في أقصى جنوب البحر الأحمر، حيث تمتزج العادات بالتقاليد، يحتفظ أهالي حلايب وشلاتين بموروثهم الغذائي العريق، متشبثين بأطباقهم التقليدية رغم ما شهده المجتمع من تغيرات متسارعة. ورغم انتشار وسائل الإعلام الحديثة وتنوع المؤثرات الثقافية، لا تزال هذه المناطق تحافظ على خصوصيتها، لاسيما في شهر رمضان، حيث تبرز طقوس غذائية متوارثة تجسد أصالة المكان وسكانه.

رمضان بطعم الموروث الغذائي

يولي أهالي حلايب وشلاتين اهتمامًا خاصًا بالأطباق التقليدية خلال الشهر الكريم، حيث تتصدر لحوم الجمال والخراف الموائد الرمضانية. وتبرز "الغمسة" كأحد الأطباق الأكثر شهرة، وهي حساء سمكي متبل يستهوي سكان المناطق الساحلية، إلى جانب أكلات أخرى مثل العصيدة، السلات، والجابوري، التي تحظى بمكانة كبيرة لدى الأهالي.

أطباق تقاوم النسيان

تُعد العصيدة وجبة رئيسية في رمضان، تتكون من دقيق ممزوج بالماء والملح واللبن، مع إضافة العسل الأسود لمنحها قيمة غذائية عالية، ما يجعلها مثالية للصائمين في ظل الأجواء الحارة. أما السلات، فهي لحوم مشوية على الأحجار الحامية، حيث تتيح هذه الطريقة التخلص من الدهون الزائدة، ما يمنحها نكهة فريدة ومذاقًا شهيًا.

ولا تخلو المائدة الرمضانية من الجابوري، وهو عجين يُخبز على الفحم ثم يُدفن تحت الرمال الساخنة لمدة نصف ساعة حتى ينضج، ليصبح طبقًا أساسيًا في وجبات الإفطار والسحور.

مشروب الضيافة والمذاق الفريد

لا تكتمل الطقوس الغذائية في هذه المناطق دون مشروب الجبنة، وهو القهوة التقليدية لأهل الجنوب. يُحضَّر بتحميص البن الأخضر وإضافة نكهات خاصة، ويُقدَّم للضيوف كرمز للكرم وحفاوة الاستقبال، فضلاً عن كونه المشروب المفضل لمقاومة العطش خلال الصيام.

هوية متجذرة عبر الأجيال

تمثل هذه الأطعمة والمشروبات أكثر من مجرد أطباق على المائدة الرمضانية، فهي جزء لا يتجزأ من التراث الثقافي لسكان حلايب وشلاتين، تعكس هويتهم وتاريخهم، وتؤكد ارتباطهم العميق بجذورهم رغم كل التغيرات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الغردقة شلاتين شهر رمضان حلايب وشلاتين البحر الاحمر حلایب وشلاتین

إقرأ أيضاً:

المجلس الأعلى للدولة يؤكد دعمه للمشاريع الثقافية والحضارية

شارك رؤساء اللجان الدائمة بالمجلس الأعلى للدولة، إلى جانب عدد من أعضاء المجلس، يوم الجمعة الموافق 12 ديسمبر، في حفل افتتاح المتحف الوطني بالعاصمة طرابلس، بدعوة من رئيس حكومة الوحدة الوطنية، المهندس عبد الحميد الدبيبة.

وتأتي هذه المشاركة تأكيدًا لدعم المجلس للمشاريع الثقافية والحضارية التي تعزز الهوية الوطنية وتصون الذاكرة التاريخية للشعب الليبي. وشكّل حفل الافتتاح مناسبة وطنية جسّدت محطات تاريخ ليبيا المتعاقبة، وربطت بين عمق الموروث الحضاري واستشراف المستقبل.

ويعد افتتاح المتحف الوطني، بعد أربعة عشر عامًا من الإغلاق، خطوة محورية في إحياء أحد أبرز الصروح الثقافية في ليبيا، بما يعزز الهوية الوطنية ويحفظ التراث للأجيال القادمة، ويتيح الفرصة للزوار للتعرف على تاريخ البلاد الغني وموروثها الثقافي المتنوع.

توقف عمل المتحف الوطني في طرابلس منذ 2011 بسبب الأحداث السياسية والاضطرابات الأمنية، ما أثر على الحفاظ على المقتنيات والمواد الأثرية المهمة. ويشكل إعادة افتتاحه اليوم رمزًا للانطلاق نحو تعزيز الثقافة الوطنية والحفاظ على الموروث الليبي، إلى جانب دوره في دعم السياحة الثقافية وتشجيع الأجيال الجديدة على الاهتمام بتاريخ بلادهم.

آخر تحديث: 13 ديسمبر 2025 - 15:29

مقالات مشابهة

  • مي عمر تبدأ رحلة “الست موناليزا” الرمضانية مع حازم إيهاب في عمل جديد مليء بالإثارة والتشويق
  • الصهيونية الليبرالية قشرة الحداثة فوق بنية استعمارية
  • إسرائيل تقاوم ضغوطا لبدء المرحلة الثانية باتفاق غزة وحماس تؤكد التزامها
  • أصيلة: حارسة عامة تقتل إبنتها ذات الأربع سنوات وتحاول الانتحار
  • الفنون الشعبية تزيّن مشاركة إمارة الباحة في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل
  • الخيمة التراثية بنجران تسهم في نقل الموروث الثقافي بين الأجيال
  • المجلس الأعلى للدولة يؤكد دعمه للمشاريع الثقافية والحضارية
  • السلامي بعد عبور العراق: تأهل بطعم الحزن.. وإصابة يزن النعيمات تخيم على أفراح الأردن
  • تأجيل النظر بقضية المسامرة الرمضانية ضد الغنوشي إلى يناير المقبل
  • رحيل شاب من حلايب أثناء أداء العمرة بمكة المكرمة