طالب عمير

رغم إعلان توقف العدوان الإسرائيلي على غزة، إلا أن معاناة الأطفال في القطاع لا تزال مُستمرّة، ولا تبدو على وشك الانتهاء. فالحصار الإسرائيلي الذي تفرضه سلطات الاحتلال لا يزال يشكل الوجه الآخر لجريمة حرب ممنهجة تستهدف الطفولة الفلسطينية وتدمير مستقبلها. يتجسد ذلك في الصور المؤلمة للأطفال الذين فقدوا أطرافَهم نتيجةَ القصف العشوائي على المنازل والمستشفيات والمدارس، ليجدوا أنفسهم في مواجهة مع واقع مرير يقتلعهم من حياتهم الطبيعية.

الغارات الوحشية التي استهدفت الأبرياء لم تترك آثارًا فحسب على الجسد، بل امتدت لتشوه روح هؤلاء الأطفال، مما جعلهم يعانون من جروح جسدية ونفسية عميقة. ووسط هذا الوضع المأساوي، يبدو أن المجتمع الدولي عاجز عن تقديم دعم حقيقي في مواجهة هذه الجرائم.

تقارير منظمات حقوق الإنسان تشير إلى أن هذه الإصابات ليست عرضية، بل جزء من سياسة مدروسة تهدف إلى تدمير الأجيال القادمة من خلال استهداف أجساد الأطفال، وحرمانهم من العلاج الضروري.

المأساة تتفاقم مع الحصار الذي يمنع دخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الأدوية والأطراف الصناعية اللازمة للأطفال الذين فقدوا أطرافهم. فالمستشفيات في غزة، التي تعاني أَسَاساً من قلة الإمْكَانيات، تجد نفسها غير قادرة على تقديم العناية المطلوبة؛ بسَببِ النقص الحاد في المعدات الطبية. بينما تقف فرق الإغاثة الإنسانية عاجزة أمام الحواجز التي يفرضها الاحتلال على مرور المساعدات؛ مما يعرض حياة العديد من الأطفال للخطر.

الحصار الإسرائيلي لا يقتصر فقط على منع العلاج، بل يسعى إلى القضاء على أي أمل في تعافي الأطفال، وتحويلهم إلى ضحايا دائمين يعانون من إعاقات جسدية لا يمكن إصلاحها. هذا السلوك يشير إلى أن الاحتلال لا يكتفي بالقصف والتدمير، بل يسعى إلى إبقاء الفلسطينيين في حالة من العجز المُستمرّ؛ مما يعزز من مخطّطاته لقتل الأمل وحرمانهم من الحق في الحياة الكريمة.

وفي هذا السياق، يصبح من الواضح أن سياسة الاحتلال ليست مُجَـرّد عدوان عسكري عابر، بل هي عملية إبادة منهجية تستهدف الإنسان الفلسطيني في جسده وعقله، محاولًا سحق إرادته وتدمير مقومات حياته.

رغم هذا الوضع القاسي، يظل الشعب الفلسطيني، وخَاصَّة الأطفال، رمزًا للصمود، حَيثُ يثبتون أن الاحتلال مهما ارتكب من جرائم، لن يستطيع كسر عزيمتهم أَو القضاء على إرادتهم في النضال؛ مِن أجلِ الحرية.

إن ما يحدث في غزة هو جريمة مروعة تستدعي تحَرّكًا عاجلًا من المجتمع الدولي لوضع حَــدّ لهذه الانتهاكات وضمان توفير العلاج والمساعدات الإنسانية للمحاصرين.

إغفال هذه المسؤولية سيكون بمثابة تواطؤ مع الاحتلال في ارتكاب هذه الجرائم.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

منتقبة تستأجر 5 أطفال لاستغلالهم في التسول بالشروق (تفاصيل)

كشفت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية، ملابسات منشور متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعى يتضمن قيام بعض الأطفال وبصحبتهم سيدة منتقبة بممارسة أعمال التسول واستجداء المارة والتعدي عليهم بدائرة قسم شرطة الشروق بالقاهرة.

وبالفحص تم تحديد وضبط مرتكبي الواقعة (ربة منزل، 5 أطفال)، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة.

وأقرت السيدة أنها قامت بالاتفاق مع والدتي الأطفال على استغلالهم في أعمال التسول نظير مبالغ مالية، كما تم ضبط والدتي الأطفال المشار إليهم، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.

اقرأ أيضاً«الداخلية» تضبط 38 طن دقيق مدعم خلال 24 ساعة

مصرع 4 عناصر شديدة الخطورة في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة

اندلاع حريق في عقار من 7 طوابق بالدقي.. والدفع بـ 3 سيارات إطفاء

مقالات مشابهة

  • يحدث في غزة فقط!
  • ما الذي يفعله فينا عجزنا تجاه أطفال غزة؟
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: توسع الاحتلال الإسرائيلي في غزة يعمق الكارثة الإنسانية
  • 250 مليون جنيه لفرش وتجهيز مستشفى شفا الأطفال بجامعة سوهاج
  • الاحتلال يقتل يقين.. الطفلة التي كانت تصوّر وجع غزة
  • منظمة سويسرية تدعو للتحقيق في أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" التي ستوزع المساعدات بسبب شكوك في حيادها
  • مأساة مفجعة .. قصة طبيبة أطفال فقدت 9 أبناء تحت أنقاض منزلها في غزة
  • عبدالعزيز بن سلمان يلتقي أطفال كاوست ويزرع الأمل في عيون المستقبل
  • “إسرائيل” تمنع غولان من الخدمة العسكرية بعد انتقاده قتلها أطفال غزة
  • منتقبة تستأجر 5 أطفال لاستغلالهم في التسول بالشروق (تفاصيل)