لجريدة عمان:
2025-06-26@07:55:41 GMT

«المعاملة»

تاريخ النشر: 26th, February 2025 GMT

هذا الصباح البارد، ذو الأنفاس المنعشة، يُشعرني بالأمل، يبدو ما حولي مبتسما، ومتفائلا، أغسل وجهي من غبش الليل، أنظر من النافذة على مشهد الشمس وهي تتوارى خلف الحجب، أشعر بطاقة إيجابية غير عادية تلفني، إنه يوم مثالي لإنجاز معاملتي التي انتظرتها منذ زمن، وما زلتُ أنتظر فصل الخطاب من مدير الدائرة، لذلك سأتحرك الآن فـي هذا الجو المشبع بالجمال، والمليء بالطاقة الإيجابية، وسأذهب إلى الوزارة لأتابع ما بدأته قبل سنة، ولسوء الحظ ـ أو ربما لسوء التنسيق ـ ما زالت المعاملة عالقة بين دائرتين لا يفصل بينهما سوى طابق واحد.

طاقتي الإيجابية فـي أقصى درجاتها، أركب السيارة، وأسير بنشوة وهدوء، وصوت «فـيروز» يغرّد بأغنية «عصفور طل من الشبّاك..»، الطريق مزدحم ككل صباحات مسقط، تأتي سيارة من الخلف تتجاوز الجميع من الخط الأصفر، لتتخطى طابور السيارات، مشهد يثير الاستفزاز، ولكن لا بأس الشرطة ستقوم بواجبها، صوت أبواق السيارات تتعالى حين تتأخر الإشارة الضوئية عن التغيير من الأحمر، حادث بسيط أمامي، يقف الشارع، يخرج السائقان ليتبادلا «المعلومات» حول المتسبب بالحادث، يطول طابور السيارات، وتبدأ فوضى خروج المركبات عن خط مسارها، لتتجاوز مكان الحادث، لا أحد يتيح لي فرصة الدخول أمامه، إلى أن تأتي الشرطة، وينتهي المشهد، أواصل القيادة إلى الوزارة المعنية، أصل متأخرا عن موعدي بساعة كاملة، استنفدت فـيها بعض طاقتي الإيجابية فـي الطريق، ولكن ما زلتُ أحتفظ بالكثير منها.

أبحث عن موقف لسيارتي فـي المواقف الخارجية، ألفّ، وأدور عدة مرات إلى أن أجد مكانا أركن فـيه، «أضبّط» العمامة، وأضع اللمسات الأخيرة قبل الدخول على المدير، أصطف فـي طابور آخر أمام البوابة الداخلية للوزارة، يسألني حارس الأمن عن وجهتي، وسبب زيارتي، وهل لدي موعد مسبق؟، أجيبه بـ«نعم»، يرفع سماعة الهاتف، ويتصل بمكتب المدير ليتأكد، لا أحد يرد، يطلب مني حارس الأمن «الانتظار دقيقة»، أمتثل للأمر، تمر الدقائق بطيئة، أكثر من نصف ساعة وأنا أنتظر الرد الحاسم، أخيرا، يأتي الفرج، أتحرك إلى مكتب المدير، يقابلني المنسق، بوجه عبوس، «انتظر..المدير فـي اجتماع»، أنتظر فـي الغرفة المجاورة، أنظر إلى الساعة وهي تمر ببلادة غريبة، وطاقتي الإيجابية تبدأ فـي النزول قليلا، قليلا.

ساعتان، أو أكثر، وأنا أنتظر، أخيرا، انتهى الاجتماع، أذهب إلى المنسق ليأذن لي بالدخول، يخبرني أن هناك مواعيد أخرى سبقتني، وأن عليّ الانتظار، أعود إلى الغرفة، يدخل أحدهم على المدير، ساعة أخرى كاملة وأنا أقاوم الغضب، يخرجون بعدها وهم يبتسمون، موعد الدوام يشارف على الانتهاء، وما زلتُ على دكّة الانتظار، لم يبق غيري فـي المكتب، ذهبتُ إلى المنسق ليأذن لي بالدخول، أخبرني أن «معاليه» اتصل بالمدير، وخرج على عجل، وقد يعود، وقد يتأخر، وقد لا يعود.

«ومعاملتي؟!!» أسأل المنسق، يجيبني: «لما يرجع المدير»، «ومتى يرجع؟»..» لا أعلم، ولكنه سيعود بعد شهرين لأن إجازته تبدأ غدًا»!!..

نفدت الطاقة الإيجابية التي شحنتُ بها نفسي منذ الصباح، وعدتُ مملوءًا بالغضب، وخيبة الأمل، ومشحونا بطاقات من السلبية التي حاولتُ التخلص منها، ولو مؤقتا، وستظل المعاملة فـي درج المدير إلى ما شاء الله ـ، تنتظر «التوقيع»، والإفراج.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

المدير الرياضي لنادي ميلان : لا يوجد أي مفاوضات رسمية مع ميتروفيتش

ماجد محمد

أكد إيجلي تاري المدير الرياضي لنادي ميلان الإيطالي أن النادي لا يعتزم الدخول في أي مفاوضات رسمية مع المهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش.

وأفاد تاري بأن لاعب نادي الهلال خارج اهتمامات الفريق في الفترة الحالية.

وكانت تقارير صحافية كشفت في وقتٍ سابق عن أن اللاعب قد يرحل عن الهلال عقب انتهاء بطولة كأس العالم للأندية، وهو ما تم نفيه من جانب وكالة اللاعب القائمة بإدارة أعماله.

وتأكد غياب ميتروفيتش، رسميًّا عن مواجهة باتشوكا المكسيكي الجمعة المقبلة، في ختام منافسات دور المجموعات من بطولة كأس العالم للأندية 2025.

وتحوم الشكوك حول جاهزية اللاعب الصربي ومشاركته في دور الـ16 حال تأهل الهلال من المجموعة التي تضم ريال مدريد، ريد بول سالزبورج النمساوي، وباتشوكا.

 

مقالات مشابهة

  • شيخ العقل: لضرورة بثّ الروح الإيجابية في مجتمعاتنا لمواجهة التحديات
  • الرئيس التنفيذي لهيئة المناطق الحرة يجتمع مع المدير العام لمكتب الاستثمارات بالمملكة المتحدة
  • المدير الفني لمنتخب اليد: طموحاتي مع مصر بلا حدود
  • المدير الرياضي لنادي ميلان : لا يوجد أي مفاوضات رسمية مع ميتروفيتش
  • السفير الفرنسي زار المدير العام لمرفأ بيروت
  • «الروح الإيجابية» في شرطة دبي يحتفي باليوم العالمي للأب
  • المدير التنفيذي للجهاز الوطني للتنمية يتفقد مشروعات التطوير بجامعة سرت
  • المدير الفني لـ الأهلي: نريد مواجهة أفضل أمام بورتو
  • مصير مجهول لعشرات الغزيين المفقودين في طابور الجياع الطويل
  • المدير الفني الأسبق للنادي : أنا لا أتابع الأهلي الآن