كمبالا: أحمد يونس: الشرق الأوسط: قبل معارك منطقة «جبل موية» بولاية سنار جنوب شرقي السودان خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لم تكن «قوات الدعم السريع» قد خسرت معركة كبيرة منذ بداية الحرب في أبريل (نيسان) 2023.

لكن خسائرها توالت بعد استعادة الجيش تلك المنطقة الاستراتيجية، وتراجعت مناطق سيطرتها تدريجياً في وسط وشرق البلاد، كما أصبح وجودها في العاصمة الخرطوم مهدداً.

فهل تعني انتصارات الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وتراجعات «الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أن حرب «الجنرالَين» على وشك الانتهاء؟

يؤكد الجيش أنه حقق انتصارات كبيرة وألحق هزائم فادحة بـ«قوات الدعم السريع»، متوعداً باستمرار الحرب حتى القضاء عليها تماماً. من جانبها، تنفي «قوات الدعم السريع» تعرضها لهزائم، وتؤكد أنها انسحبت من المناطق التي دخلها الجيش من دون معارك، وذلك بسبب «تكتيكات قتالية جديدة»، مشيرة إلى عدم استطاعة الجيش توثيق الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد التي يتحدث عنها.

ولُحظ أن «قوات الدعم السريع» المنسحبة تتوجه إلى إقليمي دارفور وكردفان حيث الحاضنة الاجتماعية لتلك القوات، فيما يقول متحدثون باسمها إن «المناطق التي انسحبنا منها، انتزعناها من الجيش انتزاعاً في الأشهر الأولى من الحرب. احتفظنا بها لأكثر من عام ونصف العام، ثم تركناها برغبتنا، ونستطيع انتزاعها مرة أخرى متى ما أردنا ذلك». لكن مؤيدي الجيش يرون أن المعركة أوشكت على النهاية، بينما يؤكد مراقبون مستقلون أن «نهاية الحرب لا تزال بعيدة».

استراتيجية جديدة
ويقول المحلل السياسي، الجميل الفاضل، إن تقدم الجيش ليس سوى «جولة من جولات الحرب التي لا تبدو لها نهاية قريبة»، موضحاً أنه «من المتوقع أن تتخذ الحرب طابعاً أكثر عنفاً ودموية، لكن ليس في المناطق التي استردها الجيش، بل في مناطق رخوة في خاصرة الحاضنة الشعبية للجيش».

وأشار الفاضل إلى التصريح الأخير من قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو، الذي طالب فيه قواته بعدم التأثر بفقدان بعض المناطق مؤخراً، وأنه ينبغي عليهم التركيز على مناطق جديدة سيسيطرون عليها. وأضاف الفاضل: «يبدو أن (قوات الدعم السريع) ستتبع استراتيجية جديدة، تتخلى فيها عن تكتيك الانتشار الواسع في البلاد. كما أن هجمات المسيّرات خلال الفترة السابقة تشير إلى مناطق المعارك المرتقبة، فبينما تتراجع في الخرطوم، نشهد تقدمها في مناطق أخرى غرب البلاد بالاشتراك مع (قوات عبد العزيز الحلو)».

وتوقع عدد من المحللين أن تنتقل الحرب من العاصمة إلى أقاليم غرب البلاد، وأن «تتخذ شكلاً أعنف إذا تم تشكيل حكومة موازية في تلك المناطق، وإدخال أسلحة نوعية وإضافة إمكانات حربية جديدة، مما سيغير من خريطة الحرب على الأرض».

معارك العاصمة
ميدانياً، تدور معارك «كسر عظم» في مدن العاصمة المثلثة - الخرطوم وأم درمان وبحري - حيث يحقق الجيش تقدماً لافتاً، ففي منطقة شرق النيل بمدينة بحري، يقترب الجيش وحلفاؤه من جسر «المنشية» الرابط بين شرق النيل ووسط مدينة الخرطوم، بعد أن استعاد معظم منطقة «الحاج يوسف»؛ وهي من أهم معاقل «قوات الدعم السريع» منذ بداية الحرب.

غير أن حدة المواجهات انخفضت في الخرطوم وأم درمان مع بداية شهر رمضان المبارك، فقد تراجعت العمليات في معظم خطوط التماس بين الطرفين المتحاربين، وبقيت مناطق السيطرة كما هي دون تغيرات كبيرة. ويقول شهود إن الجيش ما زال يسيطر على أحياء في جنوب غربي الخرطوم حتى جسر «الحرية» والمنطقة الصناعية، بينما لا تزال «قوات الدعم السريع» تسيطر على أحياء أخرى في جنوب الخرطوم؛ بما فيها القصر الرئاسي ومنطقة «جنوب الحزام»، ومقر القيادة الاستراتيجية التابعة للجيش و«مطار الخرطوم»، والجزء الشرقي من مقر القيادة العامة للجيش.

وفي أم درمان، وسع الجيش من مناطق سيطرته لتشمل بعض الأحياء الجنوبية والغربية من المدينة، خصوصاً منطقتَي أم بدة والفتيحاب، لكن المعارك على حدود المنطقتين تحوّلت إلى كر وفر، من دون تقدم لمصلحة أحدهما.

معارك الغرب
أما في شمال إقليم كردفان بوسط غربي البلاد، فقد حقق الجيش انتصارات باستعادة السيطرة على مدينتَي أم روابة والرهد، وتمكن من الوصول إلى أطراف مدينة الأُبيّض؛ كبرى مدن الإقليم، وفتح الطريق البرية الرابطة بينها وبين وسط البلاد. إلا إن الجيش مُني بهزيمة كبيرة حين حاول التقدم شرقاً باتجاه مدينة بارا، وأعلنت «قوات الدعم السريع» أنها «دحرت القوات المهاجمة وألحقت بها هزائم كبيرة في الأرواح والعتاد»، ولم يصدر تعليق من جانب الجيش.

وتأثرت العمليات العسكرية في ولاية النيل الأزرق بالتحالف الذي نشأ بين «قوات الدعم السريع» وقوات «الحركة الشعبية لتحرير السودان - تيار عبد العزيز الحلو»، فقد استطاعت القوتان معاً السيطرة على عدد من مناطق الولاية المتاخمة لجمهورية جنوب السودان، وأصبحت القوات المشتركة بينهما تهدد حاضرة الولاية؛ مدينة الدمازين.

ووقّعت قوى سياسية وحركات مسلحة، على رأسها «حركة عبد العزيز الحلو»، مع «قوات الدعم السريع» في 22 فبراير (شباط) بالعاصمة الكينية نيروبي، ميثاقاً سياسياً يهدف إلى توحيد العمل السياسي والعسكري ضد الجيش وحلفائه من أنصار النظام السابق، بالإضافة إلى تشكيل حكومة في مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع»؛ لمنافسة الحكومة التي يقودها الجيش وتتخذ من مدينة بورتسودان مقراً لها.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

أبرز عناوين الصحف والمواقع الإلكترونية اليوم الأحد 27 يوليو 2025

متابعات- تاق برس- إليكم طائفة من أبرز عناوين الصحف والمواقع الإلكترونية اليوم الأحد 27 يوليو 2025م:
تأسيس يختار حكاما لدارفور والخرطوم والشرق ورئيسا للبرلمان ومجلسا رئاسيا في السودان – اسماء
– أحمد هارون : الحرب لن تكون الأولى ولا الأخيرة في البلد..نسعى لحكم السودان بعد الحرب
– رويترز تكشف عن وثيقة سرية تظهر دور الإسلاميين في حرب السودان وتدريبهم لمئات الآلاف تمهيدا لعودتهم للحكم
– شيبة ضرار يتوعد بالتصديد في بورتسودان ويقود وقفة احتجاجية ويتهم الحكومة بالتمييز
– حزب البشير يلوح بالعودة الى حكم السودان بعد انتهاء الحرب
– أسود الشمال تحذّر من انفلات أمني وشيك وتتهم 7 حركات دارفورية بتجنيد المعدنيين وتوسيع نشاطها العسكري
– البرهان يتجول في بورتسودان وسط إجراءات أمنية ورسائل سياسية واضحة
– دفعة جديدة من المحامين تعلن جاهزيتها لدعم الأجهزة العدلية والشرطية بولاية النيل الأبيض
– السودان يجدد حرصه على تعزيز علاقاته مع أذربيجان
– عقار يسلم الرئيس الزامبي هاكيندي هيشيليما رسالة من البرهان
– الأرصاد السودانية تصدر إنذارًا برتقاليًا وتحذر من أمطار غزيرة وعواصف في دارفور
– الفاشر تختنق.. انعدام 88% من السلع الأساسية والجوع يفتك بالسكان
– انقطاع الكهرباء في شمال وشرق السودان يفاقم المعاناة وسط تحذيرات من كارثة صحية
– جهود لإعادة تشغيل وتمويل القطاع الصناعي بولاية الجزيرة
حكومة كامل ادريس تتجه الى فرض ضرائب جديدة لمواجهة أزمة الإنفاق العام
– وفاة عشرات السودانيين المهاجرين في البحر المتوسط خلال محاولة للوصول إلى أوروبا
– ضبط موقعا لمعالجة مخلفات التعدين لاستخلاص الذهب بالخرطوم
– صحفي بارز يتحدث عن فضيحة في مطار بورتسودان الدولي يكشف انهيار الخدمات وتكرار السرقات
– القاهرة: الصحفي محمد عبدالقادر رئيس تحرير جريدة الكرامة يتعرض لسطو وسرقة وثائق حساسة
– تحقيقات تكشف: توزيع عشوائي للأسلحة دون توثيق رسمي في أحياء الخرطوم ومدن الشمال
– مصادر تكشف تعيين حكام الأقاليم في حكومة السلام الانتقالية
– اعلان تأسيس المجلس الرئاسي لحكومة السلام الانتقالية من 15 عضوا
– هارون يطرح إعادة إنتاج لنظام البشير ..الإسلاميون في السودان بين أوهام السيطرة العسكرية ورفض شعبي متجدد
– من هو محمد حسن التعايشي رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية الجديدة “حكومة السلام” ؟ سيرة ذاتية
– رشا عوض : الإسلاميون يعيدون هندسة الدولة عبر الحرب: قراءة في مشروع الحاكورة
– تأسيس يختار فارس النور حاكماً لولاية الخرطوم
– تأسيس يعلن تشكيل مجلس رئاسي جديد والتعايشي رئيساً للوزراء
– الخبير الأممي المعني بحالة حقوق الإنسان رضوان نويصر يزور بورتسودان
– قائد البراء يثير الجدل بدعوة لسلام مشروط وسط انقسام سياسي سوداني
– جريدة بريطانية : تصاعداً مقلقاً.. عصابات الخرطوم “أشرس” بفعل الحرب
– ملتقى الجنينة يسلط الضوء على أداء الإدارات المدنية في دارفور
– خالد عمر يعلق على تصريحات احمد هارون الاخيرة قبيل ساعات من اعلان حكومة تأسيس
– سماع دوي انفجارات عنيفة تهزّ احياء نيالا
– ضابطان أمام القضاء في قضية سقوط كادر حزبي بـولاية «الجزيرة»
– صندوق التأمين الصحي بكسلا يبحث مع “الموارد المعدنية” تغطية 2000 أسرة بالصور
– والي النيل الأبيض يوجه بإطلاق سراح الغارمين.

أقوال الصحف السودانيةعناوين الصحف السودانية

مقالات مشابهة

  • السودان يدين إعلان الدعم السريع حكومة موازية
  • وزارة الخارجية تدين ما ذهبت إليه مليشيا الدعم السريع الإرهابية بإعلان حكومة وهمية
  • أبرز عناوين الصحف والمواقع الإلكترونية اليوم الأحد 27 يوليو 2025
  • الدعم السريع يعلن تشكيل حكومة موازية في السودان
  • تحالف حميدتي يعلن تشكيل حكومة موازية بالسودان
  • أطباء السودان: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على غرب كردفان إلى 27
  • انقلب السحر على الساحر.. “الدعم السريع” تطلق النار على زوجة ناظر مؤيد لها
  • 30 قتيلاً بينهم نساء وأطفال.. اتهامات لقوات الدعم السريع بتنفيذ هجوم على مدنيين في السودان
  • مظاهرات السودان.. رسائل في بريد “الرباعية الدولية”
  • عاجل.. الدويم في مرمى مُسيّرات “الدعم السريع”