زيارة ترامب إلى بريطانيا قد تخلق أزمة دستورية في بريطانيا
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
قال الكاتب البريطاني سيمون هيفر، إن دعوة دعوة الملك تشارلز الثالث، للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيارة المملكة المتحدة، قد تتسبب في أزمة دستورية، ربما تصل إلى حد تنحي الملك عن العرش.
وأوضح في مقال بصحيفة "التلغراف" أن البعض وصف دعوة الملك لترامب لزيارة بريطانيا بسوء التقدير، والسبب وراء ذياك قيام الأخير علنا بإهانة حليف مزعوم، وهو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي.
ولفت إلى أنه وبمجرد أن أبلغ كير ستارمر الملك برغبة وزرائه، كان على الملك الامتثال، ونقل عن أحد السياسيين البارزين: "لن يتم جر الملك إلى السياسة، سيتبع نصيحة رئيس وزرائه. الزيارات الرسمية جزء أساسي من القوة الناعمة، وليس لدينا سوى القوة الناعمة."
وأوضح أنه في حال كان الملك قد اعترض، فإن رفضه كان سيؤدي إلى أزمة دستورية استقالة رئيس الوزراء والحكومة، وإجراء انتخابات عامة بشأن هذه القضية، وإذا بقي ستارمر في منصبه بعد الانتخابات واستمر الملك في رفضه، فقد يؤدي ذلك إلى تنازل الملك عن العرش.
وتابع: "لحسن الحظ، لم يحاول أي ملك تجاهل رغبات حكومته منذ القرن السابع عشر، وهو ما جعل النظام الملكي يحظى بالاحترام".
وقال هيفر إنه ربما كانت الزيارة الرسمية الأكثر إثارة للجدل في الذاكرة الحديثة هي زيارة الإمبراطور الياباني هيروهيتو، الذي بقي على العرش رغم هزيمة بلاده في عام 1945، وكانت القوة الاقتصادية لليابان قد أقنعت حكومة إدوارد هيث بأنه من المجدي التقرب من هيروهيتو. ولكن بعد ربع قرن فقط من تلك الحرب، كان العديد من قدامى المحاربين لا يزالون على قيد الحياة، بمن فيهم أولئك الذين عانوا من معسكرات الأسرى اليابانية القاسية.
عندما مر هيروهيتو مع الملكة الراحلة إليزابيث الثانية في عربة مفتوحة في أكتوبر 1971، اصطف آلاف المتظاهرين في شارع "ذا مول"، وأداروا ظهورهم له في صمت، وارتدى بعضهم قفازات حمراء لترمز إلى الدماء التي يحملونه مسؤوليتها. وفي مأدبة العشاء الرسمية، قالت الملكة: "لا يمكننا التظاهر بأن الماضي لم يكن موجودا."
وبعد سبع سنوات، عندما طلبت حكومة كالاهان استضافة الزعيم الروماني نيكولاي تشاوشيسكو وزوجته لتحسين العلاقات مع الكتلة السوفيتية، حاولت الملكة تجنبه. كانت تخفي نفسها خلف شجيرة في حديقة قصر باكنغهام أثناء المشي مع كلابها، وتم إخفاء المقتنيات الثمينة لمنع سرقتها، والأسوأ من ذلك، اضطرت إلى منحه لقب فارس، الذي جرد منه لاحقا.
بالإضافة إلى تصرفه الأخير في المكتب البيضاوي، يتهم منتقدو ترامب بالتمييز الجنسي والعنصرية. كما وصف تغير المناخ وهي قضية يدافع عنها الملك منذ سنوات بأنه "واحدة من أكبر الخدع على الإطلاق" وليس من الصعب الاعتقاد بأن الملك قد ينظر بسلبية إلى تصرفات الرئيس السابقة، وربما استنكر الطريقة التي تعامل بها مع زيلينسكي.
ولكن الملك ليس بلا سلطة. فقد حدد الكاتب الدستوري في القرن التاسع عشر، والتر باجهوت، ثلاثة حقوق تطورت للملوك في ظل الملكية الدستورية: حقهم في استشارتهم، وحقهم في تقديم المشورة، وحقهم في التحذير.
وقال الكاتب إنه تمت استشارة الملك بشأن زيارة ترامب من قبل رئيس الوزراء. ما لا نعرفه، ولن نعرفه إلا عندما يتم الإفراج عن الوثائق بعد عقود، هو ما إذا كان الملك قد قدم نصيحة لستارمر حول كيفية صياغة الدعوة، أو حتى حذره من العواقب المحتملة. قد يختار ستارمر تجاهل مثل هذا التحذير، لكن أحد المقربين من القصر قال إن أسلوب الملك الحالي يختلف تماما عن أسلوب والدته الراحلة، وإنه قد يوجه تحذيرا "صارما" لرئيس وزرائه إذا تدهورت الأمور، فهو "حساس للغاية" للرأي العام.
وبعد حادثة زيلينسكي، قال سياسيون من مختلف الأحزاب إنه يجب إلغاء الدعوة. قال زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي، جون سويني، إن من "الصعب تصديق" أن الدعوة لا تزال قائمة، بينما أرادت النائبة عن حزب المحافظين، أليشيا كيرنز، إلغاؤها. وهناك شائعات عن استياء داخل حزب العمال نفسه، حيث التزم الكثير من معارضي ترامب الصمت حتى الآن.
وانتقدت كندا، التي يعتقد ترامب أنها يجب أن تصبح "الولاية الأمريكية رقم 51"، هذه الزيارة أيضا. قال وزير سابق: "لا أعتقد أن ترامب يدرك أن الملك هو رئيس الدولة في كندا أيضا".
وفي مقابلة مع صحيفة التلغراف هذا الأسبوع، دعت دانييل سميث، رئيسة وزراء ألبرتا، الملك علنا إلى الوقوف في وجه ترامب بسبب تهديده بضم كندا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الملك تشارلز ترامب بريطانيا بريطانيا ترامب الملك تشارلز صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يشكر ترامب على هجوم إيران.. القوة تأتي أولا ثم السلام
أعرب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن شكره للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تنفيذ الهجوم على المواقع النووية الإيرانية.
وقال نتنياهو في كلمة له فجر الأحد بعد الضربات الأمريكية، إن القوة تأتي أولا ثم بالسلام، مضيفا أن ترامب وأمريكا تصرفا بكثير من القوة وقراره الجريء استهداف منشآت إيران النووية سيغير التاريخ.
وأكد أن الهجوم الأمريكي على المواقع النووية الإيرانية تم بالتنسيق الكامل مع إسرائيل، مشيرا إلى أن ترامب اتصل به فور انتهاء العملية.
ووصف نتنياهو البرنامج النووي الإيراني بأنه تهديد وجودي لإسرائيل ويعرض السلام العالمي للخطر.
من جهتها قالت هيئة البث الإسرائيلية إن نتنياهو وترامب أجريا اتصالا هاتفيا قبل ساعات من الهجوم الأميركي على المنشآت الإيرانية.
وسبق أن وقالت شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية، إن ترامب تحدث مع نتنياهو بعد تنفيذ الضربات الأميركية على إيران.
ونقلت القناة 14 عن مسؤول كبير أن ترامب أبلغ نتنياهو أمس السبت بتوقيت شن الهجمات على المواقع الإيرانية.
من جهته قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن" نتنياهو هو الذي قاد هذا التحرك التاريخي وأظهر روح قيادة غير مسبوقة"، مشيرا إلى أن "قرار المجلس الإسرائيلي المصغر الذهاب نحو عملية عسكرية ضد إيران أزال خطر الإبادة عن الإسرائيليين".
ونقلت القناة 14 عن مسؤول إسرائيلي أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل تنفيذ مهمات عملياتية وتم التصرف وفقا لذلك.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني أن القصف الأميركي على إيران تحول دراماتيكي ولا شك أنه لحظة تاريخية، لافتا إلى أن هناك حالة تأهب قصوى في المنطقة.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن سلاح الجو الإسرائيلي في حالة استنفار واسع في مناطق مختلفة، مبينة أن اجتماع نتنياهو مع القيادات الأمنية والعسكرية ما يزال مستمرا.
وكان ترامب أعلن في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد أن القوات الأمريكية نفذت هجوما جويا ناجحا على 3 منشآت نووية في إيران، مشيرا إلى أن المواقع التي قصفت تشمل فوردو ونطنز وأصفهان.
وقال ترامب إنه تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع النووي الأساسي في فوردو، مؤكدا أن موقع فوردو النووي انتهى.
وأشار ترامب إلى أن جميع الطائرات الأميركية أصبحت الآن خارج المجال الجوي الإيراني.