زيارة عون للسعودية.. هكذا سترتد إيجابا على لبنان
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
اختار رئيس الجهورية العماد جوزاف عون المملكة العربية السعودية لتكون وجهة زيارته الخارجية الأولى. وعقد مساء أمس الإثنين مُحادثات رسمية مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في قصر اليمامة في الرياض، بحثت في تطوير العلاقات الثنائية والملفات المشتركة بين البلدين، والتمهيد لتوقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات مختلفة في خلال زيارة لاحقة سيقوم بها الرئيس عون قريباً إلى المملكة.
ومع زيارة رئيس الجمهورية للرياض يتوقع المراقبون ان تعود قريبا العلاقات التاريخية بين البلدين إلى سابق عهدها، وان تنعكس إيجابا على لبنان لاسيما في ما يتعلق بالقطاع السياحي والصناعي والتجاري.
ويُعوّل أصحاب هذه القطاعات على هذه الزيارة، آملين في عودة السيّاح السعوديين والخليجيين إلى لبنان في أقرب وقت، والتمكن من إعادة تصدير المنتجات اللبنانية إلى السعودية وكافة دول الخليج، علما ان أسواق الخليج خصوصاً السعودية هي من أهم الأسواق للصادرات اللبنانية، حيث كانت صادرات لبنان إلى المملكة تصل سنوياً إلى نحو 500 مليون دولار، حتى توقفت الرياض عن استيراد المنتجات اللبنانية عام 2021 بسبب تهريب الممنوعات مثل الكبتاغون، ما أدى إلى خسارة لبنان أحد أهم أسواقه الرئيسية. وفد صناعي قريبا إلى السعودية
وفي هذا الإطار، يؤكد نائب رئيس جمعية الصناعيين زياد بكداش عبر "لبنان 24" ان "لبنان دخل اليوم في منعطف جديد نحو الأفضل وذلك بعد انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون وتشكيل الحكومة برئاسة نواف سلام ونيلها ثقة المجلس النيابي والعمل على تطبيق القرارات الدولية"، معتبرا ان "هذه التطورات ستُعيد فتح باب الثقة مع الأشقاء العرب بعد انقطاع دام أكثر من 6 سنوات".
وأمل بكداش بعد زيارة الرئيس عون فتح صفحة جديدة مع السعودية، مشيرا إلى "ان العلاقة الشخصية ما بين الهيئات الاقتصادية والمسؤولين السياسيين في دول الخليج هي علاقات أخوية واستمرت رغم الانقطاع الا انها تأثرت على صعيد التصدير".
ولفت إلى ان "عودة سفر السعوديين والخليجيين إلى لبنان سيكون له الدور الأكبر في تحريك الاقتصاد اللبناني، فالاقتصاد هو سلسلة مترابطة فإذا كانت السياحة بخير فكل القطاعات الأخرى ستكون أيضا بخير"، وتابع: "من المتوقع أولا رفع حظر سفر السعوديين إلى لبنان ما سيُحرّك بداية القطاع السياحي ومن ثم سيلي ذلك عودة العلاقات التجارية بين البلدين".
ولفت بكداش إلى ان "صادرات لبنان إلى السعودية كانت ما بين 250 و300 مليون دولار سنويا، والمشكلة في السنوات الأخيرة لم تكن فقط مع المملكة بل أيضا مع البحرين وعدد من دول الخليج ولكن هذا الوضع سيختلف الآن". وتابع بكداش:" في عام 2021 انخفضت الأكلاف الصناعية محليا وكنا نأمل ان تبلغ قيمة الصادرات 600 مليون دولار ولكن توالت الأزمات ولم نستطع تحقيق ذلك". وشدد على ان "المطلوب حاليا بالدرجة الأولى رفع حظر سفر السعوديين إلى لبنان وثانيا عودة التصدير إلى السعودية"، وأضاف: "لكن السؤال الأهم هل سنستطيع استعادة حصتنا في الأسواق الخليجية ودورنا بعد غياب أكثر من 6 سنوات لاسيما مع دخول المنتجات الصينية والتركية إليها وحلولها مكان المنتج اللبناني؟
ويؤكد بكداش ان "السعوديين والخليجيين بشكل عام يفضلون المنتج اللبناني ولكن الآن ستكون المنافسة شرسة أكثر من عام 2019 ولكننا سنحاول استعادة القسم الأكبر من السوق الخليجي".
ويتابع: ان "عددا من الصناعيين اللبنانيين سيُسافرون قريبا إلى السعودية لإعادة دراسة السوق وباشروا الاتصال بزبائنهم هناك لكي يستأنفوا ما كانوا يقومون به قبل عام 2019"، ولفت إلى ان " عددا من الصناعيين اضطرّوا لنقل مصانعهم إلى دول عربية أخرى ليتمكنوا من تصدير منتجاتهم إلى السعودية."
وختاما يُعيد بكداش التأكيد أنه "يجب إعادة درس الأسواق الخليجية لمعرفة ما هو وضع الصناعي اللبناني مع المُضاربين الجدد مثل تركيا والصين لأن كل المعطيات اختلفت عن السابق"، آملا في ان "تشكل زيارة الرئيس عون إلى الرياض بداية جديدة وأن تُساهم في عودة العلاقات الأخوية بين البلدين كما كانت عليه في السابق وإعادة تفعيل التصدير الذي توقف منذ عام 2019".
القطاع السياحي يستعد
من جهته، أبدى رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر تفاؤله بحصول نهضة سياحية في لبنان، مُشيرا إلى ان "خطاب قسم رئيس الجمهورية جوزاف عون فور انتخابه والبيان الوزاري للحكومة الجديدة يُشكلان بمثابة خارطة لإعادة لبنان إلى ما كان عليه قبل الأزمات أي ان يكون بلدا آمنا ومن دون حروب".
وقال الأشقر في حديث لـ "لبنان 24": "إذا عاد لبنان بلدا مستقرا مع جيش واحد ودولة تمسك قرار السلم والحرب والبدء بالإصلاحات وخاصة في ما يتعلق بالقضاء فهذه الخارطة هي التي ستُعيد السياحة والصناعة وتسهم في ازدهار لبنان وعودة الاستثمارات إليه". وأكد ان "الاجواء الإيجابية الحاصلة في لبنان حاليا دفعت بأصحاب الفنادق في بيروت ومختلف المناطق الى إعادة تأهيل مؤسساتهم إستعداداً لإستقبال السيّاح العرب والأجانب"، لافتا إلى ان "الاستثمارات في لبنان في ما يتعلق بالفنادق هي بمعظمها استثمارات خليجية مثل فندق الفورسينز والحبتور وغيرها."
وأشار إلى انه "قبل عام 2017 كان يزور لبنان نحو 400 أو 500 ألف سائح سعودي منهم من كان يمضي عطلة طويلة ومنهم فترة الأعياد ومنهم من كان يزور لبنان فقط لـ3 أيام أو 4 أيام"، لافتا إلى انه "حاليا يتواجد عدد لا بأس به من الكويتيين الذين أتوا للاستمتاع بثلوج لبنان".
وعن منافسة دول أخرى لبنان سياحيا، يقول الأشقر: "صحيح اصبح هناك وجهات سفر عديدة غير لبنان ولكن لبنان يبقى الإبن المدلل بالنسبة للسعوديين وللخليجيين وهو يقدم خدمات سياحية ونوعية حياة لا يمكن ايجادها في دول أخرى وهذا ما يميزه." وأكد الأشقر ان "القطاع السياحي في جهوزية دائمة لاستقبال السيّاح حتى في أيام الأزمات وأصبح هناك مناطق سياحية جديدة لم تكن على خارطة السياحة في لبنان وكل المناطق أصبحت تعتمد سياسة ترويجية وتسويقية تضعها في قلب المنافسة." ولفت إلى ان "زيارة الرئيس عون أمس الإثنين ستُمهد للاتفاقيات التي ستوّقع لاحقا ما بين البلدين".
إذًا يعوّل الصناعيون وأصحاب المؤسسات السياحية على عودة العلاقات مع السعودية إلى عصرها الذهبي كما يعوّل اللبنانيون على دعم الدول العربية وعلى رأسها السعودية التي لطالما وقفت إلى جانب لبنان في أحلك الظروف.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: إلى السعودیة بین البلدین الرئیس عون إلى لبنان فی لبنان إلى ان
إقرأ أيضاً:
صحيفة تكشف دور ياسر نجل عباس في كواليس زيارة والده للبنان.. كيف انتهت؟
كشفت صحيفة لبنانية ما قالت إنه كواليس زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى لبنان، ونتائج تلك الزيارة على الفلسطينيين هناك.
وقالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية إن الزيارة بإشراف ياسر نجل محمود عباس.
وبحسب الصحيفة فقد وصل ياسر إلى بيروت، قبل أيام من زيارة والده الرسمية، حيث عقد لقاءات بعيدة عن الأضواء مع شخصيات سياسية وأمنية، روّج أمامها بأن هناك قراراً فلسطينياً بتسليم سلاح المخيمات في لبنان.
وقالت الصحيفة إن ياسر عباس فتح قناةً خاصة على حسابه مع المسؤولين اللبنانيين، مروّجاً لمشروع غير منسّق مع أيّ من الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركة «فتح» نفسها.
وأضافت أنه تبيّن للمسؤولين اللبنانيين لاحقا أن عملية نزع السلاح أمر غير متّفق عليه حتى مع المسؤولين في حركة "فتح"، كما لم يحصل أي نقاش حوله مع أي قوة فلسطينية، بما فيها القريبة من رام الله. وتبيّن أن قادة "فتح" في لبنان عبّروا عن اعتراضهم على الخطوة، وذلك خلال اجتماعات عقدوها مع عباس، ثم كرّروا موقفهم أمام المسؤولين اللبنانيين.
وأكدت الصحيفة أن السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور، والمسؤول الفعلي لحركة فتح في لبنان، فتحي أبو العردات، أكّدا مراراً أمام الجانب اللبناني، أن أقصى ما يُمكن القيام به من قبل سلطة رام الله أو منظمة التحرير، هو تنظيم هذا السلاح وعدم السماح باستخدامه لتوريط لبنان في حرب.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة (لم تسمها) إن مسؤولي فتح في لبنان اصطدموا بياسر في أحد الاجتماعات التي حضرها أبو مازن وحصلت "مشادة" كبيرة رفض دبور على إثرها حضور الاجتماع الثاني الذي عقدته اللجنة المشتركة لمتابعة أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان.
وأوضحت الصحيفة أن الجانب اللبناني أكد للمسؤولين الفلسطينيين خلال اجتماعاتهم، أن لبنان لن يتخذ مساراً صدامياً، وأن الجيش اللبناني لن يدخل إلى المخيمات لينزع منها السلاح بالقوة، وأن على حامل المبادرة (عباس أو نجله أو جماعته) أن ينسّق مع باقي الفصائل الفلسطينية ويتفق معها على ذلك، وحين يتمّ جمع الأسلحة، يسلّمها الفلسطينيون أنفسهم للجيش اللبناني.
كما تبيّن، وفق الصحيفة، أن أكبر إنجاز لعباس، تمثّل في تأجيج الخلافات بين الأطراف الفلسطينية، وتبيّن للدولة اللبنانية أن القرار الذي حمله عباس وابنه اتُّخذ دون تشاور فلسطيني – فلسطيني، ما يجعل العملية كلها غير قابلة للتطبيق في المدى المنظور.
وكان ملف السلاح الفلسطيني، ضمن جدول أعمال الاجتماع الأمني الذي عُقد في القصر الرئاسي في بعبدا برئاسة الرئيس عون وحضور وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، ومدير المخابرات العميد طوني قهوجي، والمستشار الأمني والعسكري لرئيس الجمهورية العميد أنطوان منصور. وأُعلن على أثره أن «البحث تطرّق إلى الانقسام الفلسطيني الحاصل وتأثيره على الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه مع عباس الأسبوع الماضي».
ووفق الصحيفة فقد تبيّن أن النتيجة الأبرز التي حقّقتها زيارة عباس، هي تفاقم الخلافات بين مسؤولي "فتح"، حتى إن السفير دبور حاول عقد لقاء في السفارة قبل يومين لمناقشة الملف، لكنّ الكثير من الكوادر تغيّبوا، كما أعلن أبو العردات أنه لا يريد المشاركة في أي اجتماع، وهو يلازم منزله ولم يعد يرد على الهاتف.
وفي موضوع ذي صلة، كشفت ذات الصحيفة أن اللقاء الذي جمع محمود عباس برئيس مجلس النواب نبيه برّي كانَ عاصفاً. وقد تقصّد الأخير، رفع سقف كلامه في وجه عباس، وتحذيره من خطورة اللعب بهذا الملف والاستخفاف بعواقبه، وقال له صراحة: "إن أي خطأ في معالجة ملف بهذه الحساسية قد يؤدي إلى فتنة".
وصارح بري عباس بأنه "لا يُمكن المراهنة على الأمريكيين ومشروعهم، ودعاه إلى النظر إلى ما يحدث في لبنان حيث وقّعنا اتفاقاً لوقف إطلاق النار برعاية أمريكية، ورغم أننا ملتزمون به لا يزال العدو يعتدي على لبنان يومياً، ولا يفعل الأميركيون شيئاً لمنعه من ذلك"، لافتاً نظر ضيفه إلى "أن الجيش اللبناني أمامه مهام كبيرة، ولا يمكن دفعه للتورط في مشكلة من هذا النوع".