بالرغم من المصاعب التي يمر بها الاقتصاد العالمي عموماً، وتلك التي تجددت منذ مطلع العام الجاري، إلا أن اقتصاد الإمارات يسير بخطوات ثابتة، على صعيد النمو، الآتي من كل القطاعات المحورية وتلك الواعدة. 
المواجهات التجارية العالمية الراهنة، إلى جانب الاضطرابات الجيوسياسية المتأصلة وتلك المتجددة، والآثار التي تركتها فترد الكساد العالمي، بما في ذلك الموجة التضخمية التي طالت جميع الاقتصادات دون استثناء.

. كلها عوامل كبحت النمو في غالبية البلدان، بما فيها تلك التي كانت تعد محركاً له، مثل الصين والهند، ناهيك عن مستويات النمو المتواضعة جداً في الاقتصادات المتقدمة، التي تعاني من ضغوط على موازناتها العامة، ومن تراكم الديون، ومن اتساع الفجوة بين الشرائح المجتمعية فيها.
في الإمارات الحالة واضحة للغاية. نمو قوي، نتيجة الأداء الاقتصادي عالي الجودة، الذي يحاكي كل المخططات، بما فيها بالطبع، رفع مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، الذي يعد أساساً في تمكين الاستدامة في الاقتصاد المحلي، إلى جانب محوري مهم أيضاً يتعلق بتوسيع نطاق اتفاقات الشراكة الشاملة، وتعدد أقطابها، ما ساهم في اقتراب الإمارات (مثلاً) من الوصول إلى الهدف الذي وضعته لقيمة التجارة الخارجية في زمن قياسي.
فالاستثمارات الأجنبية وصلت إلى مستويات عالية، وحراك استقطاب رؤوس الأموال ماضٍ بقوة. كل ذلك وغيره من العوامل، وفر الأرضية اللازمة لنمو من المتوقع أن يصل إلى 4٪ بنهاية العام الجاري، مرة أخرى رغم كل التحديات والاضطرابات العالمية الراهنة.
دور القطاع غير النفطي في الناتج المحلي، يتصاعد بقوة أيضاً، وهو أحد أهداف الاستراتيجية العامة للبلاد. فوفق وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني، من المتوقع أن يسجل هذا القطاع نمواً في العام الحالي بنسبة 5٪، الأمر الذي يسهم بالضرورة في تعزيز الظروف التشغيلية، ويرفع من حالة اليقين في أنشطة الأعمال. هذا يعني، أن التنوع الاقتصادي المتبع في البلاد منذ سنوات، يضيف مزيداً من القوة للقطاع الخاص، الذي يمثل حجر الأساس في التنمية الشاملة، وفي استكمال مشهد الاستدامة الاقتصادية، وفي مزيد من التمكين للقطاعات الواعدة المختلفة، التي باتت جزءاً أصيلاً من الحراك التنموي الشامل.

أخبار ذات صلة محمد كركوتي يكتب: الرقمنة والذكاء الاصطناعي في الإمارات محمد كركوتي يكتب: تجارة الإمارات  ومستهدفات 2031

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: محمد كركوتي كلام آخر

إقرأ أيضاً:

«إنفستوبيا العالمية» تطلق حوارات الاقتصاد الجديد في حيدر آباد وأندرا براديش

أبوظبي (الاتحاد)

أطلقت «إنفستوبيا العالمية» حوارات الاقتصاد الجديد في مدينة حيدر آباد وولاية أندرا براديش، بهدف تعزيز مستويات الشراكة الاقتصادية بين دولة الإمارات وجمهورية الهند الصديقة في القطاعات الاقتصادية المستقبلية، وفي مقدمتها التكنولوجيا المالية والطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي والتصنيع المتقدم والسياحة وسلاسل الإمداد والخدمات الصحية والغذائية وريادة الأعمال، ومناقشة التوجهات العالمية الحديثة للاستثمار والتمويل ودورها في تعزيز الاستدامة، وكذلك تأثير التحديات الاقتصادية والجيوسياسية على النمو الاقتصادي إقليمياً ودولياً.
جاء ذلك خلال فعاليتين نظمتها «إنفستوبيا» في المنطقتين بالتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة الهندية، واتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية «FICCI»، ومجلس تنمية اقتصاد ولاية أندرا براديش، وبحضور معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد والسياحة، رئيس إنفستوبيا، ومحمد عبدالرحمن محمد الهاوي، وكيل وزارة الاستثمار، ووليد حارب الفلاحي، الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، وحمد المرر، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة «إيدج»، والدكتور محمد عبدالله الزعابي، الرئيس التنفيذي لشركة ميرال، وبمشاركة أكثر من 500 من قادة الأعمال والمستثمرين والمبتكرين والمسؤولين وصناع القرار من دولة الإمارات والهند.

مجتمع الأعمال
وقال معالي عبدالله بن طوق المري: «نجحت «إنفستوبيا» في ترسيخ مكانتها كجسر فعّال للتواصل بين مجتمعي الأعمال الإماراتي والهندي، وتعزيز الشراكة الاقتصادية المتنامية بين البلدين في قطاعات الاقتصاد الجديد والمستدام، حيث استطاعت «إنفستوبيا» منذ العام 2021 وحتى الآن إطلاق حواراتها العالمية في 5 مدن وولايات هندية، شملت مومباي ونيودلهي وتشيناي وحيدر آباد وأندرا براديش، لتصنع منصة حيوية تجمع كبار القادة واللاعبين الاقتصاديين والمستثمرين ورواد الأعمال في كلا الجانبين، والتي أسهمت في الاستفادة من الفرص الاقتصادية والاستثمارية الواعدة في أسواق البلدين، وبناء مسارات متنوعة لدعم رؤيتهما المشتركة في التوجه نحو النماذج الاقتصادية المبتكرة والمستدامة، وعزّزت تطوير شراكات اقتصادية متنوعة على مستوى القطاعين الحكومي والخاص».
وأضاف معاليه: يُعدّ اقتصادا الإمارات والهند من أسرع الاقتصادات نمواً، حيث نما الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للاقتصاد الإماراتي بنسبة 5% خلال العام 2024 مقارنةً بالعام 2023، فيما حقق الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الهندي نمواً بنسبة 7.4% في الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2025، وهو ما يعطي مؤشراً إيجابياً لزخم الفرص الاقتصادية في أسواق البلدين خلال المرحلة المقبلة، في ضوء شراكتهما الاقتصادية المتميزة.267,121 شركة هندية تعمل في الأسواق الإماراتية
وتابع معاليه: يُجسّد تنظيم هذا الحدث الأهمية المتزايدة التي يحظى بها مجتمع الأعمال الهندي كشريك اقتصادي واستثماري رئيسي لدولة الإمارات، لا سيما مع وجود 267,121 شركة هندية تعمل في الأسواق الإماراتية بمجالات اقتصادية متنوعة، كما دخلت 22,415 شركة هندية جديدة إلى الأسواق الإماراتية خلال النصف الأول من العام 2025 بنسبة نمو بلغت أكثر من 10% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، الأمر الذي يعكس جاذبية بيئة الأعمال الإماراتية للاستثمار، وثقة المستثمرين الهنود فيها.

 المُصدّر الأول
وأشار معاليه إلى أن القطاع السياحي يمثل أحد أبرز مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين، حيث تُعدّ الهند المُصدّر الأول للسياح إلى الإمارات، إذ استقبلت الدولة 4.23 مليون سائح هندي خلال العام 2024، كما تشهد حركة الطيران بين المدن الإماراتية والهندية نمواً مستمراً بواقع أكثر من 600 رحلة طيران أسبوعياً عبر الخطوط الجوية في كلا الدولتين.من جانبه قال، الدكتور جان فارس، الرئيس التنفيذي لـ«إنفستوبيا»: تمثل «إنفستوبيا» اليوم منصة عالمية ذات رؤية واضحة، تسعى إلى صياغة مستقبل الاستثمار في القطاعات الاقتصادية المتقدمة على المستوى الإقليمي والدولي، وذلك من خلال فعالياتها وحواراتها العالمية والتي تهدف إلى تعزيز الربط بين رؤوس الأموال الطموحة والأفكار التحويلية، بما يسهم في بناء اقتصاد جديد يقود النمو المستدام، وبناء شراكات اقتصادية واستثمارية عابرة للقارات والحدود.
وأضاف: يمر الاقتصاد العالمي بتحولات جيوسياسية واقتصادية مع تغيرّ في المسارات التجارية وتسارع لافت في وتيرة التحول الرقمي، إلى جانب الحاجة الملحة لبناء منظومات اقتصادية أكثر مرونة واستدامة. ومن هذا المنطلق، نلتقي اليوم في مدينة حيدر آباد وولاية أندرا براديش، لنعزز الاستفادة من الموقع الجغرافي والمزايا التنافسية التي يتمتع به كل من الاقتصادين الإماراتي والهندي، بما يسهم في بلورة رؤى مشتركة وحلول مبتكرة تفتح آفاقاً جديدة من الفرص أمام مجتمعي الأعمال في البلدين.

أخبار ذات صلة الفلبين.. "كو-ماي" يغلق المدارس ويوقف الملاحة الجوية أرسنال يضم مهاجم سبورتنج لشبونة بـ64 مليون جنيه إسترليني

فرص تطور 

و شهدت حوارات «إنفستوبيا العالمية» في مدينة حيدر آباد وولاية أندرا براديش تنظيم سلسلة من الجلسات النقاشية واجتماعات الطاولة المستديرة، والتي سلطت الضوء على تطور شراكات اقتصادية واستثمارية عابرة للحدود بين البلدين على مستوى القطاعين الحكومي والخاص، ومناقشة الفرص الواعدة في السوقين الإماراتي والهندي بقطاعات الاقتصاد الجديد والبنية التحتية والابتكار التكنولوجي والصناعات المستدامة، ومراكز البيانات، والتقنيات الزراعية.
وبحثت الجلسات مستقبل الممر التجاري بين الإمارات والهند وأفريقيا، ودوره الحيوي في خلق مسارات جديدة للتكامل الاقتصادي والاستثماري بين الأطراف الثلاثة، وتمكين الشركات الإماراتية والهندية من بناء شراكات ومشاريع مشتركة قابلة للتنفيذ في الأسواق الإفريقية مستفيدة من هذا الممر، خاصةً في ظل ما تتمتع به الإمارات كموقع استراتيجي يربط شرق العالم بغربه وشماله بجنوبه، ويُمثل بوابة لوجستية ومالية عالمية، في حين تعد الهند مركزاً للإنتاج والابتكار على المستويين الإقليمي العالمي، بينما توفر أفريقيا سوقاً ناشئة غنية بالفرص وقابلة للنمو السريع، ما يجعل هذا الممر منصة استراتيجية لتوسع النشاط الاقتصادي والتجاري العابر للحدود والقارات.

الشركات الناشئة

وتطرقت الجلسات إلى فرص التعاون في دعم منظومة ريادة الأعمال والشركات الناشئة بالاعتماد على تمويلات رأس المال الجريء والدعم الذي تقدمه مسرعات وحاضنات الأعمال في الدولتين مثل Hub71 وT-Hub، بما يسهم في تسريع نمو أعمال الشركات الناشئة الإماراتية والهندية وتسريع وصولها إلى الأسواق العالمية، كما تناولت الجلسات أوجه التعاون الصناعي والدفاعي بين البلدين، في إطار شراكتهما الاقتصادية الشاملة، مع التركيز على قطاعات الصناعات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والفضاء والمركبات، وإمكانية إقامة مشاريع صناعية مشتركة تعتمد على القدرات التنافسية بالسوقين الإماراتي والهندي.
واستعرضت الجلسات فرص بناء سلاسل إمداد استراتيجية تعزز من مستقبل الأمن الغذائي والزراعي في البلدين، وتدعم زيادة التدفقات التجارية والاستثمارية المشتركة، وكيفية تعزيز الاستفادة من الممكنات الزراعية والتصديرية التي تتمتع بها الإمارات وأندرا براديش، كما ناقشت الجلسات الخطط المستقبلية للبنية التحتية الحضرية في الإمارات وحيدر آباد والرامية إلى تصميم مدن أكثر مرونة واستدامة قائمة على أحدث الابتكارات التكنولوجية، وسلطت الضوء على الدور المهم للسياحة كجسر ثقافي واستثماري بين البلدين، لا سيما في مجالات السياحة العلاجية والتجارب الثقافية المتنوعة والمنصات السياحية الرقمية، وأيضاً سبل تنمية التعاون بين الشركات السياحية الإماراتية والهندية، وإقامة شراكات سياحية تسويقية واستثمارية مبتكرة.

 

 

مقالات مشابهة

  • هولندا تدرج العدو الصهيوني ضمن قائمة الكيانات التي تهدد أمنها القومي
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (نشرة مشاعر)
  • محمد عبدالرحمن: فيه ديرة فيها أحد ما يحبني وش يوديني لهم.. فيديو
  • الخارجية: مصر تطرح فكرة التعاون مع الدول الأفريقية من خلال التجارة البينية
  • مليار درهم مبيعات أجهزة الكمبيوتر في الإمارات خلال الربع الأول
  • «إكس آر جي» تُعزز دعمها لفريق الإمارات في «طواف فرنسا»
  • محمد مندور يكتب: محمية الفاية وخريطة التراث الإنساني
  • 1.45 مليار درهم أرباح «دو» خلال النصف الأول بنمو 22.4%
  • انطلاق مهرجان الرطب المحلي العاشر في سوق واقف بمشاركة أكثر من 100 مزرعة قطرية
  • «إنفستوبيا العالمية» تطلق حوارات الاقتصاد الجديد في حيدر آباد وأندرا براديش