وام/تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" افتتحت دولة الإمارات مستشفى مادهول الميداني في ولاية شمال بحر الغزال بجمهورية جنوب السودان، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين من دولة الإمارات وجنوب السودان، والمنظمات الدولية.

ويأتي افتتاح المستشفى - بمتابعة مجلس الشؤون الإنسانية الدولية - في إطار الرسالة الإنسانية لدولة الإمارات نحو تنمية المجتمعات الأكثر حاجة، ومساعدة الشعوب التي تواجه صعوبات للحصول على الخدمات الحياتية الأساسية في مناطق تواجدها، خصوصاً خدمات الرعاية الصحية كضرورة مُلحة لتلقي العلاج المناسب والذي تحتاجه مختلف الفئات من الرجال والنساء والأطفال، لاسيما في ظل التحديات القائمة التي تواجه الكثيرين كانتشار أمراض الملاريا بسبب نقص الخدمات الطبية وتوفير الأدوية الملائمة.

وسيشكل مستشفى مادهول الميداني إضافة نوعية لقطاع الرعاية الصحية في جمهورية جنوب السودان الصديقة.

وفي كلمة ألقاها خلال افتتاح المستشفى، أكد معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان وزير دولة على أن المشروعات التنموية والإنسانية التي تنفذها دولة الإمارات تُشكل جزءًا لا يتجزأ من التزام الدولة نحو دعم جميع المجتمعات المُحتاجة، حيث تنفذ دولة الإمارات مبادراتها الإنسانية بشراكة وثيقة مع مختلف المنظمات الدولية ذات العلاقة، وبالتركيز على المشروعات ذات الأولوية العالمية مثل التعليم والرعاية الصحية.

وقال معاليه "إن افتتاح مستشفى مادهول الميداني تجسيد لإرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" لبذل الخير والعطاء، ويترجم الرؤية المُلهمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" للتضامن والإخاء من خلال معالجة التحديات الصحية ووضع الحلول المستدامة للكثير من المناطق التي تواجه نقصاً حاداً في الحصول على خدمات الرعاية الصحية المناسبة".

وأضاف معاليه: "تحرص دولة الإمارات في تنفيذها مختلف المشروعات الإنسانية والتنموية على بناء القدرات وتمكين الأفراد عبر تطوير المهارات، ولذا نحتفل اليوم مع الأصدقاء في جمهورية جنوب السودان بحصد ثمار العلاقات الثنائية المتميزة والقيم العميقة المُتجذرة، بالإعلان عن افتتاح مستشفى مادهول الميداني بسعة أولية تضم 100 سرير وعدة عيادات مُتخصصة لخدمة قرابة مليوني شخص من المجتمع المضيف، والجنوب سودانيين العائدين من السودان، واللاجئين السودانيين في ولاية شمال بحر الغزال".

وأشار معاليه إلى أن هذا المستشفى يعد الثالث الذي تقوم بتشييده دولة الإمارات لتوفير الخدمات الطبية للاجئين السودانيين في دول الجوار، حيث شيّدت مستشفييْن ميدانيّيْن في مدينتي أمدجراس وأبشي في تشاد.

وقال معاليه: "منذ تأسيسها، شكّل الدعم الإنساني وحماية المدنيين وخاصة من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء، محوراً رئيسياً في توجهات دولة الإمارات، كما أن موقفها تجاه الأزمة التي يمر بها السودان منذ أبريل 2023 واضح وراسخ، إذ أنّ تركيزها الأساسي انصبّ على معالجة الأزمة الإنسانية الكارثية وتبني نهج يعطي الأولوية لمطالب المدنيين ويعالج احتياجاتهم".

كما تطرق معاليه إلى التزام دولة الإمارات الثابت والدائم بدعم الجهود المبذولة لمعالجة هذه الأزمة الكارثية، وبالعمل الجماعي مع الشركاء الإقليميين والدوليين لضمان تحقيق الاستقرار والسلام للشعب السوداني الشقيق، تعبيرًا عن قيم التضامن الإنساني الراسخة في دولة الإمارات قيادةً وشعباً.

وأضاف معاليه: "جسد تعهد دولة الإمارات بمساعدات إنسانية إضافية بقيمة 200 مليون دولار أمريكي خلال "المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان" في أديس أبابا - وهو المؤتمر الأول بشأن السودان الذي يعقد هذا العام ليحدد المسار للمؤتمرات القادمة التي ستعقد لمساعدة الشعب السوداني - التزامها الراسخ والمتواصل بدعم الشعب السوداني الشقيق، حيث خصصت وقدمت منذ بدء الأزمة 600.4 مليون دولار لدعم الاستجابة الإنسانية، ليصل ما قدمته خلال السنوات العشر الماضية 3.5 مليار دولار من المساعدات الإنسانية للشعب السوداني ما يؤكد التزامها الراسخ بتقديم الدعم للمحتاجين خلال الأزمات".

من جانبه، أوضح سعادة سلطان محمد الشامسي نائب رئيس وكالة الإمارات للمساعدات الدولية أن العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين تشهد آفاقا جديدة من التعاون في مختلف المجالات والقطاعات، ويشكل قطاع الرعاية الصحية أولوية دولية تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة بالتركيز على الصحة الجيدة والرفاه من خلال توفير الممكنات الطبية كإنشاء المستشفيات العامة والمراكز التخصصية وتطوير النُظم الصحية، في إطار بناء القدرات وتنمية الكفاءات والتصدي للتحديات المستقبلية مثل تفشي الأمراض والأوبئة، وسيعمل مستشفى مادهول الميداني على توفير الرعاية الصحية الأولية والخدمات العلاجية الأساسية للكثير من الشرائح والفئات في منطقة مادهول والمناطق القريبة منها.

وبدوره، قال الدكتور همبهري كاراماجي ممثل منظمة الصحة العالمية في جنوب السودان: "نشكر الإمارات العربية المتحدة على جهودها الإنسانية الدولية الرائدة في تعزيز قطاع الرعاية الصحية في القارة الأفريقية عبر العديد من المشروعات والمبادرات، ومن بينها إنشاء المستشفيات لتلبية احتياجات ملايين الناس وتحسين الخدمات الصحية المختلفة، ونشهد اليوم افتتاح مستشفى مادهول الميداني كواحد من تلك المشروعات لخدمة الناس من مختلف المناطق المحيطة بما فيهم اللاجئون".

ومن جهته، قال معالي سايمون أوبر ماووات محافظ ولاية بحر الغزال في جمهورية جنوب السودان: "اليوم هي اللحظة التي انتظرناها سوياً، ونشكر دولة الإمارات على إنشاء مستشفى مادهول الميداني الذي سيعمل على معالجة التحديات الصحية في منطقتنا، فاليوم هو يوم تاريخي لسكان ولاية شمال بحر الغزال والإقليم بأكمله".

سفير الإمارات في جنوب السودان: افتتاح مستشفى "مادهول" استمرار لمبادرات الإمارات الإنسانية
أكد سعادة محمد سالم الراشدي، سفير الدولة الغير المقيم لدى جنوب السودان، أهمية الدور الإنساني الحيوي الذي تقوم به دولة الإمارات ومساهمتها في التخفيف من معاناة المحتاجين، موضحاً في الوقت نفسه، أن افتتاح مستشفى "مادهول" الميداني اليوم يأتي مواصلة للعديد من المبادرات التي قدمتها دولة الإمارات في المجالات الإنسانية والإغاثية والتنموية، وكذلك حرصها الدائم على توفير الاحتياجات الأساسية للمجتمعات المحتاجة في جنوب السودان التي تستضيف أيضا اللاجئين السودانيين.

وأوضح أن دولة الإمارات بفضل القيادة الرشيدة لا تتوانى عن تقديم المساعدة للمتضررين والمرضى المحتاجين في مختلف بقاع الأرض من خلال المبادرات الإنسانية التي تنفذها من خلال مختلف القطاعات الخيرية والإنسانية والطبية المعنية، الأمر الذي ساهم في ترسيخ مكانة الدولة كنموذج عالمي يحتذى به في مجالات العمل التطوعي الإنساني كافة.

وأضاف أن المستشفى الميداني سيكون له دور فعال في تقديم حزمة متكاملة من الخدمات الطبية والعلاجية لدعم الاحتياجات الصحية لسكان المنطقة والمناطق المجاور لها وكذلك للاجئين السودانيين، في نموذج مميز للعمل الإنساني الذي أرسى دعائمه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، طيب الله ثراه، ويواصل مسيرة العطاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.

تأهيل

وأفاد علي الفلاسي، مدير العلاقات الحكومية في برجيل القابضة، أن دولة الإمارات، راعت عند انشائها للمستشفى الميداني، تضمينه بمعهد متخصص، معني بتأهيل وتدريب الكوادر الطبية المحلية، يتولى مهام رفد القطاع الصحي بالكوادر الطبية المتخصصة، بما يساهم في تعزيز الجهود الرامية إلى خلق بيئة أكثر استدامة واستمرارية في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية.

وأوضح ان المرحلة الأولى من عملية التدريب والتأهيل، شملت 35 طبيباً وممرضا، بواقع 20 طبيبا وطبيبة و15 ممرضا وممرضة، لافتاً في الوقت نفسه، بان المرحلة المقبلة من المقرر ان يتم تدريب نحو 65 طبيباً وممرضا.

وقال إن افتتاح المستشفى، يعكس الرؤية الإنسانية لدولة الإمارات في تقديم المساعدات وتعزيز الرعاية الصحية للإشفاء السودانيين، كما يشكل امتداداً لرؤية قيادة الدولة الرشيدة ومشاريع ومبادرات هيئاتها ومؤسساتها على مستوى المنطقة والعالم، في دعم وتمكين القطاعات الأكثر حيوية وتأثيراً على حياة الناس مباشرة وخصوصاً القطاع الصحي.

وأفاد بان دولة الإمارات رسمت عبر حزمة مبادراتها الإنسانية نموذجاً إغاثياً إنسانياً، أرسى دعائمه القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وسار عليه كافة قيادات وطننا الغالي، جاعلين الإمارات تتبوأ العديد من المراكز المتقدمة في مجالات العمل الخيري والإنساني.

ويضم المستشفى مركزاً لإدارة تفشي الأمراض المعدية، مع جناح عزل مخصص ومتخصصين طبيين مدربين على بروتوكولات الوقاية من العدوى واستخدام معدات الوقاية الشخصية وإجراءات عزل المرضى، كما يمتلك المستشفى خطة استجابة شاملة للطوارئ للكوارث الطبيعية.

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی جنوب السودان الخدمات الطبیة الرعایة الصحیة دولة الإمارات افتتاح مستشفى الإمارات فی بحر الغزال آل نهیان من خلال

إقرأ أيضاً:

جهاز الأمن في جنوب السودان يصادر أجهزة وزيرة الداخلية

أجراء جهاز الأمن في جنوب السودان ضد أنجلينا تينج يجعلها قيد الاعتقال العلني والحبس الفعلي- وفق مسؤولين في المعارضة.

التغيير: وكالات

كشف مسؤولون في المعارضة، أن جهاز الأمن الوطني في جنوب السودان، صادر هاتفًا ذكيًا وجهاز كمبيوتر ومودم إنترنت من أنجلينا تينج، وزيرة الداخلية وزوجة نائب الرئيس الأول المعتقل رياك مشار.

تقيم تينج، العضوة البارزة في حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة بزعامة مشار، في مقر إقامة زوجها الرسمي.

صرح بال ماي دينق، المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة، لراديو تمازج يوم الأحد، بأن عناصر الأمن صادروا أجهزتها لتقييد اتصالاتها وحركتها.

وأضاف “الإجراء المتخذ اليوم [الأحد] لمصادرة أجهزتها هو منعها من التنقل، مما يميز وضعها عن كونها قيد الاعتقال العلني والحبس الفعلي”.

زعم بال، الذي يشغل أيضًا منصب وزير الري في جنوب السودان، أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود تقويض اتفاق السلام المُنشط لعام 2018.

وقال إن مسؤولين آخرين في الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة، بمن فيهم نواب البرلمان، مُنعوا من مغادرة البلاد.

وأضاف بال أن دوافع جهاز الأمن الوطني لا تزال غير واضحة، لكنه أعرب عن قلقه بشأن سلامة تينج ومشار، مشيرًا إلى أنها كانت الشخص الوحيد الذي يقيم معه في منزلهما.

وأكد مسؤول كبير آخر، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، لراديو تمازج أن قوات الأمن صادرت أجهزة تينج.

وقال المسؤول “يصعب الآن على السيدة أنجلينا التواصل؛ لأن هاتفها قد سُرق. صادر مسؤولو الأمن الهاتف والكمبيوتر المحمول ومودم الإنترنت الذي كانت تستخدمه للوصول إلى الإنترنت”.

وأضاف المسؤول أن خدمة الإنترنت انقطعت عن منزل مشار عقب اعتقاله في مارس، مما أجبر تينج على الاعتماد على مودم.

وكانت تينج تقيم في قسم منفصل من المنزل منذ 26 مارس لتزويد مشار بالطعام والضروريات.

وقال المسؤول “أبلغ جهاز الأمن الوطني أنجلينا في البداية أنها ليست قيد الإقامة الجبرية مثل مشار، لكنها اختارت عدم المغادرة خوفًا من منعها من العودة”.

ولم يتسن الوصول إلى المتحدث باسم جهاز الأمن الوطني، ديفيد جون كوموري، للتعليق.

اشتد التوتر بين الرئيس سلفا كير ومشار – الموقعين على اتفاق السلام لعام 2018 – في الأشهر الأخيرة.

ويُنذر انهيار اتفاق تقاسم السلطة بينهما بإعادة إشعال حرب أهلية أودت بحياة ما يقرب من 400 ألف شخص بين عامي 2013 و2018.

ويقول حزب مشار إن اعتقاله واحتجاز حلفائه قد “ألغيا” اتفاق السلام فعليًا، وحذّرت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (يونميس) من أن البلاد “على شفا الانزلاق إلى صراع واسع النطاق”.

وحثّت سفارات الولايات المتحدة وسفارات غربية أخرى في جوبا كير على “التراجع عن هذا الإجراء ومنع المزيد من التصعيد”.

ولم تستجب حكومة جنوب السودان للدعوات الدولية للإفراج عن مسؤولي الحركة الشعبية لتحرير السودان (المعارضة) المعتقلين، بمن فيهم مشار، أو لاستئناف الحوار لتخفيف التوترات.

الوسومأنجلينا تينج اتفاق السلام المنشط الحركة الشعبية بال ماي دينق جنوب السودان جهاز الأمن رياك مشار سلفا كير وزير الري

مقالات مشابهة

  • وسط تحذيرات أممية وتصاعد الأزمة الإنسانية.. خطر المجاعة يخيم على جنوب الخرطوم
  • تحذير أممي من تفشي المجاعة جنوب الخرطوم
  • خروج مستشفى الأمل في خانيونس عن الخدمة
  • بيان صادر عن مكتب الإعلام الدولي بدولة قطر رداً على التقارير المفبركة التي تم تداولها على وسائل الإعلام الإسرائيلية
  • أطباء بلا حدود تغلق مستشفى تعرض للسطو بجنوب السودان
  • تحذير أممي من المجاعة جنوب الخرطوم
  • وفاة شيخ قبلي تدهورت حالته الصحية في سجن لحلفاء الإمارات في عدن
  • جهاز الأمن في جنوب السودان يصادر أجهزة وزيرة الداخلية
  • المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة 6 يجري عملية جراحية لإنقاذ حياة طفل
  • دا أحد أثمان المشاركة الضارة في حرب السودان يا ديبي الإبن!