وبدأت نبرة التخاطب ترتفع بين ترامب وزيلينسكي منذ أسابيع، لا سيما مع وصف الرئيس الأميركي لنظيره الأوكراني بأنه "دكتاتور"، قبل أن يقلّل من شأن تعليقه دون أن يتراجع عنه.

وبدأت هذه العلاقة بالتوتر بعد المكالمة الهاتفية في 12 فبراير/شباط بين الرئيس الأميركي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي لا يخفي ترامب إعجابه به.

ويخشى زيلينسكي كما حلفاؤه الأوروبيون، دفع ثمن التقارب المتسارع بين واشنطن وموسكو، إذ يسعى بشدّة للحصول على ضمانات أمنية في حال وقف الأعمال العدائية، وهو ما ترفض الولايات المتحدة منحه إياه حتى الآن.

وتزايدت هذه المخاوف بشكل خاص بعد الاجتماع الذي عُقد في الرياض بين وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا في الرياض، في لقاء غير مسبوق منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية قبل 3 أعوام. وكان اللقاء إشارة بدء مباحثات لإنهاء الحرب من دون دعوة كييف أو الأوروبيين.

ويتملّك إدارة ترامب شعور بأنّ أوكرانيا ليست "ممتنّة" للولايات المتحدة التي قدّمت لها مساعدات عسكرية ضخمة في مواجهة روسيا، في عهد الرئيس السابق الديمقراطي جو بايدن.

 وجاء اللوم الذي أطلقه جاي دي فانس نائب الرئيس الأميركي بهذا الشأن خلال لقاء أمس ليُشعل فتيل النقاش المحتدم أمام وسائل الإعلام.

وبعد خروج الصحفيين من المكتب البيضوي، أكد ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" أنّ الرئيس الأوكراني يمكنه أن يعود "عندما يكون مستعدا للسلام"، كما دعا وزير الخارجية ماركو روبيو زيلينسكي إلى "الاعتذار".

وأكد براين فينوكين من مجموعة الأزمات الدولية، أنّ "أداء الرئيس ونائب الرئيس في المكتب البيضاوي غير مسبوق، لكنّه ليس مفاجئا تماما بالنظر إلى مواقف الرئيس ترامب المعروفة بشأن الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا والسردية التي روّج لها للحرب الروسية على أوكرانيا".

ويرفض الرئيس الأميركي تحميل موسكو مسؤولية هذا النزاع.

 

استنفار أوروبي

 

بدوره، رأى المحلّل السياسي الأوكراني فولوديمير فيسنكو، مدير مركز بينتا للأبحاث، أنّ "الطريقة التي مارس من خلالها الأميركيون ضغوطا علينا، والمصطلحات التي استخدموها للتحدّث عن زيلينسكي وأوكرانيا قبل أسبوع، وموقفهم من المفاوضات، وتقييمهم للحرب الروسية-الأوكرانية… كلّ ما تقدّم يظهر أنّ هذا الانقسام وهذا الانفجار، كان سيحصل عاجلا أم آجلا".

 بدوره، قال فينوكين إنّ "ما سيحدث لاحقا غير واضح"، متحدثا عن مؤشرات من الإدارة الأميركية بأنّها "قد تخفض شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا التي لا تزال قيد الإعداد"، بعدما وافقت عليها إدارة بايدن.

وفي مقابلة على شبكة "فوكس نيوز"، أقر زيلينسكي بأنّه سيكون "من الصعب" بالنسبة إلى أوكرانيا مواجهة روسيا من دون مساعدة أميركية، مؤكدا أن علاقته بترامب يمكن "بالطبع" إصلاحها.

وسارع حلفاء كييف الأوروبيون للوقوف صفّا واحدا وراء زيلينسكي. وأكد المستشار الألماني أولاف شولتس أنّه "يمكن لأوكرانيا الاعتماد على ألمانيا وأوروبا"، بينما دعت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجا ميلوني إلى عقد قمة "بدون تأخير" بين واشنطن وأوروبا وحلفائهما بشأن كييف.

وتعهدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس بالوقوف إلى جانب أوكرانيا، مشكّكة بزعامة الولايات المتحدة للعالم الغربي.

وكتبت كالاس على مواقع التواصل الاجتماعي "اليوم، أصبح واضحا أن العالم الحر يحتاج إلى زعيم جديد. الأمر يعود لنا نحن الأوروبيين لقبول هذا التحدي"، مضيفة "أوكرانيا هي أوروبا! نحن نقف إلى جانب أوكرانيا".

أمّا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فشدّد على وجود "معتدٍ هو روسيا وشعب معتدى عليه هو أوكرانيا". وأكد أنه "إذا كان هناك من يلعب على وتر حرب عالمية ثالثة، فهو فلاديمير بوتين" وليس زيلينسكي، خلافا لما اتهم به ترامب الرئيس الأوكراني خلال اللقاء.

ومن المقرّر أن يجتمع زعماء أوروبيون في لندن اليوم الأحد بدعوة من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الذي التقى ترامب في واشنطن الخميس، بعد أيام من زيارة مماثلة قام بها الرئيس الفرنسي إلى العاصمة الأميركية.

كذلك، دعا رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا إلى قمة أوروبية مخصّصة لأوكرانيا في السادس من مارس/آذار الحالي.

وكالات

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الرئیس الأمیرکی

إقرأ أيضاً:

روسيا تشن إحدى كبريات الهجمات على كييف وزيلينسكي يطلب تحركا غربيا

تعرّضت كييف لواحدة من كبريات الهجمات الجوية الروسية منذ بداية الحرب، وفقا لما أعلنه مسؤولون أوكرانيون، في حين قالت موسكو إنها استهدفت مواقع عسكرية أوكرانية بأسلحة عالية الدقة.

وأعلنت السلطات الأوكرانية مقتل 3 أشخاص في العاصمة وأوديسا جنوبي البلاد جراء الغارات التي وقعت ليل الاثنين وفجر الثلاثاء، وقالت إن القصف شمل وحدة طبية للولادة في أوديسا.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "شهد اليوم إحدى كبريات الهجمات على كييف.. الهجمات بالصواريخ الروسية والطائرات المسيّرة من طراز شاهد".

ودعا -في منشور على تليغرام- إلى "تحرك أميركي، لأن واشنطن قادرة على إرغام روسيا على السلام"، و"تحرك من أوروبا التي ليس أمامها خيار سوى أن تكون قوية".

من جانبه، أعلن وزير الثقافة الأوكراني ميكولا توتشيتسكي أن الهجوم الروسي ألحق أضرارا بكاتدرائية القديسة صوفيا، وهي موقع مدرج على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) للتراث العالمي، ويقع في المركز التاريخي لمدينة كييف.

مئات المسيّرات

أما وزارة الدفاع الروسية فقد أعلنت أنها شنت ضربة بالصواريخ والطائرات المسيرة على منشآت لتصنيع الطائرات والصواريخ والمدرعات والسفن في أوكرانيا، ووصفت الأسلحة المستخدمة في الهجوم بأنها عالية الدقة.

إعلان

في المقابل، قالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا أطلقت 315 مسيّرة انقضاضية على أنحاء البلاد و7 صواريخ. وأضافت أنها تمكّنت من إسقاط جميع الصواريخ و213 مسيّرة وتعطيل 64 مسيّرة أخرى بوسائل إلكترونية.

وجاء ذلك بعد يوم من هجوم آخر وُصف بأنه الأكبر منذ بداية الحرب، باستخدام عدد قياسي من المسيّرات بلغ 479 مسيّرة، وفق ما أعلنه سلاح الجو الأوكراني.

مفاوضات متعثرة

وتترافق الهجمات مع وصول مفاوضات السلام بين الجانبين إلى طريق مسدود رغم جهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أعاد التواصل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وكانت النتيجة الملموسة الوحيدة للمفاوضات، إعلان كييف وموسكو، أمس الاثنين، بدء عملية جديدة لتبادل أسرى الحرب ستتواصل في الأيام المقبلة.

ولم يحدد الجانبان عدد الجنود المشمولين بهذا التبادل الذي تقرر خلال الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بإسطنبول في الثاني من يونيو/حزيران الجاري.

جثامين الجنود

وقال الكرملين، اليوم الثلاثاء، إن روسيا مستعدة منذ عدة أيام لتسليم جثامين قتلى الحرب، لكن كييف لا تزال تبحث التفاصيل.

وأوضح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ردا على سؤال في هذا الخصوص إن موسكو مستعدة لتبادل جثامين الجنود، لكنه لا يعرف بعد على وجه الدقة عدد الجثامين التي قد تسلمها أوكرانيا.

وبثت وسائل إعلام روسية رسمية صورا لشاحنات تبريد كبيرة وبداخلها جثامين في أكياس بيضاء، وهي متوقفة قرب الحدود.

وكان مسؤول في الكرملين قال السبت الماضي إن الجانب الروسي وصل إلى نقطة التبادل المتفق عليها برفات 1212 جنديا أوكرانيا، لكنه لم يجد أحدا من أوكرانيا لاستقبالها.

وقد وجّه الرئيس الأوكراني اتهامات لموسكو "بمحاولة ممارسة نوع من اللعبة السياسية والإعلامية المراوغة" حول قضية التبادل.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الفنلندي: لا أرى مؤشرات على انسحاب ترامب من محادثات أوكرانيا
  • ترامب: طلبت من بوتين عدم الرد على الهجوم الأوكراني على القواعد الجوية
  • "مجموعة خيارات".. الجيش الأميركي بانتظار ضوء أخضر لضرب إيران
  • "مجموعة خيارات".. الجيش الأميركي بانتظار ضوء أخضر لضرب إيران
  • روسيا تشن إحدى كبريات الهجمات على كييف وزيلينسكي يطلب تحركا غربيا
  • زيلينسكي: أوكرانيا تواجه وضعا قد يتصاعد إلى حرب عالمية ثالثة
  • الرئيس اللبناني: زيارتي للمملكة تؤكد العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع البلدين الشقيقين
  • روسيا: أوكرانيا ترفض استلام جثث قتلاها.. زيلينسكي يخشى مواجهة عائلاتهم
  • ماذا نعرف عن الجولة الجديدة من المفاوضات النووية التي تأتي مع تحذير إيران لإسرائيل؟
  • مكالمة مرتقبة بين ترامب ونتنياهو بعد أنباء عن رفض إيران المقترح الأميركي