مع كشف المزيد من الإخفاقات التي وقعت بها المنظومة الأمنية للاحتلال، وما أسفر  عن من استقالات متلاحقة لكبار قادتها، والحديث المتزايد مؤخرا عن إقالة وشيكة لرئيس جهاز الأمن العام- الشاباك رونين بار، تتزايد المطالبات الإسرائيلية بضرورة أن يكون خليفته القادم يتمتع بخبرة واسعة في العمل الاستخباراتي، مع التركيز على المجال الفلسطيني والعربي.



أفنير برنياع الباحث بمركز دراسات الأمن القومي بجامعة حيفا، ومسؤول كبير سابق في جهاز الشاباك، أكد أنه "في السابع من أكتوبر 2023، كان من المفترض أن يتم بث مقابلة تلفزيونية مع شاشي إيليا، الرئيس المنتهية ولايته لقسم التكنولوجيا في الشاباك، وهي المقابلة التي تم بثها بعد بضعة أشهر، وزعم فيها أن الجهاز يرصد كل حركة في غزة، وأنه واثق من أن سيطرته الاستخباراتية هناك تقترب من الكمال".


وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" قائلا: "نعلم ما حدث ذلك اليوم، ليتضح أن الشاباك اعتمد على الأنظمة التكنولوجية على حساب العمل الاستخباراتي الكلاسيكي، مع أن القاعدة الأولى في عمله هو التشكّك، ولعل ما حصل من إخفاق الشاباك المريع أمام هجوم حماس، يشرح لماذا يجب أن يكون رئيسه القادم يتمتع بخبرة واسعة في العمل الاستخباراتي، مع التركيز على المجال الفلسطيني، وليس جنرالاً خاض معارك فقط، بهدف إجراء إصلاح شامل للجهاز، وإعادة القدرات التي فقدها".

وأشار إلى أن "قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باستبدال أو إقالة رئيس الشاباك، يقترب تنفيذه، لأنه لن يستقيل من تلقاء نفسه، رغم تحمّله المسؤولية عن خطأ السابع من أكتوبر فور اندلاع الحرب، وبحسب التسريبات المتفرقة، فإنه يخشى تعيين شخص غير مناسب لهذا المنصب كبديل له، بزعم أنه يحمي الجهاز ظاهريًا من خطوة قد تضرّ به".

وأكد برنياع أن "الشائع بين الإسرائيليين تحميل المسؤولية، وإن لم تكن حصرية، لرئيس الشاباك لفشله بالتحذير من هجوم حماس، لكن ظهرت حقائق جديدة تضخّم الفشل بسبب الافتقار إلى المعلومات الاستخباراتية النوعية حول حماس وقدراتها ونواياها".

ولفت إلى أن "حماس في الوقت نفسه عملت على تعزيز خططها لشنّ هجوم واسع النطاق على مستوطنات الغلاف وما وراءها، وتبيّن أن جهاز الشاباك لم يخطئ بفهم الإشارات التي تشير لليلة الهجوم فحسب، وبالتالي لم يحذر بشكل خاص من هجوم مفاجئ، بل لم يكن يعرف خطط الحركة ليوم الهجوم من الأساس".


وأوضح برنياع أن "السنوات الأخيرة شهدت عملاً لجهاز الشاباك بدون تفكير استراتيجي عميق، وتجاهلٍ لآراء العديد من كبار مسؤوليها، حين أعطى الأولوية القصوى للاستخبارات التكنولوجية، وأصبحت من اختصاص كل شيء، وأصبح الذكاء البشري بمرتبة ثانوية من حيث الأولوية، وأدّى الاعتماد غير المتناسب على التكنولوجيا لمنح الجهاز وكبار مسؤوليه ثقة مفرطة بأن حماس غير قادرة على المفاجأة".

وختم بالقول إن "انهيار المفهوم الراسخ لدى الشاباك المتمثل بأن حماس مردوعة، تبين لاحقا أنه تقييم لا أساس له من الصحة، ومتغطرس، وبعيد كل البعد عن نتاج العمل الاستخباراتي".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الشاباك هجوم حماس الفشل فشل الشاباك دولة الاحتلال هجوم حماس صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

اعتراف إسرائيلي بارتكاب جرائم حرب في غزة.. الجنود يُقتلون عبثا

أقر كاتب إسرائيلي بارتكاب الجيش جرائم حرب في قطاع غزة بعد مرور أكثر من عام ونصف من العدوان الدموي، مشيرا إلى أنه بين الحين والآخر تخرج إحصائيات شبه رسمية تعترف بذلك.

وقال رئيس تحرير صحيفة "معاريف" العبرية السابق عيدو دزينشيك، إن "الحكومة الإسرائيلية تنسف في كل مرة محادثات وقف إطلاق النار وعقد صفقة لتبادل الأسرى، لأنها لا تريد اتفاقا، ولا تريد انتهاء الحرب".

وأضاف دزينشيك في مقال ترجمته "عربي21" أنه "منذ استئناف الحرب في آذار/ مارس الماضي، تبدو معظم هجمات الجيش الإسرائيلي، وخاصة الجوية، كأنها جرائم حرب"، موضحا أن "طائرة مقاتلة محملة بقنابل ثقيلة تهبط على مخيم للاجئين، بزعم ضرب أحد أفراد حماس، وفي طريقها تقتل عشرات النساء والأطفال".

وذكر أن "هذا التصعيد الدموي تشجعه القيادة السياسية، ويتجاهله الجنرالات، أو يدعمونه علنا"، معتبرا أن الضغط العسكري لا يؤدي إلى "مرونة" حماس، وعندما تعلن حكومة نتنياهو أن القضاء على الحركة أكثر إلحاحا من إعادة الأسرى، فإنها تحكم عليهم بالإعدام.

وتساءل: "كم من سكان غزة يجب أن يموتوا جوعًا لإطلاق سراح رهينة واحد، وهل هناك أي أمل في أن يكون لهذا الضغط تأثير، مع أن حماس قد تقدم على قتل الأسرى، أو موتهم جوعًا مع اقتراب المجاعة بين الفلسطينيين في غزة، بعد مقتل ثلاثة أسرى أحياء (..)".



ولفت إلى أنه "يصعب الإشارة لأي فعل واحد من الحكومة يستحق تقييما إيجابيا"، منوها إلى أن "الإسرائيليين يذهبون حاليا إلى بلدان أخرى، وخاصة الأكاديميين والأطباء ورواد الأعمال بمجال التكنولوجيا الفائقة، ولن يعودوا في الوقت الحالي".

وأكد أن "التهديدات بتنفيذ عملية عسكرية واسعة في غزة، تتناقض مع ما قام به الجيش طوال عام ونصف، لأنه فعل كل شيء في جميع أنحاء القطاع، وقريبا سيمضي عامين على اندلاع الحرب (..)".

وتوقع أن يؤدي استمرار الحرب إلى مقتل المزيد من الجنود الإسرائيليين، وربما يصل العدد إلى العشرات أو المئات، مضيفا أنه "لا يوجد سبب للاعتقاد أن الدخول القادم لجباليا سيكون أكثر نجاحا من المرات السابقة".

ودعا الكاتب الإسرائيلي إلى تصعيد الاحتجاجات الداخلية ضد استمرار الحرب، مؤكدا أنه "بمقارنة الاحتجاجات الأمريكية إبان حرب فيتنام، ستظهر مظاهرات تل أبيب أسبه بألعاب أطفال"، مبينا أن "ولايات ألاباما لوس أنجلوس وجامعة كولومبيا والمؤتمر الديمقراطي شهدت احتجاجات عارمة تخللها إحراق الناس لأنفسهم".

وتابع: "يكتفي الإسرائيليون برفع الأعلام والكراسي وتقديم العروض وإلقاء الخطب، وتُحتقر عائلات الأسرى في الكنيست، وتُطرد من قاعته، وهذا كل شيء، مع أن استمرار الحرب يستدعي اندلاع انتفاضة شعبية وتمرد جماهيري".

مقالات مشابهة

  • إحباط وغضب بين مستوطني غلاف غزة بسبب إهمال حكومة وجيش الاحتلال لهم
  • أسواق النفط تشتعل.. قفزة بأسعار البرميل بعد تقارير عن هجوم إسرائيلي نووي على إيران
  • تحذير عالمي من هجوم سيبراني يهدد مليارات أجهزة آبل حول العالم
  • “محمد بن راشد للابتكار الحكومي” يرصد نماذج عالمية لاستخدامات التكنولوجيا في العمل الحكومي
  • خبير إسرائيلي: الاغتيالات لن تفكك حماس بل ستقسم قوتها فقط
  • محمد بن راشد للابتكار الحكومي يرصد نماذج عالمية لاستخدامات التكنولوجيا في العمل الحكومي
  • ‏نتنياهو: حماس لن تستطيع الوصول للمساعدات التي تدخل قطاع غزة
  • تحذير إسرائيلي لسكان خانيونس: إخلاء فوري قبل "هجوم غير مسبوق"
  • اعتراف إسرائيلي بارتكاب جرائم حرب في غزة.. الجنود يُقتلون عبثا
  • سقوط 50 شهيدا في غزة غداة إعلان جيش إسرائيل بدء هجوم بري واسع على القطاع