10 رمضان.. انطلاق احتفالات القومي لثقافة الطفل بالهوية والتراث
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يشهد المركز القومي لثقافة الطفل التابع للمجلس الأعلى للثقافة بأمانة أد.اشرف العزازي، في الفترة من ١٠ إلى ٢١ رمضان تنظيم احتفاله السنوي والذي يقام هذا العام بعنوان "ليالي رمضان الثقافية"، وهو حدث مميز يجمع بين التثقيف والترفيه، حيث يسهم في إحياء التراث وتعزيز الهوية الثقافية لدى الأجيال الناشئة.
ويتضمن الاحتفال باقة متنوعة من الفعاليات التي تتناسب مع روح الشهر الفضيل، حيث يتم تقديم ورش فنية وأدبية للأطفال، يالإضافة إلى عروض فنية غنائية واستعراضية متنوعة.
كما يُقام معرض للكتاب يحتوي على إصدارات مخصصة للأطفال، تسلط الضوء على القيم الإنسانية والاجتماعية التي يتميز بها الشهر الكريم، وأهم الأحداث والانتصارات التي واكبت هذا الشهر المبارك.
ويمثل هذا الاحتفال والذي يقام في الحديقة الثقافية للأطفال بالسيدة زينب نموذجًا لدور المؤسسات الثقافية في تنشئة الأطفال، حيث يسهم في غرس القيم الأصيلة وتعريفهم بمفاهيم التسامح والتعاون من خلال أنشطة جماعية هادفة، كما يُعد فرصة لتعزيز القراءة والكتابة الإبداعية عبر مسابقات ثقافية تُحفّز الأطفال على التعبير عن أفكارهم بأساليب مبتكرة.
ويسعى المركز القومي لثقافة الطفل التابع للمجلس الأعلى للثقافة من خلال "ليالي رمضان الثقافية" إلى تحقيق رسالته في ربط الأطفال بتراثهم وتعزيز الهوية الثقافية من خلال الفن والأدب والأنشطة التفاعلية. ويؤكد هذا الحدث على أهمية استثمار الشهر الفضيل في تقديم محتوى تربوي هادف يسهم في بناء جيل واعٍ ومبدع.
ولا يقتصر هذا الاحتفال السنوي على الترفيه، بل يمثل تجربة ثقافية متكاملة تدمج بين التعلم والمرح، ما يجعله محطة رئيسية في أجندة الأنشطة الرمضانية للأطفال وأسرهم.
وتتضمن الاحتفالات برنامجًا متنوعًا يضم ورش الفنون التشكيلية المتنوعة، وبرنامج "حكواتي رمضان"، وصالون "في محبة الوطن" بالتعاون مع وزارة الأوقاف، وبرنامج "المبدع الصغير" الذي يستضيف الفائزين بجائزة الدولة للمبدع الصغير. كما تقدم فرق المركز عروضًا فنية متنوعة، منها كورال "سلام" الغنائي، وفرقة "بنات وبس" الاستعراضية، وفرقة كورال "بنكمل بعض" لذوي الهمم، إضافة إلى عروض الأراجوز وعرائس الماريونيت، ومعارض للفنون التشكيلية.
ويشارك في إحياء "ليالي رمضان الثقافية" بالحديقة الثقافية بالسيدة زينب، عدد كبير من الهيئات الثقافية والمعنية بالطفولة في مصر تأتي في مقدمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة التي تقدم برنامجا ثقافيا وفنيا متميزا، وقطاع الإنتاج الثقافي من خلال قطاع الفنون الشعبية الذي يقدم عروض السيرك القومي والعروض الفنية المتنوعة للأطفال، والأسرة المصرية، والبيت الفني للمسرح "مسرح القاهرة للعرائس"، إلى جانب مشاركة المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، ووزارة البيئة، وغيرها من المؤسسات ذات الصلة، التي تأتي مشاركتها حرصا على الالتقاء بالأطفال وتقديم أفضل الأعمال الفنية التي تقدم الوعي والبهجة.
وتمتد الفعاليات إلى حديقة الفنون بمقر المركز بالهرم، ومعرض فيصل للكتاب بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، بالإضافة إلى القوافل الثقافية المدرسية ضمن مبادرة "بداية جديدة"، والاحتفال أون لاين عبر منصات المركز على يوتيوب وفيسبوك بعدد من البرامج المتميزة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: احياء التراث الحديقة الثقافية الأعلى للثقافة المركز القومي لثقافة الطفل ليالي رمضان الثقافية من خلال عروض ا
إقرأ أيضاً:
المبادرات الثقافية.. ركيزة لنشر الوعي
صالح بن سعيد الحمداني
تُمثل المبادرات الثقافية التي تنظمها وزارة الثقافة والرياضة والشباب مُمثلة في دائرة المعرفة والتنمية الثقافية، عنصرًا محوريًا في بناء الفكر وتعزيز الهُوية العُمانية وهي تجسيد حي لدور الثقافة في صناعة الإنسان وتنمية الوعي المجتمعي، فهذه المبادرات إلى جانب المبادرات الشبابية الأخرى التي تُشرف عليها الوزارة تُشكّل منظومة متكاملة تستهدف نشر الفكر الثقافي والأدبي في جميع محافظات وولايات سلطنة عُمان انطلاقًا من رؤية استراتيجية شاملة.
لقد جاء القرار الوزاري رقم (212/ 2016) الصادر في الخامس من ديسمبر لعام 2016، ليُنظّم العمل بالمبادرات الثقافية الدائمة ويؤسس لمرحلة جديدة من الحراك الثقافي المدروس والفاعل، ويُمثل هذا القرار مرجعية تنظيمية لهذه المبادرات؛ حيث أرست الوزارة من خلاله القواعد والمبادئ التي تنطلق منها تلك البرامج كما وفرت لها الدعم اللوجستي والمعنوي اللازم لتحقيق الأهداف المنشودة. فالوزارة لا تتوقف عند إصدار التوجيهات فقط؛ بل تمضي قدمًا في المتابعة المستمرة والتنظيم الدقيق بالتعاون مع الجهات المعنية المختلفة وبمشاركة فعالة من المديريات العامة المنتشرة في كافة المحافظات والتي تواكب هذه المبادرات بالدعم والمساندة وتسهيل العقبات والذين لهم البصمة الواضحة في دعم هذه المبادرات.
وتأتي أشكال هذه المبادرات متنوعة فمنها الصالونات الثقافية والمجالس الثقافية ومجالس الشعراء، وغيرها من الأطر الثقافية التي تغطي كافة محافظات السلطنة. وتتحمل كل مبادرة من هذه المبادرات مسؤولية وطنية في تحقيق الأهداف التي تسعى إليها الوزارة بما يُسهم في خدمة الصالح العام وتكريس العمل التطوعي الثقافي كمنهج حياة وتبرز هنا الجهود الكبيرة التي تبذلها دوائر الثقافة في الوزارة لتنظيم وتنمية الفكر التطوعي من خلال إقامة ورش العمل والملتقيات والتي تُعد منصات حيوية لتأهيل الكوادر الثقافية الشابة وإثراء معارفهم ومهاراتهم.
ومن النماذج الرائدة التي تُجسد هذا التوجه كان ملتقى المبادرات "تمكين وريادة" الذي أُقيم في ولاية نزوى بمحافظة الداخلية خلال الفترة من 26 إلى 28 نوفمبر 2023م، والذي مثّل فرصة حقيقية لتبادل الخبرات وتنمية المهارات في مجال إدارة المبادرات الثقافية، وكذلك ملتقى "تواصل وتمكين" الذي نظمته الوزارة يومي 2 و3 أكتوبر 2024م، والذي تضمّن ورش عمل وتدريبات متخصصة تهدف إلى تعزيز قدرات القائمين على المبادرات بما يُحقق أهدافهم ويُسهم في استثمار طاقات الشباب في خدمة الثقافة والفكر الوطني.
وتنسجم هذه الجهود مع رؤية "عُمان 2040"، وتُعزز من حضور الهُوية العُمانية والمواطنة والوعي بالموروث الحضاري والتاريخي في إطار جماعي منظم وفاعل.
وفي ذات السياق، يبرز ملتقى التضامن الثقافي الأول بمحافظة ظفار والذي أُقيم خلال فترة الخريف من 20 إلى 23 أغسطس 2024، كنموذج على التعاون والتكامل بين المبادرات الثقافية من مختلف محافظات السلطنة، هذا الملتقى الذي نُظم بالتعاون مع المديرية العامة للثقافة والرياضة والشباب بمحافظة ظفار شهد مشاركة عدد من المبادرات الرائدة وهي مجلس صحار الثقافي من محافظة شمال الباطنة، وصالون فاطمة العلياني من محافظة البريمي، وصالون مجان الثقافي من ظفار، وصالون الصواري الثقافي من جنوب الشرقية، وقد عكس هذا الحدث مدى الترابط والتضامن بين هذه المبادرات، ودوره في تعميق التعاون تحت مظلة الوزارة وبما يُحقق الغايات الثقافية والوطنية المنشودة.
ومن المهم أن نُدرك أن هذه المبادرات الثقافية هي مبادرات غير ربحية وتركز أساسًا على العمل التطوعي وتسعى لخدمة المشهد الثقافي والفكري والفني في السلطنة، وهي كذلك تُشكل منصات للتلاقي والحوار وتبادل الرؤى، وتُسهم في تشكيل وعي جمعي متنور على الرغم من التحديات والصعوبات التي قد تواجهها، ومن أبرز هذه التحديات التي تعترض طريق هذه المبادرات الدعم المالي إذ يُعد من النقاط الجوهرية التي تؤثر على استمرارية الفعاليات وتنفيذ البرامج بالشكل الأمثل؛ ففي كثير من الأحيان يضطر القائمون على هذه المبادرات إلى الاعتماد على جهودهم الذاتية لتجاوز هذه العقبة مما قد يؤدي إلى الإرهاق أو التوقف المؤقت لبعض المبادرات.
إلى جانب ذلك، قد تواجه المبادرات بعض الصعوبات الفكرية والتنظيمية خاصة عندما تتعلق بتباين الرؤى أو نقص الكوادر المدربة أو ضعف الوعي بأهمية العمل الجماعي، إلّا أن الفكر الثقافي المتجذر والشغف الكبير لدى القائمين على هذه المبادرات يُساعدهم في التغلب على كثير من التحديات وتحويل بعض العقبات إلى نقاط قوة وفرص للتطوير وإن لم يكن بالإمكان تجاوز جميع المعوقات.
والحديث عن المبادرات الثقافية تحت إشراف وزارة الثقافة والرياضة والشباب يفتح أمامنا آفاقًا متعددة ويُبرز حجم الجهد المبذول في بناء مجتمع ثقافي واعٍ ومتماسك، فالهمّ الثقافي في عُمان هو همّ جماعي ومسؤولية وطنية لا تكتمل إلا بمشاركة الجميع، لذا فإن تطوير هذه المبادرات والارتقاء بها يتطلب منّا التوقف عند كل تجربة ناجحة وتبادل الخبرات وتقديم الدعم المعنوي والمادي وفتح باب النقاش أمام جميع المهتمين والفاعلين في هذا الحقل خاصة أولئك الذين عاشوا هذه التجربة عن قرب وشاركوا في تنميتها وبنائها، فالهم في هذا المجال واسع ومتشعب ولا يكفي مقال ان نتطرق له، ولكن يمكن ان نعرج في عدة مواضيع على نقاط، يمكن لنا ايجاد لها حلول ونتشارك في حلحلتها؛ لتكون نقاط انطلاق وتساهم في دفع تطوير هذه المبادرات وخاصة اذا كانت من أولئك الذين خاضوا هذه التجربة وعاشوا في خضمها وترعرع بين جوانبها بمختلف المستويات كما أشرنا آنفًا، ولنا عودة في مقالات لاحقة للحديث عن بعض العراقيل والتحديات التي تواجه هذه المبادرات من واقع التجربة وبالاقتراب ممن كانت لهم بصمة واضحة في مسيرتها.
إنَّ المبادرات الثقافية ليست مجرد فعاليات موسمية؛ بل هي روافد أصيلة تصب في نهر التنمية الشاملة وتسهم في تكوين الإنسان العُماني فكريًا وقيميًا، وهي بحاجة مستمرة إلى العناية والدعم لتظل حية ومتجددة وقادرة على مواكبة التطلعات الوطنية، وتحقيق رؤية عُمان المستقبلية في أن تكون الثقافة ركنًا أساسيًا في صناعة الغد.
رابط مختصر