الوادي الأعلى .. مشاريع تنموية تروي جمال الطبيعة
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
تتميز سلطنة عُمان بثراء طبيعي وثقافي فريد، حيث تتناثر البلدات والقرى الصغيرة بين ولاياتها، كل منها يحمل سحرًا خاصًا يجذب الزوار ويجعلهم يفتتنون بجمالها، ومن بين هذه البلدات الساحرة، تبرز بلدة الوادي الأعلى بولاية بهلا، الواقعة أسفل جبل الكور، حيث تنساب الطبيعة الخلابة بين التلال كأغنية قديمة يرددها الزمان، وألهمت هذه البلدة الشاعر الجزائري الدكتور محمد ناصر، الذي استوحى من جمالها قصيدته الشهيرة «وادي الجلال والجمال»، التي جسدت في أبياتها روعة الطبيعة العُمانية.
جبل الكور
أكد الشيخ الدكتور عبدالله بن علي بن زاهر الهنائي، رئيس اللجنة الرئيسية بالوادي الأعلى، أن بلدة الوادي الأعلى تتمتع بموقع استراتيجي وطبيعة ساحرة تجعلها واحدة من أجمل البلدان في سلطنة عُمان، وأشار إلى أن البلدة تقع تحت سفوح جبل الكور، وتعد ملتقى لعدة أودية، مما يجعلها معبرًا طبيعيًا إلى جبل الكور وقراه، وأوضح الدكتور عبدالله أن الحكومة تعمل حاليًا على رصف الطريق المؤدي إلى جبل الكور، رغم التحديات التي واجهت المشروع لفترة طويلة، وعند اكتماله، سيختصر الطريق الوقت والمسافة بشكل كبير، حيث سيصل الزائر إلى جبل الكور في 15 دقيقة فقط بدلًا من ساعة كاملة، مؤكدًا أن هذا المشروع سيُسهم في إيجاد حركة اقتصادية وسياحية نشطة، كما سيكون منفذًا إضافيًا لربط قرى وادي العين، مما يعزز الروابط بين المناطق ويدفع عجلة التنمية.
ممشى الوادي الأعلى
يُعد مشروع ممشى الوادي الأعلى من أبرز المشاريع التنموية في البلدة، حيث يمتد بطول 3.3 كيلومتر، وعرض 3 أمتار، ويتميز برصفه ببلاط الإنترلوك الذي يوفر سطحًا آمنًا ومريحًا للمشاة، كما يتميز الممشى بنظام إضاءة يعتمد على الطاقة الشمسية عبر 220 عمودًا، مما يجعله صديقًا للبيئة ويقلل التكاليف التشغيلية، ويهدف المشروع إلى تحقيق عدة أهداف، منها تعزيز الصحة العامة وتوفير بيئة مثالية لممارسة رياضة المشي، وتقليل الحوادث المرورية من خلال تخصيص مسار آمن للمشاة بعيدًا عن الشوارع المزدحمة، وتعزيز السياحة وجذب الزوار بفضل الموقع الاستراتيجي الذي يربط بين معالم تاريخية وطبيعية.
وأشار الدكتور خليفة بن سيف الهنائي، المشرف العام على المشروع، إلى أن نسبة الإنجاز في المرحلة الأولى بلغت 60% بتكلفة 20 ألف ريال عُماني، مؤكدًا أن العمل جارٍ وفق الخطة الزمنية والمواصفات المحددة، مع متابعة دقيقة لضمان جودة التنفيذ.
ويعد مشروع مصلى العيد في الوادي الأعلى من المشاريع المميزة التي تجمع بين الجوانب الروحية والترفيهية، ويمتد المشروع على مساحة تفوق 10.000 متر مربع، ويتسع المصلى لأكثر من 5000 مصلٍّ، بالإضافة إلى ذلك، يضم المشروع متنزهًا سياحيًا يتناغم مع الطبيعة الخلابة للموقع، وتم تصميم المشروع بحلول هندسية مبتكرة، منها بناء جسور بطول 300 متر لحماية المنطقة من مخاطر السيول، كما يهدف المشروع إلى تعزيز السياحة الداخلية والخارجية، وتوفير بيئة مناسبة للفعاليات الثقافية والاجتماعية.
تعاون مجتمعي ودعم مؤسسي
يعتمد تمويل المشروع على مساهمات الأفراد والمؤسسات، حيث يتم تخصيص جزء من التبرعات كصدقات جارية، وقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى، التي شملت صب الخرسانة الأساسية، بينما تتطلب المرحلة الثانية تخصيص 25.000 ريال عماني لإنشاء الطريق الدائري وجسر الحماية.
وأكد راشد بن مهنا الهنائي، نائب رئيس اللجنة الرئيسية بالوادي الأعلى، أن تشكيل اللجنة جاء نتيجة إيمان المجتمع بمبدأ التعاون والتكاتف، وتضم اللجنة عدة فرق عمل، أبرزها اللجنة الإشرافية لمتابعة سير العمل، واللجنة الفنية للإشراف على الأعمال الهندسية، ولجنة العلاقات العامة للترويج للمشروع وجمع الدعم.
الجدير بالذكر أن المشاريع التنموية في الوادي الأعلى، مثل ممشى الوادي الأعلى ومصلى العيد، تسهم في تعزيز جودة الحياة وتحقيق التنمية المستدامة، كما تعكس هذه المشاريع روح التعاون المجتمعي والرؤية المشتركة لتحقيق التقدم والازدهار، وختامًا، أكد راشد بن سيف الهنائي أن هذه المشاريع ستُسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية بين أهالي الوادي الأعلى والوادي السافل، كما ستوفر بيئة صحية وسياحية تجعل من الوادي الأعلى وجهة مميزة في سلطنة عُمان.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الوادی الأعلى جبل الکور
إقرأ أيضاً:
جامعة حماة تقيم الملتقى الاقتصادي الشبابي للمساهمة بتأسيس رؤية تنموية جديدة
حماة-سانا
أقامت جامعة حماة اليوم الملتقى الاقتصادي الشبابي، بمشاركة نخبة من الشباب الطموح وأبناء المحافظة، في خطوة تهدف إلى صياغة رؤية اقتصادية شاملة، تعتمد على الكفاءات المحلية وتجارب الدول الناجحة.
وتحدث الدكتور أسامة القاضي في محاضرة بعنوان “الرؤية التنموية الاقتصادية لسوريا الجديدة” خلال الملتقى عن ضرورة تبني رؤية اقتصادية حديثة والاستفادة من تجارب الدول ذات الاقتصادات الناهضة، مؤكدا أن تطوير الاقتصاد السوري يتطلب التركيز على ثلاث كفاءات أساسية: هي البنية التحتية، ومناخ الأعمال، والكفاءات الحكومية، مع التأكيد على معايير الحرية الاقتصادية مثل “سيادة القانون، والكفاءة التنظيمية، والأسواق المفتوحة”.
وأضاف القاضي: إن المرحلة المقبلة يجب أن تركز على التنمية المتوازنة بين القطاعات الزراعية والصناعية والخدمية في المحافظات كافة، دون تهميش أي منطقة لصالح أخرى، مشيراً إلى أن الاقتصاد القوي يستند إلى ثلاث أولويات: هي “التعليم، والتصنيع، والتكنولوجيا”، مع تحسين مؤشرات الحرية الاقتصادية لتصل إلى 12 مؤشراً، وخفض مؤشر الكفاءة إلى 20 مؤشراً.
ورأى القاضي أن السياسات الاقتصادية يجب أن تُوجّه نحو التصنيع التصديري، مع ضرورة تنمية الطبقة الوسطى كونها المحرك الرئيس لأي اقتصاد ناجح، مشيراً إلى أهمية خفض مؤشر الفساد، لضمان مسار تنموي صحيح.
من جانبه، نظم الدكتور عبيدة الشققي ورشة عمل حول كيفية تأسيس المشاريع الصغيرة، موجهاً الشباب إلى ضرورة اتباع خطوات دقيقة كتحديد رؤية وهدف واضح للشركة، ودراسة السوق والزبون وسلوكيات الشراء، وتحليل المنافسين، وفهم عادات التوزيع والتسعير واستشراف احتياجات السوق المستقبلية، مؤكداً أن الشراكات المحلية ودمج المهن الصغيرة يمكن أن يكونا ركيزة أساسية لنجاح المشاريع الناشئة.
واختتم الملتقى بتفاعل كبير من الحضور، حيث عبر الشباب عن حماسهم لتبني أفكار اقتصادية مبتكرة تسهم في بناء سوريا الجديدة، فيما وعد المنظمون بمزيد من الجلسات وورشات العمل التخصصية خلال الأيام المقبلة.
تابعوا أخبار سانا على