في صباح كل يوم، كان يذهب أمين الشرطة عمر منازع إلى عمله كأنه يحمل على عاتقه أمل وطن بأسره، لم يكن مجرد رجل في زيه، بل كان أسطورةً تسير على قدميه في شوارع الوطن، يجسد المعنى الحقيقي للتضحية والشجاعة. عمر، ذلك الشاب الذي نشأ في قلب سوهاج، في قرية "شطورة"، كان محبوبًا من الجميع عاش ببساطة وهدوء لكنه حمل في قلبه عزيمة لا تعرف التراجع.

عمل عمر بقطاع الحماية المدنية في مديرية أمن سوهاج، وكانت محطات عمله شاهدة على تفانيه في تقديم الخدمة للوطن، ولكن عندما كان نداء الواجب يدعوه، لم يتردد في أن يخطو خطوة نحو التحدي الأكبر، انتدب إلى شمال سيناء، ليكون جزءًا من كتيبة الأبطال التي تصدّت بعزم لا يلين للإرهاب، تواجه الرصاص بشجاعة تساوي شرف الأرض.

"دماؤهم لن تذهب هدراً" كان يردد عمر دائمًا عن زملائه الذين سبقوه إلى الشهادة، وفي حديثه كان يربط بين التضحيات وبين الأمل في غدٍ أفضل، لكن القدر كان له موعد مع عمر، ليتحقق شرف الشهادة في لحظة من لحظات الحياة الحاسمة، لتصعد روحه إلى بارئها، وتظلّ ذكراه خالدة في ذاكرة الوطن.

في يوم وداعه، ودعته قريته "شطورة" بحزن، لكنهم كانوا يعلمون أن هذا البطل سيظل حيًا في قلوبهم، وأن تاريخه لن يتبدد مع مرور الزمن.

وكانت جنازته مهيبة، مليئة بالفخر والاعتزاز، ودموع أهالي قريته الذين فقدوا واحدًا من أخلص أبناءهم، ولكنهم في نفس الوقت فخورون بما قدمه للوطن. كان عمر منازع لا يبحث عن المجد، بل كان رجلًا من رجال الواجب الذين لا يطلبون جزاءً ولا شكورًا.

اليوم، وعلى الرغم من رحيله، تظل روح عمر منازع ترفرف في سماء الوطن، بطلًا في الذاكرة، واسمًا لا يغيب عن الأذهان، ففي كل زاوية من زوايا هذا الوطن، هناك شهيد مثل عمر، يروي قصة التضحية والعطاء، ويظل شعاع الأمل في قلب كل من يؤمن أن الوفاء للوطن لا ينتهي، حتى وإن غابت الأجساد.

في قلب هذا الوطن الذي لا ينسى أبنائه، يظل شهداء الشرطة رمزًا للتضحية والفداء، ويختصرون في أرواحهم أسمى معاني البذل والإيثار، رغم غيابهم عن أحضان أسرهم في شهر رمضان، يبقى عطاؤهم حاضرًا في قلوب المصريين، فالوطن لا ينسى من بذل روحه في سبيل أمنه واستقراره.

في رمضان، حين يلتف الجميع حول موائد الإفطار في دفء الأسرة، كان شهداء الشرطة يجلسون في مكان أسمى، مكان لا تدركه أعيننا، ولكنه مكان لا يعادل في قيمته كل الدنيا؛ فإفطارهم اليوم سيكون مع النبين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا.

ومع غيابهم عن المائدة الرمضانية في بيوتهم، يظل الشعب المصري يذكرهم في صلواته ودعواته، تظل أسماؤهم محفورة في ذاكرة الوطن، وتظل أرواحهم تسكن بيننا، تعطينا الأمل والقوة لنستمر في مواجهة التحديات.







مشاركة

المصدر: اليوم السابع

كلمات دلالية: شهداء شهداء الشرطة شهداء الوطن الداخلية اخبار الداخلية وزارة الداخلية افطارهم في رمضان قصص الشهداء اسر الشهداء حوادث اخبار الحوادث

إقرأ أيضاً:

قطر يواجه تونس في مباراة الأمل الأخير بكأس العرب

يواجه منتخب قطر منافسه تونس اليوم، اليوم ضمن منافسات الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات من بطولة كأس العرب التي تستضيفها الدوحة.

وتقام مباراة منتخب قطر ضد تونس اليوم في تمام الساعة السابعة مساء بتوقيت القاهرة.

ويسعى منتخب قطر لتحقيق الفوز وحصد ثلاث نقاط على أمل الحفاظ على فرصة ضئيلة للتأهل اربع النهائي بعد الخسارة في الجولة الأولى أمام فلسطين قبل التعادل أمام سوريا

ويدخل منتخب تونس المباراة بنقطة وحيدة بعد الخسارة أمام سوريا وتعادل امام فلسطين وفرص للتأهل صعبة ويحتاج الفوز ايضا للحفاظ عليها.

ويتصدر منتخب فلسطين ترتيب المجموعة الأولى بكأس العرب برصيد 4 نقاط، متفوقا على منتخب سوريا صاحب المركز الثاني بفارق الأهداف المسجلة، بينما جاء منتخبا قطر وتونس في المركز الثالث والرابع برصيد نقطة واحدة في رصيدهما.

ويملك منتخبا فلسطين وسوريا مصيرهما من أجل التأهل للأدوار الإقصائية في المسابقة، التي تواصل فعالياتها حتى 18 ديسمبر الجاري، حيث يكفيهما التعادل لبلوغ دور الثمانية، دون النظر لنتيجة اللقاء الآخر بين قطر وتونس.

ويبدو الأمر على النقيض تماما لمنتخبي قطر وتونس، فسوف يتنافسان على حصد النقاط الثلاث، للحفاظ على حظوظهما في الصعود، أملا في انتهاء مباراة فلسطين وسوريا بفوز أحد الفريقين على الآخر.

طباعة شارك منتخب قطر منتخب تونس تونس ضد قطر كأس العرب منتخب قطر ضد تونس

مقالات مشابهة

  • قطر يواجه تونس في مباراة الأمل الأخير بكأس العرب
  • تعلن محكمة جنوب غرب الأمانة أن الأخ عمرو خالد الحوالي تقدم بطلب تصحيح اسمه
  • تعلن محكمة جنوب غرب الأمانة أن الأخ زكي محمد زكري تقدم بطلب تصحيح اسمه
  • المخرج محمد دياب: محمد رمضان رقم واحد في المسلسلات بلا منازع
  • بايدن يوجه نصيحة إلى الأشخاص الذين يشعرون بالإحباط من ترامب
  • محمد دياب: محمد رمضان رقم واحد في المسلسلات بلا منازع
  • مصطفى حسني لمتسابق بدولة التلاوة: أعدت نوع قراءة كاد يختفي في جيلي
  • نساء الجنة.. مشاركة المؤمنات في نعيم أزواجهن في الآخرة
  • أنواع التابعين الذين يمكن إضافتهم أثناء طلب دعم الضمان الاجتماعي
  • سامي الجميل: نأمل أن يكون لدينا الشجاعة للمتابعة للنهاية لاستعادة الدولة