أبوظبي (الاتحاد)
وقّع مكتب أبوظبي للاستثمار اتفاقية مع مجموعة الاتصالات الإيطالية «تيم - TIM» الرائدة في مجال الاتصالات والتقنيات، بهدف دعم خطط الشركة لتأسيس مقر إقليمي لها في أبوظبي.
تأتي الاتفاقية - التي تم توقعيها خلال «زيارة دولة» التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لإيطاليا مؤخرا - في إطار توجه الشركة الإيطالية لتعزيز حضورها الدولي، وبما يدعم جهود مكتب أبوظبي للاستثمار لتكريس مكانة الإمارة مركزا عالميا رائدا في الاتصالات الرقمية المتقدمة وتقنيات المستقبل.


وقام كل من راشد عبد الكريم البلوشي، وكيل دائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي، ممثلًا عن مكتب أبوظبي للاستثمار، وبييترو لابريولا الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الإيطالية (تيم) بتبادل الاتفاقية خلال «منتدى الأعمال الإيطالي الإماراتي» في روما. 
وسيساهم المقر الإقليمي لمجموعة (تيم) في أبوظبي في نشر خبراتها في مجال الاتصالات الآمنة وتطبيقات إنترنت الأشياء بما يدعم جهود الإمارة في تعزيز الإنتاجية الصناعية والبنية التحتية الرقمية. 
وفي إطار الاتفاقية، تبحث الشركة فرص تطوير الحلول المتقدمة في مجال التقنيات السيبرانية والاتصالات المتقدمة لتعزيز أمان وكفاءة الشبكات العامة والخاصة، إضافة إلى توظيف تقنيات الاتصالات والانترنت المتقدمة لدعم طرح مشاريع شبكات الجيل الخامس والسادس بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين. 
وتتضمن الاتفاقية قيام مجموعة (تيم) بتأسيس مركز للتميز في أبوظبي، والمتخصص بتقنيات إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي. 
وسيعمل المركز على تعزيز الابتكار في عدد من المجالات، بما في ذلك، المدن والمنازل الذكية، وأنظمة الطاقة الذكية. وستبحث الشركة الإيطالية إمكانية تطوير منشأة لتقديم خدمات الحوسبة المتقدمة، بما يعزز قدرات معالجة البيانات بشكل أسرع وأكثر كفاءة وبما يدعم تطبيقات إنترنت الأشياء والمنصات الترفيهية الرقمية المعتمدة على الحلول التقنية المتقدمة. وسيعمل المقر الرئيسي للشركة في أبوظبي منصة استراتيجية للإشراف على عمليات الشركة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند. 
تهدف مجموعة (تيم) من خلال هذه المبادرة إلى الاضطلاع بدور محوري في تعزيز المنظومة الرقمية لإمارة أبوظبي، وذلك عبر التعاون مع الجامعات والمستثمرين وشركات التكنولوجيا لدعم جهود البحث والتطوير، وتحفيز الابتكار والملكية الفكرية، وتطوير المواهب في القطاعات الاقتصادية الاستراتيجية.
تأتي الاتفاقية ضمن جهود مكتب أبوظبي للاستثمار الأوسع لتطوير شراكات هادفة مع الشركات العالمية الرئيسية، مما يدعم تحقيق أهداف الإمارة في مجال التكنولوجيا المتقدمة ويدفع جهود النمو الاقتصادي المستدام.
وقال بدر سليم سلطان العلماء، مدير عام مكتب أبوظبي للاستثمار: يهدف تعاوننا مع مجموعة الاتصالات الإيطالية (تيم) إلى تعزيز التطبيقات التكنولوجيا المتقدمة بما يدعم جهودنا لتطوير الصناعات المستقبلية والقطاعات الاستراتيجية، وبناء منظومات مبتكرة للأعمال بما يسهم في تحقيق مستهدفات الإمارة بدفع النمو والتنويع الاقتصادي، ويعزز مكانتها وجهة عالمية رائدة للاستثمار والابتكار.
من جهته، قال بييترو لابريولا، الرئيس التنفيذي لمجموعة (تيم) إن أبوظبي تمتلك أسرع شبكة إنترنت على مستوى العالم، وبفضل موقعها الاستراتيجي وبنيتها التحتية المتقدمة والتزامها بالابتكار، تعتبر الإمارة وجهة مثالية لتنفيذ خططنا التوسعية الطموحة في المنطقة والتعاون مع شركائنا بتطوير مشاريع تنموية رائدة وسنتمكن من خلال تعاوننا مع مكتب أبوظبي للاستثمار من تقديم حلول رقمية وخدمات اتصالات متقدمة بما يوفر فرصاً واعد للشركات والجهات الحكومية على حد سواء.

أخبار ذات صلة شراكة بين «أبوظبي للاستثمار» وهيئة الترويج الإيطالية لتعزيز التجارة الثنائية شراكة بين «أبوظبي للاستثمار» ومفوضية بلدية شنغهاي التجارية

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مكتب أبوظبي للاستثمار مکتب أبوظبی للاستثمار فی أبوظبی بما یدعم فی مجال

إقرأ أيضاً:

كيف تغير التكنولوجيا استراتيجيات الحرب وأدواتها؟

يدلل هجوم المسيرات الأوكراني الأخير على المطارات الروسية على التحولات الجذرية التي تدخلها التكنولوجيا المتقدمة على الحرب واستراتيجياتها وأدواتها.

فبعملية استخباراتية جريئة، أدخل الأوكرانيون في شاحنات نقل عديد المسيرات إلى الأراضي الروسية، وتجاوزوا بذلك خطوط الدفاع الجوي التي عادة ما تعمل لرصد وإسقاط الأجسام المعادية على الحدود وعلى مسافات بعيدة عن المواقع الحيوية، ثم أطلقوها ومن مسافات قريبة بحمولتها المتفجرة لمهاجمة المقاتلات والقاذفات الروسية الرابضة في المطارات فدمروا وأعطبوا 40 وأظهروا قدرتهم على نقل العمليات العسكرية إلى العمق الروسي.

وبينما تقترب الخسائر المادية لروسيا، وفقا للتقديرات الأولية، وبسبب التكلفة الباهظة للمقاتلات والقاذفات من 7 مليارات دولار أمريكي، لم يتحمل الطرف الأوكراني الكثير نظرا للكلفة المحدودة للمسيرات والتي باتت تستخدم على نحو يومي في الحرب بين البلدين.

بذلك تكون التكنولوجيا المتقدمة، والتي تطورت معها المسيرات كسلاح جوي فعال وفتاك، قد قدمت للبلد الأصغر والأضعف عسكريا في الحرب الروسية-الأوكرانية الفرصة لتجاوز اختلال موازين القوة وتوظيف أداة رخيصة الثمن لتدمير أسلحة باهظة الكلفة وتغيير معادلة العمق الروسي الذي لا يمس في مقابل الأراضي الأوكرانية المستباحة. فقد مكنت التكنولوجيا، ومعها بالقطع الكفاءة الاستخباراتية، أوكرانيا من توجيه ضربة مؤلمة لروسيا في مطاراتها الواقعة في العمق السيبيري.
تغير التكنولوجيا المتقدمة من معادلات استراتيجية أخرى وتعيد ترتيب أهمية الأدوات العسكرية المستخدمة في الحروب بين البلدان
وبالمثل، تغير التكنولوجيا المتقدمة من معادلات استراتيجية أخرى وتعيد ترتيب أهمية الأدوات العسكرية المستخدمة في الحروب بين البلدان وتزيد في جميع الأحوال من قدراتها التدميرية. ليست تكنولوجيا الحرب في القرن الحادي والعشرين تكنولوجيا أقل دموية من سابقاتها، بل على العكس فهي تنشر الدماء والدمار على نحو أوسع نظرا للكلفة المحدودة لأدوات كالمسيرات التي يستخدمها الأوكرانيون في أوروبا ودول كإسرائيل وإيران في الشرق الأوسط وحركات اللادولة كالحوثيين وتسمح للأطراف الأضعف في معادلات القوة من تجاوز اختلال القدرات العسكرية بتوجيه ضربات من نوعية هجوم المسيرات الأوكراني أو من نوعية المسيرات والصواريخ التي يطلقها الحوثيون.

ولا يقل عن هذا الأمر خطورة ما ترتبه استخدامات الذكاء الاصطناعي فيما خص الحروب والصراعات العسكرية. فقد تطورت قدرات كرصد وتحديد مواقع ومهاجمة العناصر البشرية والمقومات المادية للدول وحركات اللادولة، على النحو الذي أظهرته ضربات إسرائيل المتتالية ضد إيران وحركة حماس وحزب الله اللبناني وجماعة الحوثي في اليمن. هنا أيضا لا يرادف التقدم التكنولوجي التراجع في خرائط الدماء والدمار الناجمة عن الحروب، بل يعني في التحليل الأخير وبسبب القوة المفرطة المزيد من القتل والتشريد.

فالقوة المفرطة التي تمكن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الدول من الاستحواذ عليها تغري بالتوسع في الحروب والصراعات العسكرية وإطالة أمدها (على النحو الذي آلت إليه الأمور بين روسيا وأوكرانيا وتتواصل به الحرب في غزة) وتغري أيضا بالتوسع في استهداف العناصر البشرية والمقومات المادية لدى الأطراف المعادية (على النحو الذي تمارسه روسيا يوميا بتدمير البنى التحتية الأوكرانية وتستخدمه إسرائيل ضد حماس وحزب الله).

وما بين تغيير التكنولوجيا المتقدمة لاستراتيجيات الحروب وأدواتها، بعد أن صارت المسيرات التي لا تكلف سوى آلاف الدولارات قادة على تدمير مقاتلات وقاذفات بمليارات الدولارات (الهجوم الأوكراني الأخير) وبين القوة المفرطة التي تمكن استخدامات الذكاء الاصطناعي الدول من الاستحواذ عليها ومن توظيفها في سياق عمليات استخباراتية مدبرة (عملية الباجر التي نفذتها إسرائيل ضد عناصر حرب الله) تتصاعد عالميا سباقات تسلح محمومة ولهاث محموم أكثر خلف أسلحة الدمار الشامل دون خطوط حمراء.

وحتما ستتمثل نتائج تلك التطورات الخطيرة في اتساع نطاقات الحروب والصراعات العسكرية وارتفاع مناسيب الدماء والدمار، وفي إبعاد دول هي في أمس الحاجة إلى تخصيص إمكاناتها للعمل التنموي والأمن الإنساني ولجهود التكيف البيئي وللطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر عن كل ذلك والزج بها إلى أتون سباقات التسلح وجنون أسلحة الدمار الشامل.

وإذا كان القليل من بين دول عالم اليوم لا يعاني من محدودية الإمكانات المادية ويستحوذ على ما يكفيه لإطلاق جهود التنمية المستدامة وتطوير تسليح جيوشه (دول الخليج خاصة السعودية والإمارات نموذجا) فإنه كان من الأجدر بالدول هذه والأفضل لها أن تبتعد عن سباقات التسلح وأن توجه الموارد الموظفة لشراء الأسلحة إلى مساعدات تنموية لجوارها المباشر والإقليمي (وهو فيما خص السعودية والإمارات دول شبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط وشمال إفريقيا غير المصدرة للنفط أو الغاز الطبيعي).

ليست الأزمة الحادة التي تتعرض لها منظومة العلاقات الدولية في 2025 وحسب من صناعة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولا من نتاج التعريفات الجمركية التي يفرضها على الشركاء والمنافسين على حد سواء، بل هي أيضا ترتبها التغيرات المتسارعة التي تأتي بها التكنولوجيا المتقدمة إلى ساحات الحروب والصراعات العسكرية وتزيد من حدتها الأبواب التي صارت مشرعة لجحيم سباقات التسلح والقوة المفرطة وأسلحة الدمار الشامل.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • توقيع اتفاقية لتأسيس مشروع لبناء وصيانة السفن في مسندم باستثمار يتجاوز 5.7 مليون ريال
  • مكتب أسمهان للمحاماة يوقّع اتفاقية شراكة مع جمعية الأشخاص ذوي الإعاقة بظفار
  • كيف تغير التكنولوجيا استراتيجيات الحرب وأدواتها؟
  • شرطة دبي تحتفي بذكرى التأسيس من مقرها الأول
  • ذياب بن محمد بن زايد يشهد توقيع اتفاقية بين ألعاب الماسترز أبوظبي 2026 و«أدنوك»
  • ذياب بن محمد بن زايد يشهد توقيع اتفاقية بين ألعاب الماسترز أبوظبي 2026 و«أدنوك»
  • الهلال الأحمر يوقع اتفاقية لتوريد أضاحي العيد في محافظة حضرموت
  • الهلال الأحمر الإماراتي يوقع اتفاقية لتوريد أضاحي العيد في محافظة حضرموت
  • الشارقة تبدأ تطبيق قانون تنظيم السلطة القضائية
  • الشارقة.. مباشرة تنفيذ قانون السلطة القضائية اليوم الأحد