لجريدة عمان:
2025-06-13@00:42:09 GMT

«قوة الوعي» .. من معرفة الذات إلى تحقيق النجاح!

تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT

«قوة الوعي» .. من معرفة الذات إلى تحقيق النجاح!

لم يكن سالم يتوقع أن رحلة اكتشاف الذات ستغير مسار حياته بالكامل. بعد سنوات من الشعور بالضياع، وجد نفسه عالقًا في دوامة من العمل غير المرضي، والعلاقات المرهقة، واتخاذ القرارات العشوائية. لم يكن يدرك أن غياب وعيه الذاتي هو السبب الرئيس وراء إحساسه بعدم الإنجاز والاستنزاف المستمر.

في إحدى حلقات العمل حول الوعي الذاتي، سمع سالم لأول مرة عن أهمية معرفة الذات وكيف يؤثر ذلك على تحقيق النجاح الشخصي والمهني.

بدأ يدرك الفرق بين الوعي الداخلي، الذي يخص إدراكه لأفكاره ومشاعره، والوعي الخارجي، المتعلق بكيفية رؤية الآخرين له. من خلال هذه الفكرة، بدأ رحلته في تحليل نقاط قوته وضعفه، ليكتشف أن كثيرًا من إخفاقاته لم تكن بسبب الظروف المحيطة، بل بسبب افتقاده لفهم نفسه.

أوضح المختصون أن الوعي الذاتي يساعد الأفراد على بناء ثقة أكبر بالنفس، وتحسين الذكاء العاطفي، واتخاذ قرارات أكثر وعيًا تتماشى مع أهدافهم وقيمهم، كما يسهم في تطوير مهارات حل المشكلات وإدارة التوتر بشكل أكثر فاعلية.

على المستوى المهني، يمكن للوعي الذاتي أن يكون عاملًا حاسمًا في تحسين الأداء الوظيفي؛ فمن خلال فهم نقاط القوة، يمكن للفرد تعزيزها واستثمارها، بينما يساعد إدراك نقاط الضعف على معالجتها أو تطوير مهارات تعويضية. كما يُعزز الوعي الذاتي القيادة الفعالة، حيث يتمكن القادة من اتخاذ قرارات أكثر حكمة وإلهاما لفرق العمل.

تشير الدراسات إلى أن عدم الوعي بالذات قد يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية، حيث يجد الشخص نفسه يتصرف بردود فعل تلقائية بدلاً من اتخاذ قرارات مدروسة، هذا ما حدث مع ليلى، التي كانت تشعر بعدم التقدير في وظيفتها وتعتقد أن السبب هو زملاؤها ومديرها. ولكن بعد جلسات التأمل والتفكير، أدركت أن المشكلة لم تكن في الآخرين، بل في عدم وضوح ما تريده وما تستحقه. هذا الإدراك ساعدها على تحسين مواصلة العمل، ووضع حدود واضحة، مما رفع مستوى رضاها الوظيفي بشكل كبير.

عندما يتبنى الأفراد الوعي الذاتي، ينعكس ذلك على المجتمع ككل، مما يؤدي إلى بناء وعي جمعي أكثر نضجًا. فالوعي الجمعي يدفع نحو ثقافة المسؤولية والمبادرة، مما يعزز الابتكار، ويرتقي بمستويات الأخلاق والشفافية في التعاملات الاجتماعية والمهنية.

على مستوى الاقتصاد، يشكل الوعي الذاتي والجمعي قوة دافعة لتحسين الإنتاجية، وتقليل الهدر، وتعزيز الابتكار في بيئات العمل؛ فالموظفون الواعون بأنفسهم يعملون بكفاءة أعلى، مما يؤدي إلى اقتصاد أكثر استقرارًا واستدامة.

نهاية الرحلة، بداية جديدة!

بالنسبة لسالم، لم تكن رحلة الوعي الذاتي سهلة، لكنها كانت نقطة تحول، بدأ باتخاذ قرارات أكثر وضوحًا، غيّر مساره المهني إلى مجال أكثر توافقًا مع شغفه، وتحسن مستوى علاقاته الاجتماعية. أما ليلى، فقد وجدت التوازن الذي كانت تبحث عنه، وأصبحت أكثر قدرة على التعامل مع تحديات العمل بثقة ووعي.

إن الوعي الذاتي ليس مجرد مهارة، بل هو أسلوب حياة، كل خطوة نحو معرفة الذات هي خطوة نحو مستقبل أكثر إشراقًا، ليس فقط للفرد، بل للمجتمع بأكمله.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الوعی الذاتی

إقرأ أيضاً:

ولاية الإمام علي عليه السلام في الوعي اليمني.. المفهوم والموقف

يمانيون|تقرير

تتجدد في اليمن ملامح الارتباط العميق ببلاغ الغدير، اللحظة التي أعلن فيها النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أمام عشرات الآلاف: “من كنت مولاه فهذا علي مولاه”، مرسّخًا بذلك اكتمال الرسالة وتثبيت خط القيادة، وباعثا في الأمة مشروعا للهداية قائما على الوعي والتكليف.

شكلت هذه اللحظة انعطافة محورية في التاريخ الإسلامي، فلم تكن إعلانا شخصيا، بل تأسيسا لنهج يمتد عبر الزمن، تتكامل فيه الرسالة بالقيادة، والإيمان بالموقف، والنبوة بالولاية.

الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي أعاد لهذا البلاغ روحه الفاعلة، ورأى فيه أساس كل انحراف لاحق في تاريخ الأمة، مؤكداً أن تجاوز نص الغدير كان أصل الانهيار السياسي والروحي، وبداية الافتراق عن مسار الهداية.

ومن هذا الفهم نشأ مشروع المسيرة القرآنية، واضعا الولاية في صلب أدبياته، بوصفها بوصلة للموقف، ونظاما للقيادة، ومفتاحا لتشخيص التحديات وصياغة الرد، على أساس الاقتداء بالإمام علي علما وعدلاً وبصيرة وشجاعة.

قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي مضى على ذات النهج، مجسدا الولاية كمسؤولية واصطفاء، ومؤكداً أن الأمة حين تتولى علياً، فإنها تتولى قيم الكرامة، وتبني مشروعا سياسيا مستقلاً لا تديره السفارات، ولا تموله الصناديق السوداء.

في اليمن، تحولت الولاية من مفهوم إلى ممارسة، ومن شعار إلى قرار، فحين قررت القيادة تجسيد الولاية كموقف، تشكلت معادلة جديدة: القرار ينبع من الميدان، والسيادة تبنى على أساس العقيدة، والمواجهة تنطلق من وعي قرآني لا من مساومات سياسية.

على مدى عشر سنوات من العدوان، صاغت صنعاء معادلة الردع من منبر الولاية، ووقفت حكومة صنعاء بثقل الدولة، لا بردود الأفعال، بل بإدارة ممسكة بالأرض، تعيد ترتيب القرار من تحت الركام، وتستند في صلابتها إلى روح الغدير.

ومن مشروع ثقافي انطلق من مكان محدود، إلى ثورة شعبية، إلى جبهات مشتعلة، إلى مواقف سيادية في السياسة الدولية، اتخذت المسيرة خطا تصاعديا لم يكن طموح سلطة، بل استحقاق مسؤولية.

في هذا السياق، أعاد الفكر اليمني الحديث تعريف الأعداء والحلفاء، فرسمت أمريكا كأصل الهيمنة، وإسرائيل كعدو دائم، وسقطت من الخطاب كل معايير التبعية والتطبيع.

تحيي الجماهير اليمنية ذكرى الغدير سنويا لا لمجرد إحياء مناسبة، بل لإعادة بناء الذاكرة الجماعية على أساس مشروع الهداية، حيث تتحول الشعارات إلى موقف، والفعاليات إلى تجديد للوعي.

أحداث العقدين الأخيرين في اليمن عكست هذا التحول، فحين تبنت القيادة نهج الولاية، اتسعت الخريطة من المنابر إلى الجبهات، ومن الخطب إلى الطائرات المسيرة، ومن الغدير إلى معادلات الردع في وجه العدوان.

انبنى هذا المسار على فهم قرآني لا يفصل الإيمان عن القوة، ولا يعزل القيادة عن الميدان، فبرزت اليمن كقوة فاعلة تدير قرارها من منبر الوعد الإلهي، وتصوغ حضورها من عمق المواجهة.

كل مرحلة من مراحل المسيرة جسدت حضور الولاية: من إسقاط الوصاية، إلى بناء مؤسسات الدولة، إلى التصنيع العسكري، إلى رسم السياسة الخارجية، في سلسلة متكاملة لا تقودها الشعارات بل المواقف.

تحولت الولاية إلى مدرسة قيادية متكاملة، قدمت نماذج متقدمة في الحزم، والصرامة، والموقف السيادي، وأثبتت أن القيادة لا تُستورد، بل تُصنع من وضوح الهدف وصدق الانتماء.

وتجلى هذا الحضور في الموقف من القضية الفلسطينية، حيث تقدمت صنعاء بالدعم الميداني، والخطاب السياسي، والمشاركة العسكرية في خط الدفاع عن فلسطين، مؤكدة أن الولاية لا تعرف الحياد في معركة الحق.

وبهذا التموضع، أُعيد تعريف التحالفات، وأُسقطت معايير التفاوض العبثي، فتقدم من تولّى الله ورسوله وأعلام الهدى، وتأخر من سلك درب المساومة والخضوع.

وامتد أثر الولاية إلى الجانب الاقتصادي، عبر مشاريع زراعية وصناعية ذات طابع سيادي، تقوم على الاكتفاء والتحرر من الارتهان، وبناء منظومة إنتاج متصلة بالناس وحاجاتهم.

الساحل والبحر والدفاع الجوي كانت ساحات تجلت فيها الولاية كقرار سيادي، يتجاوز حدود المنابر إلى خرائط النار والتوازنات العسكرية.

وفي كل عام، تعود ذكرى الولاية كيوم لتثبيت الهوية، وتجديد الوعي، وتأكيد الانتماء، مناسبة استراتيجية تعيد صياغة موقع اليمن في الأمة.

شعب آمن بالولاية بهذا العمق، لا يتراجع، بل يصنع من جراحه مداميك، ومن صبره قوة، ومن موقفه معادلة تُغير وجه المنطقة.

فليست الولاية في الوعي اليمني عبارة عن خطاب، بل هي نظام قيم، ومشروع قرار، ورؤية سيادية بها بنيت التحالفات، وسقطت مشاريع التبعية.

هذا الشعب، يرى في الغدير بوابة نصر، وفي الولاية طريق سيادة، وفي المشروع القرآني خلاص أمة، ومن تحت رايتها، يعاد رسم مستقبل المنطقة.

مقالات مشابهة

  • المغرب يعفي مواطني غانا من التأشيرة بعد إعلان أكرا دعم الحكم الذاتي بالصحراء
  • مستشار عقاري يوضح كيفية معرفة القيمة السوقية للعقار قبل شرائه.. فيديو
  • ولاية الإمام علي عليه السلام في الوعي اليمني.. المفهوم والموقف
  • الولاية في الوعي اليمني.. المفهوم والموقف
  • توقعات الأبراج حظك اليوم برج الأسد: فرصة ذهبية تحقق لك النجاح في عملك
  • تجمع فيه بين أكثر من حرفة.. مشروع “تصنيع دمى مشابهة” لشابة من السويداء
  • في تحول سياسي كبير..حزب "أم كاي" الجنوب إفريقي يدعم مبادرة الحكم الذاتي للمغرب
  • أسئلة حارقة حول تشكيل القطيع الوطني و تحقيق الإكتفاء الذاتي من اللحوم تحاصر وزير الفلاحة في البرلمان
  • توفير أكثر من 10 آلاف استراحة لعمال خدمات التوصيل على مستوى الدولة خلال حظر العمل وقت الظهيرة
  • بدء صرف «حساب المواطن» لشهر يونيو مع الدعم الإضافي