محمد دياب يكتب: عودة المحليات.. المفتاح الذي يعيد للنائب هيبته وللبرلمان وظيفته
تاريخ النشر: 22nd, November 2025 GMT
من أخطر ما يهدد أي دولة حديثة هو اختلاط الأدوار بين مؤسساتها، لأن ارتباك الأدوار لا ينتج عنه إلا ارتباك في النتائج.وفي مصر، أدى غياب المجالس المحلية إلى فراغ إداري واضح ترك أثره على علاقة المواطن بممثليه، وغيّر طبيعة الدور المنوط بالنائب داخل البرلمان.
فالبرلمان بطبيعته مؤسسة تصنع القوانين وتراقب السلطة التنفيذية، وتضع الإطار العام الذي تتحرك من خلاله الدولة: تشريعات تنظم الحياة، أدوات رقابية تحمي المال العام، أسئلة وطلبات إحاطة ولجان نوعية ترسم أولويات السياسة العامة.
هذا هو الدور الدستوري، وهو الدور الذي يعطي لـ«النائب» مكانته ووزنه في أي دولة حديثة.
لكن الواقع على الأرض كان له اتجاه آخر. فمع غياب المجالس المحلية المنتخبة لسنوات طويلة، سقطت كل تفاصيل الحياة اليومية على كتف النائب:
شكوى إنارة، شارع لم يُرصف، انسداد صرف صحي، مدرسة تحتاج صيانة
قضايا لا تقل أهمية للمواطن، لكنها في الأصل من صميم عمل المحليات، لا البرلمان.
ومع مرور الوقت، تحول النائب إلى وسيط للخدمات، وأصبح «حلقة وصل» تتحمل ما يفترض أن تنفذه الأجهزة التنفيذية في القرى والمراكز وهنا حدث التشويه الأكبر.
مؤسسة تشريعية تحاول أن تقوم بدور مؤسسة تنفيذية غائبة، ومواطن لا يرى أمامه سوى النائب، فيطلب منه ما لا يملكه ولا يملك أدواته أصلًا
والنتيجة كانت ثلاثية:
1ـ نائب مُستهلك الوقت والجهد في اتصالات ومتابعات يومية لا تنتهي
2ـ مساحة تشريعية ورقابية تتقلص بسبب انشغال النواب بالمهام الخدمية
3ـ وعي عام مرتبك يظن أن النائب الحقيقي هو من يرفع القمامة أو يمهد طريقًا، لا من يسن قانونًا أو يواجه وزيرًا تحت القبة.
وهنا نصل إلى السؤال الأهم:
هل الأزمة في أداء النواب… أم في غياب المنظومة التي تعيد لكل مؤسسة دورها؟
والواقع يؤكد أن استعادة المجالس المحلية المنتخبة خطوة أساسية لإعادة ضبط العلاقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، وإعفاء النائب من الدور الخدمي الذي فرضه غياب المحليات، ليتمكن من ممارسة دوره التشريعي والرقابي كما يجب.
نائب يصنع سياسة، لا يدير حيًّا.
فالقضايا اليومية تحتاج جهازًا محليًا قريبًا من المواطنين، يتابع التنفيذ ويتعامل مع التفاصيل ويتلقى الشكاوى سريعًا. أما التشريع والرقابة فهما شأن وطني واسع، لا يرتبط بنطاق شارع أو قرية.
إن استعادة المحليات يعني استعادة التوازن، واستعادة التوازن يعني أن المواطن سيحصل على خدمة أفضل، ونائب أفضل، ومنظومة سياسية أكثر نضجًا وفاعلية.
لقد آن الأوان أن نعيد تعريف دور النائب:
لا كنائب غارق في تفاصيل خدمية يومية، وإنما كنائب يشرّع، ويخطط، ويضع السياسات التي تحفظ الدولة وتدفعها إلى الأمام.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: محمد دياب مؤسسات الدولة المجالس المحلية السلطة التنفيذية الحياة اليومية أدوات رقابية السياسة العامة المجالس المحلية المنتخبة سن قانون القرى والمراكز رفع القمامة النتائج طلبات إحاطة صرف صحي
إقرأ أيضاً:
عمرو مصطفى يوجه رسالة للهضبة عمرو دياب بعد تكريمه
أعرب الفنان عمرو مصطفى عن سعادته بتكريمه من حفل توزيع جوائز The Best، أمس، تحت رعاية الإعلامي أحمد الهواري، الذي أُقيم تحت سفح الأهرامات، وذلك عن تألقه وأغانيه الناجحة في 2025.
وحرص عمرو على توجيه العديد من رسائل الشكر لجميع الصناع الذي تعاون معهم على مدار مشواره الفني، بالإضافة إلى زملائه الصناع الذي حقق معهم نجاحًا ملحوظًا في 2025، وقال بعد تسلمه الجائزة: أنا عايز أقول إن الجايزة ديه حابب أقسمها زمايلي مع كل اللي اشتغلوا معايا في الأغاني اللي نجحت، زي تامر حسين والموزع أسامة الهندي.
كما وجه رسالة للهضبة عمرو دياب بعد نجاحهما في ألبوم "ابتدينا"، مضيفًا: بشكر عمرو دياب طبعًا إن السنة دي عملنا أغاني حلوة، إحنا بقالنا أكتر 25 سنة، من أول 1995 لحد النهارده، من أول أغنية "خليك فاكرني" لـ "خطفوني".
وقرر عمرو مصطفى اقتسام جائزته مع الملحن محمد يحيى، موضحًا السبب، قائلًا: حابب كمان اقتسم الجائزة مع الملحن محمد يحيى اللي عمل أغنية "بابا" لأننا إحنا الاتنين نجحنا السنة دي وبشكر كل زمايلي اللي ساهموا بنجاحي في مسيرتي الفنية.