تعد العلاقة بين جمال الدين الأفغاني، والشيخ محمد عبده واحدة من أبرز التحالفات الفكرية في التاريخ الإسلامي الحديث، حيث جمعتهما رؤية إصلاحية تهدف إلى تجديد الفكر الإسلامي ومواجهة الاستعمار، لكنها انتهت بخلاف فكري وسياسي كبير. 

ورغم الاختلاف الذي نشأ بينهما لاحقًا، فإن تأثيرهما المشترك لا يزال حاضرًا في الفكر الإسلامي حتى اليوم.

جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده 


التقى الأفغاني وعبده لأول مرة في مصر خلال سبعينيات القرن التاسع عشر، حيث تأثر محمد عبده بشخصية الأفغاني وأفكاره الداعية إلى النهضة الإسلامية والوحدة بين المسلمين، وجد عبده في الأفغاني نموذجًا للمفكر الحر الذي يربط بين الإصلاح الديني والسياسي، بينما رأى الأفغاني في عبده تلميذًا نابهًا قادرًا على نشر أفكاره بين العلماء والمثقفين.

 سرعان ما أصبح الاثنان من أبرز وجوه التيار الإصلاحي في مصر، وساهما معًا في إصدار صحيفة “العروة الوثقى”، التي كانت منبرًا لنشر أفكارهما حول مقاومة الاستعمار والدعوة للوحدة الإسلامية.

لكن رغم هذا التحالف القوي، بدأ الخلاف يدب بينهما بعد نفي الأفغاني من مصر عام 1879، إذ اتخذ كل منهما مسارًا مختلفًا.

 ظل الأفغاني متمسكًا بالعمل السياسي الثوري ودعا إلى مواجهة الاستعمار بالقوة، بينما أصبح محمد عبده أكثر ميلًا إلى الإصلاح التدريجي، حيث رأى أن النهضة تبدأ من إصلاح التعليم والمؤسسات الدينية دون الدخول في صدام مباشر مع السلطات، هذا الاختلاف تجسد بوضوح عندما اختار الأفغاني المواجهة مع الخديوي توفيق والسلطان العثماني عبد الحميد الثاني، بينما فضل عبده التعاون مع السلطة لتحقيق الإصلاح من داخلها.

مع مرور الوقت، زاد التباعد بين الرجلين، وظهرت بينهما انتقادات متبادلة.

 رأى الأفغاني أن نهج محمد عبده في الإصلاح كان بطيئًا وغير فعال، بينما اعتبر عبده أن أسلوب الأفغاني الثوري لم يكن عمليًا وقد يجر على المسلمين مزيدًا من الأزمات، رغم ذلك، لم ينكر أي منهما تأثير الآخر، وظلت أفكارهما متقاطعة في كثير من القضايا

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: محمد عبده المؤسسات الدينية الخديوي توفيق التيار الإصلاحي جمال الدين الأفغاني السلطان العثماني المزيد محمد عبده

إقرأ أيضاً:

غرفة تجارة حمص تنتخب رئيسها وأعضاء مكتبها التنفيذي الجديد

حمص-سانا

انتخب مجلس إدارة غرفة تجارة حمص، محمد أيمن محمد مطيع رسلان رئيساً للغرفة، وكلاً من غزوان غالي نائباً أول لرئيس الغرفة، ورسول حسواني نائباً ثانياً للرئيس.

كما انتخب المجلس، خليل حايك أميناً للسر، ومحمد ألفين خازناً للغرفة وشكري الجندلي ومحمد نور الحسامي عضوين في المكتب التنفيذي للغرفة، إضافة إلى أعضاء مجلس إدارة الغرفة، وهم محمد بشار السباعي وهيثم الموسى وهادي الفيصل وفراس خليل وميشيل داود وعبد القادر سليمان وعبد الباري المسموم وعبد القهار الدروبي ومحمد سمير أتاسي ووائل برغل.

وجرت عملية الانتخاب بحضور مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حمص وائل برغل مندوباً عن وزارة الاقتصاد والصناعة، ومدير غرفة تجارة حمص فارس الحسامي، وذلك خلال اجتماع ترأسه محمد بشار السباعي بصفته أكبر الأعضاء سناً في مجلس إدارة الغرفة المعين حديثاً.

وأكد السباعي خلال افتتاح الجلسة على دور مجلس الإدارة الجديد، باعتباره لبنة قوية في دعم وبناء الاقتصاد الوطني، واستمرار التجدد الذي تعيشه سوريا منذ الثامن من كانون الأول الماضي، ما يسهم في مسيرة التعافي والبناء.

وبعد توقيع جميع الحاضرين على محضر الجلسة الانتخابية، سيتم رفع المحضر إلى وزير الاقتصاد والصناعة أصولاً للمصادقة عليه، وإرسال نسخة إلى رئيس اتحاد غرف التجارة السورية.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • 24 ساعة دامية في سوهاج.. طعنات وخلافات دمرت صلة الدم والجيرة
  • بسبب «إنت مش جاي معايا».. هل تشتعل أزمة بين كزبرة ومحمد رمضان؟
  • غرفة تجارة حمص تنتخب رئيسها وأعضاء مكتبها التنفيذي الجديد
  • بالأسماء.. القائمة الكاملة لـ أبطال فيلم الست لما
  • محلل سياسي لبناني: مصر الراعي الأخوي والعربي لكل اللبنانيين
  • مع إني طلالي.. تركي آل الشيخ يصف صوت محمد عبده بـ الإعجازي
  • تشيع شهيد الواجب عبده قاسم الذي ارتقى جراء العدوان الإسرائيلي على ميناء الصليف بالحديدة
  • الحكومة: نستهدف خفض الدين العام لـ 85% من إجمالي الناتج المحلي
  • خفض الدين وسعر صرف مرن.. مدبولي: برنامج الإصلاح الاقتصادي يحظى بدعم صندوق النقد
  • تأجيل إعادة إجراءات محاكمة 9 متهمين بـ "فض اعتصام رابعة"