شبكة اخبار العراق:
2025-06-23@07:17:37 GMT

متى يخرج العراق من أزماته

تاريخ النشر: 5th, March 2025 GMT

متى يخرج العراق من أزماته

آخر تحديث: 5 مارس 2025 - 10:50 صبقلم:زكي رضا
أزمة الحكم والأزمات الأجتماعية والأقتصادية في البلاد ليست وليدة اليوم، بل رافقت الدولة العراقية الحديثة منذ تأسيسها بدايات العقد الثاني من القرن الماضي لوقتنا هذا، الا أنّ شدّة الأزمات كانت تختلف وتتباين تبعا لشكل نظام الحكم وطريقة إدارة البلاد إقتصاديا وإرتباطا بما كان يدخل خزانة البلاد من ريع النفط الذي بقي ولليوم المورد المالي شبه الوحيد للبلاد .

لكنّ الأزمة الحقيقية التي أثّرت ولازالت على البلاد كمنت وتكمن في تخلّف بناء الدولة والمجتمع العراقي بأطيافه المختلفة، نتيجة فشل الأنظمة التي حكمت البلاد ومنها نظام المحاصصة اليوم في التوزيع العادل للثروة، وعدم تلبية حاجات الناس المعيشية وأنعزالها عن الجماهير ووقوفها خلف عشائرها وقبائلها وطوائفها. نتيجة هذا الفشل والمستوى المعاشي المنخفض لغالبية الجماهير بسبب الحروب والحصار وسوء الإدارة والفساد، ظهرت من رحم السلطات فئات سياسيّة لها صلاحيات هائلة بحكم موقعها وسطوتها من تلك التي تتحكّم بحياة الناس وتعمّق مشاكل البلاد. ولحاجة البلاد اليوم ونتيجة للمداخيل المالية الضخمة التي تتمتع بها وجشع كبير وفساد أكبر في إدارة الدولة، فأنّ الطغم السياسية التي تهيمن على السلطة طوّرت من مفهومها للفساد والنهب المنظّم لثروات البلاد ومساحتهما، في إشراكها مكاتب أحزاب السلطة وميليشياتها ومافياتها بل وحتى المؤسسات الدينية في هذا النهب المنظّم لثروات البلاد. هذا يعني أنّ هذه الفئات تمتلك إمتيازات خاصّة بل وخاصّة جدا على حساب بقية المجتمع، ما أدّى أو سيؤدي الى تحقيقها السيطرة النهائية على المجتمع مستقبلا نتيجة تحكمّها بآليات السوق وسيطرتها على مشاريع الدولة وضعف الأصوات السياسية المناهضة لها إذا ما أرتفعت أسعار النفط ، ما يقلّص الرقابة الشعبية على برامجها السياسية والأقتصادية. فهذه الفئات وكما ذكرنا قبل قليل تتحكم بقوت الناس متسلّحة بفتاوى رجال الدين وإرهاب الدولة الرسمي وشبه الرسمي، كما وأنّها تطور أمتيازاتها بشكل مستمر بإلتفافها على القوانين، أو إصدار قوانين جديدة ، أو الحصول على أستثناءت في القوانين المعمول بها خصوصا من تلك التي تتعلق بالتهرب الضريبي والتحكم بسوق العملة وتهريبها . وهذا يعني تعزيز مواقع القطط السمان هذه على حساب توسيع قاعدة الفقر وزيادة البطالة وسوء الخدمات والبنى التحتية للبلاد، ما سيؤدي الى زيادة التخلّف على جميع الصعد وأهمّها تخلف النظام التعليمي. عادة ما تؤدي مثل هذه السياسات من قبل السلطة الى تقليص القاعدة الأجتماعية لها، الا أنّ تخلّف المجتمع العراقي وضعف الأحزاب السياسية التي لها برامج سياسية تتقاطع وبرامج السلطة، وإستمرار نهج المحاصصة كوسيلة للحكم وغياب الديموقراطية وفساد القضاء، تقف ودون هذا التقلّص في قاعدتها الجماهيرية. فحتّى مقاطعة الجماهير للأنتخابات على سبيل المثال، لا يعني مطلقا أنّ السلطة فقدت قاعدتها الأجتماعية على الأطلاق. فهذه السلطة قادرة بخطاب أو فتوى أو تغريدة لأي رجل دين أو سياسي (شيعي- سنّي)، على تجييش الشارع طائفيا، وبالتالي تصبح القاعدة الأجتماعية اكثر وضوحا وسعة بعد أن يتمترس المجتمع خلف هوياته الفرعية وهذا ما تريده السلطة وتعمل على تغذيته. أنّ ما يغيب عن بال الجماهير ومن عليهم قيادتها من أحزاب ومنظمّات سياسية اليوم وهي تتعامل بشكل سلبي مع ما يجري في البلاد، هو أنّ فقرهم وفقر بلادهم ونهب المال العام من قبل السلطة وأذرعها سيساهمان في تفكك البلاد وربمّا أنهيارها مستقبلا. فعملية تآكل ما لم يتم تآكله من مشاريع بنيت منذ عشرات العقود ستتم بطريقة دراماتيكية، في أوّل إنخفاض حقيقي لأسعار النفط وتأثيره الكبير على إلتزامات السلطة في توفير رواتب جيوش الموظفين الحقيقيين والذين لا تحتاج السلطة الا الى نصفهم في أحسن الحالات لتسيير أمور دوائر الدولة الغارقة بالبيروقراطية، ورواتب الميليشيات المسلّحة وتلك المخصصة لجيوش وهميين آخرين ، وسيرافقها حتما أنهيار منظومة الفساد التي تحكم البلاد اليوم تاركة إيّاها أي البلاد بخزائن فارغة وديون كبيرة وفقر وبطالة وبنى تحتية متهالكة. إننا اليوم بحاجة ولخروج العراق من أزمته أو أزماته العميقة بالأحرى، الى عدم البحث عن حلول تأتي من السلطة وأحزابها، بل علينا أن نطرح أسئلة جديدة حول مستقبل شعبنا ووطننا، بعيدا عن خطاباتنا وتحليلاتنا السياسية القديمة تلك التي تجاوزها الزمن حول إمكانية ديموقراطية المنطقة الخضراء من حلّ مشاكل بلدنا وشعبنا. علينا أن نعلن وبوضوح من أنّ إستقرار بلدنا وبدء مشروع بناء الأنسان العراقي لا يتحققان وهذه الأحزاب على رأس السلطة. علينا إستفزاز العقل السياسي العراقي للعمل من أجل التغيير وخصوصا عقول الجماهير التي سعت وتسعى السلطة لتخلّفها، فمشاركة الجماهير في رسم سياسات البلاد هي الأساس لصياغة مشروع مجتمعي يضمن الديموقراطية الحقيقية في البلاد.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

كأس العالم للأندية.. الترجي يعيد البسمة لوجوه الجماهير العربية في المونديال

حمل الفوز الذي حققه الترجي التونسي على لوس أنجلوس إف سي الأمريكي الرقم 2 في تاريخ الفريق ببطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم.

ويشارك الترجي في مونديال الأندية، المقام حاليا بالولايات المتحدة، للمرة الرابعة في تاريخه، والأولى بالنظام الجديد للبطولة، التي تقام لأول مرة بمشاركة 32 فريقا.

ويتواجد الترجي في المجموعة الرابعة برفقة أندية فلامنجو البرازيلي وتشيلسي الإنجليزي بالإضافة إلى لوس أنجلوس، الذي تغلب عليه الفريق الملقب بـ"شيخ الأندية التونسية" 1 / صفر، مساء أمس الجمعة بالتوقيت المحلي "صباح اليوم السبت بتوقيت جرينتش".

وأصبح الترجي صاحب الانتصار الأول للأندية العربية في البطولة العالمية بشكلها الحديث.

https://twitter.com/DAZNFootball/status/1936206594749956128

وبدأت مشاركات الترجي في كأس العالم للأندية خلال نسخة المسابقة عام 2011، حينما كانت تقام بمشاركة 7 فرق فقط، حيث خسر 1 / 2 أمام السد القطري بالدور الثاني للمسابقة، قبل أن يخسر 2 / 3 أمام مونتيري المكسيكي في لقاء تحديد صاحب المركز الخامس.

وتلقى الترجي هزيمة موجعة صفر / 3 أمام العين الإماراتي خلال مشاركته في نسخة البطولة عام 2018، ثم تعادل 1 / 1 مع جوادالاخارا المكسيكي في الوقت الأصلي للقاء تحديد صاحب المركز الخامس، قبل أن يفوز عليه 6 / 5 بركلات الترجيح.

وفي النسخة التالية، التي أقيمت عام 2019، خسر الترجي صفر / 1 أمام الهلال السعودي، ثم حقق فوزه الأول في تاريخ مشاركاته بالمسابقة، حينما تغلب 6 / 2 على السد القطري في مباراة تحديد صاحب المركز الخامس.

وفي النسخة الحالية للبطولة، استهل الترجي مشاركته في المسابقة بالخسارة صفر / 2 أمام فلامنجو البرازيلي، لكنه حقق انتصارا ثمينا ومستحقا على لوس أنجلوس، ليرسم البسمة من جديد على وجه الجماهير العربية، التي لم تحقق أنديتها أي فوز في المسابقة قبل تحقيق الفريق التونسي انتصاره.

https://twitter.com/EsperanceTime_/status/1936214351981244459

وجاءت البداية مع الأهلي، الذي اكتفى بالتعادل بدون أهداف مع إنتر ميامي الأمريكي في المباراة الافتتاحية للمسابقة، ضمن منافسات المجموعة الأولى، قبل أن يخسر الفريق الأحمر صفر / 2 أمام بالميراس البرازيلي في الجولة الثانية، ويتأزم موقفه بشدة في الصعود لدور الـ16.

وبينما خسر الوداد البيضاوي المغربي صفر / 2 أمام مانشستر سيتي الإنجليزي بالمجموعة السابعة، التي شهدت أيضا خسارة قاسية للعين الإماراتي صفر / 5 أمام يوفنتوس الإيطالي، اقتنص الهلال السعودي تعادلا ثمينا 1 / 1 مع ريال مدريد الإسباني في المجموعة الثامنة.

ولا تزال الفرصة مواتية أمام الترجي للمضي قدما في البطولة والصعود لمرحلة خروج المغلوب، حيث يتعين عليه الفوز على تشيلسي في الجولة الأخيرة للمجموعة، إذا أراد استمرار مغامرته في البطولة.

ويحتل الترجي المركز الثالث حاليا في ترتيب المجموعة الرابعة برصيد 3 نقاط، بفارق هدف وحيد خلف تشيلسي، صاحب المركز الثاني، المتساوي معه في ذات الرصيد، بينما يتربع فلامنجو على القمة برصيد 6 نقاط، ليصبح أول المتأهلين لدور الـ16 في البطولة الحالية، قبل لقائه "الشرفي" في الجولة الثالثة مع لوس أنجلوس، القابع في مؤخرة الترتيب بلا نقاط، الذي ودع البطولة رسميا.

مقالات مشابهة

  • ديانج: الأهلي جاهز لتحقيق نتيجة إيجابية تسعد الجماهير أمام بورتو
  • روسيا: إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك أسلحة نووية
  • غضب الجماهير من ليوناردو بعد إهدار فرصة حاسمة أمام سالزبورغ .. فيديو
  • الموسوي: ايران الدولة الأولى التي تقف على خط الجهاد لتمثل قلعة المقاومة
  • النعمي: البعض يعتبر الحرب صفقة تضمن له الإفلات من العقاب والبقاء في السلطة
  • اجتماع “بورتسودان” ..فخاخ اتفاق جوبا وضرورة الدولة
  • رشيد يرفض دعوة المحكمة الاتحادية لتدخل الأحزاب السياسية لحل خلافاتها مع محكمة التمييز
  • غوتيريش يحذر: الصراع الإسرائيلي الإيراني قد يخرج عن السيطرة بسرعة
  • في ذكرى ميلاده.. علي الشريف "دياب الأرض" الذي خرج من السجن إلى قلوب الجماهير
  • كأس العالم للأندية.. الترجي يعيد البسمة لوجوه الجماهير العربية في المونديال