتابعة الميدانية، وتضافر جهود كافة الأجهزة التنفيذية والرقابية، لضمان انتظام عمليات التوريد ومراقبة جودة المحصول وسلامة التخزين، بما يساهم في تحقيق أعلى معدلات توريد ممكنة ويعزز من استقرار منظومة الغذاء القومي.
وتناشد محافظة البحيرة جميع المزارعين بسرعة التوجه إلى أقرب مركز تجميع أو صومعة لتسليم محصول القمح، مع التأكيد على استمرار تقديم كافة أوجه الدعم والتسهيلات اللازمة حفاظًا على هذا المورد الاستراتيجي الهام، الذي يمثل ركيزة أساسية من ركائز الأمن الغذائي الوطني.