حماس توضح الهدف من مفاوضاتها المباشرة مع أمريكا.. وتتهم ترامب بـازدواجية المعايير
تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT
(CNN)-- اتهم مشير المصري أحد كبار قادة حركة "حماس" في غزة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"ازدواجية المعايير بشكل صارخ" بعد مطالبته بالإفراج الفوري عن الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة- لكنه قال لشبكة CNN إن اجتماعات حماس المباشرة مع المسؤولين الأمريكيين "تهدف إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة".
وكان مشير المصري يتحدث إلى شبكة CNN من غزة، بعدما أكد الأبيض أنه أجرى مفاوضات مباشرة مع حماس بهدف تأمين إطلاق سراح الرهائن في غزة، مخالفا بذلك سياسة منذ فترة طويلة بعدم التفاوض مع الجماعات التي يعتبرها منظمات إرهابية.
وتأتي التصريحات أيضا بعدما أصبح اتفاق وقف إطلاق النار في غزة معلقا بخيط رفيع، بعد أن أوقفت إسرائيل المساعدات الحيوية إلى القطاع في محاولة للضغط على حماس للتراجع عن رفضها لمقترح معدل لتمديد المرحلة الأولى من الصفقة.
وقال مشير المصري لشبكة CNN، الخميس، إن "أي اجتماعات تُعقد مع الجانب الأمريكي تهدف إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة، وإنهاء الحرب على قطاع غزة، ووقف العدوان على شعبنا الفلسطيني".
وأضاف المصري: "لا يمكن تحقيق الاستقرار إلا من خلال الاتفاق مع حماس، وأعتقد أن اللقاءات مع الجانب الأمريكي تهدف إلى تحقيق هذا الهدف".
ومنذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، رفضت إسرائيل إجراء محادثات مباشرة مع حماس وتعهدت بالقضاء على الحركة.
وفي أعقاب الأنباء عن المحادثات بين الولايات المتحدة والحركة المسلحة، قالت إسرائيل إنها "أعربت للولايات المتحدة عن موقفها بشأن المحادثات المباشرة مع حماس" دون أن تعلن ما هو موقفها.
وقال المصري إن حماس تريد حل قضية الرهائن الأمريكيين- الإسرائيليين في غزة مقابل بدء مفاوضات حول المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، حيث يتم الإفراج عن الرهائن الأحياء المتبقين مقابل وقف دائم للقتال.
ويُعتقد أن رهينة أمريكي واحد فقط على قيد الحياة وهو عيدان ألكسندر، لا يزال في غزة. كما تحتجز الحركة جثث أربعة أمريكيين قتلى. ويعتقد أن ما لا يقل عن 12 أمريكيا- إسرائيليا تم أخذهم كرهائن في 7 أكتوبر.
وقال المصري إن ترامب "يتحدث عن الرهائن الإسرائيليين، الذين يبلغ عددهم بضع عشرات فقط، بينما يتجاهل ما يقرب من 10 آلاف معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية".
وتضغط إسرائيل على حماس لتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المزيد من الرهائن، دون تقديم أي التزام قوي بسحب قواتها والتحرك لإنهاء الحرب.
ورغم المحادثات بين حماس والولايات المتحدة، لم يكن هناك أي تراجع في تهديدات ترامب لحماس. والخميس، نشر على حسابه على موقع Truth Social أن حماس يجب أن تطلق سراح جميع الرهائن الآن وإلا فسيكون هناك "جحيم يُدفع ثمنه".
وأثار المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، مخاوف بشأن العمل العسكري الأمريكي في غزة، الخميس، وقال للصحافيين في البيت الأبيض إنه "من غير الواضح" ما سيحدث إذا لم تستجب حماس للمطالب الأمريكية بإطلاق سراح الرهائن".
وقال: "أعتقد أنه سيتم اتخاذ بعض الإجراءات. يمكن أن يكون ذلك بالاشتراك مع الإسرائيليين. الأمر غير واضح الآن. لكنني أعتقد أن حماس لديها فرصة للتصرف بشكل معقول. وللقيام بما هو صحيح".
وقال المصري، وهو أيضا عضو في المجلس التشريعي الفلسطيني عن شمال غزة، إن تهديدات ترامب الأخيرة "مصممة بهدف توفير غطاء آمن لإسرائيل لارتكاب المزيد من أعمال الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني". وحث المصري إدارة ترامب على ألا تكون تصبح "نسخة طبق الأصل" من إدارة بايدن في دعمها لإسرائيل.
وأضاف المصري لشبكة CNN: "من المهم أن يظل الوسيط محايدا، ويقف في المنتصف، ويعمل على سد الفجوة بين الطرفين، لسوء الحظ، هذا ليس ما نراه من الإدارة الأمريكية".
وزعم أن "الإدارة الأمريكية، من خلال انحيازها السافر تجاه إسرائيل، تضع نفسها كطرف في الصراع وليس كوسيط".
وأضاف: "التهديدات والترهيب لن تكون فعالة. ومحاولات التهجير القسري لسكان غزة غير مجدية".
وقال ترامب مرارا وتكرارا إن السكان الفلسطينيين في غزة يجب أن يغادروا المنطقة، حتى تتمكن الولايات المتحدة من السيطرة عليها وبناء "ريفييرا" شرق أوسطية.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الإدارة الأمريكية الجيش الإسرائيلي الحكومة الإسرائيلية حركة حماس دونالد ترامب غزة مع حماس فی غزة
إقرأ أيضاً:
مصادر مصرية: جماعات فلسطينية موالية لإسرائيل تتوسع في غزة
أفادت رويترز عن ثلاثة مصادر أمنية وعسكرية مصرية بإن الجماعات الفلسطينية المناهضة لحركة حماس، والمدعومة من إسرائيل، كثفت نشاطها في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية داخل قطاع غزة منذ بدء الهدنة الأخيرة، مشيرة إلى أن عدد مقاتلي هذه الجماعات ارتفع إلى نحو ألف عنصر، بزيادة 400 مقاتل منذ وقف إطلاق النار في أكتوبر.
وبحسب المصادر، تعمل هذه الجماعات على توسيع عملياتها في ظل غياب اتفاق شامل بشأن مستقبل القطاع، متوقعة أن يزداد نشاطها خلال الفترة المقبلة مع استمرار حالة الجمود السياسي.
وتشارك مصر، المتاخمة لغزة، بعمق في المفاوضات المتعلقة بالصراع، ويتوقع مسؤولوها أن تزيد هذه الجماعات نشاطها في ظل غياب اتفاق شامل بشأن مستقبل غزة.
ورغم أن هذه المجموعات ما تزال صغيرة ومحلية الطابع، فإن ظهورها يضيف ضغوطا جديدة على حركة حماس التي تعيد تثبيت قبضتها في المناطق التي تسيطر عليها داخل غزة، ما يخلق حالة من التعقيد أمام أي جهود تهدف إلى استقرار القطاع الذي دمرته الحرب على مدى العامين الماضيين.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أقر منتصف العام بدعم إسرائيل لهذه التحركات العشائرية المناهضة لحماس، لكنه لم يقدم تفاصيل حول طبيعة هذا الدعم أو حجمه.
وفي الأسبوع الماضي، قتل ياسر أبو شباب، الشخصية المحورية في جهود تشكيل قوات مناهضة لحماس في منطقة رفح جنوبي غزة. وقالت مجموعته، "القوات الشعبية"، إنه قتل أثناء وساطة في نزاع عائلي من دون تحديد الجهة التي قتلته. وتولى نائبه، غسان دهيني، القيادة متعهدا بمواصلة النهج ذاته.
حماس، التي تسيطر على غزة منذ 2007 وترفض حتى الآن نزع سلاحها بموجب خطة وقف إطلاق النار، وصفت هذه الجماعات بأنها "عملاء"، وهو توصيف يقول محللون فلسطينيون إنه يحظى بقبول واسع بين الجمهور. وقد تحركت سريعا ضد فلسطينيين تحدوا سيطرتها بعد بدء الهدنة المدعومة أميركيا، وقتلت العشرات، بينهم من اتهمتهم بالعمل مع إسرائيل.
يعيش نحو مليوني فلسطيني في مناطق تسيطر عليها حماس، حيث تعمل الحركة على إعادة تثبيت قبضتها، ويقول أربعة مصادر من حماس إنها ما زالت تقود آلاف المقاتلين رغم الخسائر الكبيرة أثناء الحرب.
لكن إسرائيل ما زالت تسيطر على أكثر من نصف غزة ، وهي مناطق ينشط فيها خصوم حماس بعيدا عن متناولها. ومع بطء تقدم خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاصة بغزة، لا تلوح في الأفق أي انسحابات إسرائيلية إضافية قريبا.
ونقلت رويترز عن دبلوماسي قوله إن الجماعات المناهضة لحماس لا تحظى بأي قاعدة شعبية، لكنه أضاف أن ظهورها يثير مخاوف بشأن استقرار القطاع، ويزيد مخاطر نشوب صراع داخلي بين الفلسطينيين.
ومنذ مقتل أبو شباب، نشرت مجموعته ومجموعتان أخريان تسجيلات تظهر عشرات المقاتلين مجتمعين، بينما يسمع قادة وهم يصفونه بالشهيد ويتعهدون بالاستمرار.
ويظهر مقطع مصوّر نشر في 5 ديسمبر، دهيني وهو يخبر المقاتلين بأن مقتل أبو شباب "خسارة فادحة"، ويضيف أنهم "سيواصلون هذا الطريق بقوة، وبقوة أكبر".
وتحققت رويترز من موقع التصوير في محافظة رفح، وهي منطقة ما تزال القوات الإسرائيلية منتشرة فيها عبر مطابقة المباني والجدران والأشجار مع أرشيف الصور وصور الأقمار الصناعية.
وفي 7 ديسمبر، أعلن دهيني إعدام رجلين قال إنهما من مقاتلي حماس، اتهمهما بقتل أحد أفراد مجموعته. وقال مسؤول أمني في تحالف الفصائل المسلحة بقيادة حماس إن مثل هذه الأعمال لا "تغير الحقائق على الأرض".
وقال حسام الأسطل، قائد فصيل آخر مناهض لحماس في منطقة خان يونس، إنه اتفق مع دهيني على أن "الحرب على الإرهاب ستستمر" خلال زيارة لقبر أبو شباب في رفح. وأضاف: "مشروعنا، غزة الجديدة (...) سيمضي قدما".
وقال الأسطل، في اتصال مع رويترز أواخر نوفمبر، إن مجموعته تتلقى أسلحة وأموالا ودعما آخر من "أصدقاء" دوليين امتنع عن تسميتهم. ونفى تلقي دعم عسكري من إسرائيل، لكنه أقر بوجود تواصل معها بشأن "تنسيق دخول الغذاء وكل الموارد اللازمة للبقاء".
وأشار إلى أنه يتحدث من داخل غزة، في منطقة خاضعة للسيطرة الإسرائيلية قرب "الخط الأصفر" الذي انسحبت خلفه القوات الإسرائيلية. وقال إن مجموعته استقطبت مجندين جدد بعد الهدنة، وصارت تضم عدة مئات من الأعضاء، من مقاتلين ومدنيين. وأكد مصدر قريب من "القوات الشعبية" أنها توسعت كذلك، دون تقديم عدد محدد.
وقال المتحدث باسم حماس حازم قاسم إن الأجهزة الأمنية ستلاحق المتعاونين "حتى القضاء على هذه الظاهرة". لكنه أوضح أنهم "محميون من جيش الاحتلال في المناطق التي تتواجد فيها هذه القوات، ما يصعّب عمل الأجهزة الأمنية"، وذلك في تصريحات لرويترز قبل مقتل أبو شباب.